#1
|
|||
|
|||
لا تنم يا طنطاوي
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد لا تنم يا طنطاوي : لقد بويع عمر بن عبد العزيز رحمه الله بالخلافة بعد وفاة الخليفة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس بالصلاة، فاجتمع الناس في مسجد بني أمية - المسجد الأموى بدمشق، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: "أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه ". فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فَولِ أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: " أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم " ثم نزل عن المنبر وقد تمت البيعة للخلافة في دمشق سنة 99 هجرية في مسجد دمشق الكبير (الجامع الأموى). جمع عمر جماعة من الفقهاء والعلماء وقال لهم: " إني قد دعوتكم لأمر هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي، فما ترون فيها؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين : إن ذلك أمرًا كان في غير ولايتك، وإن وزر هذه المظالم على من غصبها "، فلم يرتح عمر إلى قولهم وأخذ بقول جماعة آخرين منهم ابنه عبد الملك الذي قال له: أرى أن تردها إلى أصحابها ما دمت قد عرفت أمرها، وإنك إن لم تفعل كنت شريكا للذين أخذوها ظلما. فاستراح عمر لهذا الرأي . اتجه عمر إلى بيته وآوى إلى فراشه، فما كاد يسلم جنبه إلى مضجعه حتى أقبل عليه ابنه عبد الملك رحمه الله وكان عمره آنذاك سبعة عشر عامًا، وقال: ماذا تريد أن تصنع يا أمير المؤمنين؟ فرد عمر: أي بني أريد أن أغفو قليلاً، فلم تبق في جسدي طاقة. قال عبد الملك : أتغفو قبل أن ترد المظالم إلى أهلها يا أمير المؤمنين؟، فقال عمر: أي بني، إني قد سهرت البارحة في عمك سليمان ـ أي في تجهيزه ودفنه ـ ، وإني إذا حان الظهر صليت في الناس ورددت المظالم إلى أهلها إن شاء الله. فقال عبد الملك : ومن لك يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلى الظهر؟! فقام عمر وقبَّل ابنه وضمه إليه، ثم قال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني. ولقد قام عمر بن عبد العزيز برد الحقوق لأهلها ورد المظالم وبدأ بنفسه وأهل بيته وبني أمية , فقال لزوجته : يا فاطمة: قد علمت أن هذه الجواهر قد أخذها أبوك من أموال المسلمين وأهداها إليك، وإني أكره أن تكون معى فى بيتي، فاختاري : إما أن ترديها إلى بيت المال، أو تأذني لي فى فراقك، فقالت : بل أختارك والله عليها وعلى أضعافها لو كانت لي، وردت الحلى إلى بيت المال، وبعد وفاة عمر تولى أخوها يزيد الخلافة فرد عليها حليها ، فقالت : لا والله ما كنت لأطيعه حيًا وأعصيه ميتًا، لا حاجة لي بها . إن أوضاع بني أمية كانت أوضاعاً سيئة قبل أن يتولى عمر، كثر في أمرائها ظلم الناس واقتطاع أراضيهم، وأخذ أراضي واسعة بغير حق، وبدون ثمن، كما أنه كثر في عهدهم في تلك الفترة، الأخذ من بيت المال، وصارت الأسرة الحاكمة تنفق على نفسها بشكل واسع، وبذخ عجيب، فبمجرد أن تولى عمر الحكم احتجب عن الناس ثلاثة أيام متواليات، لا يخرج إلا للصلاة، ولا يدخل عليه أحد، إلا وزيره مزاحم، وكان عمر خلال هذه الأيام يعمل ليل نهار مع وزيره، في فرز سجلات أراضي الأمراء، وفي استخراج العطايا والأموال التي كانوا يأخذونها، فجلس هذه الأيام الثلاث -رحمه الله- يدرسها دراسة دقيقة، وكم كان عجب عمر كبيراً عندما أحصى مجموع القطائع والأراضي والأعطيات والأموال التي أخذها أمراء بنو أمية، فبلغت عنده نصف ما في بيت مال المسلمين أو ثلثيه، فما كان منه إلا أن نادى بصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فخرج إليهم، وقبل أن يخرج كان بنو مروان وبنو أمية لا يدرون كيف يتصرف عمر؟ فكانوا هم وأشارف الجند ببابه، ينتظرون خروجه، فخرج، وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد: فإن هؤلاء -أي الخلفاء قبله- أعطونا عطايا ما كان ينبغي لنا أن نأخذها، وما كان ينبغي لهم أن يعطونا، وإني قد رأيت ذلك ليس علي فيه دون الله محاسب، وأني قد بدأت بنفسي وأهل بيتي، اقرأ يا مزاحم، فجعل مزاحم يخرج سجلاً سجلاً، وعهداً عهداً، وكتاباً كتاباً ثم يقرؤه، فيأخذه عمر، وبيده آلة حادة فيمزقه، وما زال حتى حان وقت صلاة الظهر، ونادى المؤذن بالصلاة، ورد جميع هذا إلى بيت مال المسلمين، كان يأخذه من الأمراء بالقوة، الذي لا يرده باختياره رده بالعنوة -رحمه الله تعالى-، وبدأ بحلي زوجته، فاطمة بنت عبد الملك، أخت سليمان، فقد كان أخوها يعطيها من الهدايا والأعطيات، فأخذ كل جواهرها وأرجعه إلى بيت مال المسلمين، كان - رحمه الله - لا تأخذه في الله لومة لائم، ثم صار يُنادي في الأمصار أن كل من له مظلمة، أو أن هناك والياً أو أميراً ظلمه أو أخذ من أرضه فليأتنا أو ليكتب لنا، فنرد مظلمته. وعزل جميع الولاة والحكام الظالمين، وأبدلهم بالأخيار من ذوي العلم والأمانة , ورفع المظالم عن الموالي وأهل الذمة . وكان يأمر ولاته بتعجيل النظر في أمور المتهمين فمن كان عليه أدب فيؤدب ويطلق سراحة ومن لم تثبت عليه قضية يخلى سبيله . وأقول لطنطاوي القائد الأعلى للقوات المسلحة : لا تنم يا طنطاوي حتى ترد المظالم إلى أهلها . لا تنم يا طنطاوي حتى تلغي قانون الطوارئ وكل القوانين الجائرة لا تنم يا طنطاوي حتى تطلق سراح الأبرياء . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فكوا العاني وأجيبوا الداعي وأطعموا الجائع وعودوا المريض "*.* (حم خ) عن أبي موسى رضي الله عنه , (صحيح)صحيح الجامع. الشـــــرح : قيل : (* فكوا *)* خلصوا , والفكاك التخليص * (* العاني*) اعتقوا الأسير من أيدي العدو بمال أو غيره كالرقيق قال ابن الأثير *:* العاني الأسير وكل من ذّل واستكان وخضع فقد عنا قال ابن بطال *:* فكاك الأسير فرض كفاية وبه قال الجمهور وقال ابن راهويه *:* من بيت المال وروي عن مالك وقال أحمد *:* يفادي بالرؤوس أو بالمال أو بالمبادلة * (* وأجيبوا الداعي *)* أي إلى نحو وليمة أو معاونة * قيل : هذه مصلحة كلية ومواساة عامة لا يقوم نظام الدنيا والآخرة إلا بها وقال ابن الأثير *:* المقصرون الذين وجب حقهم على غيرهم منحصرون في هذه الأقسام صريحاً أو كناية عند إمعان النظر *.* قال تعالى : " وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ " . ( التوبة : 6 ) . عَنْ أَبِى النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِى طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِى طَالِبٍ تَقُولُ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ قَالَتْ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ فَقُلْتُ أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِى طَالِبٍ فَقَالَ مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِى رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ ابْنُ أُمِّى أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ فُلَانَ ابْنَ هُبَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ وَذَاكَ ضُحًى . صحيح البخاري كتاب الصلاة وكتاب الجزية . الشرح: (زعم ابن أمى) هو على بن أبى طالب رضي الله عنه . أي إذا استجار المشرك بالكافر وجب على المسلم أن يجيره ويؤمنه , فاتقوا الله في المسلمين المستضعفين وأجيروهم وأمنوهم . لا تنم يا طنطاوي حتى تقتص من الظالمين . قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) " . ( سورة البقرة ) . قال النبي صلى الله عليه وسلم في قصة كسر الربيع ثنية الأنصارية *: " كتاب الله القصاص "*.* (حم ق د ن هـ) عن أنس رضي الله عنه , (صحيح) صحيح الجامع. لا تنم يا طنطاوي حتى تنصر المظلوم , وتكف يد الظالم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لينصرن الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً إن كان ظالماً فلينهه فإنه له نصرة وإن كان مظلوماً فلينصره "*.* (حم ق) عن جابر رضي الله عنه , (صحيح) صحيح الجامع. قال النبي صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قيل *:* كيف أنصره ظالماً *؟* قال *:* تحجزه عن الظلم فإن ذلك نصره "*.* (حم خ ت) عن أنس رضي الله عنه , (صحيح) صحيح الجامع. قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا بأس ولينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً إن كان ظالماً فلينهه فإنه له نصر وإن كان مظلوماً فلينصره "*.* (م) عن جابر رضي الله عنه , (صحيح) صحيح الجامع. قال النبي صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً إن يك ظالماً فاردده عن ظلمه وإن يك مظلوماً فانصره "*.* (الدارمي ابن عساكر) عن جابر رضي الله عنه , (صحيح) صحيح الجامع. لا تنم يا طنطاوي حتى تطعم الجائع , وتؤمن الخائف ,وتكسو العاري , وتداوي المريض , وتغيث الملهوف , وتعين المحتاج , وتزوج الأعزب , وتؤوي المشرد . عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ فَقَالُوا يَا نَبِى اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ وَلْيُمْسِكْ عَنْ الشَّرِّ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ " . صحيح البخاري كتاب الزكاة . (حم ق ن) عن أبي موسى رضي الله عنه , (صحيح) صحيح الجامع. (* ذا الحاجة الملهوف*)* أي المستغيث . قال النبي صلى لله عليه وسلم : " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه "*.* (حم م د ت هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه , (صحيح)صحيح الجامع. قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة "*.* (حم ق 3 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما , (صحيح) صحيح الجامع. ولا يسلمه : ولا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه بل ينصره ويدافع عنه ويحميه. لا تنم يا طنطاوي حتى ترد الأراضي المنهوبة إلى أهلها , وإلى بيت مال المسلمين . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين "*.* (حم ق) عن عائشة وسعيد بن زيد رضي الله عنهما , (صحيح) صحيح الجامع. الشـــــرح : قال العلماء : (* قيد شبر )* قيد بكسر القاف وسكون الياء أي قدره * (* طوقه *)* بضم الطاء وكسر الواو المشددة مبنياً للمفعول * (* من سبع أرضين *)* بفتح الراء وقد يسكن أي يوم القيامة فيجعل الأرض في عنقه كالطوق وقيل : أراد أطواق التكليف . وفي الحديث تهديد عظيم للغاصب *،* قال بعض شراح البخاري *:* سيما ما يفعله بعضهم من بناء الربط والمدارس ونحوهما مما يظنون به القرب والذكر الجميل من غصب الأرض لذلك وغصب الآلات واستعمال العمال ظلماً بتقدير أن يعطى من مال حرام المأخوذ ظلماً الذي لم يقل بحل أخذه ولا الكفار على اختلاف مللهم فيزداد هذا الظالم بإرادته الخير على زعمه من اللّه بعداً * قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من اقتطع أرضاً ظالماً لقي الله وهو عليه غضبان "*.* (حم م) عن وائل رضي الله عنه , (صحيح) صحيح الجامع. (*من اقتطع )* أي أخذ أرضاً باستيلاء عليها بغير حق قليلاً كان أو كثيراً . لا تنم يا طنطاوي حتى تعدل بين الناس في أعطياتهم ( رواتبهم ) , فالكناس لابد أن يأخذ مثلك ومثل أي وزير . قال تعالى : " إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً " . ( النساء : 58 ) . قال تعالى : " إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " . ( النحل : 90 ) . لا تأخذ ضريبة من الفقراء لكي تنفقها على المسارح والسينمات ورحلات وحجج الوزراء وفنادقهم وسياراتهم . راعي مبدأ الأولويات في الإنفاق , فالمريض والجائع والعاري والمشرد أولى من غيرهم . لا تنم يا طنطاوي ومعبر رفح مغلق . لا تنم يا طنطاوي حتى تصلح المستشفيات , فأصحاب حرف الدال ( من يكتب قبل اسمه دال نقطة اختصار دلو ) من محللي البول والبراز ومقطعي البواسير وغيرهم جهلاء خونة يتاجرون في السموم ( الأدوية ) الكيماوية أي يبزنسون ويتاجرون في الأعضاء وفي الجثث وينبشون القبور , ومع ذلك يتكبرون على المرضى الضعفاء , فلا يسعفون ضعيفاً ولا يغيثون ملهوفاً , والله إن الغرب أرحم بالمسلمين منهم . لا تنم يا طنطاوي حتى تصلح الجامعات , فأصحاب حرف الدال في الجامعات يظنون أنهم آلهة أو أنصاف آلهة , لا يسألون عما يفعلون , ولقد جمعوا الكثير من الصفات الحقيرة مثل الكبر والجهل وسلاطة اللسان وخيانة الأمانة . لا تنم يا طنطاوي حتى تقضي على الرشوة والمحسوبية والواسطة . قال تعالى : " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) " . ( سورة آل عمران ) . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول *:* هذا من عملكم وهذا أهدي إلي أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر هل يهدى له أم لا *؟* فوالذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه إن كان بعيراً جاء به له رغاء وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار وإن كانت شاة جاء بها تيعر فقد بلغت "*.* (حم ق د) عن أبي حميد الساعدي (صحيح) صحيح الجامع. الشـــــرح : ( له رغاء )* بضم الراء له صوت الإبل*(*خوار*)* بضم الخاء صوت صوت البقر*(*تيعر )* صوت شديد *(* فقد بلغت*)* بلغت حكم اللّه الذي أرسلت به في هذا إليكم . ومما يؤخذ من الحديث :أن الإمام يخطب في الأمر المهم , ومحاسبة المؤتمن , ومنع العامل من قبول الهدية ممن له عليه حكم , وإبطال كل طريق يتوصل به من يأخذ المال إلى محاباة المأخوذ منه , وأن من وجد متأولاً خطأ يشهر خطأه ليحذر *.* قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول *:* يا رسول الله أغثني فأقول *:* لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك ; لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول *:* يا رسول الله أغثني فأقول *:* لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك ; لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول *:* يا رسول الله أغثني فأقول *:* لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك ; لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول *:* يا رسول الله أغثني فأقول *:* لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك ; لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول *:* يا رسول الله أغثني فأقول *:* لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك ; لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول *:* يا رسول الله أغثني فأقول *:* لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك "*.* (حم ق) عن أبي هريرة (صحيح) صحيح الجامع. * لا تنم يا طنطاوي حتى تصلح الشرطة , اطرد الظلمة واقتص منهم , واجعل كلية في كل محافظة , واقضي على المرتشين , وإذا تقدم لكلية الشرطة رجل صالح ولم يقبلوه فاطرد الخونة , ونكل بهم أمام الناس ليكونوا عبرة . .** لا تنم يا طنطاوي حتى تصلح السفارات , فالسفير المصري يعامل المصريين كأنهم عبيد عنده . لا تنم يا طنطاوي حتى تنصر المصري الغريب على من ظلموه , فالمصري يهان ويذل في الخارج والسفارة لا تدافع عنه . لا تنم يا طنطاوي والمصري يستعبد في الخارج تحت القانون الجائر الفاجر المسمى بالكفالة أو قانون استعباد الأحرار . لا تنم يا طنطاوي حتى تجمع علماء وعقلاء البلد ليتم اختيار حاكماً لمصر , يحكم بالحق ويأمر بالعدل , وينشر الرحمة في البلاد . ـــــــــــــــــــــــــــــ اللهم عليك بكل ظالم اللهم عليك بكل متكبر اللهم عليك بفرعون المنوفي وولديه وزوجته . اللهم عليك بهامان العادلي اللهم عليك بهامان عمر سليمان اللهم عليك بشفيق . اللهم عليك بالشرطة المصرية اللهم عليك بالسفاحين اللهم عليك بمبتدعي قانون الطوارئ اللهم عليك بمبتدعي قانون الكفالة اللهم عليك باللصوص والمرتشين والراشين والخونة اللهم ول علينا خيارنا اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا وارزقنا وارفعنا اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
#2
|
||||
|
||||
اللهم ول من يصلح ، وأصلح من تولى. آمين
__________________
قـلــت :
|
أدوات الموضوع | |
|
|