جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الأسد لن يفعلها وأبشر بطول سلامة يا مربع/صالح القلاب
الأسد لن يفعلها و«أبشر بطول سلامة يا مربع»!! صالح القلاب لأن «الرد الاستراتيجي»، الذي هدد الرئيس السوري بشار الأسد به إسرائيل، إن هي كررت عدوانها على سوريا، قد فهم على أنه تلويح بفتح أبواب هضبة الجولان المحتلة، التي بقيت مغلقة لنحو ستة وأربعين عاما، للمقاومة المسلحة، فإنه لا شك في أن كثيرين من الذين سمعوا هذا التهديد قد بادروا إلى القول: «أبشر بطول سلامة يا مربع»؛ فالمقاومة ليست «كبسة زر»، كما يقال، ثم إن تبعاتها أكثر كثيرا من تبعات مواجهة عسكرية مباشرة كحرب عام 1973 وككل الحروب السابقة مع الدولة الإسرائيلية. وإن ما يؤكد أن هذا التهديد سيبقى مجرد صرخة في واد، أن الرئيس السوري نفسه قد قال، وفي مقابلته الأخيرة إياها مع تلفزيون «المنار»، الذي يملكه ويديره حزب الله بتمويل من جمهورية «الولي الفقيه» الإيرانية: إن عملية المقاومة تعتمد أولا على الحالة الشعبية وهي ليست بسيطة، كما أنها ليست فتح جبهة بالمعنى الجغرافي فقط.. إنها قضية عقائدية وسياسية واجتماعية.. وهذا يعني أن هذا «الرد الاستراتيجي» لن يكون في اتجاه الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان السورية المحتلة، وإنما في اتجاه داخل سوريا وعلى غرار ما تفعله قواته وقوات حسن نصر الله الآن في بلدة القصير. وبالطبع وعلى طريقته في «الأستذة» والتنظير المدرسي، قال بشار الأسد: هم يتحدثون دوما عن أن سوريا تغلق الجبهة أو تفتح الجبهة.. الدولة لا توجد ولا تختلق مقاومة.. إن لم تكن المقاومة عفوية وشعبية فهي ليست مقاومة.. الدولة لا يمكن أن تصنع مقاومة.. الدولة إما أن تدعم أو تعرقل كما يحصل في بعض الدول العربية.. أنا أعتقد أن الدولة التي تقف في وجه المقاومة متهورة.. والقضية ليست أن سوريا قررت بعد أربعين عاما أن تذهب في هذا الاتجاه.. القضية أن هناك جيشا يقوم بواجبه وبالتالي فإن الحالة النفسية بالنسبة للمواطن، أن هناك من يقوم بهذا الواجب، وأن هناك من يعمل من أجل تحرير الأرض. وحقيقة أن هذا هو بيت القصيد، وأن هذه هي الحجة التي كان ساقها حافظ الأسد عندما كان لا يزال وزيرا للدفاع بعد هزيمة يونيو (حزيران) عام 1967 مباشرة، وبعد ذلك عندما قام بانقلابه على رفاقه في عام 1970، فالمبرر الذي قيل لقادة المقاومة الفلسطينية وللعرب ولكل من سأل عن هذه المسألة، أن الجيش السوري هو الذي سيتولى عملية تحرير هضبة الجولان، وأنه يجري إعداده لهذه المهمة الوطنية والقومية، ولذلك فإنه ليس من غير الجائز فقط بل هي جريمة ما بعدها جريمة القيام بأي عمل طائش عبر هذه الجبهة ستستخدمه إسرائيل ذريعة لجر سوريا إلى مواجهة عسكرية قبل أوانها. والمعروف أن القيادة السورية في عهد الرئيس بشار الأسد نفسه كانت قد لوحت في عام 2006 بفتح أبواب الجولان للمقاومة وذلك تحت وهج ما اعتبر انتصارات عظيمة حققها حزب الله في حربه مع الإسرائيليين التي استدرجها استدراجا استجابة لمخططات إيران في هذه المنطقة.. هذه المخططات التي استدعت افتعال معركة مع إسرائيل للتغطية على كل هذا ولإظهار أن محاولات مد نفوذها في الشرق الأوسط كله تأتي في إطار ما سمته «المقاومة والممانعة»! وبالطبع فإن التبشير بذلك التلويح الذي قام به «الأتباع»، إن في الأردن أو في لبنان أو في دول عربية أخرى والذي لم يهز ولو شعرة واحدة لا في جسد إسرائيل ولا في رأسها، نيابة عن الرئيس السوري والقيادة السورية قد بقي مجرد تلويح؛ فالحجة بقيت هي هي والمبرر بقي هو نفسه، وهو أن الجيش العربي السوري يجري إعداده لهذه المهمة التاريخية، وأن عملية المقاومة ليست بسيطة، وأنها ليست فتح جبهة بالمعنى الجغرافي فقط.. إنها قضية عقائدية سياسية اجتماعية، وبالتالي فإنه لا يجوز «جر» القطر العربي السوري إلى معركة قبل أوانها!! وهكذا واستنادا إلى هذه الحجة الواهية، والتي مع طول الزمن انكشفت على حقيقتها، فإن هضبة الجولان المحتلة قد بقيت محرمة على المقاومة والمقاومين حتى من أبناء الشعب السوري العظيم الذين التحق الكثيرون منهم بالفصائل الفلسطينية التي كانت تعمل من خلال الأردن وعبر الجنوب اللبناني، وهكذا أيضا فإن هذا النظام نفسه قد تبنى مقاومة حزب الله لدرء تهم التقاعس عن نفسه والمعروف أن بشار الأسد ومعه حزب الله وخلفهما إيران قد رفضا ما اعتبراه انسحابا إسرائيليا من طرف واحد في عام 2000 والهدف هو تعزيز كذبة «الممانعة والمقاومة» بالحفاظ على استدامة «الاشتباك» عبر الجنوب اللبناني وعلى حساب أهله من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة. وحقيقة أن هذا هو الذي يحصل الآن؛ فالرئيس السوري الذي هدد برد «استراتيجي» على العملية الإسرائيلية الأخيرة المدمرة التي استهدفت مطار دمشق واستهدفت قيادة الفرقة الرابعة في جبل قاسيون المطل على العاصمة السورية من الناحية الشمالية الغربية ما لبث أن وجد المبرر للتملص من هذا التهديد بالقول إن حزب الله موجود في القصير الآن لأن المعركة هناك هي مع إسرائيل ووكلائها وهذا ما فعله حسن نصر الله الذي هدد بدوره بحرب تحريرية في الجولان لكنه وقبل أن يتلاشى صدى تهديداته اتجه بقوات حزبه، الذي كان ادعى إحراز ثلاثة انتصارات وهمية على إسرائيل، إلى هذه المدينة السورية بحجة حماية ظهر المقاومة والدفاع عن نظام بشار الأسد بدعوى أنه نظام «مقاومة وممانعة» يواجه إسرائيل وأميركا.. و«القاعدة» والقوى التكفيرية!! ولعل ما يجب أن تسأل فصائل منظمة التحرير عنه وتحديدا حركة «فتح»، التي فجرت الثورة الفلسطينية المعاصرة، هو: هل أن نظام «الممانعة والمقاومة» هذا قد سمح ولو بعملية فدائية واحدة عبر هضبة الجولان المحتلة بعد وصول حافظ الأسد إلى الحكم في عام 1970 وقبل ذلك عندما كان وزيرا للدفاع منذ عام 1966 وإلى أن أصبح رئيسا للجمهورية في عام 1971؟! إن ما يعرفه قادة المقاومة الفلسطينية من غير أتباع المخابرات السورية، هو أن جبهة الجولان لم تنطلق عبرها لا قبل حرب يونيو 1967 ولا بعدها إلا عملية واحدة هي العملية التي قادها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) نفسه، رحمه الله، في الفاتح من عام 1965 وأعلن من خلالها بدء ثورة الشعب الفلسطيني المعاصرة هذه العملية التي استهدفت عبارة «عيلبون» إلى الشمال الشرقي من مدينة الناصرة التاريخية. وكذلك أيضا فإن ما يعرفه ما بقي من القادة الفلسطينيين المخضرمين وبخاصة من قادة حركة «فتح»، هو أن حافظ الأسد عندما كان وزيرا للدفاع وبعد ذلك عندما أصبح رئيسا للجمهورية كان يعتبر العمل الفدائي مجرد لعبة عبثية، وكان يردد أن لواء عسكريا واحدا أهم من كل الفصائل الفلسطينية، ولذلك فإنه قد فرض على كل هذه الفصائل، حتى بما في ذلك منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة)، التي كانت تتبع لحزب البعث الحاكم في سوريا، الارتباط بالاستخبارات العسكرية بالنسبة لوجودها على الأراضي السورية وبالنسبة لتحركاتها ولكل شيء. إنه لم يكن مسموحا لأي منظمة فلسطينية حتى بما في ذلك منظمة «الصاعقة» هذه الآنفة الذكر بالاقتراب من هضبة الجولان التي غدت محتلة بعد حرب عام 1967 والتي لا تزال محتلة، والمعروف لدى المعنيين الذين عاشوا تلك المرحلة من السوريين والفلسطينيين أن أعداد معتقلي الاستخبارات العسكرية السورية من كل فصائل منظمة التحرير كان يزيد على معتقلي هذه الفصائل في السجون الإسرائيلية في ذلك الحين، وأن بعض هؤلاء ربما ما زالوا معتقلين في سجون «الممانعة والمقاومة» منذ ذلك الوقت وحتى الآن. إن ما سلف ذكره هو بعض الحقائق التاريخية المثبتة والمعروفة، ولذلك فإن الرد «الاستراتيجي» الذي هدد بشار الأسد به إسرائيل إن هي كررت عدوانها على سوريا لن يكون إلا انكفاء نحو الداخل للمزيد من ذبح الشعب السوري وعلى غرار ما يجري الآن في بلدة القصير وفي غيرها.. إن الرئيس السوري، الذي هذا هو ماضيه وماضي والده بالنسبة للمقاومة، لن يفعل شيئا مما هدد به، وأن «الجولان» ستبقى تنتظر التحرير ما دام أنه في سدة الحكم، وهنا فإنه لا بد من التذكير ومرة أخرى بعجز بيت الشعر القائل: «أبشر بطول سلامة يا مربع»!! عن الشرق الأوسط |
أدوات الموضوع | |
|
|