جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
نحو تفسير اسهل/سورة الشمس/د. عائض القرني
نحو تفسير أسهل
الدكتور عائض القرني سورة الشمس بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) أقسم قسما بالشمس إذا تجلت في ضحاها ، وأضاءت الدنيا بسناها ، و ارتفعت على العالم تتباهى في جمال فريد ، وحسن باهر ، وإشراق ساحر. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) و أقسم قسما بالقمر المنير ، صاحب النور الزاهي ، والجمال المتناهي ، الذي يتلو الشمس بعدما تغرب ، ويخلفها بعدما تغيب ، فيملأ الآفاق نورا. وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) و أقسم قسما بالنهار إذا جلى الشمس للكون ، وأظهرها في زينتها للعالم ، وكانت محجوبة عن الأنظار ، مكللة بالأستار فأنابها النهار. وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) و أقسم قسما بالليل إذا غطى الشمس فأخفاها وسترها عن العيون وحجبها عن الأبصار بظلامه. وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) و أقسم قسما بالسماء وبنائها المحكم ، وسقفها المرفوع المنظم ، علو في جمال ، وارتفاع في كمال. وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) و أقسم قسما بالأرض حيث بسطت كالفراش ، ومُهًدت للمعاش ، فصارت موطأة الأكناف ، مذللة السبل. وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) و أقسم قسما بكل نفس خلقها الله فسواها في أحسن صورة وركبها في أجمل شكل وأبدع خلقها في أبهى هيكل وألطف قوام. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) فبين لها طريق الحق والباطل ، وأوضح لها سبل الهداية والغواية ، لينقطع العذر ، وتقوم الحجة ، وتتضح المحجًة. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) قد فاز من طهرها من الذنوب ، وظفر ـ والله ـ من نزهها عن العيوب ، وسعد من زودها بتقوى علام الغيوب. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) وقد خاب من أخفاها في الخطايا ، ودغنها في الدنايا ، وقبرها في كل عمل قبيح شنيع ، ولطخها بكل معصية من الرذائل ، وحرمها من الجولان في فضاء الفضائل. كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) كذبت ثمود رسولها صالح عليه السلام بعدما بلغت الحد في العصيان ووصلت الغاية إلى الكفران ، بغت وطغت وكذبت وأعرضت. إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) إذ قام شقي القبيلة وأعتاها وأضلها وأكثرها فجورا ، فإنه ما أقدم على هذه الفعلة إلا بعدما مُسخ من التوفيق. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام : إحذروا أن تمسوا الناقة بسوء ، أو تتعرضوا لشربها ، فإنها آية من آيات الله تدل على صدقي وإيذاؤها خطر محدق بكم. فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) فجحدوا رسالة الله ، وقتلوا ناقة الله ، فاستحقوا غضب الله ، فأباد خضراءهم ، وقطع دابرهم ، وسوى العقوبة عليهم ، فلم ينج أحد ، فعمهم بالعذاب ، وشملهم بالعقاب. وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15) والله لايخاف عاقبة ما فعل بهم من عذاب ، فهو قدير لا يغالبه أحد ، ولا تقاومه قوة ، تفرًد بالهيمنة وتوحًد بالجبروت. |
أدوات الموضوع | |
|
|