جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الصحابية الجليلة أم سُلَيم بنت مِلْحان
الصحابية الجليلة أم سُلَيم بنت مِلْحان من منّا لا يعرف الصحابي المحبوب أنس بن مالك، خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة الذين أكثَروا من رواية الحديث النبوي، بل إنه الثالث بين هؤلاء الكرام، لم يسبقه في هذا الشرف إلا أبو هريرة وعبد الله بن عمر، رضي الله عنهم.
وحديثنا اليوم عن أم هذا الصحابي، وإحدى المبشرات بالجنة، فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: ( دخلتُ الجنة فسمعتُ خَشْفةً بين يديَّ، فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان ). والغميصاء، والرميصاء كذلك، لقَبان لأم سُليم، واسمها سهلة أو سهيلة ، وقيل رملة. وروت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة عشر حديثًا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحيطها برعايته وإكرامه ويقول: ( إني أرحمها. قُتل أخوها معي ) رواه البخاري ومسلم. وأخوها هو حرام بن ملحان، الذي شهد بدراً وأحداً، واستشهد سنة 4هـ، يوم بئر معونة. ونلحظ في موقف النبي صلى الله عليه وسلم خُلُق الوفاء، ومَن أجدَرُ بالوفاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فهو يحيطها بعطفه ورعايته، إكراماً لأخيها الذي استُشهد! كما نلحظ مقام الشهيد عند الله وعند رسوله، فالشهيد جدير بأن يكون حيّاً يرزق عند ربه، وأهله جديرون بالإكرام، فكرامته تشمل أهله جميعاً!. وماذا نتحدث عن فضائل أم سليم الأنصارية، وكل صفحة من حياتها تستحق أن تفرد بالحديث؟. لذلك سنلتقط من حديقتها هذه الأزهار: * ما إن رأت الإسلام ينشر عبيره في يثرب حتى وجدت فيه الحق والخير فأسلمت. وكان زوجها مالك بن النضر أبو أنس بن مالك غائباً، فلما رجع ووجدها قد أسلمت غضب غضبًا شديدًا من إسلامها، وقال لها: أصبوتِ؟ قالت: ما صبوتُ، ولكن آمنتُ بهذا الرجل، ثم جعلت تلقِّن أنسًا، وتشير إليه بقولها: "قل لا إله إلا الله، قل: أشهد أن محمدًا رسول الله"؛ فكان مالك يقول لها: لا تفسدي عليَّ ابني، فتقول له: لا أُفسِده، فلم تعبأ به، بل راحت تغرس الإيمان في نفس ولدها أنس فأسلم مثلها. وانطلق مالك بن النضر غاضباً يريد الشام فلقيه عدو له فقتله. فلما بلغها قتْلَه، قالت: لا أَفطِم أنسًا، حتى يَدَع الثَّدْي * وعندما قدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً جاءته أم سليم بولدها أنس ليخدمه، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم أكثِرْ ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ). رواه مسلم. * وبعد أن شبّ ولدها جاءها أبو طلحة الأنصاري يخطِبها لنفسه، وكان لا يزال على الشرك، فوقفت منه موقف المؤمنة المستعلية بإيمانها، الداعية التي تحب أن تهدي العالمين.. قالت: يا أبا طلحة ما مثلُك يُرَدّ، ولكنك امرؤ كافر. وقالت له: يا أبا طلحة، ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده هو حجر لا يضرك ولا ينفعك، أو خشبة تأتي بها إلى النجار، فينجرها لك، هل يضرك هل ينفعك؟ أفلا تستحيي من عبادتك هذه؟ فإن أسلمتَ، فإني لا أريد منك صداقًا غير إسلامك، فوقع الإسلام في قلب أبي طلحة، ونطق بالشهادتين، فتزوَّجته، وكان الصداق بينهما الإسلام.. ، وفي هذا يقول التابعي ثابت ابن أسلم: ما سمعنا بمهرٍ قطّ كان أكرَمَ من مهر أم سليم: الإسلام!. * وكانت أم سليم كريمة كزوجها أبي طلحة، فكانت كل حين تُهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم التمر والرطب والسَّمن وأصناف الطعام. بل كانت كذلك تُعِدّ الطعام له ولأصحابه. * وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها أحياناً، فتدركه الصلاة فيصلي عندها على حصير، وكان إذا مرّ قرب بيتها "دخل عليها، فسلّم عليها" كما في البخاري ومسلم. * وكانت تحب النبي صلى الله عليه وسلم وتتبرَّك بآثاره، وإذا عرِق على فراش أو وسادة نشَّفت ذلك العرق وجعلته في قوارير عطرها فيزداد طيباً وأريجاً، وقد سألها النبي عن ذلك مرة فقال: ( ما تصنعين يا أم سُليم؟) فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا. قال: ( أصبتِ ). رواه مسلم. وكانت تتبرّك بشَعر النبي الشريف، فلما أراد أن يحلق رأسه بمِنى، أخذ أبو طلحة شِقّ شعره، فجاء به إلى أم سليم، فكانت تجعله في سُكَّتها (والسُّك نوع من الطيب) [انظر سير أعلام النبلاء]. * وقصة صبرها حين توفي صبي لها، مشهورة وثابتة، قد رواها البخاري ومسلم، حيث إنها لما تزوَّجت بأبي طلحة رُزِقت منه غلامًا يسمى "عميرًا"، ومرض الغلام مرضًا شديدًا، وقبل أن يخرج أبوه سعيًا وراء لقمة العيش، قبَّل ابنه وخرج، ولكن الموت رفرف على الغلام وأبوه غائب، فقامت الصحابية الجليلة وغسَّلت ابنها، وكفَّنته، وصلت عليه أربع تكبيرات، وحفرت له قبره ودفَنته، ولما عاد زوجها ليلاً، قامت فهيَّأت له نفسها، وأعدَّت له طعامه، فأكل ثم سألها: كيف عمير؟ قالت له: يا أبا طلحة، إن عميرًا بات الليلة لا يشتكي تعبًا، نام نومًا هادئًا, وفي رواية : هو أسكَنُ ما كان ونام معها زوجها في تلك الليلة، وقبَّل أن يتوجه لصلاة الفجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها: أين عمير؟ فإني أريد أن أقبِّله قبل أن أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا أبا طلحة، إني حزينة، قال: ولِم؟ قالت له: لقد أخذت من الجيران شيئًا طلبوه مني، فقال لها: أتحزنين إذا أخذوا وديعتهم؟ فقالت له: أتحزن يا أبا طلحة إذا أخذ الله منا وديعته؟ وفي رواية أخرى : وارُوا الصبي [أي ادفنوه، فقد توفي]وعند ذلك لم يَسَع أبا طلحة إلا أن قال : إنا لله وإنا إليه راجعون، وذهب إلى المسجد، وصلى مع الرسول صلى الله عليه وسلم وشكا له زوجتَه، فدعا له، وقال: ( بارك الله لكما فى ليلتكما )، فولدت غلاماً فحنّكه النبي صلى الله عليه وسلم وسمّاه عبد الله. فرزقهما الله عشرة من الذكور كلهم حفظوا القرآن. وروي أن عبد الله بن أبي طلحة كان من الصالحين، وقد رزقه الله سبعة بنين، كلهم قد قرأ القرآن. * وكانت أم سُليم بعد هذا مجاهدة شجاعة: روى مسلم عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة معها من الأنصار يسقين الماء، ويداوين الجرحى. وفي غزوة أحد خرج مع المسلمين أربع عشرة امرأة يحملن الطعام والشراب، ويسقين الجرحى ويداوينهم، وكان منهنّ فاطمة الزهراء، وعائشة الصدّيقة، وأم سُليم وأم عُمارة المازنية. وفي غزوة خيبر كذلك كان لها ولعدد من الصحابيات مشاركة طيبة. ، وفي غزوة أحد سقت العطشى، وداوت الجرحى، ثم شهدت غزوة حُنَين، وأبلت فيها بلاءً حسنًا؛ فحزَمت خنجرًا على وسطها وهى حامل يومئذٍ بعبدالله بن أبي طلحة, فقال أبو طلحة: يا رسول الله، هذه أم سُليم، معها خنجر، فسألها النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما تصنعين به يا أم سليم ؟) فقالت أم سليم: يا رسول الله، أتخذ ذلك الخنجر إن دنا منى أحد من المشركين، بَقَرت بطنه, وأقتل هؤلاء الذين يفرون عنك، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : ( يا أم سُليم، إن الله قد كفى وأحسَن ) لقد كان الجهاد والاستشهاد شرفاً يتسابق إليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينفرد به الرجال، بل تشارك به النساء، ألسنَ شقائق الرجال؟!. أليس للدين مكانة في قلوب الرجال والنساء تستحق أن تُفدى بالأموال والأنفس؟! ولو كان النساء كمثل هذي * لفُضِّلت النساء على الرجال فما التأنيث لاسْمِ الشمس عيبٌ * ولا التذكيرُ فخرٌ للهلال عن مقالة في مركز الشرق العربي للكاتب محمد عادل فارس وأخرى في شبكة الألوكة |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: الصحابية الجليلة أم سُلَيم بنت مِلْحان | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الوجيز فى الميراث | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-14 03:50 PM |