جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إثباتُ أنَّ اللهَ يفرحُ ويضحكُ
- [align=center]إثباتُ أنَّ اللهَ يفرحُ ويضحكُ[/align] وقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ المُؤمِنِ التَّائِبِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ )) الحديث. مُتَّفَقٌ عليه. وقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( يَضْحَكُ اللهُ إِلى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُما الآخَرَ؛ كِلاهُما يَدْخُلُ الجَنَّةَ )). مُتَّقَقٌ عليهِ.(43) 2- إثباتُ أنَّ اللهََ يَعْجَبُ ويضحكُ وقَوْلُهُ: (( عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ، يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ أَزلينَ قَنِطِينَ، فَيَظَلُّ يَضْحَكُ يَعْلَمُ أَنَّ فَرَجَكُمْ قَرِيبٌ)). حديثٌ حسنٌ.(44) (43)(للهُ) اللامُ لامُ الابتداءِ (أَشَدُّ فَرَحاً) منصوبٌ عَلى التَّمييزِ، والفرحُ في اللُّغةِ السُّرورُ ولذَّةُ القلبِ (بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ) التَّوبةُ هي الإقلاعُ عنِ الذَّنْبِ والرُّجوعُ إلى الطَّاعةِ (برَاحِلَتِه) الرَّاحِلةُ النَّاقةُ التي تصْلُحُ أنْ ترْحلَ (الْحَدِيثَ) منصوبٌ بفعلٍ مُقَدَّرٍ، أي: أكملِ الحديثَ؛ لأنَّ المصنِّفَ اقتصر عَلى الشَّاهدِ منه، وهو إثباتُ الفرَحِ للهِ سبحانَه عَلى ما يليقُ بجلالهِ، وهو صفةُ كمالٍ لا يُشْبهُه فرحُ أحَدٍ مِن خلْقِه، بل هو كسائرِ صفاتِه. وهو فرحُ إحسانٍ وبرٍّ ولُطْفٍ، لا فرحُ محتاجٍ إلى توبةِ عبدهِ، ينتفعُ بها فإنَّه سبحانَه لا تنفعُه طاعةُ المطيعِ، ولا تضرُّه مَعصيةُ العاصي. وقولُه صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ: (يَضْحَكُ اللهُ إِلىَ رَجُلَيْنِ ـ إلخ) قد بيَّن النَّبيُّ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ في آخرِ الحديثِ سببَ ذلك في قولِه: ((يُقَاتِلُ هَذا فيِ سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فيُسْتَشْهَدُ ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلى القَاتِل فَيُسْلِمُ فَيُقَاتِلُ فَي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجلَّ فَيُسْتَشْهَدُ)) وهذا مِن كمالِ إحسانِ اللهِ سبحانَه وسَعةِ رحمتهِ، فإنَّ المسلمَ يقاتلُ في سبيلِ اللهِ فيقتلُه الكافرُ، فيُكْرِمُ اللهُ المسلمَ بالشَّهادةِ، ثم يمنُّ اللهُ عَلى ذلك الكافرِ القاتلِ فيهديه للإسلامِ، فيدخلانِ الجنَّةَ جميعا، فهذا أمرٌ عجيبٌ، والضَّحكُ يكونُ مِن الأمورِ المُعْجِبَةِ التي تَخْرُجُ عن نظائِرها. والشَّاهدُ مِن الحديثِ: إثباتُ الضَّحكِ لله سبحانَه وهو صِفةٌ مِن صفاتِه الفعليَّةِ التي نُثبتها له عَلى ما يليقُ بجلالِه وعظمتِه، ليس كضحكِ المخلوقِ. (44) (عَجِبَ رَبُّنَا) قال في المصباحِ: التَّعجُّبُ يُستعملُ عَلى وَجْهيْن: أحدُهما ما يحْمَدُه الفاعلُ، ومعناه: الاستحسانُ والإخبارُ عَن رضاه به، والثَّاني ما يكرهُه، ومعناه الإنكارُ والذَّمُّ له (مِن قُنُوطِ عِبَادِه) القنوطُ شدَّةُ اليأسِ مِن الشيْءِ، والمرادُ هنا اليأسُ مِن نزولِ المطرِ وزوالِ القحْط (وَقُرْبِ غِيَرِه) غِيَره بكسرِ الغين وفتحِ الياء أي: تغييرِه الحالَ مِن شدّةٍ إلى رخَاءٍ (يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ أَزِلِينَ) الأزْلُ بسكونِ الزَّاي الضِّيقُ. وقد أَزَلَ الرَّجُلُ. يَأْزِلُ أَزْلاً صار في ضيقٍ وجَدْبٍ. (فَيَظَلُّ يَضْحَكُ) هذا مِن صفاتِه الفعليَّةِ التي لا يُشْبهُه فيها شيءٌ مِن مخلوقاتِه، ففي الحديثِ إثباتُ صِفتيْن مِن صِفاتِ اللهِ الفعليّةِ هما: العَجَبُ والضَّحِكُ، وهما صفتان تليقانِ بجلالهِ، ليستا كعَجَبِ المخلوقِ وضحكِ المخلوقِ، وفي الحديث أيضاً إثباتُ النَّظرِ للهِ سبحانَه، وهو مِن صفاتِه الفعليَّةِ أيضاً، فإنَّه ينظرُ إلى عبادِه، ولا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ للشيخ الفوزان حفظه الله {}**{}**{}**{}**{}**{} وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشدُّ فرحاً بتوبة عبدِه المؤمن التائبِ من أحدكم براحلتِهِ))([1]) متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((يضْحَكُ اللهُ إلى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهما الآخرَ كِلاهما يَدْخُلُ الجنَّةَ))([2]) متفق عليه. وقوله: ((عَجِبَ رَبُّنا من قُنوطِ عبادِهِ وقُرْبِ غِيَرِهِ، ينْظُرُ إليكم أزلين قَنِطيِنَ فيَظَلُّ يَضْحَكُ يَعْلَمُ أن فرَجَكم قريبٌ)) حديث حسن([3]). ([1]) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشدُّ فرحاً بتوبة عبدِه المؤمن التائبِ من أحدكم براحلتِه.. الحديث)) متفق عليه. وهذا فرح جودٍ وإحسانٍ، لأنه جلَّ جلاله ينوع جوده وكرمه على عباده في جميع الوجوه، ويحبّ من عباده أن يسلكوا كل طريق يوصلهم إلى رحمة الله وإحسانه، ويكره لهم ضدّ ذلك، فإنه تعالى جعل لرحمته وكرمه أسباباً بيّنها لعباده، وحثّهم على سلوكها وأعانهم عليها ونهاهم عما ينافيها ويمنعها، فإذا عصوه وبارزوه بالذنوب فقد تعرضوا لعقوباته التي لا يحب منهم أن يتعرضوا لها، فإذا رجعوا إلى التّوبة والإنابة فرح بذلك أعظم فرح يقدر، فإنه ليس في الدنيا نظير فرح هذا الذي في أرض فلاة مهلكة، وقد انفلتت منه راحلته التي عليها مادة حياته من طعام وشراب وركوب، فأيس منها وجلس ينظر الموت، فإذا هو بها واقفة على رأسه، فأخذ بخطامها وكاد الفرح أن يقضي عليه، وقال من الدّهشة وشدة الفرح ((اللهم أنت عبدي وأنا ربك)) فتبارك الرّب الكريم الجواد الذي لا يُحصي العباد ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه عباده، وهذا الفرح تبع لغيره من الصفات كما تقدم. إن الكلام على الصفات يتبع الكلام على الذات فهذا فرح لا يشبه فرح أحد من خلْقه لا في ذاته ولا في أسبابه ولا في غاياته، فسببه الرحمة والإحسان، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين. ([2])وقوله صلى الله عليه وسلم: ((يضْحَكُ اللهُ إلى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهما الآخرَ كِلاهما يَدْخُلُ الجنَّةَ)) متفق عليه. وهذا أيضاً من كمال وجمال إحسانه وسعة رحمته. فإن المسلم يقاتل في سبيل الله ويقتله الكافر فيكرم الله المسلم بالشهادة، ثم يمن الله على ذلك الكافر والقاتل فيهديه للإسلام فيدخلان الجنّة جميعاً، وهذا من تفريع جوده المتتابع على عباده من كل وجه، والضّحك يكون من الأمور المعجبة التي تخرج عن نظائرها، وهذه الحالة المذكورة كذلك، فإن تسليط الكافر على قتل المسلم في بادئ الأمر أمر غير محبوب، ثم هذا المتجرئ على القتل يتبادر لأذهان كثير من الناس أنه يبقى على ضلاله ويعاقب في الدنيا والآخرة، ولكن رحمة الله وإحسانه فوق ذلك كله وفوق ما يظنّ الظانون ويتوهم المتوهمون، وكذلك لما دعا النبيُّ صلّى الله عليه وسلم على أناس من رؤساء المشركين لعنادهم وأذيتهم بالطّرد من رحمة الله أنزل الله قوله: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) الآية فتاب عليهم بعد ذلك وحسُن إسلامُ كثير منهم. ([3]) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((عَجِبَ رَبُّنا من قُنوطِ عبادِهِ وقُرْبِ غِيَرِهِ، ينْظُرُ إليكم أزلين قَنِطيِنَ فيَظَلُّ يَضْحَكُ يَعْلَمُ أن فرَجَكم قريبٌ)) حديث حسن. وهذا العجب الذي وصف الرسول به ربّه من آثار رحمة الله وهو من كماله تعالى والله تعالى ليس كمثله شيء في جميع نعوته، فإذا تأخر الغيث عن العباد مع فقرهم وشدّة حاجتهم استولى عليهم اليأس والقنوط، وصار نظرهم قاصراً على الأسباب الظاهرة وحسبوا أن لا يكون وراءها فرج من القريب المجيب، فيعجب الله منهم، وهذا محل عجب كيف يقنطون و رحمته وسعت كل شيء والأسباب لحصولها قد توفّرت، فإن حاجة العباد وضرورتهم من الأسباب لرحمته، والدّعاء لحصول الغيث والرجاء لله من الأسباب ووقوع الغيث بعد امتناعه مدّة طويلة وحصول الضرورة، يعجب أن يكون لفضل الله وإحسانه موقع كبير وأثر عجيب كما قال تعالى: (فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) الآيات والله تعالى قدّر من ألطافِهِ وعوائده الجميلة أن الفرج مع الكرْب وأن اليُسر مع العُسر وأن الضرورة لا تدوم، فإن حصل مع ذلك قوة التجاء وشدة طمع بفضل الله ودعاء، فتح الله عليهم من خزائن جودِه ما لا يخطر بالبال. ولفظة (قُرْبِ خيرِه) رُويت في بعض الأحاديث بلفظة (غيره) أي تغييره الشدّة بالرّخاء. للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى من شرح الشيخين للعقيدة الواسطية |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: إثباتُ أنَّ اللهَ يفرحُ ويضحكُ | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
هل سمعت بهذا من قبل | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-22 11:36 AM |