جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
دعوة وحدة الأديان في الميزان
دعوة وحدة الأديان في الميزان
عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي أو نصراني، ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت به؛ إلا كان من أصحاب النار )) . رواه مسلم . هذا الحديث النبوي يبطل الدعوة الى وحدة الاديان من جذورا ، والتي نشأت في زماننا في أحضان التنصير والحركة الصهيونية العالمية، والتي عقدت من أجلها مؤتمرات عالمية، ونظمت من أجلها ملتقيات دولية، وخدع بها الكثير من الزعماء والقادة، والتي فحواها إزالة الخلاف العقيدي، وإسقاط الفوارق الأساسية بين الاسلام وغيره من الاديان، على اساس الاعتراف بها، او تصحيحها، او عدم الاعتراض عليها ، تحت شعار (( الإبراهيمية )) أو (( الديانة العالمية )) 1- ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوث للثقلين، كما في قوله تعالى ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) [الأنبياء 107 ] ، ( وما ارسلناك إلا كافة للناس ) [سبأ 28] ، ( قل يا أيها الناس انى رسول الله اليكم جميعا ) [الأعراف 158] وهذا يستلزم أن جميع الأديان باطله الا دينه : ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين ) . [ آل عمران 85 ] 2- ذكر اليهودية والنصرانية على أنها ديانا منسوخة؛ لا يسع أصحابها إلا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم حتى لو كان عيسى وموسى أحياء ما وسعهم إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم؛ " أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ، لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، لو كان موسى حيًا واتبعتموه وتركتموه لضللتم " وفى رواية : " لو كان موسى حيـًا ما وسعه إلا اتباعي " فقال عمر : رضيت بالله ربــًا ، وبالاسلام دينا ، وبمحمد نبيــًا . ويؤكد هذا أن عيسى عليه الصلاة والسلام عند نزوله : يحكم الاسلام ، ويهدم النصرانية : (( يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكمــًا مقسطــًا؛ فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية )) رواه مسلم . قال النووي : (( قوله صلى الله عليه وسلم : " يضع الجزية " أى لا يقبل الا الاسلام او السيف )) . 3- ان مات على دين غير الاسلام ، فهو من أهل النار وهذا يدل على بطلان هذه الاديان ، وإن الدين المقبول عند الله هو الاسلام: ( ان الدين عند الله الاسلام ) [ آل عمران 19 ] 4- الواجب على المسلمين دعوة الآخرين الى الإسلام، وليس محاورتهم للقبول بأديانهم، أو تصحيح عقائدهم ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يسمع بي أحد )) و لا يمكن السماع الذى تقام به الحجة الا بالدعوة الى الله والبلاغ المبين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا يستلزم بطلان جميع الأديان إلا الإسلام اذا لو كان الاسلام يعتبرها او يصححها لما كان لدعوة أصحابها معنى، بل سيكون من اللغو والعبث، وشرعنا منزه من ذلك .. 5- هذا الحديث يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، فدينه عام لكل العصور ، ولكل الملل والنحل الى يوم البعث والنشور ، وهذا يلزم منه بطلان جميع الأديان التي كانت قبل بعثته ، أو زمن بعثته، او من سيجد بعد بعثته صلى الله عليه وسلم الى يوم الدين . 6- ذكر الحديث لليهود والنصارى تنبيها على من سواهم وليس حصرًا بهم، وذلك لأن اليهود والنصارى أصحاب كتاب، فإذا كان هذا شأنهم من أن لهم كتاب؛ فغيرهم ممن ليس على شئ أحري فى الدخول فى دين الإسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم . 7- وهذا الحديث يدل على وجوب اعتراف جميع الأديان بمحمد صلى الله عليه وسلم و دينه، ومن اعترف بدينه ولم يعترف به رسولاً لجميع العالم؛ فهو كافر بمحمد صلى الله عليه وسلم كمن زعم من اليهود والنصاري : أن الاسلام دين صحيح ومحمد نبي صدق؛ لكنه رسول للعرب خاصة، ولهذا فهم مدحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واثنوا على الإسلام ينطلقون من هذا التصور، ولا يعتقدون أنه يلزمهم الدخول فى الإسلام واتباع محمد صلى الله عليه وسلم . وهذه خديعة كبرى يقع فى شراكها كثير من دعاة وحدة الأديان حيث يقولون : اليهود والنصارى يعترفون بديننا وبنبينا فلماذا لا نعترف بهم؟! 8- هذا الحديث يدل على أن كل من سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ففرض عليه أن يبحث عن حاله وإعلان الإيمان به . ومن لم يفعل ذلك وأعرض؛ فهو من الكفار الذين لزمتهم الحجة، وبخاصة في هذا الزمان الذى اصبح فيه العالم كالبيت الواحد بسبب كثرة الاتصالات وتنوعها، وسهولتها ، ويسرها . وكذلك ذهاب كثير من المسلمين الى بلاد الكفار: إما لطلب الرزق، او التعليم ، او التجارة ، او الدعوة الى الله؛ حيث انتشرت المساجد والمراكز الإسلامية في جميع أقطار الدنيا . وكذلك انتشار الدراسات الموثقة عن الاسلام باللغات العالمية الحية . الى غير ذلك من السبل التي تجعل الكفار فى جميع أقطار العالم يسمعون بالاسلام وبرسوله صلى الله عليه وسلم ولا يمنع كثير من الكفار من البحث و السؤال؛ إلا الإعراض، أو الإباء و الاستكبار؛ وهى من أنواع الكفر الأكبر . هذا هو ديننا العظيم الذى بعث به رسولنا الكريم؛ لنخرج الناس من الظلمات الى الصراط المستقيم، ونقودهم بالسلاسل الى الجنة، وننقذهم من الجحيم . والله الموعد . الى الديان يوم نمضى وعند الله تجتمع الخصوممنقول من الصحيفة الصادقة |
أدوات الموضوع | |
|
|