جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- البيعة للحسن بن علي بالخلافة
سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- البيعة للحسن بن علي بالخلافة
البيعة للحسن بن علي بالخلافة: بعد وفاة الإمام علي انعقدت البيعة للحسن بن علي بعد موت أبيه، وكان أحق بها من معاوية ومن كثير من غيره، كما يقول ابن العربي في كتابه (العواصم من القواصم) وكان أول من تقدم إليه بالبيعة بعد الفراغ من دفن علي والصلاة عليه قيس بن سعد بن عبادة، فقد قال له: "ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه " فبايعه ثم بايعه الناس من بعده، وكان ذلك يوم مات علي، وكان موته يوم طعن في أحد الروايات في الحادي والعشرين من رمضان، وقيل: يوم الجمعة السابع عشر من رمضان سنة أربعين، وقيل: إنما مات بعد الطعنة بيومين. ومنذ ذلك اليوم ولي الحسن الخلافة، فبقي في الكوفة إلى شهر ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وأقام الحد على عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل عليًّا ثم عزم الحسن على الخروج لمثل ما خرج إليه أبوه من دعاء الفئة الباغية -معاوية وأهل الشام- إلى الانقياد للحق والدخول في الطاعة. قال ابن كثير: "ولم يكن في نية الحسن أن يقاتل أحدًا ولكن غلبوه، يعني: جنده غلبوه على رأيه، فاجتمعوا اجتماعًا عظيمًا لم يسمع بمثله، فأمر الحسن بن علي قيس بن سعد بن عبادة على المقدمة في اثني عشر ألفًا بين يديه، وسار هو بالجيوش في أثره قاصدًا بلاد الشام، فلما اجتاز بالمدائن -يعني مر بمدينة المدائن- نزلها وقدم المقدمة، فبينما هو في المدائن معسكرًا بظاهرها، إذ صرخ في الناس صارخ: ألا إن قيس بن سعد بن عبادة قد قُتل، فثار الناس فانتهبوا أمتعة بعضهم بعضًا، حتى انتهبوا سرادق الحسن ونازعوه بساطًا كان جالسًا عليه، وطعنه بعضهم في فخذه طعنة أثبتوه وأَشْوَتْه، يعني: هذه الطعنة نالت منه لكن لم تصب مقتلًا منه، يعني: كانت طعنة شديدة أحدثت جرحًا شديدًا في فخذه، فكرههم الحسن كراهية شديدة". هذا كلام الحافظ ابن كثير. ثم قال: "ولما رأى الحسن تفرق جيشه عليه مقتهم -يعني كرههم- وكتب عند ذلك إلى معاوية بن أبي سفيان، وكان حينئذ قد ركب في أهل الشام، فنزل مكانًا يسمى مسكن من أرض الكوفة، كتب الحسن إلى معاوية يراوضه على الصلح بينهما، يعني: يدعوه إلى الصلح". ويروي ابن جرير الطبري بإسناده عن الزهري قال: "بايع أهل العراق الحسن بن علي بالخلافة، فطفق يشترط عليهم الحسن، يشترط على جنده: إنكم سامعون مطيعون تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت، فارتاب أهل العراق في أمرهم حين اشترط عليهم هذا الشرط، وقالوا: ما هذا لكم بصاحب، وما يريد هذا القتال، فلم يلبث الحسن بعدما بايعوه إلا قليلًا، حتى طعن طعنة فازداد لهم بغضًا وازداد منهم ذعرًا". هذه رواية ابن جرير الطبري في تاريخه، وعند ذلك عرف الحسن تفرقهم واختلافهم عليه، وبدأ يكتب إلى معاوية يسالمه ويراسله في الصلح بينهما على ما يختاران، يعني: على الشروط التي يحددانها. والذين طعنوا الحسن وغدروا به هم روافض الكوفة من السبئية الغلاة، من أتباع عبد الله بن سبأ الذي نفاه علي من قبل إلى المدائن، واستطاع أن ينشر بها أفكاره بعد موت علي، وإلى ذلك أشار المؤرخون، أشاروا إلى أن الذين طعنوا الحسن كانوا هم السبئية، وهم من الشيعة الروافض، وروي أن الذي طعن الحسن رجل من الخوارج من بني أسد ثم قتل، وروى الشعبي وغيره أن الحسن توجع من تلك الضربة أشهرًا ثم عوفي منها. http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=17080 |
أدوات الموضوع | |
|
|