#1
|
||||
|
||||
القاضي الفاضل
القاضي الفاضل القاضي الذي أبكى صلاح الدين الايوبي على فراش موته حكى شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري: لما مرض السلطان صلاح الدين بحران مرضاً شديداً حتى حصل اليأس منه، وبقي أياماً لا يأكل ولا يشرب، فدخل عليه القاضي ضياء الدين الشهرزوري عائداً، فبكى السلطان، فقال له ضياء الدين: يا مولانا مثلك ما يسامح، أنت ربُيت بين سمر الرماح وبيض الصفاح، وعرضت نفسك على الموت مراراً في عدة حروب، وأنت الآن تفزع من الموت وأنت في هذا السن! فقال: والله ما خطر لي هذا ببال! ولكن فكرت الساعة في (القاضي الفاضل) كيف يكون إذا بلغته وفاتي، فأشفقت عليه لعلمي به وما يجده من أجلي.
لنتذكر هذا العالم الفاضل الذي نسيه أغلبية المسلمون كما نسوا غيره من عظماء هذه الأمة! وكيف يُنسى كاتب ووزير القائد المظَّفر صلاح الدين الأيوبي الذي قال عنه:«ما فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل»؟! وكيف ينسى القائل: (سيفاً بالعراق ..وسيفاً بالشام) و (عكا عالة على الاسلام ان لم تقم بها بغداد) و (الصخرة المقدسة الآن بنا تستصرخ) و (إلى النجدة البحرية والاساطيل المغربية) و (على الدور بعد الستور وفي الشوارع بعد القوارع)؟! بطاقة هوية القاضي الفاضل: هو مجير الدين ابو علي عبد الرحيم بن القاضي الاشرف بهاء الدين أبي المجد علي بن القاضي السعيد أبي محمد الحسن بن الحسن بن أحمد بن الفرج بن أحمد اللخمي العسقلاني، أجمع اكثر المؤرخين في ايراد نسبه على أنه عربي الاصل، لخمي القبيلة/ مصري الدار/ ولد في مدينة عسقلان سنة (529 هـ / 1134م) ، فلقب بالعسقلاني، نشأ في اسرة عرفت بالحكم والقضاء والفقه والادب، وكان جده اول رجل في هذه الاسرة تولى القضاء، ورغم ذلك فان المراجع لم تذكر شيئاً عن دوره في القضاء ومكان عمله ولكنها ركزت على ما أحرزه والد القاضي الفاضل من شهرة في عمله قاضياً لمدينة بيسان، فقد وصف بالنزاهة واقامة العدل وميله إلى التحري عن الحقائق وهي صفات يجب ان تتوفر في القاضي، ولعل رفضه لقرار والي بيسان باطلاق سراح أحد الاسرى الكبار في الجيش الصليبي مقابل فدية مالية دليل على نزاهته لان في ذلك مصلحة عامة للمسلمين، أدت في نتائجها إلى إقالته من وظيفته ومصادرة امواله من قبل الفاطميين في مصر (ولم يبق له شيء)، على حد قول المقريزي، وكان هذا السبب الرئيس لوفاته سنة (546 هـ/ 1151 م)، تاركاً وراءه ثلاثة أبناء هم عبدالكريم والاثير والقاضي الفاضل، تولى الأول منصب القضاء في مدينة البحيرة في الاسكندرية لكنه فشل في منصبه هذا ولم يتمكن من إقامة العدل وعزل عن القضاء، وكان شديد الميل إلى اقتناء الكتب، أما ألاخ الثاني للقاضي الفاضل فقد كان بعيداً عن شؤون الثقافة والادب مهتماً بجمع التحف والنوادر من الخواتم والمجوهرات وغيرها. ويظهر ان القاضي الفاضل كان اكبر من هذين الاخوين فاهتم منذ وقت مبكر من عمره بعلوم الفقه والادب وفنون الكتابة، فحفظ القرآن الكريم ودواوين من الشعر اهمها ديوان الحماسة الذي جمعه ابو تمام الطائي، واطلع في مدينة عسقلان على رسائل الحسن بن محمد بن عبد الصمد بن أبي الشحناء (ت 482 هـ / 1189م) الذي وصف بانه (أحد البلغاء الفصحاء الشعراء ) والذي اشتهر بكتابة (الاخوانيات) وهي من الرسائل المرسلة الى الاخوة والاصدقاء. وقد حظي القاضي الفاضل باهتمام والده الذي أراد له ان يترعرع مع مجموعة من كبار العلماء كي تكون له همة عالية في تحصيل العلوم الفقهية والادبية فارسله الى مصر على عادة أرباب الدواوين في ذلك العصر، ولاشك ان القاضي الفاضل وجد ضالته في البيئة المصرية، لرغبته الشديدة في توسيع مداركه في حقول علوم الفقه والحديث فكان يحضر مجالس كبار شيوخ هذه العلوم امثال الحافظ ابي الطاهر احمد بن محمد الاصبهاني (ت 576 هـ/1180 م) والشريف بن محمد عبدالله بن عبدالرحمن الحضرمي (ت 589 هـ / 1193 م) والفقيه أبي طاهر اسماعيل بن مكي بن عوف (ت 581 هـ / 1185 م )، وابي عمرو بن سعيد بن فرج العبدري(ت 596 هـ / 1199 م )، كما انه استمع الى دروس الحافظ ابي قاسم علي بن الحسين بن عساكر قبل وفاته سنة (571 هـ / 1175 م) في دمشق / وابن عساكر هذا كان متضلعاً في عدة علوم منها الفقه والحديث والتاريخ والاهم من هذا ان القاضي الفاضل حقق امنيته في العمل في ديوان المكاتبات الفاطمي فتتلمذ على يد كبار كتاب هذا الديوان أمثال ابي الفتح محمود بن اسماعيل الفهري (ت 551 هـ / 1156 م) الذي لقب بذي البلاغتين لامتلاكه الموهبة البلاغية في النثر وفي نظمه للقصائد الشعرية التي وصفها القاضي الفاضل بأنها محكمة النسيج، كما نال القاضي الفاضل اعجاب الموفق بن الخلال كاتب الديوان الفاطمي الذي وصفه العماد الكاتب بان له (قوة على الترسل يكتب كما يشاء) فتأثر به القاضي الفاضل وأفاد من علمه ولازمه إلى ( ان طعن في السن) وظل يراعي (حق الصحبة والتعليم فكان يجري عليه ما يحتاج)، ثم اصبح نائباً عنه في ديوان المكاتبات الفاطمي، ثم كاتباً فيما بعد لديوان الانشاء في مدينة الإسكندرية، ولانعلم الأسباب التي دعت إلى نقله إلى هذه المدينة سوى الإشارات التي اوضحت نجاحه في مناظرة قاضيها مكين الدولة أبي طالب احمد بن حديد وتفوقه على منافسيه في فنون الكتابة التي سببت له مشاكل كادت أن تبترمنها يده ويقال من وظيفته لولا تدخل الاثير بن بنان الانباري (ت 596 هـ / 1199 م) أمين الديوان الفاطمي في الدفاع عنه ودفع التهمة الموجهة إليه، وكانت هذه من بين الدوافع التي جعلته محط أنظار الآخرين، لذلك تحسن موقفه حين تولى العادل بن رزيك الوزارة في مصر سنة (549هـ / 1145م) فأعيد إلى القاهرة كاتباً في ديوان الجيش، ويظهر ان قرار إعادة القاضي الفاضل كان من أفضل القرارات التي أصدرها العادل بن رزيك حسب قول عمارة اليمني الذي أشاد بهذا القرار في قوله ومن ( ومن محاسن ايامه وما يؤرخ عنها … خروج أمرهِ إلى والي الاسكندرية بتسيير القاضي الفاضل … واستخدامه في حضرته). ومما لا شك فيه أن القاضي الفاضل برع في منصبه الجديد هذا وأثبت كفاءة في عمله كاتباً لديوان الجيش ونال استحسان مرؤوسيه، فتولى رئاسة ديوان المكاتبات الفاطمي بعد وفاة شيخه الموفق بن الخلال سنة (566هـ / 1172م)، وتمكن من إقامة علاقات وثيقة مع كبار رجال الدولة في مصر وخاصة الأيوبيين الذين بدأ نفوذهم يتوسع على حساب الفاطميين، وقد ساهم القاضي الفاضل مع الأيوبيين في (ازالة الدولة الفاطمية)، ولعل ميوله هذه للايوبيين قد ساهمت فيها عدة عوامل أهمها إدراكه رغبة المصريين في مناصرة الايوبيين لتخاذل الفاطميين في الدفاع عن مصر أمام العدوان الصليبي، كما كان الفاطميون وراء وفاة والده ومصادرة أمواله كما أشرنا، فضلاً عن ذلك فان الدولة الفاطمية أصبحت في أيامها الأخيرة ضعيفة بحيث ان ازالتها لم تكن من الصعوبة ولم ينتطح فيها عنزان على حد قول ابن الأثير . إن مساهمة القاضي الفاضل في تغيير الاوضاع السياسية في مصر كانت من القضايا الخطيرة في حياته السياسية والعلمية لأنها فتحت له آفاقاً جديدة بل أصبحت منزلته عالية ومكانته رفيعة، وأصبح الرجل الثاني في دولة صلاح الدين بحيث (تمكن منه غاية التمكن)، وكان صلاح الدين (لا يصدر أمراً إلاّ عن مشورته)، لذلك أشاد ياقوت الحموي بحنكته السياسية حينما قال (إن الدنيا تدبر برأيه) ورغم المبالغة في هذا القول إلا انه دليل يرجح عقلية القاضي الفاضل ونجاحه في المساهمة في قيادة الدولة الايوبية. وبناءً على ذلك أعترف صلاح الدين صراحة امام الناس بالجهود الكبيرة التي بذلها القاضي الفاضل في تثبيت أركان دولته فقد قال مثمناً تلك الجهود (لا تظنوا ملكتُ البلاد بسيوفكم بل بقلم الفاضل). وللقاضي الفاضل دور مهم في إثراء الحركة الثقافية في بلاد الشام ومصر والجزيرة اذ كان واسع الإطلاع غني المعرفة على مستوى رفيع من الثقافة والأدب والتمسك بعروة الدين، وكان مجلسه ملتقى العلماء والفقهاء والخطباء والأدباء والشعراء حافلاً بالبحث والتحقيق والمناظرات في مختلف انواع العلوم، وكان شديد الميل إلى تلك النخب العلمية التي كانت تقصده ملتمسة منه العون والمساعدة حتى قيل ان المساعدات المالية بلغت قيمتها في عصر صلاح الدين ثلاثمائة ألف دينار شهرياً خصصت للعلماء على شكل رواتب شهرية وإقطاعات . وانسجاماً مع تطلعات القاضي الفاضل وابداعاته التي دلت على رجاحة عقله وحسن تدبيره وسعة اطلاعه يمكن القول أنه يمثل مدرسة فاضلية في علومه وأخلاقه، فمدحه الكثير من الشعراء أمثال عمارة اليمني وأبي الحسن بن الذروي والتاج أبي الفتح البلطي والقاضي هبة الله بن سناء الملك كما مدحه شعراء آخرون لا يمكن إحصاؤهم في هذا المكان حتى أن العماد الكاتب قد أحصى عدد الأبيات الشعرية التي مُدح بها القاضي الفاضل وقدرها (بمائة ألف بيت من الشعر). ولعل أجمل ما قيل فيه هذان البيتان للحسن بن إبراهيم الجويني وهما: لولا إنقطاعُ الوحي كان مُنزَّلاً * في الفاضلِ بِنْ عليًّ البيساني نُثني عليه بمثل ما يثني على * أفعالهِ المَرضِيَّة المَلَكـــانِ كما افاض العلماء في الإشادة به فذكر العماد الكاتب أنه كان (صاحب القرآن العديم الاقران وأوحد الزمان العظيم الشأن )، وقد وصفه البغدادي بأنه (كان ضعيف البنية رقيق الصورة له حدبة يسترها الطيلسان … نزيهاً عفيفاً قليل اللذات كثير الحسنات دائم التهجد). اما نشاطه العلمي وابداعاته في فنون صناعة الإنشاء والكتابة فمن المفيد أن نذكر النصوص التي ذكرها المؤرخون والأدباء في ترجماتهم له، فقد أطلق عليه عمارة اليمني أنه (شجرة مباركة متزايدة النماء أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بأذن ربها)، وجعل العماد الكاتب نزعته الأدبية نموذجاً جديداً في صناعة الكتابة لعصره فوصفها بالشريعة (المحمدية التي نسخت الشرائع ورسخت بها الصنائع ) ، وأكد العماد في موضع آخر أن القاضي الفاضل (رب القلم والبيان واللسن واللسان)، أما ياقوت الحموي فقد أشار إلى انه (صاحب البلاغة والإنشاء التي أعجزت كل بليغ) ووصفه أبن الأثير بأنه كاتب فذ (لم يكن في زمانه أحسن كتابة منه) كما جعله أبن تغري بردي (إمام عصره ووحيد دهره)، وكان لأبن خلكان رأي مطابق للآراء السابقة حينما جعله في مصاف المتقدمين في صناعة الانشاء ولم يكتف القاضي الفاضل ببراعته في فنون الكتابة ومساهماته العلمية المختلفة بل كان شأنه شأن كبار رجال عصره في المنافسة على تشييد المدارس ودور الحديث والمكاتب والربط والزوايا فقام بتشييد مدرسة في القاهرة وأفتتح التدريس فيها سنة (580هـ/1184م )، وقد وصفت هذه المدرسة بأنها من أجل مدارس مصر التي تُدرس فيها العلوم الشافعية والمالكية والحق بها مكتباً لتعليم الأيتام، كما احتوت هذه المدرسة على مكتبة تضم مجاميع كبيرة من الكتب ويظهر ان اكثر هذه الكتب أشتراها القاضي الفاضل من خزانة القصر الفاطمي عند أنقراض الدولة الفاطمية غم انه كان يبحث عن الكتاب (من أقاصي البلاد وأدانيها) وذكرت المراجع انها كانت تحتوي على مائة ألف كتاب مجلد إضافة إلى مكتبته الخاصة التي قدَّر عدد كتبها بمائة وعشرين ألف كتاب مختلفة الانواع حتى قيل ان عدد نسخ الكتاب الواحد يصل إلى خمس وثلاثين نسخة، كما هو الحال في كتاب الحماسة. وإتماماً للفائدة العلمية من هذه الكتب فقد خصص القاضي الفاضل لها نساخاً لا يفترون ومجلدين لا يسأمون، لغرض ادامتها وتوزيعها على طلبتها مما يعكس الجو الثقافي العلمي المتقدم الذي عاصره طلبة القاضي الفاضل . أما شخصية القاضي الفاضل الاجتماعية فقد تميزت بأيثاره لكبار رجال البيوتات الغرباء والمحتاجين وزيارة المرضى والقبور وتشييع الجنائز والصفح عن المسيئين، ولم يكن له خدم سوى غلام واحد في صحبته وكانت ملابسه لا تساوي دينارين رغم كثرة وارداته السنوية البالغة اثنين وستين الف دينار عدا تجاراته الواسعة في الهند والمغرب العربي، كما أنه خصص جزءاً من ايراداته على شكل أوقاف تنفق على طلبة العلم والفقراء وأسرى المسلمين . وأخيراً فان القاضي الفاضل فقد مركزه السياسي والاداري بعد وفاة صلاح الدين سنة (589هـ / 1193م) واشتداد الصراع السياسي بين أبناء أسرته فلم يرق للقاضي الفاضل المقام في دمشق، فذهب إلى مصر تاركاً وراءه السياسة والحكم خاصة بعد أن أصبح الملك العادل طرفاً في هذا الصراع ضد أبناء أخيه صلاح الدين فتاقت نفس القاضي الفاضل إلى الموت قبل ان يشهد المزيد من المنازعات والانقسامات السياسية لأن أركان تشييد الدولة الايوبية وبنائها لا تزال ماثلة في شخصيته فلم يسعه أن يرى دمارها وانحلال وحدتها، وكانت هذه من بين أهم اسباب وفاته في يوم الاربعاء السابع من ربيع الأول سنة (596هـ/1199م) وهو اليوم الذي دخلت فيه جيوش الملك العادل مصر ودفن في سفح المقطم وكان لوفاته وقع شديد وحزن عميق في نفس العماد الكاتب الذي عبر عنه أصدق تعبير بقوله (في هذه السنة تمت الرزية الكبرى والبليه العظمى وفجيعة أهل الفضل بالدين والدنيا وذلك بانتقال القاضي الفاضل من دار الفناء إلى دار البقاء)، وقد شاهد ابن خلكان رقعة من الرخام وضعت على قبره كتب عليها (وكان من محاسن الدهر وهيهات أن يخلف الزمان مثله). صفاته: كان القاضي الفاضل ضعيف البنية له حدبة في ظهره يخفيها بالطيلسان كان عالي الهمة كثير الاشتغال وافر العقل مع الرياسة التامة والإغضاء والصفح والحلم والستر، ومع كثرة أمواله كان مقتصداً في ملبسه وطعامه وكان متقشفاً ورعاً كثير العبادة يواسي الناس ويخفف عنهم ويقضي حوائجهم، فلم يبق في مدة حياته عملاً صالحاً إلا قدمه، فصنائعه كثيرة وأوقافه على طريق الخيرات لا يحوطها حصر ولا يضبطها حساب ولاسيما أوقافه لفكاك أسرى المسلمين، وقد بنى مدرسة للفقه وكُتَّاباً للأيتام، وغير ذلك كثير. رسائل القاضي الفاضل للسُلطان صلاح الدين الايوبي: تحدثت المراجع التاريخية عن الحقبة الخاصة بالغزو الصليبي للوطن العربي كثيرة، وتكمن أهمية هذه المراجع في معايشة مصنفيها لتلك الأحداث من الناحيتين الزمانية والمكانية وفي مقدمة هؤلاء المصنفين القاضي الفاضل الذي يعد المستشار الأول في دولة صلاح الدين ومن كبار رجال دولته وأقدم الكتاب فيها وممن ساهموا في تكوين سلطان صلاح الدين ونفوذه ولمس عن قرب تلك المواقف والأحداث بل برزت مواهبه السياسية والادبية من خلال صناعته للقرارات فقد كان يكتب الوثائق ويبرم المعاهدات، وأرتقى في فنه هذا الى مصاف كبار الكتاب والأدباء وبرع في مراسلاته الى الملوك والقادة والوزراء وألامراء والقضاة وكان ذا تأثير كبير على كتاب عصره وأصبح أنموذجا يحتذى به في العصور اللاحقة له ومضربا للامثال حتى يمكن القول أن كتابات القاضي الفاضل يمكن ان نطلق عليها تسمية المدرسة الفاضلية في التزود منها بكل جديد في فنون السياسة والكتابة والبلاغة والاقتباس ، لهذا أصبحت أكثر المراجع حافلة بمراسلاته السياسية والادبية ، من جانب آخر كان الفاضل من ابرز شهود ذلك العصر من خلال الرسائل التي أنشأها عن نفسه أو بالنيابة عن صلاح الدين والتي أفاضت المراجع في النقل عنها أمثال (البرق الشامي) (ومضمار الحقائق) و (الروضتين في أخبار الدولتين) و (مفرج الكروب) و (وفيات الأعيان) ولكن لم يكن لرسائل القاضي الفاضل مرجع تاريخي خاصً بها عدا وجود نصوص منها في بعض المراجع، والعجب ان هذه النصوص ينسبها قسم من الباحثين إلى مراجعها دون الإشارة إلى اسم القاضي الفاضل فيها. عن موقع العراق للجميع المصادر: - رسائل القاضي الفاضل، المحقق الدكتور علي نجم عيسى. ـ الذهبي، العبر، تحقيق فؤاد سيد (وزارة الإعلام، الكويت 1984). ـ أبوشامة المقدسي، كتاب الروضتين في أخبار الدولتين, تحقيق إبراهيم الزيبق (مؤسسة الرسالة، دمشق 1997). ـ عبد الوهاب السبكي, طبقات الشافعية الكبرى, تحقيق عبد الفتاح الحلو ومحمود الطناحي (دار هجر, القاهرة 1992). |
#2
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا ، وبارك فيك ، ووضع عنك وزرك ، ورفع لك ذكرك ...
|
أدوات الموضوع | |
|
|