جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مأزق الرئيس "المناسب"
مأزق الرئيس "المناسب" محمود سلطان | 13-03-2012 18:48 البعض لا يعى الفارق بين "توافق" النخبة.. والرئيس "التوافقى" والخلط بينهما هو الذى أساء إلى هذا الاجتهاد الذى استقر على أن مصر فى مرحلتها الانتقالية تحتاج إلى مثل هذا الرئيس. توافق النخبة قد يكون من قبيل "التواطؤ".. غير أن "الرئيس التوافقى" ليس بالضرورة أن يكون سليل هذا "التواطؤ".. وإنما هو شخصية تلتقى عنده كل الصفات الإنسانية والأخلاقية والسياسية التى تجعله محل "تراضٍ" من الجميع.. فى ظل بيئة سياسية تميل إلى الصدام بين القوى السياسية التى تتصارع على السلطة. مصر ـ فى هذه المرحلة ـ تحتاج إلى "التصالح" وليس إلى "التصادم".. والديمقراطية فى النهاية لا تنتعش إلا فى ظل منظومة قيم "تصالحية" تعزز من قيمة التسامح السياسى والدينى وتحفظ لمكونات المجتمع تمايُزها من قبيل التنوع والثراء واتساع مساحة الخيارات. لا يصلح فى مصر اليوم رئيس دولة "تصادمى"، أو يتبنى خطابًا تصادميًّا مع المؤسسة العسكرية أو الأمنية أو مع القوى والتيارات السياسية الأساسية أو مع الهُوية الوطنية المِصرية. مأزِق الرئيس "المناسب" لخصوصية المرحلة هو أعمق وأكبر بكثير مما هو معلن ومعروف .. ولعل موقف حزب "النور" من "نوابه" الذين "أيدوا" أبو إسماعيل، يعكس جزءًا يسيرًا من حجم الأزمة.. ورد فعل شباب "الإخوان" على موقف الجماعة من أبو الفتوح، يشير إلى "زلزال" سياسى كبير، ربما يعصف بالكتل السياسية الأكبر والأبرز وذات السيادة داخل المؤسسات التشريعية المنتخبة. كل القوى السياسية "منقسمة" : الإسلاميون والليبراليون واليساريون.. والأحزاب السياسية الرسمية ـ 28 حزبًا ـ لم تتقدم بمرشح لها.. وتبحث عن "بديل" من خارجها.. ولا تريد تحمُّل فاتورة "الفشل" المتوقع للرئيس القادم والذى تنتظره ملفات "مفخَّخة"، يجرى "تستيفها" الآن لتعليقها فى رقبته! لا يوجد حل لكل هذا التوتر إلا فى وجود شخصية توافقية.. وأعيد التأكيد ـ هنا ـ على أن "الرئيس التوافقى" لا يجرى بالضرورة تخليقه من "نطفة" توافق النخبة؛ لأن الأخيرة قد "تتواطأ" من أجل مصالحها الآنية والضيقة.. وإنما هو "الشخص" التصالحى ويُختار وفق معايير "إنسانية" وسيرة ذاتية سياسية، تؤهله بالقبول العام ولا يحمل أية "ثارات" سياسية مع القوى "الصلبة" فى الدولة: لا الجيش ولا القوى السياسية "المليونية" وهى متسعة لتشمل الإسلاميين (17 مليون صوت)، وغيرهم من الليبراليين الذين حصدوا نحو 3 ملايين صوت فى الانتخابات الأخيرة.. والتى تعبر ـ مجتمعة ـ عن إرادة 30 مليون مواطن مصرى. الوضع ـ الآن ـ شديد التعقيد.. ولا تنفع معه العصبية والتوتر والانتصار لهذا الشخص أو ذاك.. المهم أن تنتصر الديمقراطية.. وتنتقل مصر بأمان من "الثورة" إلى "الدولة". |
أدوات الموضوع | |
|
|