#1
|
|||
|
|||
الحديث الثالث
الثالث : أركان الإسلام
الحديث بــــسم الله الرحمٰن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على يد ولد آدم أجمعين، الحديث الثالث من حديث الأربعين النووية، ( عن أبي عـبد الرحمن عبد الله بن عـمر بـن الخطاب- رضي الله تعالى عـنهما- قـال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسـلم- يقـول بـني الإسـلام على خـمـس : شـهـادة أن لا إلـه إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيـتـاء الـزكـاة، وحـج البيت، وصـوم رمضان ) [رواه البخاري ومسلم] ) . هذا الحديث متفق عليه. ونلاحظ أنه قدم الحج على صوم رمضان، وهناك رواية أخرى فيها تقديم صوم رمضان على الحج، وهذا ترتيب ذكري يجوز فيه أن يقدم المؤخر، ويدل على دقة نقل الصحابة رضوان الله عليهم لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ( بني الإسلام )، أي أسس. (على خـمـس )، وفي رواية على ( خمسةٍ )، أي خمسة أسس وأركان ( شـهـادة أن لا إلـه إلا الله)، "شهادةِ" بالجر الإعراب بدل من "خمسٍ"، وبالرفع خبر لمبتدأ محذوف فتقدير الكلام "هي شهادةُ"، والشهادة في الأصل هي التصديق والإقرار. ( شهادة أن لا إله إلا الله )، لا معبود بحق إلا الله، لأن إلاه على وزن فِـعال وهذا الوزن في اللغة يأتي بمعنى مفعول ، ومن تم فإن إلاه تعني مألوه أي: معبود ، فالله هو المستحق للعبادة وحده، ولا يجوز صرف شيء منها إلى غيره. وهي نفي وإثبات، نفي العبادة عما سوى الله عز وجل، وإثباتها لله وحده لا شريك له. ويجب النطق بهذه الشهادة والعمل بمقتضاها ظاهرا وباطنا. ( وأن محمدًا رسول الله )، والمقصود بها الإيمان بهذا الرسول وبأنه خاتم الأنبياء والرسل وأن الله أكمل على يده الدين، مع وجوب طاعته ومحبته، كما قال جل وعلا:" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" [آل عمران : 31 ، 32] قال ( وإقام الصلاة )، وإقامة الصلاة غير تأديتها، وهي بمعنى أن الالتزام بشروطها وأركانها وواجباتها ومستحباتها. والصلاة في اللغة هي الدعاء، وفي الاصطلاح الشرعي هي: أقوالٌ وأفعالٌ يُتعبد الله بها، تفتتح بالتكبير وتُختتم بالتسليم. وهي ثاني أركان الإسلام وقد أمر الله بها رسوله في غيرما موضع من القرآن والسنة ، فمن جحد وجوبها فهو كافر بإجماع أهل العلم، ولكنهم اختلفوا في حكم من تركها تكاسلا وتهاونا ومحل البسط في هذه الأمور هو كتب الفقه المطولة . قال ( وإيـتـاء الـزكـاة )، الإيتاء أي الإعطاء، والزكاة في الأصل هي النماء والزيادة والتطهير. والزكاة في الاصطلاح حق مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة. وهي الركن الثالث للإسلام، ونظرا لأهميتها وعظم قدرها فقد اقترنت بالصلاة في مواضع كثيرة من القرآن كما في قوله تعالى:{وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } ، و أما التفصيل في أحكامها فمحله كتب الفقه. قال ( وحجُ البيت )، الحج في اللغة هو القصد، وفي الاصطلاح هو قصد بيت الله الحرام في مكة لأداء أعمالٍ مخصوصة، في زمن مخصوص. ومن أدلته قوله تعالى :{ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }آل عمران97. ( وصوم رمضان )، الصوم في اللغة هو الإمساك، و في الاصطلاح هو إمساكٌ على المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس. وقد ذكر في كثير من الآيات والأحاديث كما قال تعالى : {يأيها الدين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الدين من قبلكم}. فوائد الحديث الإسلام كالبناء، له أسس لا يقوم إلا عليها، أهم هذه الأسس هما الشهادتان، والباقي تبع لهما. البدء بالأهمِّ فالأهم لأن هذه الأركان الخمسة وردت في الحديث مرتَّبة حسب أهميَّتها. عظم أمر الصلاة فهي عمود الدين، و هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ومما يدل على أهميتها أنها شرعت في السماء يوم المعراج. هذه الأركان تختلف من حيث الابتلاء فمنها ما هو قلبي ومنها ما هو بدني ومنها ما هو مالي وهكذا.·تشبيه الأمور المعنوية بالحسيَّة لتقريرها في الأذهان. تشبيه الأمور المعنوية بالحسيَّة لتقريرها في الأذهان. |
أدوات الموضوع | |
|
|