جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
حرب غاب عنها العلماء ..! بقلم الشيخ أبي المنذر الشنقيطي
حرب غاب عنها العلماء ..!
بقلم الشيخ أبي المنذر الشنقيطي الحمد لله رب العالمين ,والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين . كان العلماء في المقدمة والصدارة ..وكانوا أقماراً يهتدى بها في دياجير الظلم, وكان لهم سلطان في قلوب الناس وقوة ونفوذا أمام أهل الباطل .. وكانوا سلاطينا فوق السلاطين بعلمهم وفقههم وشجاعتهم وتجردهم للحق, لا بسيوفهم وسياطهم وشرطهم وأعوانهم. بل كانوا يبيعون الأمراء في سوق النخاسة كما فعل العز ابن عبد السلام ..! وكانت الأمة إذا ألمت بها الخطوب ودهمتها الكروب التفت حول علمائها الصادقين حتى يبينوا لها سبل النجاة وينيروا الدروب .. كان ذالك في ظل هيمنة الشريعة وخضوع الناس لها وإذعانهم لحكمها .. أما اليوم بعد أن نحيت الشريعة ولم تعد هي المرجع لشؤون حياة الناس , فقد تبدلت الأحوال وتغيرت الأمور ولم يعد لأهل العلم تلك المنزلة السامية والمكانة العالية ..ولم يعودوا هم المرجع في النوازل الملمة , بل أصبح العالم لا وزن له ولا قيمة، ولا يصغى إليه ولا يعول عليه.. !! حتى غدى علماء الشريعة أصفار على الشمال في واقع الحياة ..لا يقدمون ولا يؤخرون ..! بل هم ابرز الغائبين وأغرب الحاضرين ..وآخر المتكلمين .. وأول المنسحبين ! ويقضى الأمر حين تغيب تيم ...ولا يستأمرون وهم شهود ! كل صنف من أهل الاختصاصات له حجم ووزن في الحياة يعكس أهمية مجاله وتخصصه .. لكن وزن العلماء وحجمهم لا يعكس أهمية تخصصهم ! بل هم مهمشون دائما ومقصيون .. وفي الحديث عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ] (رواه الترمذي وأبو داود وأحمد ). وقال الإمام أحمد : الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب . لأنهم يحتاجون إليهما في اليوم مرة أو مرتين، وحاجتهم إلى العلم بعدد أنفاسهم . لكن الحقيقة المرة أن العلماء اعانوا على تهميشهم بما أصبحوا يمارسونه من انسحابية وانزواء وانكفاء على الذات,وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,والصدع بالحق والدعوة إلى تحكيم الشريعة ومحاولة تغيير الواقع إلى الأحسن .. الإعلاميون في منابرهم يصدحون .. والمثقفون لهم في نواديهم وجلساتهم يكتبون ويحاضرون .. والسياسيون في كل القضايا يشاركون.. والفنانون والشعراء في كل المناسبات حاضرون .. لكنك تبحث عن العلماء فلا تحس منهم أحدا ولا تسمع لهم ركزا !! كأنهم لا يحملون هم هذا الدين ,ولا يشعرون بمصاب المسلمين ! حتى غدت مواقفهم تماما مثل مواقف العامي البسيط الذي لا هم له إلا بيته وأطفاله ومعاشه ! موقفهم الثابت "أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه" .. وشعارهم الدائم : {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}! لقد انسحب العلماء من ميدان الحياة العامة وتركوا المجال واسعا لمن يتصارعون في هذا الميدان بحثا عمن يدير الدفة ويأخذ بزمام المبادرة !! فهل هذه هي الرسالة التي كلفوا بحملها ؟ الكثير من العلماء وللأسف يرى أن مهمته محصورة في شرح متن شُرِحت شُروحُه وحُشَيت حواشيه! أو تنظيم درس فقهي يشغل أوقات الناس بصور وتفريعات تكتنفها التهاويل المزعجة والاحتمالات الفرضية! أو إلقاء موعظة تنقل الناس - في سكرة الروح- من عالم الشهادة إلى عالم الغيب وتصرف أذهانهم عن واقع الأمة ومحنها الأليمة وما يستدعي ذالك من واجبات وتكاليف عظيمة ! هروب من التكاليف مبطن بالورع والتقوى !! قال بعض العلماء في تعليله لتقديم العلم على الجهاد : إن المجاهد لن يحمل السيف بيده ويذهب إلى المعركة إلا بعد بيان شرعي من العلماء يبين له وجوب هذا العمل ويحثه عليه .. لكن يبدو للأسف أن العلم بالنسبة لكثير من العلماء اليوم ليس وسيلة إلى حمل السلاح ولا طريقا موصلا إليه بل هو يعني انعزال طالب العلم عن الحياة بما فيها ! أما المجالس الاستشارية التي كونتها الحكومات من بعض العلماء تحت عنوان "مجلس الإفتاء" أو "المجلس الاعلى الإسلامي" فهي مجرد مجالس ديكورية , الغرض منها إضفاء الشرعية الإسلامية على أنظمة لا تخضع للإسلام في أي شأن من شؤونها ..حتى يظن العامة البسطاء أن الإسلام مطبق بحذافيره بدليل وجود هؤلاء العلماء وسكوتهم ! وفي مثل هؤلاء يقول ابن الجوزي في "صيد الخاطر" : (وفيهم من يخالط السلطان فيتأذى المخالط بما يرى من الذنوب والظلم ولا يمكنه الإنكار, وربما مدح هؤلاء ! ويتأذى السلطان بصحبته فيقول: لولا أني على صواب ما جالسني هذا! ويتأذى العوام فيقولون: لولا أن أمر السلطان قريب ما خالطه هذا العالم !!). وقال وهب بن كيسان : كتب رجل إلى عبد الله بن الزبير موعظة فيها:(... وانما الامام كالسوق ما نفق فيها حمل اليها إن نفق الحق عنده حمل اليه وجاءه أهل الحق وإن نفق الباطل عنده جاءه أهل الباطل ونفق عنده.) الزهد لأبي داود(ص: 413). فأعضاء هذه المجالس ما هم إلا سماسرة يتاجرون بالإسلام ويبيعونه على عتبات الحكام..! ولا نعلم أن هذه المجالس اعترضت على أي منكر من مناكر الحكومة صغيرا كان أو كبيرا ..مع كثرة المنكرات وتجددها ! قال أبو حازم سلمة بن دينار : لا تكون عالماً حتى يكون فيك ثلاث خصال . لا تبغ على من فوقك . ولا تحقر من دونك . ولا تأخذ على علمك دنيا . وقال : إن خير الأمراء من أحب العلماء وإن شر العلماء من أحب الأمراء، وإنه كان فيما مضى إذا بعث الأمراء إلى العلماء لم يأتوهم، وإذا أعطوهم لم يقبلوا منهم، وإذا سألوهم لم يُرخصوا لهم . وقال : كنتَ ترى حامل القرآن في خمسين رجلاً فتعرفه قد مَصَعَهُ القرآن وأدركتُ القراء الذين هم القراء، فأما اليوم فليسوا بقراء ولكنهم خُرّاء . وروى أن أعرابيا سأل أهل البصرة : من سيدكم ؟ قالوا : الحسن . قال : بم سادكم ؟ قالوا احتاج الناس إلى علمه واستغنى هو عن دنياهم . فقال : ما أحسن هذا . وقال الفضيل بن عياض : لو أن أهل العلم أكرموا أنفسهم، وشحوا على دينهم، وأعزوا هذا العلم وصانوه، وأنزلوه حيث أنزله الله تعالى، إذاً لخضعت لهم رقاب الجبابرة. وانقاد لهم الناس تبعاً. ولكنهم ابتذلوا أنفسهم، وبذلوا علمهم لأبناء الدنيا، فهانوا وذلوا، ووجدوا لغامز فيهم مغمزاً. فإنا لله وإنا إليه راجعون، أعظم بها مصيبة! ولم أقض حق العلم إن كنت كلما ... بدا طمع صيرته لي سلماً ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظما ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما !! مثل هذا الصنف من العلماء لن يكون له أي اثر في تغيير واقع الامة او توجيه بوصلة الاحداث .. *** إن المسلمين اليوم بحاجة إلى العلماء المحتسبين الربانيين الذين ينظرون إلى المصالح والمفاسد من زاوية شرعية بحتة ولا تؤثر فيهم سلطة الدولة ولا مصلحة التنطيم ,ويحتسبون الأجر عند الله تعالى في كل ما يقومون به من أعمال . ومن القضايا المهمة التي يجب على العلماء اليوم بيانها وتوضيحها هو حكم المشاركة في هذه الحرب التي يسعى الكفار لشنها ضد الجماعات المسلمة في أزواد.. حيث لم يعد خافيا أن هذا الحرب تعتبر مشروعا غربيا خالصا هدفه منع استئناف أي حكم إسلامي في المنطقة والإبقاء على نفوذ الغرب فيها بما يخدم مصالحهم السياسية والاقتصادية .. فقد نقلت صحيفة إيه بى سى الإسبانية قول سكرتير الدولة الإسبانية للشئون الخارجية جونثالو دى بنيتو أن الحكومة الإسبانية مستعدة للتعاون فى تدخل عسكرى محتمل فى مالى وأنها ستساعد فى التدريب والإمداد والنقل والتموين. كما أعلن وزير الدفاع الفرنسي أن فرنسا ستدعم أي تدخل عسكري محتمل لقوات إفريقية في مالي، باتت تعتبر أنه ’’لا مفر منه’’. وقالت دراسة صدرت حديثا عن المركز الإفريقي لدراسات مكافحة الإرهاب المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب، ومقره في الولايات المتحدة، إن دول غربية أعضاء في الحلف الأطلسي منها فرنسا وبريطانيا، قررت تمويل بناء مدارج طائرات في دول قريبة من إقليم أزواد، في عمل طويل الأمد يهدف إلى حصار المجموعات المسلحة السلفية التي تسيطر على إقليم أزواد. وأشارت الدراسة إلى أن النيجر بوركينافاسو وموريتانيا حصلت على مساعدات عسكرية فاقت قيمتها 80 مليون أورو منذ بداية العام الجاري، من أجل دعم الجيوش النظامية في هذه الدول، وجعلها قادرة على مقارعة الجماعات الإرهابية، تضاف إليها مساعدات200 مليون أورو تقرر تقديمها على دفعات لدول مجموعة إكواس التي سترسل قوات عسكرية إلى شمال مالي . وتضمنت المساعدات العسكرية الممنوحة لهذه الدول سيارات مصفحة ومعدات متطورة للتنصت، وأجهزة رصد ورؤية ليلية وأجهزة اتصال حديثة مصنوعة في الولايات المتحدة. وقالت مصادر على صلة بجهود مكافحة الإرهاب في الساحل، إن الدول الغربية تعمل منذ عدة أشهر على توفير الدعم اللوجيستي والمعلومات الاستخبارية ! فحقيقة هذه الحرب انها جزء من الحملة الصليبية المعاصرة ضد الإسلام والمسلمين .. وإن التخلي عن نصرة المسلمين في أزواد هو التسليم والخذلان المنهي عنه في قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم عن أبي هريرة: (المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله)، وفي رواية متفق عليها من حديث ابن عمر(لا يسلمه) .. قال ابن تيمية (فأما إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين فإنه يصير دفعه واجباً على المقصودين كلهم وعلى غير المقصودين لإعانتهم كما قال الله تعالى { وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} وكما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنصر المسلم وسواء كان الرجل من المرتزقة للقتال أو لم يكن . وهذا يجب بحسب الإمكان على كل أحد بنفسه وماله ,مع القلة والكثرة , والمشي والركوب ,كما كان المسلمون لما قصدهم العدو عام الخندق لم يأذن الله في تركه لأحد , كما أذن في ترك الجهاد ابتداءً لطلب العدو , الذي قسمهم فيه إلى قاعد وخارج , بل ذم الذين يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم { يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً} فهذا دفع عن الدين والحرمة والأنفس , وهو قتال اضطرار, وذلك قتال اختيارفي الدين وإعلائه , ولإرهاب العدو , كغزاة تبوك ونحوها ) الفتاوى (28/359) فواجب على المسلمين دعمهم ونصرتهم بكل ما أمكن من وسائل الدعم .. وواجب على من استطاع من الشباب النفير إليهم من أجل القتال معهم .. وواجب على التجار بذل اموالهم في نصرة الجهاد دفاعا عن إخوانهم المسلمين في هذه الحملة الصليبية .. وواجب على العلماء تحريض الأمة على الجهاد والوقوف إلى جانب المسلمين والتحذير من موالاة الكافرين . وواجب عليهم أن يبينوا للناس الحكم الشرعي في هذه المسألة ,فبيان الحق في مثل هذه المواقف الخطيرة واللحظات العسيرة يعتبر من الجهاد الذي أوجبه الله على العلماء .. وهذا البيان هو أول واجبات العلماء ، وأهم ما يُنتظر منهم ..قال تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ}. [آل عمران:187]. أيها العلماء : لم لا تدعون المسلمين إلى نصرة إخوانهم في أزواد امتثالا لقوله تعالى : {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}..؟ وهل يوجد مبرر لخذلانهم و ترك نصرتهم ؟ وما هو المطلوب اليوم من المسلمين في أزواد حتى يفتي العلماء بوجوب نصرتهم والقتال معهم ؟ ولئن كانت محاربة الكفار للمسلمين أمرا معتادا وغير غريب بل هو ديدنهم وعادتهم كما قال تعالى : {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}.. إلا أن الغريب حقا هو أن يشاركهم في هذه الحرب على المسلمين دول تزعم أنها مسلمة وجيوش تزعم انها مسلمة .. ثم لا يتحرك العلماء ولا ينطقون ببنت شفة !! أيها العلماء: إن حكام المنطقة يسعون إلى زج بالجيوش التابعة لهم في حرب ضد المسلمين في أزواد بالوكالة عن أسيادهم ! فلم لا تحذرون الحكام والجيوش التابعة لهم من خطورة الدخول في هذه الحرب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..وتنذروهم مما يترتب عليها من آثار سيئة في الدين والدنيا ؟ إنكم بصمتكم وسكوتكم تقرون بشرعية ما تقوم به تلك الحكومات من موالاة أعداء الدين ونصرتهم على المسلمين!! إن المسلمين ينتظرون منكم فتوى مؤصلة ، تزيل الحيرة، وتدعوا إلى ضبط الأمور بضوابط الشريعة . و ينتظرون منكم بلورة موقف شرعي واضح يحق الحق ويبطل الباطل . وينتظرون منكم تفصيلاً بينا لحكم الولاء للكافرين والعداء للمؤمنين،وما يترتب على ذالك في الدين . وينتظرون منكم أن تدلوا بدلوكم في هذه القضية من منطلق شرعي واضح لا لبس فيه ولا مداهنة.. لقد ندد السياسيون بهذه الحرب وحذروا منها من منطلق سياسي , فلم لا تنددون أنتم بها وتحذرون منها من منطلق شرعي ؟ أم أن السياسيين أصبحوا أكثر جرأة على الصدع بقول الحق من علماء الدين ؟ عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال : ( بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف فى الله لومة لائم.)متفق عليه . وهاهو أفضل الجهاد بين أيديكم ..ففيم الزهد فيه ؟ عن طارق بن شهاب أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم وقد وضع رجله في الغرز : أي الجهاد أفضل قال كلمة حق عند سلطان جائر.. -رواه النسائي كان أبو ذر -رضي الله عنه- عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس يستفتونه فجاءه رجل فوقف عليه فقال: ألم ينهك أمير المؤمنين عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه فقال: أرقيب أنت علي؟! لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أنني أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها.. رواه الدارمي . وكان الصحابة رضي الله عنهم ينكرون على الأمراء كل ما يظهرون من البدع والمحدثات المخالفة للسنة مهما كان حجمها .. فهذا كعب بن عجرة-رضي الله عنه- دخل المسجد وعبد الرحمن ابن أم الحكم يخطب قاعدا فقال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقال الله تعالى: ((وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً)) .. رواه مسلم . وهذا عمارة بن رؤيبة رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يزيد على أن يقول بيده هكذا. وأشار بإصبعه المسبحة.رواه مسلم . وعن طارق بن شهاب قال : خطب مروان قبل الصلاة في يوم العيد فقام رجل فقال إنما كانت الصلاة قبل الخطبة فقال ترك ذلك يا أبا فلان فقام أبو سعيد الخدري فقال أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رأى منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان .رواه أحمد . وهذا عطاء بن أبي رباح رحمه الله ينصح عبد الملك بن مروان .. وابن أبي ذئب ينصح المهدي وأبا جعفر المنصور .. وعمر بن حزم ينصح معاوية ابن أبي سفيان .. أيها العلماء : هذه معركة تدور رحاها ضد الإسلام والمسلمين ,فإن غبتم عنها بسيوفكم فلا تغيبوا عنها بعلمكم وبيانكم : وتلك حروب من يغب عن غمارها .... ليسلم يقرع بعدها سن نادم. إن هذا الدين أمانة في اعناقكم ..وغدا بين يدي الله سوف تسألون عن هذه الأمانة .. اللهم هل بلغت ..اللهم فاشهد ..! يا من لا يخفى عليه حال المظلومين ، و لا يحتاج في قصصهم إلى شهادة الشاهدين ، يا من قرب نصره من المتظلمين و بعد عونه عن الظالمين .. نسألك أن تنصر إخواننا المسلمين ..وتفت في عضد الكافرين وتردهم على أعقابهم خائبين خاسرين .. وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. كتبه نصحا للعلماء ونصرة للمسلمين : أبو المنذر الشنقيطي. |
أدوات الموضوع | |
|
|