جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الاستخبارات السورية الاسلامية القادمة
((( الاستخبارات السورية الإسلامية القادمة )))
ما تزال ثورة الشعب السوري المسلم مستمرة على نظام الحقد النصيري العميل لقوى التحالف الصهيوصليبي و الرافضي , و قد حق لثورة ذلك حالها – و نتائجها كسر القيود المفروضة من القوة الصهيوصليبية على امة الإسلام – أن تطول و يغلو ثمنها . ثمن العزة ثمن الجنة ثمن إعداد هذا الشعب لريادة نهضة الأمة الإسلامية بإذن الله . فالله سبحانه و تعالى قد اختار هذا الشعب فأصابه بالمحنة العظيمة و منع عنه كل مدد دنيوي حاسم – تقريبا – مجبرا إياه سلوك طريق التوكل الحق على الله وحده ( مبعدا إياه عن التثاقل إلى الأرض و حب الدنيا و طلب النصر و العون حتى و لو كان من الشيطان – كما حصل في بداية الثورة - ) كاشفا بذلك الأقنعة عن وجوه لطالما ادعت الإنسانية أو الإسلام أو ... مظهرة الخبث و الحقد و التآمر . و هكذا نقت هذه الثورة الشعب السوري من كثير من ادرأنه العقدية و السلوكية و الفكرية – دافعة بنخبة الشباب المسلم إلى الأمام - . لكن واهم من يظن أن شعبنا سيخرج من محنته و قد خلص من كل تلك الأدران و مخطئ من يتعامل على هذا الأساس فيقول مثلا " لا تاكلوا هم شعبنا صار واعي ما عد حدا يقدر يضحك عليه " فمعركة الحق و الباطل لا تنتهي بانتصار الحق – علما أن انتصاره في النهاية هو أمر محتوم - , إنها معركة مستمرة حتى قيام الساعة – هذه سنة الله سبحانه في الحياة - , و هزيمة الباطل لا تعني زواله بل تحوله من أسلوب إلى أخر . لذلك على الأمة أن تدرك أهمية الاستمرار في حرب الباطل – بأساليب مبتكرة و جديدة – و بعزيمة لا تلين , و علينا أولا الاعتبار من ديننا و تاريخنا بأن حرب الباطل الأساسية تكمن في حرب الباطل الداخلية الكامنة في نفس و بيت و شارع و مدينة و بلد كل مسلم – حرب الذنوب و التثاقل و الجاهلية و الغرور و .... - , و لا نبالغ إن قلنا أن طول و صعوبة محنة الشعب السوري هي لإصلاح جزء من ذلك الباطل الداخلي المؤهل لحمل راية الإسلام . " مسؤولية الشباب المسلم " انطلاقا من كل ذلك علينا استشعار المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الشباب المسلم السوري بمجرد سقوط النظام – و ليس فقط ما يقومون به قبل سقوطه – و إيفاء كل مرحلة حقها - . فشجاعة شبابنا في مرحلة المظاهرات السلمية ثم في مرحلة الجهاد المسلح يجب ألا تستقيل و تتثاقل إلى الأرض عند سقوط النظام النصيري و كأننا قد وصلنا إلى الجنة المنشودة و ذبح الشيطان و أبيد الباطل , بل علينا إدراك أن هذا النظام النصيري ما كان ليصل إلى ما وصل إليه إلا بإرادة و قوة التحالف الصهيوصليبي , و ما كان ليقصف و يقتل – في صمت قذر – إلا بضوء اخضر من تلك القوى – التي ترى في الإسلام و المسلمين أعداء تاريخيين و خطر مستقبلي داهم - . إن الصبغة الإسلامية الواضحة في المظاهرات السلمية ثم في الجهاد المسلح (( ليست مجرد وسيلة تحريضية كما يسعى العلمانيون لتصويرها , بل هي انعكاس عملي لعقيدة الشعب السوري المكبوتة و آماله المقيدة )) لهي مبشر كبير و مكسب عظيم يجب الحفاظ عليه و التمسك به و عدم التنازل عن شيء منه إطلاقا , بل يجب أن يكون دافعا لشباب الإسلام للحصول على المزيد من المكتسبات و السير بهذا البلد و أهله لرفع راية الإسلام من جديد . و لا ننسى الآمال المعقودة من شعوب الإسلام – و خاصة المسحوقة منها – على معركة الشعب السوري و نتائجها , عندما نسمع أن مقاتلين شيشان يأتون للقتال في سوريا فهذا يدلك على أنهم ينظرون إلى هذه المعركة و كأنها باب الفتح للمسلمين ككل , و هذا يدفعنا إلى أن نكون على قدر مسؤولية تحويل ذلك الحلم الإسلامي الرائع إلى واقع عملي لا تستطيع قوة على وجه الأرض كسره أو حرف مساره . السؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف نحافظ على مكتسباتنا و تنميتها و بالمقابل حرمان الأعداء الخارجيين و عملائهم المحليين من الحصول على شيء ( قدر المستطاع ) أو حرماننا شيئا من مكتسباتنا أو التطفل عليها و التسلق فوقها و سرقتهم بالقول ما أنجزناه نحن بالدماء . إن هذه المهمة هي مهمة متكاملة الجوانب – الدعوية و السياسية و العسكرية و الإعلامية و .... – لكنني هنا احسب نفسي أنني سأتكلم عما أراه احد أهم الجوانب في هذه المهمة . " إستراتيجية الشباب المسلم السوري بمجرد سقوط النظام " يجب على الشباب السوري المسلم ( الملتزم - ذو العقيدة السليمة - و الذكي النبيه و المخلص نيته لله وحده ) الانخراط بسرعة فائقة – على مبدأ الذي يسبق أولا ينال كل شيء – في مفاصل الدولة و خاصة الاستخبارات بشتى أنواعها – و غيرها من القوى الأمنية – ثم الجيش , و ملئها تماما الأولى فالأولى . ((( لماذا الاستخبارات بالدرجة الأولى ))) #- إذا كان الجيش بمثابة الجلد الحامية و اليد المقاتلة للدولة فإن المخابرات الداخلية هي بمثابة المتحسسات الداخلية و الكريات البيض و المخابرات الخارجية هي بمثابة الحواس الخمسة . و لا أبالغ إن قلت بأن المخابرات – بشكل عام – في حالات متطورة يأخذ وظيفة الدماغ المفكر الحقيقي , بالتالي إن إحاطة هذه الأجهزة بكل شيء ( سواء الداخلي منه أو الخارجي ) و كونها العين الناظرة لأركان الدولة و الجيش – الذي لا يستطيع احد النظر إلا به و من خلاله – يجعل منها الجانب المهيمن و الأكثر أهمية ((( المعرفة هي الخطوة الأولى و الأهم في حرب السيطرة ))) . من السذاجة التعامل مع الاستخبارات و كأنها مجسمات جامدة أو مبرمجة وظيفيا – فقط – أو غير مؤدلجة و موجهة ( و بالتالي ليست ذات تأثير حقيقي ) وهم مجرد موظفين ينتظرون الأوامر من رؤسائهم السياسيين . فقد أثبتت التجارب بأن عناصر الاستخبارات – الذكية و المنظمة - تمثل فزاعة لرجال السياسة و الاقتصاد و غيرهم , يحذرون منهم و يتزلفون لهم بكل نفاق , و هي أداة مرعبة في يد من يملكها و يحسن استتثمارها , فتجربة ادجار هوفر رئيس FBI السابق هي خير مثال ( حيث كان يتجسس على السياسيين و غيرهم و يخصص لكل منهم ملفا جاهزا للابتزاز عند الضرورة ) . #- تتميز الاستخبارات بأن قلة الأعداد – نسبيا – التي تتطلبها و أهمية و خطورة الوظيفة التي تؤديها تضمن للمجموعات الصغيرة العدد و النخبوية ذات الطموحات الكبيرة بالسيطرة و تحقيق أهدافها بأقصر السبل و أكثرها تأثيرا و فاعلية . و هي الثغرة المفضلة للأعداء – الذين لا يملكون الأعداد الهائلة التي تتطلبها مؤسسات الدولة كالجيش لكن و بدون أدنى شك يمتلكون الأعداد الكافية لاجتياح المخابرات ( على الأقل احتلالهم بعض المواقع فيها ) . ففي المخابرات الكم قد يساوي النوع من حيث الأهمية ( في يد من يهمه الأمر ) , فأصغر موظف – حتى لو كان مقدم الشاي و القهوة – قد يتحول إلى عنصر في غاية الخطورة إذا ارتبط بهدف ما و كان جزءا من عمل منظم ( على عكس الجيش و السياسة و ... حيث الأهمية الحقيقية لمن في يدهم القرار الحقيقي فقط ) . إذا نحن هنا على ثغر من أهم ثغور الإسلام حيث كل جزء منه مهما - صغر و بدا تافها – يمثل طاقة أمل للعدو و خراب و دمار لنا , و على شبابنا أن يكونوا على قدر المسؤولية العظيمة . و هكذا نتوقع بأن الاستخبارات ستكون نقطة صراع كبيرة على النفوذ و السيطرة بين مختلف القوى و الأحزاب و المجموعات – خاصة لحظة البدء في إعادة بناء هذه المؤسسة بعد انهيار النظام - . و لا شك أن التحالف الصهيوصليبي هو الأكثر إدراكا لأهمية هذا الجانب و سيدفع بعملائه من العلمانيين و الطوائف و الأكراد القوميين للانخراط فيه بتنظيم – مسبق - و قوة و سرعة ( فقط لنلاحظ تساهلهم مع ثورات تونس و مصر لنستنج بأن السر هو المؤسسة العسكرية و الاستخباراتية التي هي – إلى حد كبير – في يدهم , و كذلك هو حال تركيا و كذلك حصل بالجزائر عندما انقلبت المؤسسة العسكرية العميلة للغرب على انتخابات التي أوصلت الإسلاميين إلى الحكم ) . #- إن سيطرة الشباب الإسلامي – ذو العقيدة السليمة و الإخلاص الحق و الذكاء المتوقد – على الاستخبارات يعتبر اختراقا مباشرا لجدار سجن الحقد الصهيوصليبي على امة الإسلام – بعد أن تم كسر قيدهم بإسقاط النظام النصيري - , لأن الاستخبارات – المؤدلجة و الممنهجة – هي أشبه بالدولة السرية داخل الدولة الظاهرية و تضمن للشباب المسلم تحقيق ما يشاءه سواء كان داخلي ( من خلال السيطرة المتدرجة على الجوانب الأخرى و بدعم و حماية للجانب الدعوي ) أو خارجي ( بدعم سري لحركات النهضة و المقاومة الإسلامية في شتى بقاع الأرض ) , وقد أثبتت التجارب – و خاصة تجربتي تركيا و الجزائر – بفشل – كلي أو جزئي – لفكرة الوصول لحكم البلاد و العباد من خلال السياسة أو الاقتصاد أو الدعوة , فربما أراد اردوغان أو محمد مرسي دعم ثوار سوريا بالسلاح النوعي لكنهم لا يجرؤون لأنهم مراقبون بالمجاهر و لا يمتلكون مؤسساتهم العسكرية و الاستخباراتية و بالتالي لا يوجد أمامهم من خيارات إلا محاولات " الإقناع السياسي " و المساومات و النصائح و الخطابات المنددة ( لحفظ ماء وجوههم أمام شعوبهم ) و انتظار السماح الصهيوصليبي . الخلاصة الأهم هي أن نؤمن بأن المخابرات هي المؤسسة الأكثر حساسية و أهمية و هي إما أن تكون في يدنا – فتزيدنا قوة – أو في يد أعدائنا – فيحولوها لحربنا – ( لا حل وسط و لا خيارات أخرى ) فهذا البلد هو نقطة تجاذبات قوية – إما أن يكون بلدا إسلاميا أو بلدا معاديا للإسلام . و الله الموفق مدونتي http://gond.hiablog.com بانياس الساحل 7 \ 9 \ 2012 |
أدوات الموضوع | |
|
|