#1
|
|||
|
|||
تجويع بورسعيد
تجويع بورسعيد محمود سلطان | 09-02-2012 19:12 ما يحدث لـ"بورسعيد" هذه الأيام ليس "جريمة" فقط، وإنما تبلد سياسى ومجتمعى وحقوقى وإنسانى لا يمكن قبوله تحت أى مسمى مهما كانت مسوغاته. لا أحد يعرف حتى الآن.. من هو صاحب قرار "تجويع" بورسعيد؟!.. لقد استمعت إلى قصص ومآس مروعة من بعض أهاليها.. وصلت حد معاقبة الأطفال والرضع وحرمانهم من الحليب والأدوية.. وكأنها "حمص" السورية التى خرجت عن طاعة بشار الأسد. بورسعيد تحت الحصار!!.. هذه ليست "نكتة" ولا "مبالغة" هذه المدينة صاحبة التاريخ النضالى العريض، والتى قدمت عبر أجيال متعاقبة تضحيات كبيرة وصاحبة ملحمة "العدوان الثلاثى" تتعرض الآن.. لحملة عقاب جماعى قاسية وغير إنسانية، يعاقب عليها القانون الدولى. ما حدث فى بورسعيد يوم مباراة الأهلى والمصرى.. مجزرة بشعة، وأطرافها معروفون.. غير أن هناك من يريد، الشوشرة والتغطية على "المجرم" الحقيقى الذى رتب لها.. وإلصاقها فى شعب بورسعيد المسكين. التجويع الجماعى لمدينة مصرية.. يعيد السؤال مجددا عن حضور الدولة فى مرحلة ما بعد مبارك.. وما إذا كان صانع القرار الرسمى تنازل عن حقه القانونى والدستورى لجماعات الألتراس وللأندية الرياضية الكبرى.. أم لشخص مجهول لا نعرف هويته على وجه الدقة أو التقريب. المسئولون فى النادى الأهلى.. لم ينفكوا يطلقون التصريحات العنيفة والتحريض على بورسعيد.. واللافت أن غالبية التصريحات تصدر بلغة سياسية تعكس قدرًا من الصلف والغرور.. وبلغة الأمر والنهى وبصيغة "القرار السيادى" وكأن مصر محض إدارة ملحقة بالنادى الأهلى. والمدهش.. أيضًا.. أنه كلما زاد الخطاب الأهلاوى الرسمى عنفا وعدوانية.. أُحكم الحصار أكثر من ذى قبل على البورسعيدية.. وهى مسألة محيرة حقًا.. وذلك بعد الاستقبال "المذهل" الذى لقيه لاعبو النادى من قبل المشير والقيادات العسكرية فى مطار ألماظة مساء يوم المذبحة. لقد أعجبنى موقف اللاعب الكبير ونجم النادى الأهلى محمد أبو تريكة.. عندما قاطع كل هذه المزايدات.. وأعرب عن سخطه من المزايدة على النادى وعلى جماهيره.. على حساب الضحايا والشهداء والمصابين.. وأعتقد أيضًا أن جماهير النادى الأهلى غير راضية بالمرة على أن تكون موضوعًا للمزايدة.. لأن هذا المصاب الجلل لم يكن مصاب الأهلى وحده وإنما مصر كلها.. وكان الأولى بالاهتمام هم المصابين والشهداء.. وليس "نجوم" الملاعب. كان المشهد فى مطار ألماظة ـ فعلا ـ يبعث على الاستفزاز.. وأعادنا إلى الفرز بين المصريين مجددا على معيار "الخيار" والفاقوس". يبقى أن نؤكد ـ هنا ـ بأن تجويع بورسعيد وحصارها.. هو جريمة "قتل" متعمدة.. وليعلم حكامنا فى "كوبرى القبة".. بأن المشرحة لا ينقصها المزيد من الجثث. |
أدوات الموضوع | |
|
|