حمص تئن تحت وابل صواريخ بوتين

[مسلم مهاجر]

أضيف في :9 - 2 - 2012

وسط حراك خارجي "بطيء جداً" لوضع حد لإجرامه, يواصل النظام السوري ارتكاب المجازر الجماعية ضد المدنيين العزل, حيث قتل, أمس, ما لا يقل عن 134 شخصاً بينهم 108 في حمص وحدها, جراء القصف العشوائي العنيف الذي استخدمت القوات "الأسدية" خلاله صواريخ روسية الصنع وقذائف "المورتر", وكأنها تحارب إسرائيل أو قوات غازية! (راجع ص 24 و25)
وأعلنت لجان التنسيق المحلية, التي تواكب حركة الاحتجاج على الأرض, أن 134 شخصاً بينهم 10 أطفال و108 منهم في حمص قتلوا, أمس, خلال الحملات العسكرية والأمنية المتواصلة في مناطق عدة.
وأكد ناشطون وسكان أنه مع بزوغ فجر أمس, انهمرت الصواريخ وقذائف "المورتر" مجدداً على حي بابا عمرو وحي الخالدية وغيرهما من أحياء حمص, وتدفقت تعزيزات مدرعة كبيرة على المدينة, التي تعيش وضعاً إنسانياً كارثياً جراء الحملة العسكرية المستمرة عليها, منذ السبت الماضي.
وأفاد الناشطون والمنظمات الحقوقية أن "بعض جثث الشهداء متفحمة بالكامل", وان قوات النظام استخدمت "صواريخ تخرق أكثر من جدار" في قصف أحياء حمص, وسط معلومات عن أنها روسية الصنع.
من جهته, قال الناشط عمر شاكر ان "الصواريخ تمطر على بابا عمرو من دون توقف, وان الناس يحتمون من القصف في الطوابق الارضية لعدم وجود ملاجئ, وهناك بيوت أصيبت فيها جثث متفحمة وأشلاء", مؤكداً أن شوارع الحي مقفرة وآثار القصف والدمار في كل مكان, ولا يسمع سوى صوت القذائف والصواريخ.
وبث ناشطون لقطات تظهر شابا يضع جثتين في شاحنة وأشلاء داخل منزل, وقالوا ان قوات النظام استخدمت مدافع مضادة للطائرات لتدمير هذا المبنى.
وفي الرستن بريف حمص, أكد الناشطون سقوط 70 قتيلاً, مساء أمس, جراء القصف العنيف من قبل قوات النظام للمدينة.
ولم تقتصر الحملات الوحشية على حمص وريفها, حيث قتل 6 مدنيين على الأقل في ريف دمشق, وسط استمرار القصف العنيف على الزبداني التي تحاول قوات النظام اقتحامها, منذ أيام, بلا جدوى.
وأكد المتحدث باسم تنسيقيات الثورة في دمشق وريفها محمد الشامي أن "40 منزلا دمر بالكامل في هذه المدينة التي تشهد حركة نزوح مستمرة", مناشداً المنظمات الدولية "الضغط على الجيش للسماح بدخول وحدات الدم التي تفتقر إليها المدينة بشكل كبير".
في غضون ذلك, قتل سبعة من عناصر الأمن وجرح عشرات آخرون, أمس, في كمين نصبه منشقون بالقرب من درعا, جنوب سورية.
ورغم القصف والقمع والدمار والأوضاع الانسانية الصعبة, أكد الناشطون المطالبون بالحرية, إصرارهم على المضي في الثورة, ودعوا إلى تظاهرات جديدة اليوم تحت شعار "روسيا تقتل أطفالنا", تنديداً بموقف موسكو المساند لنظام الأسد سياسياً وعسكرياً, فيما حملت التظاهرات التي خرجت أمس في أنحاء سورية شعار "الغضب من إيران".
سياسياً, لم يسجل جديد نوعي أمس, حيث توالت بيانات الإدانة والمطالبات بتنحي الأسد من العواصم الغربية, فيما أعلنت الأمم المتحدة أن الجامعة العربية طلبت منها التعاون في مهمة المراقبين الجديدة في سورية, الأمر الذي أيدته باريس, لكنها طالبت بضمانات, أهمها السماح لهم بالتحرك بحرية من دون إذن السلطات الرسمية.
وسارعت "جماعة الإخوان المسلمين" في سورية, إلى رفض إرسال مراقبين "سواء كانوا عرباً أو غير عرب", متسائلة: "ماذا يراقبون في سورية, أيراقبون خطوط الهدنة! أم التزام النظام قرار وقف إطلاق النار! وهو يعلن صراحة وبالصوت المرفوع والبلاغ الرسمي أنه مستمر في متابعة (عصابات مسلحة و...و..)"?
وأضافت الجماعة "لماذا لا يقوم الأمينان العامان (للأمم المتحدة بان كي مون وللجامعة العربية نبيل العربي)- وبقوة القانون الإنساني والدولي - بتحريك المنظمات الصحية والإغاثية والإنسانية, لتفرض وجودها على الأرض, وتقديم المساعدات المطلوبة في وقتها ولمستحقيها"?
ووسط استمرار الاتصالات بين الدول الغربية والاقليمية الداعمة للشعب السوري لعقد مؤتمر ل¯"أصدقاء سورية", تبقى أنظار المنتفضين موجهة إلى القاهرة الأحد المقبل, حيث يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً مهماً يتوقع أن تتخذ خلاله خطوات حاسمة, ويفترض أن يتم إقرارها أيضاً في اجتماع الجامعة العربية على المستوى الوزاري في اليوم نفسه.