جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من الفردوسي إلى بادكوبه معا على طريق تحقير العرب!/علي الكاش
من الفردوسي إلى بادكوبه معا على طريق تحقير العرب! علي الكاش الحقيقة التي لم تتغير منذ الفتح الإسلامي لبلاد فارس ولحد الآن هو إحتقار الفرس للعرب بشكل عام، والطامى الكبرى هي مقابل هذا الإحتقار الشديد هناك إعجاب مذهل وإحترام وحب شديد يصل أحيانا لمرتبة التقديس من قبل المحتَقرين لمن يحتقرهم. إنها نادرة شاذة عند بعض العرب من النادر أن تجدها عند بقية الشعوب التي لديها كرامة وكبرياء أو قليل من الحياء. من المعروف إن الشعوب لا تنسى بسهولة من يسيء إليها ويحتقرها أو كان في زمن ما سببا رئيسا لمصائبها. فذاكرة الشعوب حية وخالدة قد تغفو أوتُنوم أو تسكن بفعل عوامل عدة كالتحضر والمصالح وربما التسامح. لكنها تتوثب بروح مفترسة عندما تتعرض مجددا للإساءة وتُخرج ما في باطنها من ترسبات الماضي البعيد والقريب كالبركان الثائر.
لذلك هناك شعوب تبغض شعوب أخرى بفعل عوامل تأريخية فالشعب اليوناني مثلا له موقف سلبي من الاتراك والايطاليين منذ الغزو العثماني لليونان وعدم مساعدة روما لها. وشعوب المنظومة الإشتراكية السابقة تكره الروس وتعتبرها السبب الرئيس في تأخرها عن عجلة التقدم في اوربا الغربية. والشعب العربي يكره بريطانيا والصهاينة بسسب السياسة الإستعمارية والإستيطان والوعود الكاذبة، والشعب الاحوازي له موقف سلبي من الفرس بسبب حرمانه من أبسط حقوقه ومحاولات تفريسه ومسخ هويته العربية الأصيلة. والولايات المتحدة دولة تكرها كل شعوب العالم! وهناك المئات من الشواهد التي يمكن تعدادها، ونحن نتحدث هنا عن علاقات شعوب بشعوب وليس عن علاقات أنظمة بأنظمة. وكراهية الفرس للعرب ذات بُعد شمولي وليست محدود، لكن هذا لا ينفي مساهمة بعض الفرس في تقديم خدمات جليلة في مختلف العلوم والمعارف للإسلام وليس للعرب تحديدا. لكن هذا القلة لاتشكل سدا مانعا إمام سيول الكراهية الجارفة ضد العرب والنظرة الدونية لهم. يذكر المفكر الإيراني والأستاذ في جامعة طهران صادق زيبا" أعتقد أن الكثير منا سواء كانوا متدينين أو علمانيين يكرهون العرب، للأسف الشديد الكثير منا كفرس عنصريون! ولو أمعنتم النظر في ثقافات الشعوب الأخرى تجاه سائر القوميات والشعوب والإثنيات وأخذتم بظاهرة النكات كمقياس، لوجدتم أننا أكثر إساءة للغير من خلال السخرية من الآخرين، فنحن نسيء من خلالها للترك واللور". وللتأكيد من وصفنا لشمولية كراهية الفرس للعرب، يضيف زيبا" الكثير من المثقفين الإيرانيين يبغضون العرب، والكثير من المتدينين ينفرون منهم، إلا أن هذه الظاهرة أكثر انتشاراً وحدة بين المثقفين الإيرانيين" اذن الكراهية ليست من الجهلة والأميين بل من النخبة الواعية والمثقفة في المجتمع- هنا تكمن الخطورة فالخوف من الواعي المؤثر وليس الجاهل والمتخلف- والمثير في الأمر كراهية الصفوة من رجال الدين لنا مع إنهم يعيشون بيننا ويأكلون من خيراتنا ويشيدون القصور من أخماسنا ويسيطرون على مقدراتنا الروحية! هل هي تقية، ازدواجية، شعوبية، مؤامرة، حقد دفين؟ أختر الوصف الذي تراه مناسبا، وتذكر دور المراجع الفارسية في تدمير العراق ودول عربية أخرى سيأتيها الدور تباعا. الكراهية بهذه الصورة الخطيرة لا يمكن تفسيرها سوى بسبب حرمانهم من عبادة النار التي يتشوقون كل الشوق لحرارة دفئها. وقد تغطت هذه الكراهية بجلباب المذهب وهو تشيع صفوي لايمت الى التشيع العربي بصلة، بل هو نقيضه تماما. وكل ما يقال عن محبة الفرس لآل البيت(ع) هو دجل في دجل. فقد أساءوا لهم جميعا من خلال المغالاة الكاذبة في حبهم ونسبوا اليهم الخوارق والمعجزات والسخافات وهم منها براء. يعزز زيبا رأينا بهذا الصدد بقوله" يبدو اننا كإيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب؟ فما تزال معركة القادسية ماثلة أمام عيوننا لم تبرحها بالرغم من مرور 1400 عام عليها! إننا نخفي في أعماقنا ضغينة وحقداً دفينين على العرب، كأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة". وفعلا فقد سنحت الفرصة لهم فمدوا سياط نارهم المجوسية إلى العراق وسوريا ولبنان وشرارها وشرها يندلع في السعودية والبحرين واليمن والكويت بل وصل الى أفريقيا في ظل غياب التعقل والتحسس بالمخاطر القادمة. فقوتهم من ضعفنا، وذكائهم من غبائنا، ومعرفتهم من جهلنا، وانتصارهم من غفلتنا، ونهضتهم من غفوتنا. لم نفهم التأريخ ولم نتحسب للمستقبل! والمصيبة إنه لا التأريخ ولا المستقبل يرحم المغفلين. ولا الأجيال القادمة تَعذر أجدادها على حماقاتهم وغبائهم. أكثرية الفرس لا زالوا يعيشون بعقلية جدهم إسماعيل الصفوي في تعاملهم مع العرب. وهذا مثال بسيط نستعرض فيه وصف الفردوسي للعرب قبل (10) قرون تقريبا، مع مقارنة بما يردده احفاد كورش في الوقت الحاضر. لتذكير الغافلين العرب الذين يدافعون عن نظام الملالي بإبتذال وإنحطاط، عسى أن تنفع الذكرى! فقد إحتج الفردوسي في الشاهنامة على ظلم السماء بسبب الفتح الإسلامي وتخليصهم من نار المجوسية" قد بلغ الأمر بالعربي من شرب لبن الإبل، وأكل الضباع اللطموح إلى تاج الكيانين.. فأف لك يا فلك السماء". ويصف مواطنه ناصر خسرو في السفرنامة العرب من بعده ب(6) قرون قائلا" العرب لصوص وجياع ومجرمون وجهلة وعراة"! وفي مكان آخر على لسان رستم مخاطبا سعد بن أبي وقاص: "على من تنشد الانتصار أيّها القائد العربي العار لجيش عار! من حليب النوق والسحالي جئتم الى هنا تطمحون لعرش كياني. أليس في وجوهكم بعض من الحياء"؟ المضحك المبكي في الأمر ان هذه الكتب المسيئة للعرب والمسلمين توزعها إيران في جميع معارض الكتب الإيرانية المشاركة في الدول العربية وبطبعات أنيقة واسعار زهيدة، والانكى منه أن هناك إقبال عربي شديد على شرائها؟ في حين اي كتاب ينال من القومية الفارسية في معارض الكتب العربية التي تقام في إيران يمنع عرضها وتصادر فورا! حتى لو كان الكتاب يبحث في جانب غير سياسي وتضمن مثلا "الخليج الفارسي" فتعد تلك جريمة كبرى! ونتحدث كعرب بلا حياء عن الكرامة والكبرياء والغيرة! فهل لمن لا غيرة له على عروبته ودينه يحق له ان يتصف بكونه عربي مسلم؟ لنترك الماضي جانبا ونستعرض بعض آراء الفرس المعاصرين بالعرب. منهم الشاعر(مصطفى بادكوبه) الذي أحيا أمسية شعرية هذا الشهر في المركز الثقافي/ مدينة همدان ونقلت الأمسية تلفازيا ووزعت عبر العديد من المواقع الايرانية ومنها(موقع بالاترين) وهو من أشهر المواقع الفرسية حيث يتصفحه الملايين. يخاطب الشاعر الذات الالهية المقدسة بقوله"خذني إلى أسفل السافلين أيها الاله العربي! شريطة أن لا اجد عربيا واحدا فيها. فأنا لست بحاجة لجنة الفردوس لأنني وليد الحب، فجنة حور العين والغلمان هدية منك للعرب فقط". ثم يستطر بقوله" ألم تقل أنت بأن الأعراب أشد كفرا ونفاقا؟ فلماذا يثني السفهاء إذن على العرب"؟ هذا الشاعر الزنديق على حد تعبير لسانه الفارسي الأعوج يصف الله رب العزة بالإله العربي! فهل لديهم إله فارسي؟ ثم يواصل عبثه وهذيانه بالتضرع لله" أتوسل إليك يا إلهي أن تنقذ بلادي من البلاء العربي". والحقيقة ان المناشدة لكي تصح وتنسجم مع الواقع يجب أن تكون بالصيغة التالية( نتوسل بك يارب العزة كعرب أن تنقذ بلادنا من بلاء الفرس وخبثهم وحقدهم على العرب والمسلمين). رحم الله الفاروق وبديع قوله" اللهم إجعل بيني وبين فارس جبل من نار"، لا فض فوك! أشد ما يدهشني فيك كيف فهمت نفسيتهم وحللت شخصيتهم بتلك الدقة. يبدو ان الشاعر البليد الذي( باد كوبه وعقله) تناسى من حمقه وجود عرب أقحاح في الأحواز المحتلة مثلما تناسى إن الله ليس ربٌ العرب فقط! فإستدرك حماقته بما هو أحمق منها قائلا" إن هؤلاء - يقصد عرب الاحواز- خوزيين تعلموا اللغة العربية وهم يعرفون أنهم إيرانيون وليسوا عربا" وجوبه بعاصفة من التصفيق من قبل الحضور الحاقدين على العرب! بلا شك إن هذا الشاعر ليست له خلفية مطلقا عن تأريخ الأحواز ولا نضالهم الدؤوب للتحرر من أغلال الإستعمار الفارسي. أو هو من أبواق النظام الحاكم فينتفي حينئذ العجب. هذه المرة لا نتطرق إلى أدباء وشعراء لا يعول كثيرا على حديثهم، بل إلى تصريحات مسؤولين رسميين! فقد أطلق مسؤولان رفيعا المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية هما( محمد رضائي) و(مهدي صفري) - أي لهما صفة رسمية وهو يعبران عن رأي الحكومة كما يفترض- تصريحا حاقدا جاء فيه" العرب بدو، إنهم همج الصحراء. وحضارتهم حضارة طارئة إرتبطت باكتشاف النفط في دول عربية مثل قطر والبحرين. في حين إن حضارة الفرس تعود لآلاف السنين. ونحن نرفض بشدة أن يربطَ الفرس بالعرب". الذي يحاججنا القول بأن الدبلوماسيين لايحملان صفة رسمية، ولا يعبران عن وجهة نظر الحكومة الإيرانية بل عن وجهة نظر شخصية. نجيبه صه يا جاهل! إنك لا تفهم شيئا في القانون الدولي والعلاقات الدولية! وإن كان الأمر على هذا النحو هل تسكت وزارة الخارجية الإيرانية إذا تجرأ مسئول في وزارة خارجية دولة عربية بالتعبير عن وجهة نظر مماثلة بشأن الفرس؟ أم ستقوم القيامة عليه؟ ولدينا عشرات الشواهد تؤكد كلامنا. عود على بدأ. لو قمنا بمقارنة سريعة بين الشاعرين الفردوسي وخلفه بادكوبه، فهل أختلفت نظرة الفرس القدامى عن الحاليين إلى العرب مع تباعد القرون، أم بقيت على حالها ثابته؟ وما رأي من يدافع عن الفرس وهم يصفونه بهذه المواصفات القبيحة" لصوص وجياع ومجرمون وجهلة وعراة"! فهل أحدى هذه الصفات أو كلها تنطبق عليه او على أجداده مثلا؟ بتصوري إن من يدافع عن النظام الفارسي المتعجرف هو فعلا ضمن تلك المواصفات. وإلا كيف يفسر لنا موقفه الدفاعي عمن يحتقره ويهينه وينعته بأسوأ النعوت؟ أن يُداس بالنعال فيقبل النعال ويضعه فوق رأسه! لربما تنطبق عليه الصفات الأخرى التي أضافها الروائي الفارسي (صادق هدايت) الذي لم يقتنع بصفات أقرانه التي اسبغوها على العرب حيث وجدها قاصرة لا تعبير كفاية عن الحقد الذي يستعر في احشائه! فالعرب برأيه" شياطين، وقتلة، وغزاة، وقساة"! ولم يكتف بكل هذه الإهانات فحسب بل أضاف لها" ولغتهم بغيضة في صلبها". المقصود بالطبع لغة القرآن وأهل الجنة ولغة آل البيت الذين يتشدقون بحبهم. إنها لغة بغيضة من وجهة نظر هذا المعتوه الشعوبي، الذي يحن إلى دين أجداه المجوس. متجاهلا قوله تعالى : { إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (3)}(الزخرف) . وقوله سبحانه : { لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (103)}(النحل) . وقوله عز وجل : { انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون (3)}(يوسف). وقوله عز من قائل : { وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين (12)}(الأحقاف) . وغيرها من الآيات الكريمة وأعتقد إن أفضل ردً على هذا الصفوي الحاقد، هو قول أبو منصورالثعالبي" من أحب الرسول أحب العرب. ومن أحب العرب أحب اللغة العربية". وإذا أستبدلنا مفردة الحب بنقيضها الكراهية ستكون الجملة ( من كره الرسول كره العرب. ومن كره العرب كره لغتهم ). إنها كراهية سياسية خبيثة معجونة بالدين، ثعابين سامة تتخفى تحت العمامة تلدغ العرب والإسلام كلما سنحت لها الفرصة وتغافلوا عنها العرب. هل يعقل إن من يكره العرب كل هذا الكراهيه ويتآمر عليهم منذ الفتح الإسلامي لحد الآن يمكن أن يحب عربي حتى ولو كانوا من آل البيت؟ كما قيل "حدث العاقل بما لا يًعقل فإن صدق فلا عقل"! أليس آل البيت(ع) عرب أقحاح ومن يحبهم، يفترض به أن يحب قومهم العرب. ومن يحبهم يستوجب عليه محبة وإحترام العروبة، وإستذكار فضل من أهداه إلى نور الإيمان بالله ورسوله بعد ضلال مبين وكفر مجوسي لعين. لكنها الشعوبية التي حزرها أجدادنا منذ قرون وحذرونا منها ولم نتخذ تدابير الحيطة والحذر اتجاهها! مفهوم الشعوبية يتلخص بمفردتين فقط (كراهية العرب). كما أشار الإمام القرطبي" الشعوبية هي حركة تبغض العرب وتفضل العجم". وأضاف الزمخشري في كتابه الشهير (أسس البلاغة) بأن الشعوبيين"هم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلا على غيرهم". لذلك يمكن أن نصف العربي الذي يدافع عن الفرس على حساب عروبته بأنه شعوبي أيضا لأنه يزيد من شأن الفرس ويصغر من شأن قومه العرب. نأمل أن يستفيق العرب بشكل عام والعراقيون بشكل خاص - ممن يدافعون عن نظام الملالي- من سباتهم العميق. ويدركوا حقيقة موقف الفرس الصفويين تجاههم والخطط الفرسية للهيمنة على مقدراتهم السياسية والاقتصادية بحجة التشيع ونصرة المذهب. وأن يتحرروا من أغلال الصفويه ويرجعوا إلى أحضان عروبتهم. وإن أصر البعض على موقفهم الدفاعي من النظام الإيراني فمن المؤكد إنهم ضمن المواصفات التي ذكرها صادق هدايت. أما العملاء فهؤلاء قد وصلوا الى أعمق هوة في الإبتذال والإنحطاط، فغيرتهم على دينهم ووطنهم وشرفهم هشة كهشاشة قشرة البيضة لذلك حديثنا لا يعنيهم. بإضافة بسيطة عن موقع رابطة أدباء الشام |
أدوات الموضوع | |
|
|