جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تفاضة 25 شباط العراقية.. أكدت على التغيير وليس الحلول التخديرية
انتفاضة 25 شباط العراقية.. أكدت على التغيير وليس الحلول التخديرية
بقلم: الدكتور عمر عثمان البكر يخطيء من يدعو الساسة العراقيين الى اصلاح ما يسمى بالنظام السياسي في العراق، وبالتالي فسيكون خطأً مضاعفا يصل حد الخطيئة ان تحشد الجماهير ويستنزف جهدها وربما دماؤها من اجل المطالبة بتحسين الخدمات الأساسية وتوفير مفردات البطاقة التموينية وتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد والمعيشي للناس، لانها ستكون مرحلة قصيرة بالضحك على الشعب واعطاءه بعض الفيتامينات المؤقته والهاءه !! انما العمل والحشد الجماهيري المخلص والمنبثق من ابناء الشعب يجب ان يكون معبرا نحو عمل جماهيري خلاق يرسي نظاما سياسيا جديدا بالضد مما جاء به الاحتلال الأمريكي واعوانه ويريد له البقاء والاستمرار من اجل تحقيق المصالح الأمريكية و مصالح العملاء المستفيدين الثانويين من هذا الوضع الشاذ. ان عدم مقدرة الحكومة على تنفيذ برنامجها هي ليست مشكلة فنية ليطالب المتظاهرون بوزراء تكنوقراط كما يتوهم الكثيرون، ولا هي نقص في تمويل المشاريع لنطالب أعضاء مجلس النواب بسرعة التصويت على الميزانية العامة كما يصرح بعض النواب هذه الايام وحصل لاحقا متصورين ان الشعب بهذه السذاجة ليصدق حماسهم الطارئ هذا. المشكلة هي اكبر من كل هذا وذاك. مشكلتنا في النظام السياسي الذي يطلقون عليه بـ(العملية السياسية) التي ارست اسسها ادارة بول بريمر واستفادت منها احزاب وتيارات وشخصيات اقتنصتها فرصة سانحة وعضت عليها بالنواجذ خشية اضاعتها وتوسلوا من اجل هذا بشتى الوسائل الوضيعة واداروا حمام دم غطى واجهة العراق جميعها كي لا تفلت من بين أيديهم. ويخطئ ايضا من يدعو اليوم قوى سياسية مشاركة في العملية السياسية وتعتاش على فتاتها مما يعافه المتنفذون فيها، او من مرجعيات دينية ساهمت في ارسائها وشرعت لها بصمتها او بفتاواها ومباركاتها ووصايها، ان تقف الى جانب الشعب الذي صحا على مأساته بعد طول رقاد، وانتفض بعد ان خدرته وعود الساسة المتكالبين على المناصب والمكاسب والمغانم التي كان يعرف الواعون جيدا منذ البداية انهم اهون من ان يحققوا شيئا ولو يسيرا منها. ساسة موتورون جاؤوا او جيء بهم من اجل الثأر والانتقام والهدم والتخريب ولا يحسنون سوى هذا. ويخطئ ايضا من يدعو الى دعم نضال الشعب وانتفاضته مثقفين زيفوا وعي الانسان العراقي حين قلبوا المفاهيم والمصطلحات وطبلوا وزمروا وهللوا للمحتلين وخلطوا الاوراق، حتى اختلطت الامور على الناس فما عادوا يميزون ما بين المقاومة وما بين الارهاب، او ما بين المقاومين الحقيقيين وما بين من يركب سفينة المقاومة ليخرقها فيغرق من فيها، وزينوا للناس اهداف الاحتلال وقبحوا في اعينهم الثوار والذين وقفوا بوجهه، وبذلوا من اجل ذلك ارواحا عزيزة، بل وكرسوا للطائفية والمذهبية من خلال كتاباتهم واشعارهم وخطبهم وتحليلاتهم وانحازوا الى كل ما أراده الاحتلال بالضد من ارادة الشعب وقواه الوطنية الحقيقية والصادقة. اولئك وهؤلاء لن يفيدوا الانتفاضة في شيء وهم أهون من ان يقفوا حتى النهاية لدعم ارادة الشعب بالتغيير. ان الثورات في العالم وعلى مر العصور يصنعها الشرفاء وتقودها النخب الوطنية الحرة والمتحررة من توابع المحتلين والمتسيدين بدعمهم وتقف من ورائهم الجماهير المؤمنة بقضيتها المتطلعة الى الإنعتاق والتحرر من اجل غد افضل او هدف اسمى او امل بالخلاص. لا تقودها فتاوي او نصائح وارشادات مرجعيات او معممين ... ياخذون الامر من الاجنبي ...الثورة تنبع من الشعب ويقودها الشعب المحروم الجائع الثأئر على الظلم والانظمة الفاسدة ... وقبل الانتفاضة والثورة على الأنظمة الفاسدة ولكي لا يرحل ديكتاتوريون فيحل محلهم اخرون فيجب كأولوية.. الثورة على ما يهيئ للديكتاتوريات ويمهد للفساد والاثراء غير المشروع ويبرر للتفاوت الطبقي. البعض يعتقد ان الثورة لا تكون ثورة الا حين تكون ضد الحكام او الانظمة وهذا خطأ لان سوى الحكام خلف ظهورنا حكام يتمثلون بالرموز المرجعية والثقافية المتعفنة التي تروج للديكتاتوريين وتُنظّر للديكتاتورية وتُخرّب عقول الناس بتحريفيتها. الثورة ضد النخب الدينية و الثقافية التي أَسِنت من كثر ما سكتت وسكنت، ورثّت من كثر ما نافقت وداهنت وبررت، يسبق الثورة على الحكام والأنظمة. الثورة على الرموز الدينية المتخلفة التي طالما بررت للحكام بطشهم بالشعوب وزينت لهم فسادهم وساندتهم ووقفت الى جانبهم وشرعت لهم امتطاءهم على ظهور العباد ونهب ثروات البلاد. الثورة ضد هذه الرموز سهلة ولا تكلف الكثير فهي لا تحتاج سوى الى مراجعة وعصف ذهني من اجل ان نكنس من عقولنا ما حشوه فيها من ترهات وخرافات ومبالغات وأساطير ومرويات وعنعنات وتفسيرات وتأويلات، وان ندير ظهورنا اليهم فلا نستمع الى ما يقولون ولا ان ننتظر منهم فتوى ولا نستفتي في شيء من شؤون حياتنا منهم احدا ولا نستجيب الى ما يدعونا اليهم مما يتعلق بامور دنيانا التي نحن اعلم بها منهم، كي لا نكون مجرد افراد في قطيع يتقدمونه هم ويوكلون لكلابهم امر حراسة خلفياته، لا من اجل حمايته بل من اجل إعادة من يحاول الخروج من (الحِمى) الى (طريق الهدى والرشاد..!). نستمع هذه الايام الى اعضاء كتل وتحالفات برلمانية وحكومية يرفعون شعارات الجماهير وينادون بما تنادي، بل وان بعضهم يعمل على الصعود على اكتاف الجماهير ليهتف بدلا منهم من اجل الانحراف بالتظاهرات الى حيث تصب في مجرى مصالحه. كما نستمع هذه الايام الى رجال دين ومرجعيات كانوا قبل ذلك يحرضون على القتل الطائفي وارسوا بفذلكاتهم اللسانية وتأويلاتهم اللفضية اسس الفصل الطائفي، نستمع اليهم اليوم وهم من على ذات المنابر يتباكون على الشعب ويدعونه للتظاهر ليقال بعد ذلك انه لولا منحهم الرخصة للشباب لما تظاهروا. لقد استمعنا لرجال دين في الجمعة الماضية كما استمعنا لرئيس الحكومة ولبعض من قادة الكتل البرلمانية وهم يعيدون اكتشاف الجاذبية – كما يقال- حين فاجأونا بكشف ظنوا انا لم نسمع به من قبل حين ذكروا ان التظاهر وحرية التعبير حق كفله الدستور..! ياااااااااااااا.. الآن وقد دعوتم وحرضتم ودعمتم ومارس البعض منكم قتل العراقيين وتفجيرهم واعتقالهم ونهب ثرواتهم وعذبتم وانتهكتم حرماتهم..؟ ان حق التعبير عن الرأي وحق التظاهر مكفول رغما عنكم وليس بيدكم ان تمنعوه ولا هو خياركم. كفلته الشرائع الدولية وكفلته مبادئ حقوق الانسان حتى وان لم يكن مادة في دستور . فنحن نعلم ان الدساتير كثيرا ما تُحرّف مقاصدها بالتأويلات الخالية من اي مضمون مقنع ليستفيد منها الاقوياء. يسبق الثورة على الحكام ايضا الثورة على الفاسدين المفسدين من الطفيليين الذين اثروا على حساب معاناة الشعب. الذين خطفوا وقتلوا الشرفاء من الموظفين الذين ابوا الا ان تسير المناقصات والمزايدات وفق خطها القانوني. وبذلوا الرشا لذوي النفوس الضعيفة او هددوا من حاول ان يقف في طريق مصالحهم الذاتية، فافسدوا دوائر الدولة جميعها ومعها ذمم الكثيرين. الثورة على هؤلاء اولوية من اجل سحب البساط من تحت اقدام الحكام الذين يتنفسون من خلال هذه الثقوب المنبثة في جسد الدولة. قد يكون صعب على الاطراف السياسية الحالية ان تلعب لعبة الاصلاحات السياسية ولا الترقيعات الاقتصادية. ولهذا فعليهم، وبدلا من ادخال البلاد في فوضى غير خلاقة يخوفون الشعب منها عبر تصريحاتهم غير المتزنة، ان ينقلوا السلطة الى قوى الشعب الفاعلة على الساحة السياسية اليوم باسلوب سلس، لعلهم بهذا يكفروا عن بعض ما اقترفوه من طغيان وظلم بحق الشعب والوطن. ما يجري اليوم من غليان جماهيري في البلدان العربية ومنها العراق، هو اختراق لحاجز الصمت وتمرد على السكوت، الذي قال لنا آباؤنا ومعلمونا عنه انه من ذهب، حتى تبين لنا بعد عقود من القهر والقمع انه كان من ذل. وعودا على بدء.. فماذا عسى حكومة قال عنها رئيسها انها لا ترضي طموحه ان تحقق من مطالب الناس وقد مضت السنون من قبل ولم تحقق ابسط الخدمات. وهل لو وعدت في الغد المتظاهرين انها ستعمل على الاستجابة لمطالبهم او تحقيقها هل سيصدقون وينسحبون من الشوارع الى الساحات ليبيتوا في بيوتهم؟ ام انها تمتلك عصا سحرية تقلب بها هذا الجحيم الى جنة؟ ان صدى ما جرى في تونس ومصر وما يجري اليوم في ليبيا وغيرها ويتردد اليوم في العراق لهو دليل ساطع على ان الشعب العراقي شاؤوا ام أبوا هو جزء من هذه الامة التي تمتد من المحيط الاطلسي حتى الخليج العربي تاريخيا وجغرافيا ولقد حاولوا طيلة السنوات التسع المنصرمة بما أوتوا من وسائل شتى وبما استطاعوا من بطش ان يعزلوه عنها وشاركتهم في هذا انظمة عربية وغير عربية لتحقيق هذا الهدف الماكر. الشعب العراقي اليوم من السليمانية الى البصرة يقف بوجه هذا النظام الاخطبوطي في ايام ستكون عسيرة على الذين دمروا شواخص بلاده ونهبوا ثرواته وسرقوا كل شيء منه ليشقى ويتنعموا هم وأسرهم. فقد جاء يوم الحساب الذي رأوه بعيدا... ونراه قريبا ..قريبا |
أدوات الموضوع | |
|
|