#1
|
|||
|
|||
فتاة الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فتاة الدعاء في إحدى الليالي المظلمة في وقت متأخر وسط الأجواء الباردة كانت بطلة قصتنا ساهرة في المنزل تراجع وتذاكر دروسها بينما أهلها كانوا نائمين وكانت متزامنة مع صديقاتها المهتمين بأحوالها لتنال منهن العطاء والنصح والمسامرة على الفائدة عن طريق الهاتف والماسنجر وبطلتنا قوية الحدس وهذا جعلها تستشعر بخطوات في وسط منزلها وأخبرت صديقاتها لكنهن لم يستشعرون بقرب الخطر وهذا ما جعل البطلة تتبع مشاعرها وإحساسها ولم تيقظ أهلها من أجل أن لا ينزعجون بينما وهي تنادي أخوها الصغير أخبرته بأ هناك لصوص أو أشخاص غرباء في وسط منزلهم بينما سارع أخوها للمبادرة لإشغال النور أتبعت بطلتنا خطواتها لتأكيد مشاعرها وصدمت برؤية شخص غريب برفقته شخصين مهمتهم سرقة المنزل وتحولت المهمة الشيطانية إلى مسألة خطف والصدمة حبست لسان فتاة الدعاء عن النطق وعبرت عن صدمتها بدموع لا يعرف مرادها إلا خالق السماوات والأرض فكان الله في قلبها و بلسانها الصامت تدعيه لكن المفاجئة الغير متوقعة سلبت إرادتها وهذا لحكمتها فالكلام يقود إلى صراخ والمجرم فاعلا للجريمة وهذا قد يهدد حياة أهل المنزل جميعا لكن هي مدركة بأن الله معها ومن كان معه أعانه الله وأرجعه سالما غانما و حماه من الأشرار بين هي في تلك المشاعر والأحاسيس بين الحلم واليقظة والأمل والصدمة والخوف والثقة بالله كانوا الأشرار يكيدون ويخططون لجريمة الخطف وتكلموا عن غايتهم الشهوانية والشيطانية بالوصف والعلن وهددوا من ظنوا بأنها ضحية وأثبتت لهم أنها بطلة وسرعان ما تحولت الرغبة إلى فكرة والفكرة إلى فعل وسارعوا إلى نقل الفتاة الطيبة من منزلها وسط بيتها إلى سيارتهم وتناسوا ما أتوا من أجله وهي السرقة وكانوا فرحين لاهثين معجبين في ما فعلوه بينما البطلة تدعي بالخفاء وتناجي الله بالنية وتدمع والله ينظر ويسمع وهي صامتة ركبت سيارتهم خوفا من تهديدهم ظاهرا وثقة بالله جوهرا وكانوا الأشرار يتسامرون ويسارعون ويخططون لمن أولوية البداية بينما البث مقطوع في عقلية بطلتنا فهي مع الله في مناجاة ودعاء وطلب ونداء ولم تجعل الله أهون الناظرين لم تتكلم والصمت حكمة ولم تنهار فالإنهيار أستسلام ولن تيأس فاليأس من قلة الإيمان فكان عالم الأشرار دنيوي يفكرون في اللحظة القادمة بينما قلب الطيبة في السماء بعيد عن المكان الذي هي به وبينما عيناها نظرت لما حولها وجدت أنها أبتعدت عن منزلها ولا أحد يعلم عنها لا أهلها لا صديقاتها لا يعلم إلا ربها لا يتواجد حيلة لها فأن صرخت لا أحد يسمع وإن بكت لا أحد يهتم وإن أغمى غليها لن تسعف لكن هي تعلم أن الله لا يغفل لا يجهل لا يهمل ينظر يستجيب لمن دعاه وبينما هي في صراع مع لحظات معدودة وأمل كبير وقلق وتوتر وتفكر في غاية الأشرار وسمعتها وبما سيأتي لكن في شعورها الداخلي تعلم بأن ثقتها تستمد من رحمة الرحمن لهذا بقلبها وبعقلها ولسانها الصامت تدعي ولله ترجي وتدمع وتبكي والأشرار كانوا في مفاوضات على ليلتهم الشيطانية وسرعان ما أنتقلت السيارة من مكان إلى مكان أخر قطعوا المشاوير وقاربوا على الوصول لمكان جريمتهم بينما الأجواء باردة وبطلتنا قلقة سمعت الأذان فرحت أستبشرت إشارة ربانية والدعاء يقبل ما بين الأذان والإقامة أستنجدت بالله دعت توسلت ذكرته بنية صادقة ونوايا حسنة وثقة بالله كبيرة وبعد ظهور الفرحة المكتومة التي لم تعبر عنها بالعلن أتتها كتمة مؤقتة بسبب توقف السيارة لأن الخاطفين وصلوا لمكان جريمتهم الذي هو مسكن الأشرار نزلت بأمرهم ودخلت مكمنهم وهي على يقين بأن ربها لن يتركها فهي مؤمنة متيقنة صابرة عبرت في دمعة العين الصامتة وفي الدعاء الصادق وفي الإيمان الصامت بينما كانوا الأشرار يتفقون على أدوارهم من حيث أولوية الدخول عليها وهي تناجي وتدعي وتتوسل وتطلب الله ولا يعلم أحدا منهم ذلك ولا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى وبعد إتفاق الأشرار دخل أحدهم وتقاربت النظرات والأنفس ثم أصدرت بطلتنا الطلقة الربانية وأرتفع الدعاء لله علنا وذكرت الله للمسامع والأذان وتعوذت منهم وناجت ربها لينقذها من شرهم مما أصيب المجرم الخاطف السارق في رجفة ورعب وخوف وكأنه شاهد النيران بعينيها سكن بقلبه الخوف تبدلت ملامحه تغيرت نبرته لم يستطيع إكمال مهمته الشيطانية وكأن أمامه درعا يمنعه من ذلك وكأن شيطانه هرب هذه نظرة المؤمنة التي ترعب الكثير من الأشرار إن حضر ذكر الرحمن هربت وسوسة الشيطان وصار من يهدد يترجى أصبح العدو أليف هذه قدرة الله يجعل الشرير حاميا لأوليائه لأن الله فعالا لما يريد يتحكم بالقلوب والعقول والأنفس والأعضاء وتحول المجرم السارق الخاطف لمنقذا حاميا لبطلتنا وفكر وأستشار وخطط مع فتاة الدعاء المؤمنة البطلة الواثقة من ربها الداعية ثم قرر إرجاعها سبحان الله تتحول مهمة الخطف لمهمة حفظ بقدرة القادر الناظر للقلوب علام الغيوب وأصبح كالخادم التابع الحامي لهذه الفتاة المؤمنة المحصنة المحمية وأصبح يخطط لإغفال أصحابه بعد المجادلة معهم ثم بقدرة الله أتاهم النعاس وهو وعدهم بأن هو من سيوقظهم بعد أن ينتهي من ضحيته وهذا مكرا لهم أصبح لا يعمل لحسابهم وأصبح ودودا لطيفا حتى أنه أراد الإرتباط في ضحيته حينما سألها هل توافقين على خطبتي حينما أتقدم لك ومن يقول ذلك لن يقدم على شرا كأنه إنسان أخر هذا تأثير الدعاء لله وأثره في القلوب والأنفس والعقول والأجساد وخطط ثم ألبس الفتاة الداعية عباءة سوداء وأركبها السيارة ليرجع ويرجعها محل ما أخذها منه وهو منزلها وأصبحت حيلته الشيطانية بقدرة الله فضلا لهذه المؤمنة رحمة إلهية حماية لها وفي طريقهم إلى المنزل توقفت السيارة من أجل ماذا لأداء صلاة الفجر أليس عجيب أن يصبح المجرم مهتدي من ضحيته التي هي بطلة قصتنا وإن شاء الله تكون سبب هدايته إن كان صادق في الهداية وبعد أن صلى كل واحد منهما ركبت السيارة وأكمل مشواره من طريق إلى طريق وهي فرحة وأدمعت دموع الشوق الأمل الفرحة وظهر منها التفاؤل والبشاشة فتلك كرامة من الكريم جعل مجرما مجبرا على إرجاع عبدته مرغما وهذا فضل من الخالق إلى المخلوقه الطيبة هذا بفضل دعاء صادق من قلب نقي من ثقة بالله ألا تستحق أن تلقب بفتاة الدعاء حينما وصلت وجدت أهلها بمرافقة الشرطة في إنتظارها وأنزلها المجرم وهرب من المكان كهروب الشيطان من ذلك المكان و ركضت سرعة بطلتنا لأهلها لتحكي لهم ما حكيته لكم قصة من هذا الزمن تذكرنا بقصص العظيمات الصالحات وهي منهن إن شاء الله قال الله سبحانه وتعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين قال الله سبحانه وتعالى إن سألوك عني عبادي فأني قريب أستجيب دعوة الداع إن دعان وفقكم الله قاهر الباطل فتاة الدعاء هي من أمنت بالله في العلن والخفاء وفي السراء والضراء |
#2
|
||||
|
||||
بارك الله فيك وانتقاء الطرح...
جزاكم الله خير ع الوقت والجهد.. احسن الله اليكم ويسر امركـم...
__________________
قال رب العزة والجلال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }.. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.... قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
|
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله خير ....
قصة رائعة ... نسأل الله من فضله... |
أدوات الموضوع | |
|
|