جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الربيع ليس عربيا بل عبريا (الرّبيع العِبْري )
مقال مختلف يرى فيه الكاتب أن الربيع ليس عربيا , بل عبريا , وحقق أهداف إسرائيل ,
------------------- الرّبيع العِبْري محمّد صالح مجيّد القدس العربي " لندن " 2012-02-08 ---------------------- لم تكن 'إسرائيل' في أمن واطمئنان وسعادة مثلما هي عليه هذه الأيام التي تعصف فيها رياح التغيير بأنظمة عربيّة شاخت،وهرمت على كرسيّ السلطة.. فالعرب المُثْقلون بأوجاع الماضي والحاضر عن محاربتها لاهون، لا يدركون أيّ منقلب سينقلبون بعد الزلزال الذي دكّ عروش كثير من الأنظمة منها ما قضى نحبه ومنها ما ينتظر...في 'تونس' مهد الثورة فتنة ما بين يمين ويسار انقطع بينهما منذ مدّة التيّار. في 'ليبيا' العائمة على آبار نفطيّة حرب ضروس تَوَهَّمَ بعض البسطاء أنّها ستنتهي بمجرّد اغتيال العقيد..وما هي إلا أيّام حتّى تأكّد أنّ هذه الدولة /القبيلة لن تعرف الهدوء في الأيام القليلة القادمة بعد أن تناثر الدّم بين القبائل.. ومازالت الأخبار تأتي بما يؤكّد تحوّل المدن الليبيّة إلى ميدان لاستعراض العضلات بين الكتائب المسلّحة مِنْ مشارب سياسيّة ودينيّة متناقضة... 'مصر' -خط الدّفاع الأوّل- دخلت منذ سقوط 'مبارك' في مستنقع التجاذب، و الصراع بين القوى السياسيّة لا أمل في أن تخرج منه في القريب العاجل.وتحتاج إلى سنوات كي تلتقط أنفاسها المُجهدة بثِقَل التاريخ والجغرافيا. ومن الأكيد أنّ الوضع الداخلي الصّعب في بلاد النيل يجعل التعاطي الجِدّي مع ملفّ 'إسرائيل' مؤجّلا. فالصعوبات الاقتصادية والمشاكل الداخليّة تمنع، بلا شكّ، المصريين من النظر إلى خارج الحدود،رغم أنّ 'فلسطين' كانت دائما الدجاجة التي تبيض ذهبا عند النظام السابق، وعند المجلس العسكري الذي خرج من رَحِمِهِ. و'إسرائيل' المُدركة لجراح مصر الداخليّة لا تتوجّس منها خيفة وهي تكتفي بالاحتياط، عبر ضبط الحدود ومراقبتها مدركة أنّ كلّ الأطياف السياسيّة تهادنها الآن وتخاف فتح جبهة ضدّها. وحتّى 'الإخوان'فهي لا تهابهم لأنّها شاهدة على الصفقة 'الأمريكية الإخوانية' التي أقرت فيها الأحزاب الدينية بضرورة التعايش مع 'إسرائيل' وقبولها جارة آمنة الحدود.وهل يمكن لدولة عاجزة عن ضبط جماهير كرة قدم غاضبة أن تحكم التعاطي مع ملفّ الصراع العربيّ الإسرائيليّ الشائك؟. في الأراضي الفلسطينيّة فتنة بين الفصائل، و تقاتل على بقايا تمرة بين جمهوريّة 'رام الله' التي ينتظر رئيسها'عبّاس' تأشيرة جنديّ إسرائيليّ كي تمرّ سيّارته الرئاسيّة المصفّحة وبين الجمهوريّة الإسلاميّة في 'غزّة' التي يتنقّل فيها السيّد 'إسماعيل هنيّة'زعيم تيّار المقاومة داخل القطاع وخارجه تحت أنظار 'إسرائيل' التي لا تفكّر في اعتقاله، أو اغتياله لأسباب تعلمها. في 'سورية' نظام يترنّح دون أن يسقط..وكلّما اقترب نظام 'الأسد' من السّقوط تدخّلت 'أمريكا' الماسكة بخيوط اللعبة، لإنقاذه بالتراخي في إصدار قرارات دوليّة صارمة ضدّه، أو بتجاهل ما يقوم به من جرائم في حقّ شعبه .وهل يُضيرُ 'إسرائيل' بقاء نظام يأوي المقاومة الفلسطينيّة من جهة، ويسكت عن 'الجولان'، ويحرس حدوده معها بتفان وإتقان من جهة أخرى ؟ فَمَنْ سمع عن عملية فدائيّة انطلقت من 'سورية' في اتجاه الجولان المحتلّ الذي لا يُذْكر إلّا بتأشيرة من النظام في الأغاني والخطب الحماسيّة الملتهبة؟ هل يمكن القول-إذن- إنّ إسرائيل هي الرابح الأكبر مما يجري الآن؟ هل يمكن القول إنّ حالة التشرذم التي يعيشها العرب لا يمكن أن تمرّ دون أن تستغلّها إسرائيل لربح مواقع جديدة، والعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط أكثر إجحافا؟ إنّ 'إسرائيل' الدولة التي لا تعيش إلابالتوسّع، ولا تتمدّد إلا بسرقة الأراضي، مطمئنّة إلى هذه الصّحوة العربية .وهي تعمل بتنسيق مع حليفتها 'أمريكا'،على توظيف هذه الثورات العربيّة لصالحها كي تخرج الغانم الأكبر منها.والأكيد أنّ ما يجري في تونس وليبيا و مصر واليمن وسورية والعراق و والأردن والكويت والبحرين سيجعل كلّ دولة تنغلق على نفسها،وتهتمّ بترتيب بيتها الداخلي، وتؤجّل الاهتمام بالقضية الفلسطينية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس طويلا... 'إسرائيل' الآن تعربد بالاستيطان بعد أن خفّ الضغط الدّولي الذي سلّط عليها خاصّة عندما أقدمت على ارتكاب مجزرة ضدّ مدنيين وناشطين حقوقيين في سفينة الحريّة التركيّة وهي الآن تتنفّس الصعداء لأنّ الإعلام الدولي الذي بدأ يركّز على تجاوزاتها، حوّل وجهته نحو هذا الحراك الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه الدول العربيّة تحت مُسميات شتّى لا يتوانى الخيال العربي المجنّح في استنباطها وهي تسعد أكثر كلّما أخرجت الدعاية الأمريكيّة من عُلَبِهَا الجاهزة بُعْبُع 'إيران' التي تتصعلك في مضيق 'هرمز'، و تريد أن تستولي على الخليج وأمريكا خبيرة في استغلال الخوف العربي، وتحويله إلى صفقات عسكريّة تبيع فيها إلى حكّام الخليج الخائفين على عروشهم أسلحة اقتربت مدة انتهاء صلاحياتها التكنولوجيّة .وتزداد الغرابة إيلاما عندما تهرع هذه الدول العربية للاستنجاد بأمريكا لتحميها مِنْ تغوّل 'إيران' بعد أن تكون صفقة السّلاح قد تمّت وحصل كلّ طرف من الجهتيْن على عمولته. يكشف الوضع الراهن أنّ 'إسرائيل' هي الرّابح دوما في معركة تختار فيها أعداءها، و تُحسن إدارتها عسكريّا وإعلاميّا.وهي تُقْدم في الوقت الراهن على أكبر عملية التهام لما بقي من الأراضي الفلسطينيّة التي لم تُصادِرْهَا بَعْدُ، مستغلّة انشغال المجتمع الدوليّ بالأزمة الاقتصادية الخانقة،وبالتحوّلات التي تشهدها المنطقة العربيّة. إنّ الثورات العربيّة قد عكست تطلّعات الشعوب إلى الحريّة والديمقراطية .وهي لا يمكن إلا أن تكون إيجابيّة على المدى القصير والبعيد رغم الغيوم التي تحيط بها،ورغم تدخّل عوامل خارجيّة عملت على تأزيم الوضع في أكثر من بلد عربيّ تمّ فيه إسقاط النظام. ولَكِنْ مِنَ الغباء إنكار رغبة 'الولايات المتّحدة الأمريكيّة' في الانقضاض على هذه الثورات، وتحويل وجهتها إلى 'فوضى خلّاقة' تدفع إلى اليأس عوض الأمل .وبعيدا عن نظريّة المؤامرة، نقول إنّ الثورة ستُسرق على يد أبنائها إذا لم يتفطّنوا إلى أنّ تغليب الحكمة في هذا الظرف الدقيق هو السبيل إلى نجاة المركب من عواصف أيديولوجيّة أصلها ثابت في تربة مخابراتيّة لا تخفى على عاقل، وفرعها في مواطن شتّى من أرض العرب الممتدّة على أكثر من قارّة. ومع ذلك يبقى السؤال الحارق هل 'إسرائيل' هي فعلا الغانم الأكبر ممّا يجري؟ ' كاتب تونسي |
أدوات الموضوع | |
|
|