#1
|
|||
|
|||
الإستعاذة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين . وبعد ،،، الإستعاذة هي طلبُ العوذ ، وهي عبادةٌ والتجاءٌ واعتصامٌ . <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> وهذا الإلتجاء والإعتصام لا يكون إلا بالله جل وعلا؛ لأنه سبحانه هو الذي بيده أزمة الأمور ، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وتأمل في هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما : <o:p></o:p> " ياغلام إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام وجفت الصحف " . فالأمور كلها بيد الله؛ فكيف يُلجأ إلى غيره ويستعاذُ بغيره ؟! وغيرُه أيـَّن كان ليس بيده عطاءُ ولا منع ولا خفض ولا رفع ولا شفاء ولا غير ذلك، فالأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد وهو مالك الملك المتصرف في الكون .<o:p></o:p> ولهذا جاءت الآيات الكثيرة في القرءان بالتعوذ بالله تبارك وتعالى في كل المقامات ، قال تعالى {قل أعوذ برب الفلق}، {قل أعوذ برب الناس}، {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم }، {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين}. والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً ، ولا يُستعاذ إلا بالله ، والنبي صلى الله عليه وسلم في دعواته لا يستعيذ إلا بالله ، وجاء عنه في هذا الباب أدعية كثيرة كلها إستعاذة بالله تبارك وتعالى منها : "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك " ، " اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني فأنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون " ، ومن دعائه عليه الصلاة والسلام " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " ، وتعوذات كثيرة . <o:p></o:p> والإمام النسائي في كتابه السنن عقد كتابه بعنوان الاستعاذة وجمع فيه استعاذات النبي عليه الصلاة والسلام وساق عشرات الأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم كلها تعوذات بالله . <o:p></o:p> وهذه كلها دلائل واضحة وبراهين بينة على أن الاستعاذة التي هي طلب العوذ عبادة لا تُطلب إلا من الله تبارك وتعالى ، ولهذا نبينا عليه الصلاة والسلام لم يطلبها إلا من الله تعالى، ووجَّه الأمة إلى ذلك ، ودعاهم إلى الإخلاص لله تبارك وتعالى في الاستعاذة، كما دعاهم إلى الإخلاص لله تبارك وتعالى في كل عبادة .<o:p></o:p> ومن استعاذ بغير الله وُكل إلى من استعاذ به ، ومن تعلق شيئاً وُكل إليه ، فلا يزداد إلا شقاءً وهلاكاً ودماراً وضياعاً في الدنيا والآخرة. فمن استعاذ بالله أعاذه ومن استعاذ بغيره وكله الله إلى ذلك الغير ، فيكون أمره إلى الضياع والهلاك والدمار في الدنيا والآخرة . <o:p></o:p> ثم كيف يستعيذ الإنسان بمخلوق مثله لاحول له ولا قوة ، ليس بيده عطاءٌ ولامنع ، ولاخفض ولا رفع !؟ كما قيل : استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق !يقول الله عز وجل {وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً } يعني يطلبون من رجال من الجن أن يعيذوهم ، فيستعيذون بهم ويطلبون العوذ منهم مثل ما كان يفعل المشركون إذا نزل أحدهم وادياً وخاف مِن مَن في الوادي ، فكانوا يقولون في تعوذهم : " نعوذ بسيد هذا الوادي(أي من الجن) من شر مافيه " ، فيتعوذون بالجن الشياطين . <o:p></o:p> فزادوهم رهقا : أي لا يُحصِّل من تعوذ بهم إلا الرهق وهو الضعف والهوان والحرمان والضياع .<o:p></o:p> قيل في معنى زادوهم أي زاد الجنيون من يستعيذون بهم من الإنس رهقاً ؛ لأن قلوب هؤلاء تمرض بهذا التعلق بغير التعلق بالله تبارك وتعالى . <o:p></o:p> وقيل فزادوهم رهقاً : أي زاد الإنسيون من استعاذوا بهم رهقاً أي طغياناً وتكبراً وتعالياً . فالمحصل لا يحصل من وراء شركه في الدنيا والآخرة إلا الخيبة والحرمان والخسران . وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول<o:p></o:p> " من نزل منزلاً فقال أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق لم يضره شيءٌ حتى يرحل من منزله ذلك " رواه مسلم <o:p></o:p> منزلاً: تشمل سُكناك لبيت جديد ، نزولك في مرحلة من مراحل الطريق ، بياتك في فندق ، في أي مكان .<o:p></o:p> فيكون هذا الدعاء حاضراً عندك ، فهو ليس خاصاً ببيت تبنيه فتسكنه وإنما هو شامل ، حتى لو نزلت في العراء والصحراء ، أو في ضيافة قريب أو صديق أو غير ذلك . <o:p></o:p> والمشركون كانوا إذا نزلوا وادياً تعوذوا بسيد ذلك الوادي ، فهذا ضلال وشرك بالله ، فالإسلام هدم جاهلية أولئك وأبطل ضلالهم وجاء بالصلة بالله عز وجل في كل الأحوال والمقامات ، أينما تكون وفي أي مكان ، صلتُك وثقتُك واعتمادُك وتوكلُك على رب العالمين .<o:p></o:p> أعوذُ بكلمات الله من شر ماخلق: أي ألتجيء ، والإستعاذةُ التجاءٌ واعتصام ، وهذا الإلتجاء والإعتصام لا يكون إلا بالله ، فهو تبارك وتعالى المعبود بحق ولا معبود بحقٍ سواه . <o:p></o:p> كلمات التامات: كلمات الله سبحانه وتعالى من صفاته سبحانه وتعالى ، فهو من صفاته عز وجل الكلام والسمع ، ومن صفاته البصر ، ومن صفاته العلم ، ومن صفاته الإرادة . ولهذا إضافة الكلمات إليه هي إضافة صفة إلى موصوف ، أما بيت الله ، عبد الله ، أمة الله إلى أخره ؛ فهذه إضافة مخلوق إلى خالقه . ولهذا استدل الأئمة بهذا الحديث على بطلان مقالة الضلال الذين يقولون إن القرءان مخلوق؛ حيث قال الأئمة : كيف يقال إن القرءان مخلوق والنبي صلى الله عليه وسلم يقول أعوذ بكلمات الله ؟ فلو كان هذا صحيح لكان هذا تعوذ بمخلوق ، والتعوذ بمخلوق شرك . <o:p></o:p> التامات : التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، فكلام الله الكوني القدري تام ونافذ ، وكلامه تبارك وتعالى الشرعي الديني تام ، قال عز وجل عن القرءان { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } . <o:p></o:p> من شر ماخلق: أي مما فيه شر من المخلوقات ، فالإطلاق مقيد بالوصف ؛ أي من شر المخلوق الذي فيه شر . فلم يقل أعوذ بك من شر كل ماخلقت ؛ لأن في المخلوقات ماليس فيه شر مثل الجنة ، الملائكة ... إلى آخره <o:p></o:p> وهذا يأتي في تعوذاته صلى الله عليه وسلم ، مثل الدعاء المأثور عند النوم : " اللهم فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه " وأيضاً " اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء ومليكه فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ... " وهذا يقال عند النوم ، والأول يقال في الصباح والمساء وعند النوم .<o:p></o:p> فهذا التعوذ يشرع للمسلم إذا نزل منزلاً ، فيأتي به وهو واثق بالله ، فلا يأتي به وهو مرتخٍ ، قال صلى الله عليه وسلم " أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " .<o:p></o:p> لم يضره شيءُ حتى يرحل من مكانه : لأنه اعتصم بالله والتجأ إليه وفوض أمره إليه ، قال تعالى {ومن يتوكل على الله فهو حسبه أليس الله بكاف عبده} ، فالله يكفيه ويقيه ويحفظه ولا يضره شيءٌ حتى يرحل ، فيكون له بهذا الدعاء حفظٌ من الله له إلى أن يرحل من مكانه . فيكون محفوظاً بحفظ الله عز وجل .<o:p></o:p> أهمية المواظبة وشأن أهل العلم مع هذه الأدعية مثل قول شيخ الإسلام بن تيمية في الحديث الوارد حول آية الكرسي : " من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة لم يكن بينه وبين الجنة إلا أن يموت " ، يقول بن تيمية رحمه الله ماتركت هذا الحديث عُقيب كل صلاة منذ سمعته ، يعني أنه التزم ؛ فهذا شأن أهل العلم وهذه ثمرة العلم أي ثمرة العلم أن تعمل به وتواظب عليه ، وإلا يكون ماتتعلمه حجة عليك لا لك .<o:p></o:p> ويوجد تعوذ ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبلت على بلدة ، تقول بمجرد وصولك إلى البلدة أو القرية : " اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الرياح وما ذرين ورب الشياطين وما أضللن أعوذ بك من شر هذه القرية ومن شر مافيها وأسألك من خيرها وخير مافيها " .تتعوذ وأنت داخل ، وإذا نزلت تتعوذ بهذا التعوذ . <o:p></o:p> وهكذا تأتي بالتعوذات والأذكار التي تقال في المساء والصباح وعند النوم . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً |
#3
|
||||
|
||||
بارك الله فيك
__________________
[SIGPIC][/SIGPIC][align=center]قل للئيم الشاتم الصحابه....ياابن الخنا جهراً ولا تهابه السابقون الاولون كالسحابه....تغيث بلقعاً تهرها كلابه الفاتحون الغر أسود الغابه....الله راضٍ عنهم ولتقرؤا كتابه [/align] |
أدوات الموضوع | |
|
|