#1
|
||||
|
||||
سورة المسد.
" تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب " هذا دعاء بالهلاك على أبى لهب، استجابه الله، فلم تغن عنه ثروته الطائلة ولا جاهه الواسع. وأبو لهب عم رسول الله! ولكنه كان أجرأ الناس عليه، وأسرعهم إلى تكذيبه. قال الرواة: صعد النبى على الصفا، ونادى: يا بنى فهر، يا بنى عدى ـ لبطون قريش كلها ـ حتى اجتمعوا. ومن عجز عن المجيء بعث مكانه من يأتيه بالخبر! وجاء أبو لهب وقريش، فقال النبى: أرأيتم. لو أخبرتكم أن خيلا بالوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا! قال: فإنى لكم نذير بين يدى عذاب شديد - وذكر أن الله أرسله - فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟! فنزلت السورة.. قيل: إنه أخذ يقذفه بالحجارة حتى أدمى عقبيه، وسواء صح ذلك أم لم يصح، فإن أبا لهب دون سائر الأعمام انفرد بالخصومة العنيفة، ولزمها إلى أن مات! وامتدت الخصومة إلى أولاده، فطلقوا زوجاتهم من بنات محمد!! وامتدت إلى زوجته، وكانت امرأة سليطة شريرة لدود العداوة، فبسطت لسانها فى محمد، وتنقلت بين البيوت تهجوه. وزوجة أبى لهب أخت أبى سفيان سيد مكة وصاحب لوائها فى الحروب.. وقد نزلت " تبت يدا أبي لهب وتب ". فى الأيام الأولى للإسلام. وكان الرجل يستطيع تكذيبها بالدخول فى الإسلام بعد ذلك، ولكنه بقى إلى أن مات عدوا للدين ومعتنقيه، فصدقت فيه. "سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد" والمرأة من بيت سيادة، فيبعد أن تشغل نفسها بحمل الحطب! والمقصود أنها تنقل ما يثير الوقيعة ويحرك الخصومات. وكذلك يفعل النمامون ومثيرو الفتن.. ص _548 ويظهر أن أبا لهب حتى موته لم يكن يرى فى رسول الله إلا أنه اليتيم الضعيف الذى كفله أبو طالب أخوه، فما لمح فيه ميراثا سماويا ولا سيرة ربانية، ولا تدبر ما يقرأ من آيات الله فتستنير بصيرته. لقد عاش أبو لهب أعمى ومات أعمى.. ص _549 مأخوذ من كتاب نحْوَ تفسير مَوْضوعيّ.
الشيخ محمد الغزالي. |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: سورة المسد. | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
إبدأ صفحة جديدة مع الله | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-31 11:27 AM |
هل سمعت بهذا من قبل | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-22 11:36 AM |
شرح سورة الجمعة | التوحيد | موضوعات عامة | 0 | 2019-11-23 11:06 PM |
الدروس المستفادة من سورة التوبة | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-11-03 12:16 PM |