جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الوحده الاسلاميه والتحديات ( لا يتردد من الدخول من يهمه امر الامه )
قصة الإسلام
تأتي هذه المحاضرة ضمن الفعاليات المشتركة التي ينظمها المؤتمر الوطني وأمانة الشباب الاتحادية بالتعاون مع منتدى النهضة والتواصل الحضاري وإذاعة الفرقان بالعاصمة الخرطوم، والتي يستضيفون فيها المفكر الإسلامي الدكتور راغب السرجاني في محاضرة ألقاها فضيلته بعنوان "وحدة الأمة في مجابهة التحديات". في الوقت الذي تعيش فيه دولة السودان حالة من التآمر من قوى الظلم والاستعمار العالمي التي تقودها الصهيونية العالمية، والتي تغذي حركات الانفصال في جنوب البلاد عن شماله، تأتي هذه المحاضرة القيِّمة والمهمة في مضمونها وتوقيتها، وما تحتويه من فكر إسلامي مستنير في حل تلك المشكلات التي تعصف بالبلد المسلم، الذي يقف وحده أمام تلك المشكلات. لعل من أخطر المعضلات التي تواجه الحكومة السودانية هي قيام حركات تمردية في الجنوب، تنادي بالانفصال عن الشمال، وهي محاولة لزرع دولة جنوبية ذات أغلبية مسيحية بعيدة عن الشمال ذي الأغلبية المسلمة، وهو من جانبه يمثل تهديدًا ليس للسودان فقط، بل للمد الإسلامي نفسه في قارة إفريقيا؛ لذلك فإن الدكتور راغب السرجاني يخاطب العقلاء من الجانبين للمرور من هذه المعضلة بسلام، وذلك من خلال وضع مشتركات إنسانية عامة بين أبناء البلد الواحد، بعيدًا عن جانب العقيدة والدين، وهو المبدأ الذي يدعو إليه الإسلام في قول الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة:256]، وقوله سبحانه: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون:6]. وهو نفسه المبدأ الذي اتخذه رسول الله في إرسائه لقواعد تأسيس الدولة الإسلامية الجديدة في المدينة المنورة عقب الهجرة النبوية إليها. فقد دخل رسول الله المدينة وهو في موضع قوة وهو محاصرًا بسيوف الأنصار، وأصبح هو الزعيم الأول في المدينة كلها، ومع ذلك لم يقم الرسول دولته الأولى على أساس الدين والعقيدة، ولم يجبر أحدًا من أهل المدينة على الإسلام وهم بين مشرك ويهودي، وإنما أقام دولته على أساسٍ ربما لا يخطر على بال أحد، وهو مبدأ المواطنة، وقد تجلى ذلك الأمر بوضوح في المواد التي تضمنها أول دستور إسلامي في التاريخ جمع فيه الرسول بين المسلمين والمشركين واليهود، فيما يعرف بالوثيقة النبوية في المدينة المنورة. فقد أقام النبي تحالفًا مشتركًا بين تلك الأمم الثلاثة، لم يكن على أساس الدين وإنما لكل أمة دينها وعقيدتها، وقد أقام النبي تحالفًا اقتصاديًّا مع اليهود، وتعاقد معهم على الدية، بل إن الرسول أقام بين اليهود تعاونًا عسكريًّا وسياسيًّا، وتعاهد معهم على قضية الدفاع المشترك عن المدينة المنورة ضد أعداء المدينة من المشركين أو غيرهم؛ فأعداء الأمة نحاربهم جميعًا، وعلى هذه المعاني الراقية أقام النبي دولة الإسلام الأولى في المدينة. ومن الأسس الأخرى التي نوه إليها الدكتور راغب السرجاني هو المبدأ الذي اتخذته قريش في تكوين تحالفها الكونفدرالي قبل الإسلام؛ فعلى الرغم من وحدة اللغة والعرق والأرض بين بطون قريش إلا أن النزاعات بينهم كان على أشدها، ولكن مع ذلك اتخذت قريش مبدأ المصلحة وتحقيق المنفعة العامة لأبناء البلد الواحد، لتحقيق النماء والاستقرار. ومجملاً فعندما تغيب معاني الكرامة والحرية والمصلحة وغيرها من المشتركات العامة بين الإنسانية جميعًا، فإنه تكون الحروب والدماء، وهو ما فطن إليه رسول الله قبل الهجرة، وأحكم تطبيقه بعد الهجرة، فكان الوئام والسلام بين الطوائف المختلفة في المدينة المنورة. وقد لاحظت قريش ذلك، إذ كيف يجمع الرسول المسلمين والمشركين من الأوس والخزرج وبين اليهود في مجتمع واحد، فبعثت برسالة شديدة اللهجة إلى عبد الله بن أبيّ بن سلول تهدده وتذكره بموقفه قبل الهجرة النبوية إلى المدينة، فما كان منه إلا أن جمع المشركين من الأوس والخزرج واجتمع كذلك المسلمون من القبيلتين، وكادت أن تقوم حربًا أهلية في المدينة تأكل الأخضر واليابس، فما كان من رسول الله إلا أن ذكرهم بمشترك عام بينهما بقوله: "لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدهم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم"، فوضع القوم سيوفهم. فكانت هذه حنكة سياسية وقيادية بارعة من رسول الله الذي ذكَّر الطرفين بالمصلحة المشتركة بينهما، بعيدًا عن الدين والعقيدة. وزيادة في التأكيد يتطرق الدكتور راغب لضرب أمثلة أخرى واقعية في الواقع المعاصر اتخذت من المشتركات الإنسانية سبيلاً لتحقيق التعاون والوحدة، بعيدًا عن الدين والعقيدة، ولعل أبرز مثال على ذلك نموذج الاتحاد الأوربي، الذي يضم جملة من الدول المختلفة الأديان والأعراق والأرض، فبينهم المسيحي الأرثوذكسي والبروتستانتي والكاثوليكي، وهؤلاء بينهم حروب دموية كثيرة، إضافة إلى العقائد الأخرى كالإسلام والبوذية والهندوسية والملاحدة الذين لا يدينون بدين أصلاً، ومع ذلك وجدوا المصلحة المشتركة بينهم سبيلاً للتعاون والتفاهم، بعيدًا عن الدين والعرق والأرض. وأخيرًا، فإن هذه المحاضرة تعد سبيلاً مرشدًا إلى أبناء السودان وغيرهم من المسلمين وغير المسلمين في كل مكان؛ لتحقيق مجتمع عالمي يعيش روح الوحدة والتفاهم والبناء من خلال النظر إلى المشتركات العامة والخاصة، بعيدًا عن النظر إلى سبل العداء والفرقة. لتحميل المحاضرة: وحدة الأمة في مجابهة التحديات |
#2
|
|||
|
|||
كاتب الموضوع الشيخ الدكتور راغب السرجاني
|
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
|
#4
|
||||
|
||||
أخشى ، بعدما يحدث انقلاب فى السودان - لا قدر الله - أن ينقلب الشيخ السرجانى على النظام الحالى فى السودان بعبارات تصفه بالظلم والطغيان كما فعل مع حسنى مبارك!!!
فقط تعليق فى الهامش!!
__________________
قـلــت :
|
أدوات الموضوع | |
|
|