جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مصر بين الأطماع الإيرانية والمؤامرات الإسرائيلية
مصر بين الأطماع الإيرانية والمؤامرات الإسرائيلية
بقلم: د. سامح عباس جاء الكشف عن قضية التجسس الايرانية الأخيرة على مصر ليميط اللثام عن الوجه الحقيقي لنظام الملالي فى طهران ويسقط أقنعته ويفضح أكاذبيه ومخططاته ومؤامراته حاله كحال الكيان الصهيوني الذي لا يريد الخير لمصر وللمصريين. إن نجاح جهاز المخابرات المصرية فى الكشف عن هوية الدبلوماسي الايراني المتورط فى قضية التجسس الأخيرة يحمل العديد من الدلالات والإرهاصات ، أبرزها على الإطلاق نجاح تلك المؤسسة الأمنية العريقة فى حماية أمن الأمة المصرية على الصعيدين الداخلي والخارجي، رغم الأحداث التى تعيشها أرض الكنانة منذ 25 يناير الماضي وسقوط نظام حسني مبارك . لكن حجم قضايا التجسس التى كشفتها المخابرات المصرية خلال الفترة الأخيرة بعد ثورة 25 يناير وتنوعها بين قضايا تجسس إيرانية وأخرى إسرائيلية، وبينهما تحقيقات أمنية تؤكد على تورط تنظيم حزب الله الشيعي اللبناني فى عمليات إثارة الفوضى داخل السجون المصرية، وتهريب نشطائه خلال أيام الثورة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر ما بعد الثورة تواجه خطراً محدقاً وتهديداً أمنياً حقيقياً من ألد أعداء الأمة، وأصبحت مطالبة بمواجهة الأطماع التوسعية الإيرانية، ووأد المؤمرات الصهيونية فى وقت واحد. فقد ظنت كل من طهران وتل أبيب خطأ بأن أرض الكنانة أضحت لقمة سائغة مستغلين حالة الانفلات الأمني التى تشهدها البلاد بعد سقوط نظام الطواغيت والفراعين، وأنهما يستطيعان تحويلها إلى ساحة جديدة للتنافس بينهما(وليس الصراع كما يحاولان أن أيثبتاه ويوهما به العرب والمسلمين) إلى ساحة أخرى من ساحات أمتنا العربية، بعد أن مارسا ألاعيبهما القذرة فى كل من لبنان، العراق والسودان، التى باتت ساحات مستباحة لعملاء الموساد والمخابرات الإيرانية يفعلون فيها ما يحلو لهم، لكن الوضع يختلف كلية فى مصر، التى ستظل نبض الشارع العربي الذي يتنفس من رئتها، ودرته المكنونة التى توضع على الرؤوس؛ فهيهات هيهات لأطماع الروافض من أبناء الفرس، وهيهات هيهات لمؤامرات أبناء القردة والخنازير. لقد تناست طهران وتل أبيب أن خير أجناد الأرض هم المصريون، ومهما حدث ستظل مصر بلد الأمن والأمان، الذي استمدته من نصوص القرآن الكريم وأقوال خير الآنام محمد بن عبدالله- صلى الله عليه وسلم- وليس من البروتوكلات والمعاهدات الباطلة التى كان يعقدها النظام المصري البائد... لقد خاب ظن أحفاد الفرس واليهود عندما توهموا سقوط مصر بعد ثورة 25 يناير، خاصة وأن فرعونها الذي أوهم الجميع بفزاعة انهيار مصر بسقوطه، وأنها ستلقى مصير العراق وغيرها من الدول العالم من فوضى وخراب ، لكن أبناء مصر من رجال المخابرات العامة الساهرين على أمنها نجحوا فى إسقاط أكثر من ثلاث شبكات تجسس منذ اندلاع الثورة بين إيرانية وإسرائيلية، خلافاً لإلقائها القبض على عدد من الأشخاص قاموا بأعمال تجسس فردية، ليثبتوا للعالم بأن مصر ستظل شامخة وأنها الدرع الواقي لأمتها العربية والإسلامية، ولعلنا سنشهد خلال الفترة القادمة الكشف عن سقوط المزيد من الخلايا التجسسية التى تعمل لصالح إيران وإسرائيل، لأنهما لن يتخلا بسهولة عن أطماعهما ومخططاتهما لفرض الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط. فإيران ترى أن مصر هى العثرة الأساسية التى تقف أمامها لنشر الفكر الشيعي وتصدير مبادئ ثورة الخميني فى العالم العربي، لكنها أساءت تقدير مواقف مصر بعد الثورة بفتح صفحة جديدة فى العلاقات بين القاهرة وطهران، وبدلاً من أن تمد يدها بالسلام، سبقتها عملاء الحرس الثوري الإيراني ليمارسوا التخريب وإثارة الفوضى فى البلاد. كما أن قادة الملالي فى طهران فسروا سقوط نظام حسني مبارك ، بأنه سقوط لمصر كلها، وأنه بات من السهل استباحة سيادتها وممارسة أعمال التجسس القذرة فيها، لكنهم أغفلوا حقيقة مهمة وهى أن ما يحكم مصر مؤسسة أمنية وعسكرية محترمة وموقرة، وليس حسني مبارك. وهنا يجب أن نشير إلى حقيقية بالغة الأهمية وهى أن وقوف الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ضد إيران لم يكن من منطلق حرصه على وأد المخططات التوسعية الايرانية بقدر حرصه على استخدام ذلك كورقة ضغط يمارسها على الغرب والولايات المتحدة الأمريكية من جانب، وعلى الدول العربية من جانب آخر. وربما كانت لمبارك مكافآت فورية عند قيامه بتنفيذ أي عمل مضاد لإيران، لعل أبرزها المكافآت التى كانت تأتيه من تل أبيب، التي طالما اعتبرته ورقة رابحة فى تنافسها الاقليمي مع إيران. ولا شك أن جميع أوراق اللعبة السياسية الإقليمية حالياً مختلطة ومتداخلة مع بعضها البعض، وأن العناصر الاقليمية التى تسعى للسيطرة والهيمنة تحاول اقتناص الورقة الرابحة من بينها، مستغلة الأوضاع الحالية التى تعيشها أمتنا العربية وشعوبها التى تتطلع للحرية والديموقراطية، وعلى خلفية ذلك تنشط الأعمال التجسسية لكل من إيران وإسرائيل فى عدد من الدول العربية، أبرزها مصر لاستكمال خططهما التوسعية لفرض الهيمنة على الشرق الأوسط، ويمكننا إيجاز ذلك فى الحقائق التالية: أولاً – إيران · سعى طهران لاختراق مصر عن طريق عمليات التجسس وإقامة خلايا مخابراتية تعتمد على عدد من الشيعة، يعتبر بمثابة إنجاز كبير ومؤثر فى مخططاتها التوسعية، ليس فقط لنشر الفكر الشيعي، بل للترويج لمبادئ حكم ولاية الفقيه، بعد أن وزاجهت صعوبات فى نقلها إلى عدد من الدول العربية. وتعتقد إيران أنه يمكن أن تكون مصر نقطة انطلاق محورية لتنفيذ مخططها لما تمثله من مكانة مهمة على كافة المستويات. · الكشف عن قضية التجسس الايرانية على مصر، ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها عمليات تجسسية إيرانية كثيرة، وهو ما له دلالة مخابراتية مهمة تتمثل فى سعى المخابرات الايرانية إلى نقل أنشطتها التجسسية من منطقة الخليج العربي والعراق ولبنان، بعدما حققت فيها بعض الانجازات البارزة إلى مصر لاستكمال دائرة المخطط الشيعي التوسعي. · تأمل إيران من خلال إثارة الفتن الداخلية فى مصر وإعادة الحديث عن مستقبل الاقليات فيها إلى بروز التيار الشيعي والتعامل مع على أنه تيار مؤثر، وهو ما لاحظناه فى الأيام الأخيرة من تحركات بعض الدوائر الشيعية فى مصر وإعادة نشاطها، بل وقيام البعض منهم بالتظاهر عدة مرات أمام السفارة السعودية بالقاهرة، فى محاولة إيرانية مفضوحة للوقيعة بين القاهرة والرياض. ويؤكد ذلك أن الدبلوماسي الايراني المتورط فى عملية التجسس الأخيرة كان يقوم بجمع معلومات عن الشيعة فى مصر وتقديم الدعم المادي لهم لتقوية مكانتهم داخل المجتمع المصري فى ظل التحول الديموقراطي الذي يعيشه عقب ثورة25 يناير. · كشفت قضية التجسس الايرانية على مصر النقاب عن سعي طهران لتوجيه ضربة استباقية لمصر لمنع دعمها ووقوفها إلى جانب دول الخليج العربي وبخاصة مملكة البحرين فى مواجهة الاستفزازات الايرانية المستمرة، وبخاصة عقب تأكيد رئيس الوزراء المصري عصام شرف على دعم القاهرة لأمن دول الخليج العربي فى مواجهة أية تهديدات له. ثانياً – إسرائيل لا يخفى على أحد المؤامرات المستمرة التى تحيكها دولة الكيان الصهيوني لمصر وشعبها منذ قيامها على أنقاض الدولة الفلسطينية. وهناك عدة حقائق تجعلها هي الأخرى تزيد من أنشطتها التجسسية ضد مصر خلال الفترة القادمة بالشكل الذي يخدم مصالحها الاستعمارية ويمكن إجمالها على النحو التالي : · تزايد المخاوف الصهيونية من إلغاء إتفاقية كامب دافيد للسلام الموقعة مع مصر فى أعقاب تغير سياستها الخارجية ما بعد الثورة حيال تل أبيب، وهو ما انعكس من خلال العديد من التقارير والدراسات نقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية المختلفة. · نجاح مصر فى المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس، وإصرارها على فتح معبر رفح بشكل دائم أمام سكان قطاع غزة، وتنفيذ ذلك رغم الضغوط الأمريكية والاحتجاجات الاسرائيلية.الأمر الذي أثار القلق لدى قادة الكيان الصهيوني حيال الدعم والمساندة المصرية للفلسطينيين فى مواجهة إسرائيل، وقد ظهر هذا جلياً من التعنت الاسرائيلي حيال الفلسطنيين فى الأيام الأخيرة، إحتجاجاً على المصالحة الفلسطينية التى تمت برعاية مصرية. · القلق الصهيوني من انهيار التعاون الاقتصادي وعلاقات التطبيع مع القاهرة، خاصة وأن إسرائيل تنظر إلى هذا التعاون كركيزة سياسية أساسية نحو انطلاق إسرائيل لباقي الدول العربية، وخسارة إسرائيل لهذا التعاون معناه عودتها للعزلة الاقليمية مرة أخرى. · تخشى إسرائيل من تعاظم الدور الاقليمي لمصر ما بعد الثورة ، وعودتها لمكانتها المعهودة فى المنطقة على حسابها، ويؤكد ذلك سعي إسرائيل مؤخراً إلى تخريب العلاقات بين مصر وعدد من الدول العربية، وبخاصة دول الخليج العربي. كما تخشى إسرائيل من عودة مصر لريادتها الاقليمية أن يؤثر ذلك على علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتى قد تستعين بمصر بدلاً منها فى توجهاتها الاقليمية القادمة لاسيما فى ظل الدعم الامريكي الواضح من جانب الرئيس باراك أوباما للثورة المصرية، والتوتر الدائم فى العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو. على أية حال ستظل الأخطار والمؤامرات الخارجية محدقة بمصر الجديدة ما بعد ثورة 25 يناير التى قلبت جميع أوراق اللعبة السياسية فى منطقة الشرق الاوسط رأس على عقب، ومن المؤكد أن أرض الكنانة لن تسلم خلال الفترة القادمة من الأطماع الايرانية والمؤمرات الإسرائيلية التى تهدف إلى النيل منها ومن شعبها لتحقيق أغراضهم الدنيئة ومخططاتهم التوسعية.
__________________
|
أدوات الموضوع | |
|
|