جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
من القلب إلى القلب-إلى معشر العشاق-
إلى معشر العشاق<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> فقد كثرت في وقتنا الحالى مشاكل العشق والحب الشيطاني الذي وقع فيه كثير من الفتيان والفتيات , وكثرت الوسائل الداعية إليه ففي التلفاز لا ترى إلا أفلام العشق والغرام, ولا تسمع إلا غناء يدعو إلى الفحش والحرام , والمجلات والجرائد لا تخلوا من نصائح للشباب تدعوا إلى إيقاع الفتيات في الهيام , فكان ولا بد أن نقف مع هذا الموضوع ونسلط عليه الضوء . فاخترطت القلم لأكتب هذه الكلمات وسميتها من "القلب إلى القلب" . من قلب محب للنصح لاخوانه وأخواته وامتثالا لقول الحق<o:p></o:p> " لتبيننه للناس ولا تكتمونه ".<o:p></o:p> أقول : إن المحبة أربعة أقسام ذكرها العلماء :<o:p></o:p> أحدها: محبة الله عزوجل وهي أشرفها وأعلاها مقاما.<o:p></o:p> الثاني: محبة ما يحب الله وهي التي تدخل في الإسلام وتخرجه من الكفر وأحب الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة.<o:p></o:p> الثالث: الحب لله وفيه وهي أوثق عرى الإيمان.<o:p></o:p> الرابع: المحبة مع الله وهي المحبة الشركية وكل من أحب شيئا مع الله لا لله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه ندا من دون الله وهذه هي التي يسميها العلماء شرك المحبة .<o:p></o:p> فمن أحب الدرهم فقد اتخذه ندا من دون الله وهو له عبد كما في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " تعس عبد الدرهم" ومن أحب مع الله وليا فقد اتخذه ندا ومن أحب مع الله رجلا أو امرأة واتخذه عشيقا فهو له عبد .<o:p></o:p> إن الدين الإسلامي قائم على محبة الله عزوجل فلا ينبغي أن نناصف هذه المحبة مع شريك ، فإن العشق الشيطاني هذا يصير العاشق كعبد للمعشوق الذي وقع في غرامه ومحبته فيصبح كالخاتم تحركه في الإصبع كيف تشاء، فيَفسد القلب وتفسد الإرادات والأقوال والأعمال ، وقد أخبر الله عزوجل في كتابه عن عشق امرأة العزيز ليوسف عليه السلام حتى راودته عن نفسه وكادت به.<o:p></o:p> وإنما يقع العشق من صاحب القلب المريض الذي نقصت محبة الله عزوجل من قلبه فإنه لو كان له محبا لكان له مطيعا في عدم الوقوع في معصيته ،ثم إن النفس لا تترك محبوبا إلا لمحبوب أعلى منه والعبد لا يترك ما يحبه ويهواه إلا لما يحبه ويهواه ولكن ترك أضعفهما محبة لأقواهما محبة .<o:p></o:p> ومن أسباب الوقوع في العشق خلو القلب وفراغه كما قال القائل:<o:p></o:p> أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا<o:p></o:p> فإذا كان القلب يعيش حالة من الفراغ يتصيده الشيطان لأن الذئب يأكل من الشاة القاصية .<o:p></o:p> ومن الأسباب أيضا عدم الاستقرار النفسي وعدم تحمل مشاق الحياة ومصاعبها وخاصة إذا كان المحيط الأسري غير متوازن يلقى فيه الإنسان مشاكل تنغص عليه حياته ، فيحس بعدم اهتمام الآخرين به أو عدم محبتهم له فيبدأ البحث عن السعادة التي يزين له الشيطان وجودها في العلاقات المحرمة .<o:p></o:p> فتبدأ الخطرات ،وهذه الخطرات هي مبدأ الخير والشر فمن قهر هواه لم تقده نفسه إلى الوقوع في العشق ومن غلبته نفسه واستهان بهذه الخطرات قادته إلى الهلكات، وهي خدع كاذبة توهم بالسعادة ووالله وبالله وتالله لهي الشقاوة لو كانوا يعقلون. <o:p></o:p> إن الذي زينه الشيطان للإنسان بإغوائه والوقوع فيه له مضار كبيرة فهو يجعل العاشق أسيرا في قبضة معشوقه كورقة تحركها الرياح ظهرا لبطن.<o:p></o:p> فيملك قلبه ويسبي عقله ويطفئ نور قلبه ، فيشغل به عن مصالح دينه ودنياه فلا هو عمل لآخرته ولا هو أدرك دنياه .<o:p></o:p> فيفسد بذلك الذهن ويحدث الوسواس في القلب فيشقى:<o:p></o:p> فما في الأرض أشقى من محب وإن وجد الهوى حلو المذاق<o:p></o:p> تراه باكــــيا فـــــي كل حــــين مخافة فرقـــة أو لاشتيـــاق<o:p></o:p> ثم إن الإفراط في المحبة يستولي المعشوق على قلب العاشق حتى لا يخلو من تخيله وذكره والفكر فيه فلا يغيب عن خاطره وذهنه ، وإن نسيت فلن أنسى أن إحداهن أخبرتني أنها كانت إذا فتحت المصحف رأت صورة معشوقها ، وإذا سجدت ذكرته في سجودها، وإذا شربت ماء رأته في ربض الكأس فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاها به. <o:p></o:p> وهذا حال من قال: <o:p></o:p> خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فأين تغيب<o:p></o:p> وقول الآخر: <o:p></o:p> ومن عجب أني أحن إليهم فأسأل عنهم من لقيت وهم معي <o:p></o:p> وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي<o:p></o:p> ومن مضار العشق عذاب القلب بمعشوقه فإن من أحب شيئا غير الله عذب به ولا بد، وعذاب العشاق قصصه أكبر من أن تذكر ههنا.<o:p></o:p> وهذا العشق الشيطاني يؤدي إلى فاحشة الزنا التي قال فيها الإمام أحمد : لا أعلم بعد قتل النفس شيئا أعظم من الزنا.<o:p></o:p> وقد قال الله تعالى: " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا" فأخبر سبحانه وتعالى عن فحشه في نفسه ، وأخبر أنه سبيل هلكة وبوار وافتقار في الدنيا وسبيل عذاب وخزي ونكال في الآخرة ، وأخبر سبحانه في سورة المؤمنون، سبل الفلاح ومنها حفظ الفرج وهذا يتضمن أن من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين وإنه من الملومين ومن العادين ففاته الفلاح واستحق اسم العدوان ووقع في اللوم ، فكيف بعاقل يبيع الدر بالبعر.<o:p></o:p> اخوتاه: إن معصية الله عزوجل توجب القطيعة بينك وبين الرب ، وإذا وقعت القطيعة انقطعت عنك أسباب الخير واتصلت بك أسباب الشر فأي فلاح وأي نجاح لمن قطع صلته بمولاه ، إن نسبة الإنتحار في الدول الكافرة مرتفعة جدا ، قف مع نفسك وقل لم ذلك؟ ألم يجد هذا المنتحر حبيبة ؟ ألم يجد قارورة خمر؟ ألم؟ ألم؟ ألم؟ .... أقول لا يا أخي ويا أختي إن هذه المجتمعات غائصة في أوحال من الرذيلة التي توفرت كل أسبابها ولكنه وعد الله عزوجل :" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى .." الآيات.<o:p></o:p> فأخاطب كل من وقع في هذه الفاحشة تب إلى الله فإن هذه المعصية توجب الفقر وتشتت القلب وتمرضه وتجلب الهم والحزن والخوف وتباعد صاحبها عن الملك.<o:p></o:p> ولمن وقع في العشق ، أقول " ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء" فالجأ إلى الله عزوجل ، فمن كان بالله هانت عليه المشاق وانقلبت عنه المخاوف ، إنه بالله يهون كل صعب ويسهل كل عسير ويقرب كل بعيد " ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه".<o:p></o:p> وكما قلت إن النفس لا تترك محبوبا إلا لمحبوب أعلى منه فاختر أي المحبتين محبة الله عزوجل أو محبة المعشوق، فإنهما لا يجتمعان في القلب الواحد .ومن أعرض عن محبة الله لمحبة غيره عذبه بها في الدنيا والآخرة.<o:p></o:p> ولا تبن سلوكك على حفظ الخواطر فيصير القلب فارغا قابلا للكشف فيصادفه الشيطان فارغا فيبذر فيه الباطل في قوالب يتوهم أنها أعلى الأشياء وهي من سفاسفها.<o:p></o:p> أدرك أن المحبوب الأعلى أحق بهذه المنزلة ، واعزم على ترك المعشوق لأن عجز القلب لا يطاوعه على إيثار الأصلح له مع علمه بأنه الأصلح ، فإذا صح الإدراك وقويت النفس وتشجع القلب على إيثار المحبوب الأعلى فقد وفقت لأسباب السعادة.<o:p></o:p> اشتغل بحب الخالق وذكره عزوجل ، وأخلص له فبإخلاص يوسف عليه السلام دفع عنه السوء" كذلك لنصرف عنه السوء إنه من عبادنا المخلصين "، واصدق الله يصدقك.<o:p></o:p> وغض بصرك وامتثل أمر الله عزوجل ـ هذا وأسأل الله عزوجل أن يوفقنا لأسباب السعادة والصلاح ، والحمد لله رب العالمين.<o:p></o:p> |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً أخانا الكريم.
|
#3
|
|||
|
|||
جزاك الهل خير ونفع بك
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
__________________
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: من القلب إلى القلب-إلى معشر العشاق- | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
أما وجد الله أحدا أرسله غيرك | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-04 04:10 PM |