جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
التقوى وصفات المتقين
التقوى وصفات المتقين إن حياة الإنسان على هذه الأرض قصيرة ويتبعها دون أدنى شك حياة أخرى يفضي فيها الإنسان إلى ما قدم لذلك كان الإنسان بحاجة إلى زاد يتزود به في رحلته إلى الآخرة عسى إن ينجيه ذلك , ولا بد إن يكون هذا الزاد لائق بجنة أعدها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين الصادقين وأعظم زاد اخبرنا عنه جلا وعلا بقوله( وتزودوا فأن خير الزاد التقوى ) فتقوى الله وخشيته أعظم طريق لإصلاح البشرية أفرادا كانوا أو جماعات لهذا اهتم الإسلام بالتقوى وحرص عليها صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إدراكا منهم لقيمتها التقوى هي خير ذخيرة يدخرها المؤمن لنفسه ولأولاده وأهله وهي كنز عظيم وفوز كبير في الدنيا والآخرة قال تعالى: (( ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) هذا في الدنيا أما في الآخرة فيقول الله تعالى: (( إن المتقين في جنات وعيون )) وقال تعالى: ((إن للمتقين مفازا * حدائق وأعنابا * وكواعب أترابا*وكأساًً دهاقا * لا يسمعون فيها لغواًً ولا كذبا)) المتقون هم أولياء الله المبشرون بفوزهم عند الموت والناجون من النار يوم القيامة والخالدون في جنات النعيم في جوار رب كريم فا لنتقي الله ونطيعه فلا نعصاه ونذكره فلا ننساه ونشكره فلا نكفر به وللمتقين صفات يتصفون فيها وقد بينها الله سبحانه وتعالى بقوله : (( ليس البر إن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا الصابرون في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )) أولا ـ فأول صفة يتصف بها المتقون هي الصفة التي تشتمل على أركان الأيمان • الأيمان بالله وهو التصديق بالقلب والإذعان لكل ما ورد انه من دين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) والإقرار باللسان والتطبيق بالجوارح ولا بد لمن كان الأيمان يملاء قلبه من اليقين على : 1. إن الله سبحانه وتعالى خالق الخلق بهذا الكون ومدبره وقد أبدع في خلقه وأظهر قدرته فالله جلا وعلا حكيم في ملكه 2. إن الله سبحانه وتعالى خلق السموات ورفعها بغير عمد وبسط الأرض وأرسى فيها الجبال والتلال وبث فيها من كل دابة, وأنزل من السماء ماءًً فأنبت فيها من كل زوج بهيج . 3. إن الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل له السمع والبصر والأفئدة • الأيمان باليوم الآخر وهو اليقين على إن هذه الدنيا ما هي إلا دار ممر وأن هناك دار الآخرة هي دار المقر وأول منازلها القبر الذي إما إن يكون روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار.. وان الله سبحانه وتعالى جامع الناس ليوم لا ريب فيه فيحشرهم على ارض بيضاء لم يرتكب عليها ذنب فيضل من يشاء يضله يوم لا ضل إلا ضله يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق قدر ميل فيلجم العرق بعض الناس إلجاما وبعضهم إلى حقويه ومنهم إلى ركبتيه ثم تتطاير الصحف فمن الناس من يأخذها بيمنه ومنهم من يأخذها بشماله ومنهم من يأخذها من وراء ظهره وبعدئذ يجتازوا الصراط كلاًًً حسب عمله فمنهم من يجتاز ويدخل الجنة ومنهم من يقع في النار • الأيمان بالملائكة وهو اليقين على إن لله سبحانه وتعالى ملائكة لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة ولا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتناكحون وهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون يسبحون الله ليلاًً ونهاراًً وهم من خشيته مشفقون لا يعلم عددهم إلا الله • الأيمان بالكتب السماوية وهو اليقين على إن الله سبحانه وتعالى انزل الكتب السماوية على أنبيائه وبين فيها أمره ونهيه ووعده ووعيده , انزل التوراة على موسى والزبور على داود والإنجيل على عيسى والقرآن على سيدنا محمد صلى الله عليهم جميعاًً • الأيمان بالأنبياء وهو اليقين على إن الله سبحانه وتعالى اصطفى من البشر أناسا طيبين صالحين ليكونوا رسلاًً بينه وبين الناس لكيلا يكون لهم حجة على الله تعالى وان الله أرسل سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم الأنبياء والمرسلين رحمة للعالمين وهو أفضل الخلق أجمعين إنسا وجناًً وملكاًً بيده الشفاعة العظمى والكلام له في الموقف الأعظم دون سواه . ثانيا ـ إما الصفة الثانية للمتقين فهي الأنفاق على من ذكروا بالآية السابق ذكرها لأن تنفيذ العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين الناس من الأعمال التي يتحلى بها المتقون فهم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة يتصدقون بأيمانهم فلا تدري عن ذلك شمائلهم ولا يتبعون ما أنفقوا أذى ولا منى بل لا يبغون بذلك إلا مرضاة الله عز وجل . ثالثا ـ إما الصفة الثالثة من صفات المتقين فهي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فمن أفضل الأعمال التي يؤديها المتقون العبادات وأفضل العبادات الصلاة فهي ركن من أركان الإسلام وعموده فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين من فوق سبع سموات لأهميتها العظيمة وقد وصانا بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في الأنفاس الأخيرة من حياته حيث قال الصلاة .. الصلاة وما ملكت إيمانكم , ولأهمية الصلاة فقد جعلها الله سبحانه وتعالى خمسة مرات في اليوم والليلة بينما باقي العبادات مرة في السنة أو مرة في العمر ومنها لمن يستطيع كالحج ومنها لمن يملك النصاب الشرعي كالزكاة . إما الزكاة فلا تقل أهمية عن الصلاة فهي ملازمة لها في معظم الآيات الواردة بكتاب الله جل وعلا فأن كانت الصلاة تصل العبد بربه فأن الزكاة توطد العلاقات الأجتماعيه بين أفراد المجتمع وتساهم في دعم الاقتصاد العام لبلاد المسلمين هذا بالإضافة إلى ما يتحصل عليه دافع الزكاة من تنمية أمواله وتزكيتها لأن الله سبحانه وتعالى يبارك بالأموال المخرج منها حق الله . رابعا ـ إما الصفة الرابعة للمتقين فهي الوفاء بالعهد خامسا ـ والصفة الخامسة هي الصبر في البأساء والضراء |
أدوات الموضوع | |
|
|