جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سِلْسِلَةُ رَدُ شُبُهَاتِ الرَوَافِضِ
الشُّبهةُ الأولي: (حديثُ الكساءِ). نذكرُ أولًا رواياتِ الحديث: 1- روى مسلمٌ في صحيحه: حدثنا أبو بكرِ بن أبى شيبة ومحمدٌ بن عبد الله بن نمير _واللفظ لأبي بكرٍ_ قالا حدثنا محمدٌ بن بشرٍ عن زكريا عن مصعب بن شيبة عنصفية بنت شيبة قالتْ: قالتْ عائشة:(رضي الله عنها) خرج النبيُ ( صلَّى الله عليه وسلم ) غداةً و عليه مِرْط(كساء من صوف أو خزّ أو كتان يؤتزر به)مرحّل(ضرب من برود اليمن)من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءتْ فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الأحزاب:33)" (رقم الحديث:2424). 2- عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ( صلَّى الله عليه وسلم ) قال: لما نزلت هذه الآية على النبي ( صلَّى الله عليه سلم) "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الأحزاب:33)في بيت أم سلمة، فدعا فاطمةَ وحسنًا وحسينًا، وعلي خلف ظهره، فجللهمبكساء، ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً". قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: "أنت على مكانك وأنت إلي خير".أخرجه الترمذي (ج5/ص351 ح3205 _ ج5/ص663 ح3787)، قال الترمذي بعده (هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث عطاء، عن عمر بن أبي سلمة)، وصححه الألباني. والروايات الصحيحة الأخرى التي وردتْ لا تخرج عن معني السابقتين لذا اكتفينا بهاتين. وقد استدل الرافضة بهذه الروايات علي أن آل بيت النبي هم فقط من كانوا تحت هذا الكساء، وأن آية التطهير هذه لم تنزل إلا فيهم، وأنها تعني العصمة، ولرد كلامهم هذا نقول وبالله التوفيق. أولاً: استدلال الروافض بتلك الأحاديث يدلنا عن دين القوم، وأنهم يُسَخِّرُون أي شيءٍ في سبيل خدمة كذبهم وافتراءهم حتي لو خالف هذا معتقدهم، وهذا دأب أهل الباطل جميعًا ودومًا، لذلك نجد الروافض قد استدلوا بأحاديث في كُتُبِنَا مع عدم إيمانهم بها فمنها ما هو في صحيح الترمذي وغيره، وأشهر الرويات في صحيح مسلم وهو عندهم من النواصب، وروته عائشة (رضي الله عنها) التي يتهمونها بكراهية آل بيت علي (رضي الله عنهم). وإنَّ استدلالهم بهذه الأحاديث التي رواها أهل السُّنَّةِ يُلْزِمهم أحدَ أمرين وكلاهما يُبْطِلُ دينَهم: 1- إما أن يقبلوا بكل الأحاديث الصحيحة التي رويتْ في كتب أهل السنة، وأخرجها مسلم وروتها عائشة، وفي هذه الحالة يسقط دينهم لأن السنة تنقض كل معتقداتهم، ومنها حصرهم آل البيت في علي وآله. 2- وإما ألا يستدلوا بهذه الأحاديث حيث لا يجوز الأخذ من كُتُبِنَا فقط بقدر الهوى والشهوة، فإن استدللتم ببعض ما فيها فاستدلوا بكل ما فيها من الصحيح، أو اتركوا جميعها وبالتالي لن يجدوا رواية صحيحة توضح حديث الكساء (وهذا ما سنوضحه في النقطه الثانية) من كتبهم، فيسقط حصرهم لآل البيت في علي وآل بيته، وتَسْقُط الإمامة بالتالي ويهدم دينهم. ثانياً: يعجزُ أيُ رافضيٍ أنْ يأتيَ بروايةٍ صحيحةٍ من كتبه في حديث الكساء، بينما أهل السنة يثبتون ما ورد في حديث الكساء من رواياتٍ صحيحةٍ، فما عندنا من الحق لا نأنف ولا نستحي من ذكره، ولا نخشي فيه لومةَ لائم، لكن الفرق بيننا وبينهم أنَّنا نُثْبِتُ ونتبع فهم سلفنا الصالح فيما أثبتنا من أدلة، ولا نأتي بأقوالٍ زائفةٍ لا مستندَ لها من الشرع، بل تستندُ إلي الهوى، وكل ما رُوي في كتبهم من رواياتٍ عن حديث الكساء فباطلٌ غير صحيح، وأشهر ما رُوي رواية فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) والحديث طويل نوردُ جزءًا منه، (عن جابرٍ بن عبد الله الأنصاري، عن فاطمة الزهراء (عليهاالسلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال سمعتُ فاطمةَ أنهاقالت: "دخل عليَّ أبي رسول الله في بعض الأيام فقال: "السلام عليكِ يا فاطمة"،فقلت: عليكَ السلام، قال: "إنَّي أجدُ في بدني ضُعفا"، فقلتُ له: أعيذُكَ باللهيا أبتاهُ من الضُعف، فقال: "يا فاطمة أأتيني بالكساء اليماني فغطيني به".فأتيته بالكساء اليماني فغطيته به، وصرت أنظرُ إليه وإذا وجهه يتلألأ كأنهالبدر في ليلة تمامه وكماله...) الحديث. ومن قرأ هذا الحديث من أهل العقول المُتدبِّرة يجد فيه من الكذب علي الزهراء ما يستحي منه الطفل الصغير، وقد بلغ الحال بالشيعة من الشرك بسبب هذا الحديث مبلغه، ونذكر علي سبيل المثال هذه الرواية، "رواية حديث الكساء، مسألة: يستحب رواية حديث الكساء بصورة خاصة, وقد جرت عادة كثير من المؤمنينمنذ مئات السنين على رواية هذا الحديث في المحافل والمجامع بقصد التبركوقضاء الحوائج (1)". ____________ (1)- السيد محمد الشيرازي, المجلد الأول من (من فقه الزهراء). وهذه الرواية عن فاطمة باطلةٌ، ولن أوردَ هنا أقوالَ أهل السنةِ في إبطالها، بل سأوردُ قول عالمٍ من علماءِ الروافض يبطل هذه الرواية وهو المرجع الشيعي (محمد حسين فضل الله). سُئِلَ المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله في موقعه "بينات": س: سمعنا أنكم تقولون عن حديث الكساء ((إن صحت الرواية))، فهل تشككون في الرواية؟ ج: هناك حديث الكساء المتواترأو المستفيض بين السنة والشيعة ومفاده أن النبي (صلي الله عليه وسلم) جاء إلى بيت أم سلمةوضم إليه الحسن والحسين وفاطمة ومعهم علي (رضي الله عنه) ونزلت هذه الآية {إِنَّمَايُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِوَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[ الأحزاب/33] وهذا لا إشكال فيه، بل هو قطعي،ولكن هناك حديثاً ملحقاً بمفاتيح الجنان ولم يروه الشيخ عباس القمي ولاغيره إلاً صاحب (عوالم العالم) ورواه عن علماء لم يذكرهم أحد، وفي هذهالرواية أو الحديث تفاصيل من قبيل ((ما خلقت سماءً مدحية .. )) فهذاالمقصود من حديثي بأنه غير صحيح، لأنه غير ثابت السند، لا أصل حديث الكساء،بل ذلك – أي حديث الكساء - كما قلت متواتر أو مستفيض. فكفي بالشيعة بهتاناً رؤيتهم لهذا الإبطال، وإن أصروا الإعراض فالله بيننا وبينهم، ورابط الرواية موجودٌ عندي، لكني لم أضعه نظرًا لقوانين المنتدي، فإنْ سمحتْ لنا الإدارةُ وضعناه، وإلا فمن بحث في الشبكة سيجدها بكل يُسْرٍ وسَهُولة. ثالثاً: بالنسبةِ للدلالة فقد ذكرنا أنفًا أنَّ الروافضَ استدلوا بالرواياتِ علي حصر آل البيت فيمن شملهم الكساء فقط، وهذا بلا شك باطلٌ ولا يفهم هذا من الكلام فمثلاً: لو أنَّني قابلتُ صديقًا لي ومعي ثلاثةُ إخوة فقلتُ له، هؤلاء إخواتي، فلا يفيد ذلك أنه ليس لي إخواة غيرهم، بل جمعتهم لأن الموقف تطلب ذلك، والأدلةُ كثيرةٌ ومستفيضةٌ علي أن آل بيت النبي ليسوا فقط من دخل تحت الكساء، وأن نساء النبي من آل بيته أيضًا، وقد دَلَّ الشرعُ واللغةُ والعرفُ والعقلُ علي ذلك. 1- دليل الشرع: _ قال تعالى حكايةً عن موسي (عليه السلام): "فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ"(القصص: 29)، ولم يكن معه سوي زوجته ابنة الرجل الصالح. _ قال تعالى حكاية عن السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم (عليهما السلام) "قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا" (هود: 72)، فأجابتها الملائكة"أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمةُُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ" (هود: 73). _ وقد خاطبتْ امرأة العزيز زوجها فقالت: "مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا" أي زوجتك. _ وفي العموم فإنَّ لفظة أهل البيت تعني سكنة البيت المجتمعين فيه، كما أخبرنا الله تعالى عن سيدنا يوسف (عليه السلام) حين قال لإخوته: "وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ" (يوسف: 93)، بيّن الله تعالى أنهم كانوا أباه وزوجة أبيه وإخوته، وذلك بقوله:"فَلَمَّادَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوامِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَىالْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا" (يوسف/99-100). _ وقدْ روي مسلمٌ في صحيحه عن يزيد بن حيان قال:انطلقتُ إلىزيد بن أرقمٍ فقال: قام فينا رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بماءٍ يدعى خمابين مكةَ والمدينةِ و حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال:"أمابعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وإنيتارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب اللهوخذوا به"فحث عليه ورغب فيه ثم قال""وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي"قال حصين: يا زيد من أهل بيته؟أليست نساؤه من أهل بيته؟ قال:بلى, إن نساؤه من أهل بيته،ولكن أهل بيته الذين ذكرهم من حرموا الصدقة بعده, قال: ومن هم؟ قال:آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس, قال: وكل هؤلاء حرموا الصدقة؟قال: نعم. انتهي. 2- دليل اللغة: _ قال الخليل:أهلالرجل زَوْجُه. والتأهُّل التّزَوّج. وأهْل الرّجُل أخصُّ النّاسِ به. وأهل البيت: سُكّانه. ومِن ذلك: أَهْلُ القُرَى: سُكَّانُها. وتأهل: تزوج، ورجلآهل.وفي الحديث: " أنه أعطى العزب حظاً وأعطى الآهل حظين ". وآهلك الله في الجنة إيهالاً: زوجك". انتهي. _ قال الرَّاغِبُ وتَبِعه المُناويُّ:أَهْلُالرجُلِ في الأصل: مَن يَجمعُه وإيَّاهُم مَسْكَنٌ واحِدٌ ثمّ تُجُوِّزَبه فقيلِ: أهلُ بَيْتِه: مَن يَجْمعُه وإيّاهُم نَسَبٌ. انتهي. وعلي هذا فلفظ "أهل البيت" يتضمن الزوجة أولاً، ثم من يشتمل عليه البيت من الأبناءوالبنين والأب والأم وغيرهم ثانياً. ثم يتسع - من بعد - ليعم الأقاربثالثاً. 3- دليل العرف: _ وإطلاقلفظ (الأهل) والمراد منه الزوجة أمر متعارف عليه إلى اليوم: يقول الرجلمثلا: ( جاءت معي أهلي ) يقصد زوجته والناس تفهم منه ذلك. 4- دليل العقل: _ إذْكل رجل إنما يبدأ بيته بزوجته وكل عائلة تبدأ بأب وأم أو رجل وامرأة هيزوجته وهنا يصح إطلاق لفظ (الأهل) على الزوجة حتى قبل مجيء الأولاد وحتى لولم يكن عند الرجل أب أو أم أو أخوة. فالزوجة أول شخص في البيت يطلق عليهاسم (الأهل) فهي أول أهل بيت الرجل أو أهل البيت . ولذلك قيل للزوجة: (ربة البيت) فهي ليست أهله فحسب أو من أهل بيته وإنما هي ربة هذا البيت . ثبت بهذا أن أزواج النبي (صلي الله عليه وسلم) من أهل بيته، بل إنهم أخص أهل بيته كما اتضح من الشرع واللغة والعرف والعقل، والروافض أنفسهم لا يَقْصِرُون أهل بيت النبي علي من كان تحت الكساء فأئمتهم بعد عليٍ والحسن والحسين، لم يكونوا تحت الكساء، مثل: (علي زين العابدين، والباقر، والكاظم، والصادق، إلخ.....) فكلهم لم يشملهم الكساء ومع هذا يعدونهم من آل البيت، بل ومن الأئمة المعصومين، فهم أصلاً لم يلتزموا ما استدلوا به. خامساً: استدلالهم بآية التطهير علي العصمةِ باطلٌ ساقطٌ، وإلا فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في أهل بدرٍ (وكانوا ثلاثمائة وسبعة عشر صحابي علي الصحيح): "إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ" (الأنفال: 11). فيلزم عصمة هؤلاء الأصحاب علي قول الروافض، وهذا لم يقل به أحدٌ لا منَّا ولا منهم. وقال تعالى: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴿32﴾ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الأحزاب: 33،32)، وكلُ الخطاب في الآيتين لنساء النبي، فهذه الآية نزلت في نساء النبي، وقد رُوي عن عكرمةَ (رحمه الله) أنه قال: أُباهلُ أن هذه الآية نزلت في نساء النبي. إذن نساء النبي معصومون علي تفسير الروافض لآية التطهير بالعصمة، وهذا أيضاً لم يقل به أحدٌ لا منَّا ولا منهم. سادساً: يعتقد الرافضة أن أئمتهم معصومون من قبل الخلق، فقد خلقوا معصومين، فهم إذن لا يحتاجون لتجديد عصمة، فلماذا دعى النبي لهم بالعصمة إذن؟! هل هذا الدعاء مجرد تحصيلُ حاصلٍ؟! فليس في الآية دليل علي العصمة أو الدعوة لهم بها، بل دعى لهم النبي بأن يطهرهم الله من الرجس، وقد أمر الله جميع المؤمنين أن يذهبوا عن أنفسهم الرجز، فقال تعالى: "يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴿1﴾ قُمْ فَأَنْذِرْ ﴿2﴾ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴿3﴾ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴿4﴾ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ" (المدثر: 1/5). وقال تعالى: "فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ" (الحج: 30). سابعاً: بعض أقوال أهل العلم في حديث الكساء: _ قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله): وأما حديث الكساء فهو صحيح رواه أحمد والترمذي من حديث أم سلمة ورواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة. وقال أيضاً (رحمه الله): ولم يكن ذلك لأنهم أفضل الأمة، بل لأنهم أخص أهل بيته، اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. انتهي. _ وفي التحرير والتنوير: وقدتَلَقَّفَ الشيعةُ حديثَ الكساءِ فغصبوا وصف أهل البيت وقصروه على فاطمة وزوجهاوابنيهما عليهم الرضوان وزعموا أن أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) لَسْنَ منأهل البيت وهذه مصادمةٌ للقرآنِ بجعلِ هذه الآية حشوًا بين ما خوطب به أزواجالنبي. وليس في لفظِ حديثِ الكساءِ ما يقتضي قصر هذا الوصف على أهل الكساء إذ ليس في قوله "هؤلاء أهل بيتي" صيغة قصر وهو كقوله تعالى "إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي" (الحجر: 68) ليس معناه ليس لي ضيفًا غيرهم وهو يقتضي أن تكون هذه الآية مبتورة عما قبلها وما بعدها. ويظهر أن هذا التوهم من عصر التابعين وأن منشأه قراءة هذه الآية على الألْسُنِ دون اتصالٍ بينها وبين ما قبلها وما بعدها. ودليل ذلك ما رواه المفسرون عن عكرمة أنه قال: من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأنه قال أيضا: ليس بالذي تذهبون إليه إنما هو نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنه كان يصرخ بذلك في السوق . وحديث عمر بن أبي سلمة صريحٌ في أنَّ الآية نزلتْ قبلَ أنْ يدعو النبيُ الدعوةَ لأهلِ الكساءِ وأنَّها نزلتْ في بيتْ أم سلمة، وأما ما وقع من قول عمر بن أبي سلمة أن أم سلمة قالت: وأنا معهم يا رسول الله ؟ . . فقال: " أنت على مكانك وأنت على خير". فقد وهم فيه الشيعة فظنوا أنَّه منعها من أنْ تكونَ من أهل بيته وهذه جهالة لأنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) إنما أراد ما سألته من الحاصل لأن الآية نزلت فيها وفي ضرائرها فليست هي بحاجةٍ إلى إلحاقها بهم فالدعاء لها بأن يذهب الله عنها الرجس ويطهرها دعاء بتحصيل أمر حصل وهو مناف بآداب الدعاء، كما حرره شهاب الدِّين القرافي في الفرْق بين الدعاء المأذون فيه والدعاء الممنوع منه فكان جواب النبي (صلى الله عليه وسلم) تعليما لها. وقد وقع في بعض الروايات أنه قال لأم سلمة: "إنك من أزواج النبي". وهذا أوضح في المراد بقوله "إنك على خير" . انتهي. _ وقال الإمام الشوكاني فى نيل الأوطار: الحديث احتج به طائفةٌ من العلماء على أنَّ الآل هم الأزواج والذرية ووجهُهُ أنه أقام الأزواج والذرية مقام آل محمد في سائر الروايات المتقدمة. واستدلوا على ذلك بقوله تعالى "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الأحزاب:33) لأن ما قبل الآية وبعدها في الزوجات فأشعر ذلك بإرادتهن وأشعر تذكيرالمخاطبين بها بإرادة غيرهن. وبين هذا الحديث وحديث أبي هريرة الآتي من هم المرادون بالآية وبسائر الأحاديث التي أجمل فيها الآل ولكنه يشكل على هذا امتناعه (صلى الله عليه وآله وسلم) من إدخال أم سلمة تحت الكساء بعد سؤالها ذلك وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند نزول هذه الآية مشيرا إلى علي وفاطمة والحسن والحسين: "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي" بعد أن جللهم بالكساء. وقيل إنَّ الآل هم الذين حُرِّمت عليهم الصدقة وهم بنو هاشم ومن أهل هذا القول: الإمام يحيى واستدل القائل بذلك بأن زيد بن أرقم فسَّر الآل بهم وبيَّن أنهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس كما في صحيح مسلم والصحابي أعرف بمراده (صلى الله عليه وسلم) فيكون تفسيره قرينة على التعيين، وقيل إنهم بنو هاشم وبنو المطلب وإلى ذلك ذهب الشافعي، وقيل فاطمة وعلي والحسنان وأولادهم، وإلى ذلك ذهب جمهور أهل البيت، واستدلوا بحديث الكساء الثابت في صحيح مسلم وغيره وقوله صلى الله عليه وسلم فيه: "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي" مشيرا إليهم ولكنه يقال إن كان هذا التركيب يدل على الحصر، باعتبار المقام أو غيره فغايةُ ما فيه إخراج من عداهم بمفهومه، والأحاديث الدالة على أنهم أعمّ منهم كما ورد في بني هاشم، وفي الزوجات مخصصة بمنطوقها لعموم هذا المفهوم، واقتصاره (صلى الله عليه وسلم) علي تعيين البعض عند نزول الآية لا ينافي إخباره بعد ذلك بالزيادة لأن الاقتصار، ربما كان لمزية للبعض أو قبل العلم بأن الآل أعم من المعنيين ثم يقال: إذا كانت هذه الصيغة تقتضي الحصر، فما الدليل على دخول أولاد المجللين بالكساء في الآل مع أن مفهوم هذا الحصر يخرجهم فإن كان إدخالهم بمخصص وهو التفسير بالذرية، وذريته (صلى الله عليه وسلم) هم أولاد فاطمة، فما الفرق بين مخصص ومخصص؟! وقيل إن الآل هم القرابة من غير تقييد وإلى هذا ذهب جماعة من أهل العلم. وقيل هم الأمة جميعا . قال النووي في شرح مسلم : وهو أظهرها قال: وهو اختيار الأزهري وغيره من المحققين. انتهي. وبهذا بطل استدلال الروافض بهذا الحديث علي حصر آل البيت في علي وآل بيته، وعصمتهم. وسبحانكَ اللهمَّ وبحمدكَ، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنتَ، أستعفرُكَ، وأتوبُ إليكَ. منقول |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله بك
__________________
[gdwl]عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال يارسول الله ! من أحب الناس إليك ؟ قال : عائشة ، قال : من الرجال ؟ قال : أبوها. رقم الحديث في نسخة الأباني : 3886 خلاصة الدرجة: صحيح [/gdwl] |
#3
|
||||
|
||||
جزاك الله خير
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
#4
|
||||
|
||||
رد موفق ورائع جدا أختي إسراء
سلمت يمينك.. متابعين بقية السلسلة.. نفع الله بك
__________________
|
أدوات الموضوع | |
|
|