![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
بسم الله الرحمـٰـن الرحيم <o:p></o:p> وبعد :<o:p></o:p> إن هذا الموضوع في غاية الأهمية لاحتياج كل فرد إليه ، وما طرأ على هذه الأمة إلا من التفريط في معالم الدين الإسلامي ؛ ومن هذه المعالم احترام العلماء ومعرفة مكانتهم .<o:p></o:p> <o:p></o:p> العلماء هم السلسلة الموصلة إلى صاحب الشريعة، وهم حملة الدين، وبهم وصل شرع الله سبحانه وتعالى إلينا . <o:p></o:p> فإذا لم يُحترم هؤلاء فلا تسأل عن الفوضى في الناس فيما يتعلق بدينهم ؛ ومن هنا أذكر النقاط الآتية :<o:p></o:p> النقطة الأولى : فضل العلماء . <o:p></o:p> النقطة الثانية :من هم العلماء.<o:p></o:p> النقطة الأولى : فضل العلماء ومكانتهم في الشرع . <o:p></o:p> قال سبحانه وتعالى {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملــٰــئِكة وأولو العلم قآئماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} ؛ في هذه الآية استشهد اللهُ سبحانه وتعالى بأولي العلم من خلقه على أجل مشهود عليه وهو توحيده سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة . وهذا يدل على فضل العلماء من وجوه كثيرة منها : أنه تعالى استشهد بهم ، ومنها أنه قرن شهادته بشهادتهم ، ومنها أن مضمون هذه الشهادة تزكيتهم وتعديلهم فهو سبحانه وتعالى لا يستشهد بخلقه إلا العدول ومنها أنه استشهد بهم على أجل مشهود وأعظم مشهود .<o:p></o:p> فهذه الأوجه وغيرها دالة على عظيم قدرهم . <o:p></o:p> وقال سبحانه وتعالى { قل هل يستوي الذين يعلمون } ؛ والمعنى لا يستوي من كان عالماً بربه وبأحكام الشرع ومن لا يعلم كما لا يستوي الليل والنهار .<o:p></o:p> ومما يدل على فضلهم في كتاب الله عز وجل قوله سبحانه وتعالى {يرفع اللهُ الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } ، وقوله {يؤتي الحكمة من يشاء} ؛ والحكمة هي العلم النافع والعمل الصالح . <o:p></o:p> وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم مليئة بالثناء عليهم ؛ ومن ذلك مارواه الشيخان : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " . والفقه هو العلم المستلزم للعمل .<o:p></o:p> ومفهوم الحديث أن من لم يرد الله به خيراً لايفقهه في دينه . فيقع في الخطأ والزلل في كثير من عباداته ومعاملاته . <o:p></o:p> ومما ورد في السنة أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة قليلة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجاذب أمسكت الماء فنفع الله بها ... " . <o:p></o:p> في هذا الحديث تشبيهان : الأول تشبيه العلم والهدى الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بالغيث ؛ أي بالمطر . <o:p></o:p> فكل منهما تحصل به الحياة وتحصل به المنافع ــ أي المطر والهدى<o:p></o:p> والآيات في هذا كثيرة في ذكر حياة الأراضي بالماء وحياة القلوب بالهدى والعلم والدين . <o:p></o:p> تشبيه القلوب بالأراضي ؛ فالأرض ينزل عليها المطر كما أن القلوب يقع عليها العلم .<o:p></o:p> ثم قسم الله سبحانه وتعالى الناس ثلاثة أقسام . <o:p></o:p> 1ــ " فكانت منها طائفة قبلت الماء " : منتفع بنفسه ونافع لغيره . <o:p></o:p> 2ــ " وكان منها أجاذب أمسكت الماء " :لهم فضل على الناس بما حفظوا وبما استنبطوا من الأحكام ما يحتاج إليه الناس . <o:p></o:p> يقول الإمام أحمد : الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب ؛لأن الطعام يحتاج إليه مرة أو مرتين أما العلم فيحتاج إليه بعدد الأنفاس . <o:p></o:p> 3ــ " لم يؤتى علماً ولا عملاً " : هؤلاء هم الأشقياء الذي رفعوا الجهل<o:p></o:p> فالقسم الثالث في قوله " من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدي الله الذي ارسلت به " . <o:p></o:p> ومما ورد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقاً يبتغي به علماً سهل الله طريقاً إلى الجنة وإن العالم ليستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء " .<o:p></o:p> هذا الحديث يبين فضل العلماء بياناً شافياً من وجوه عديدة منها تعظيم الملائكة لأهل العلم وحبها لهم ولذا فإنها تضع أجنحتها لهم رضا لهم وتعظيما لهم وتوقيراً لهم ، وقوله تضع أجنحتها ببسطها بالدعاء لطالب العلم بدلاً من الأيدي كما قال الإمام مالك . وذهب بعضهم إلى أنه حقيقي وهو تواضع وتبجيل . <o:p></o:p> وكل مخلوق يستغفر لهذا العالم حتى الحوت . <o:p></o:p> والحكمة في ذلك أن العالم هو سبب نجاة العباد بما يأمرهم به من معروف وينهاهم عن منكر . وهذا يعود على كل مخلوق بالنفع والبركة فالمخلوقات تصيبها بركة الطاعة كما أنها تؤثر عليها معصية العبادة . <o:p></o:p> ومن أوجه بيان فضل هذا الحديث أنه قارن بين العالم والعابد وهذه المقارنة تبين منزلة كل واحد منها ؛ فالعالم بالنسبة للعابد يشبه بالقمر بالنسبة للكواكب ، وبهذا يتبين فضل العالم على العابد فكيف بمن سوء العابد ؟ !<o:p></o:p> قال بعض السلف " فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد " .<o:p></o:p> ومما ورد في جامع بيان العلم وفضله لا بن عبد البر : " هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة جوف بيضة .. يقول لذلك كن فيكون" . <o:p></o:p> فمن هذا الأثر يظهر لنا البون الشاسع بين العالم والعابد . <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومن أوجه فضل العلماء أنه جعل العلماء ورثة الأنبياء وهذا من أعظم المناقب لأهل العلم . <o:p></o:p> وقد دل ذلك على أن العلماء أقرب الناس إلى الأنبياء لأن الميراث يكون لأقرب الناس. <o:p></o:p> كما أفاد حثَّ الأمة على احترامهم .<o:p></o:p> كما أفادت أن محبتهم من الدين؛ يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه " محبة العلماء دين يدان به " . <o:p></o:p> وهذا من بعض فضائلهم .<o:p></o:p> <o:p></o:p> النقطة الثانية : تحديد المفهوم الصحيح لمن يطلق لفظ العلماء .<o:p></o:p> <o:p></o:p> هذه النقطة مهمة ؛ فقد تخلل صفوف العلماء من ليس منهم، ووقعت الفوضى العلمية .<o:p></o:p> إن من يستحق أن يُطلق عليه لفظ العالم في هذا الزمن قليل جداً ولا نبالغ إنه قلنا نادر.<o:p></o:p> ليس العالم من كان بليغاً في محاضراته ، وليس العالم من حقق مخطوطة أو أخرجها .<o:p></o:p> وبذلك انخدع كثير من العامة بكثير من الفصحاء . <o:p></o:p> العالم حقاً من تضلَّع بالعلم الشرعي، وألمَّ بمجمل أحكام الكتاب والسنة عالم بالناسخ والمنسوخ والمجمل والمفصل والمطلق والمقيد . <o:p></o:p> واطلع على أقاويل السلف وما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه .<o:p></o:p> وفي جامع بيان العلم وفضله بابٌ بعنوان: من يستحق أن يكون عالماً أو فقيهاً<o:p></o:p> <o:p></o:p> ولا ريب أن تحصيلهم هذا قد استغرق وقتاً وجهداً ولم ينقطع عن طلب العلم ؛ فقد ورد في بعض الآثار أن موسى سأل ربه أي عبادك أعلم قال الذي لا يشبع من العلم .<o:p></o:p> <o:p></o:p> إن العالم هو المبلغ لشرع الله تعالى، المبلغ القائم لله سبحانه وتعالى بالحجة على خلقه ولو قل كلامه أو عدم تأليفه . <o:p></o:p> <o:p></o:p> وهنا فائدة مهمة وهي أن الاغترار بمن كثر كلامه ليس حادثة ووليدة الساعة ؛ وهذا ماسطَّره الحافظ بن رجب الحنبلي في كتابه فضل علم السلف على علم الخلف راداً به على من قال بكثرة الكلام واعتبره معياراً ؛ يقول " وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم لكثرة مقاله وبيانه .<o:p></o:p> ثم ذكر الثوري والأوزاعي وابن مبارك؛ فإنهم أقل كلاماً ممن جاء بعدهم ، وهذا تنقص عظيم للسلف الصالح وإساءة بهم ،ولا حول ولا قوة إلا بالله . <o:p></o:p> ثم ذكر أثر بن مسعود رضي الله عنه : إنكم في زمان كثير علماؤُه قليل خطباءُه وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤُه كثير خطباءُه . <o:p></o:p> فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح ومن كان بالعكس فهو المذموم " انتهى كلامه رحمه الله . <o:p></o:p> <o:p></o:p> فكيف لو رأى متكلمي زماننا ؟! الذين لعبوا بعقول الناس ؟!<o:p></o:p> <o:p></o:p> ومما ينبغي أن يميز به من يطلق عليه لفظ عالم كبر السن . فهذا في هذا الزمن ينبغي أن يكون في هذا الزمن شرطاً ؛ قال بن مسعود رضي الله عنه " لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمناءهم وعلماءهم فإذا أخذوه من صغارهم وشرارهم هلكوا " . <o:p></o:p> وقد أسند الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه نصيحة أهل الحديث بسنده؛أنه سئل عن معنى هذا الأثر : " يريد لا يزال الناس بخير ما كان علماءهم المشايخ ولم يكن علماءهم الأحداث " ثم يعلل هذا التفسير فيقول : " لأن الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب، واستصحب الخبرة فلا يدخل عليه في علمه الشبهة ".<o:p></o:p> وإن كان بعض العلماء يرى أن الصغار هنا هم أهل البدع . <o:p></o:p> <o:p></o:p> أما إذا كان الإنسان في بلد ليس فيها كبار ويوجد صغير فلا بأس للحاجة . لكن العيب كل العيب أن يكون الكبار موجودين فينصرف الناس عنهم إلى الصغار . <o:p></o:p> <o:p></o:p> علامات أهل العلم النافع :ــ <o:p></o:p> ذكر بن رجب بعضها في كتابه الآنف الذكر :ــ <o:p></o:p> يقول رحمه الله : إنهم لا يرون لأنفسهم حالاً ولا مقاماً، ويكرهون بقلوبهم التزكية والمدح، ولا يتكبرون على أحد، وأهل العلم النافع كلما ازدادوا في هذا العلم ازدادوا تواضعاً لله وخشيةً وانكساراً وذلاً. <o:p></o:p> ومن علاماتهم أيضاً : الهرب من الدنيا، وأولى ما يهربون منه الرياسة والشهرة والمدح ، فالتباعد عن ذلك من علامات أهل العلم النافع، فإذا وقع شيء من ذلك من غير قصد واختيار كانوا على خوف شديد وخشوا أن يكون استدراجاً . <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومن علاماتهم أيضاً أنهم لا يدعون العلم ولا يفخرون به على أحد ولا ينسبون غيرهم إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها فإنهم يتكلمون فيه غضباً لله لا غضباً للنفس . <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومن علاماتهم أيضاً أنهم يسيئون الظن بأنفسهم ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء .<o:p></o:p> وكان بن المبارك إذا ذكر أخلاق من سلف ينشد :<o:p></o:p> لا تعرضن بذكرانا لذكرهم ليس الصحيح إذا مشاك المقعد <o:p></o:p> <o:p></o:p> ولعل في هذه العلامات ما يستطيع به العامي أن يميز ، والفائدة المرجوة من هذا التمييز هي الأخذ من أهل العلم دون ممن ليس منهم . <o:p></o:p> النقطة الثالثة : حقوق العلماء علينا . <o:p></o:p> منها ما يطالب به تلامذتهم ومنها ما يطالب به عامة الناس . <o:p></o:p> بعض الحقوق المشتركة : توقيرهم واحترامهم والتواضع. <o:p></o:p> يقول طاووس رحمه الله " من السنة أن يوقر العالم " . <o:p></o:p> وقد ثبت في سنن أبي داوود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرءان غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط " . <o:p></o:p> وقصة عبد الله بن عباس المشهورة عندما بركاب زيد بن ثابت فقال بن عباس " هكذا يفعل بالعلماء " . <o:p></o:p> ومن حقوق العلماء علينا الدعاء لهم والاستغفار لهم . <o:p></o:p> ومن حقوقهم ما جاء عن علي رضي الله عنه أنه قال " من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية، وأن تجلس أمامه ولا تشير عنده بيدك، ولا تغمز بعينك، ولا تقولن قال فلان خلاف قوله، ولا تغتابن عنده أحداً، ولا تطلبن عثرته، وعليك أن توقره لله تعالى وإن كان له حاجة سبقت القوم إلى خدمته، ولا تشبع من طول صحبته ـــ وهذه مهمة جداً فحسن الصحبة لها أثرها في العطاء وبالعكس سوء العشرة تحرم الخير الكثير .<o:p></o:p> <o:p></o:p> فهذه جملة من حقوق العلماء علينا .<o:p></o:p> <o:p></o:p> مشكلة القدح في العلماء :ـ <o:p></o:p> إن المستعمر له يد كبيرة في بثها إلى المسلمين ، والعجب كل العجب أن يصدر هذا القدح من المنتسبين إلى الإسلام ! <o:p></o:p> وهم في القدح بين رجلين إما رجل له مقاصد سيئة أو مخدوع . <o:p></o:p> والشبه التي ينخدع بها هؤلاء فيلصق بالعلماء مثل هذه الافتراءات يمكن أن نكشفها لكن قد لا يُتسع لكشفها كلها لكن أقتصر على أمرين لعله فيهما إزالة لما قد يترسب في أذهان بعض الناس من هذه الشائعات . <o:p></o:p> <o:p></o:p> أولا ً: العلماء يقيدون تصرفاتهم بالكتاب والسنة وبالمصلحة الشرعية المعتبرة . بينما تلك الجماعات تنطلق بالجملة كالعاطفة الإسلامية والعقل المحض ، وقد تتلبس شبهاً من الشرع لتذليل منهجها .<o:p></o:p> فمثلاً يرى العلماء أن مناصحة ولي الأمر تكون على الطريقة النبوية فيمتثلون لقول النبي صلى الله عليه وسلم المعروف " من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية .... " .<o:p></o:p> أمر آخر : العلماء لا يرون تلازماً بين إنكارهم لمنكرات الولات وبين تغييرها ؛ فإذا أنكروا عليهم فقد برئَت ذمتهم . وتغييرها ليس إليهم <o:p></o:p> العلماء يأمرون لكن لا يملكون شرعاً ولا قدراً سلطة التغيير مع وجود الحاكم المسلم . <o:p></o:p> أما تلك الجماعات فهي ترى تلازماً بين إنكار المنكر وتغييره . <o:p></o:p> جاء في مسلم " إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع " قالوا يا رسول الله أفلا نقاتلهم ؟ قال " لا ، ما صلَّوا " .<o:p></o:p> معنى كره : كره بقلبه . أنكر : أي أنكر بقلبه . <o:p></o:p> لذلك رمي العلماء بهذه الفرية جرم عظيم، وصد عن سبيل الله سبحانه وتعالى . <o:p></o:p> يقول أئمة الدعوة كما في الجزء السابع من الدرر السنية :ـ <o:p></o:p> ومما أدخل الشيطان على بعض المتدينين اتهام بعض علماء المسلمين بالمداهنة وسوء الظن بهم وعدم الأخذ عنهم وهذا سبب لحرمان العلم النافع . <o:p></o:p> والعجب القدح في العلماء من جانب آخر ؛ بأنهم لم يبينوا للناس أمور السياسة فيقول : ما هي قيمة العالم إذا لم يبين لهم قضاياهم السياسية التي هي من أهم القضايا التي يحتاجون إليها .. إلخ<o:p></o:p> إن كان مراده بيان الأخبار السياسية كوقوع حرب في المكان الفلاني وسجن فلان إلى آخر ؛ فهذا ليس وظيفة العلماء ؛ وإنما هم مطالبون ببيان الأحكام الشرعية في جميع القضايا فعليهم أن يبينوا الحكم الشرعي فيها . فهل تجد مثلا أحد العلماء يتكلمون في أحوال البوسنة وكذا وكذا ؛ فهذه ليست وضيفتهم . <o:p></o:p> <o:p></o:p> فالغالب بل الأغلب على علماء الأمة عدم الخوض في هذه الأمور ، وهم يحثون الناس على الجهاد والإنفاق ونحو ذلك ، أما أن يكون العلماء وكالة أنباء فهذا ينزه عنه العلماء . <o:p></o:p> <o:p></o:p> فالعلماء يعتقدون شرعية الدولة ووجوب السمع والطاعة لهم ،وبما أنهم كذلك فهم يدركون أن هذه الأمور من حقوق الولاة بالجملة. <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومن أشنع القدح فيهم التهكم عن طريق وصفهم بالأنطواء على مسئلة من الشرع هي من جملة عملهم كما يقول بعضهم علماء حيض ونفاس ؛ نعم هم علماء في هذين البابين العظيمين الذين ينبني عليهما من الأحكام الشيء الكثير .<o:p></o:p> <o:p></o:p> بعضهم يقول : ليس للعلماء إلا مسألتان إعلام دخول رمضان وخروجه والهجوم على من يسمونهم بالمتطرفين . <o:p></o:p> فهذا ولله الحمد مدح وليس عيب ، وهذا برنامج نور على الدرب يسمعه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها .<o:p></o:p> <o:p></o:p> النقطة التي بعدها : أهمية الارتباط بعلماء أهل السنة والجماعة <o:p></o:p> أقصد بالارتباط أخذ المنهج عنهم ؛ فبه يسلم المرء من الانحراف في المعتقد والمنهج والسلوك . <o:p></o:p> <o:p></o:p> جاء في ترجمة الحفاظ للذهبي رحمه الله أن بعض الأئمة قال كان أبو داوود يُشبَّه بأحمد بن حنبل وكان أحمد يشبه بوكيع وكان يشبه بسفيان وسفيان بمنصور ومنصور بإبراهيم وإبراهيم بعلقمة وعلقمة بابن مسعود وقال علقمة كان بن مسعود يُشَبَّه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله . <o:p></o:p> <o:p></o:p> اللهم اجعلنا من المتشبهين بهم ، السائرين على منهجم ، القائمين بالحقوق الواجبة علينا تجاههم . <o:p></o:p> <o:p></o:p> وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . <o:p></o:p> <o:p></o:p> |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|