جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ماذا تقول لرب العالمين غدا يا من تعلمت العلم ولم تعمل بهي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين وإمام المتقين فقد قال تعالى في كتابه الكريم في فضل العلم وتعلمه ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة, فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " (التوبة/ 122 وقال تعالى {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة42 وقد اورد البخاري في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، قيل: يا رسول الله، أنصره مظلوماً، فكيف أنصره ظالماً؟! قال: "تحجزه أو تمنعه عن ظلمه فإن ذلك نصره كما اورد البخاري عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال(انصر اخاك ظالما او مظلوما )قيل يا رسول الله انصره مظلوما فكيف انصره ظالما قال (تحجزه او تمنعه عن ظلمه فان ذلك نصره ) وقال الرسول صل الله عليه واله عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً ، فقال لي : "يا غلام إني أعلّمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفـظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف". (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح) وفي رواية غير الترمذي : "احفظ الله تجده أمامك ، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليُصيبك ، وما أصابك لم يكن ليُخطئك ، واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر) ان المتمعن في هذا الحديث يجد ان الانسان امره بين يدي الله عزوجل ولا يستطع احدا ان يغير مجرى حياته الا بامر الله عز وجل ولذلك علماء الامة والصالحين فيها لا يهمهم متجبرا او طاغية الامر عندهم هو رضا الله عزوج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر مهما كان ذلك فيه خطر على حياتهم فهذا الامام الاوزاعي رحمه الله يقف ليقول كلمة الحق مهما كان الثمن ولم تأخذه في الله لومة لائم وينقل المئرخون انه حين دخل الخليفه العباسي ابو العباس السفاح الذي أجلى بني أمية عن الشام، وأزال الله سبحانه دولتهم على يده دخل الى دمشق فطلب الأوزاعي فتغيب عنه ثلاثة أيام ثم حضر بين يديه قال الأوزاعي: دخلت عليه وهو على سرير وفي يده خيزرانة والمسودة عن يمينه وشماله، ومعهم السيوف مصلتة - والعمد الحديد - فسلمت عليه فلم يرد ونكت بتلك الخيزرانة التي في يده ثم قال: يا أوزاعي ! ما ترى فيما صنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد؟ أجهاداً ورباطاً هو ؟ قال: فقلت: ياامير المؤمنين سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري، يقول: سمعت محمد بن إبراهيم التيمي، يقول: سمعت علقمة بن وقاص، يقول: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)). قال: فنكت بالخيزرانة أشد مما كان ينكت، وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم، ثم قال: يا أوزاعي ! ما تقول في دماء بني أمية ؟ فقلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة)). فنكت بها أشد من ذلك ثم قال: ما تقول في أموالهم فقلت: إن كانت في أيديهم حراماً فهي حرام عليك أيضاً، وإن كانت لهم حلالاً فلا تحل لك إلا بطريق شرعي. فنكت أشد مما كان ينكت قبل ذلك ثم قال: ألا نوليك القضاء ؟ فقلت: إن أسلافك لم يكونوا يشقون علي في ذلك، وإني أحب أن يتم ما ابتدؤني به من الإحسان. فقال: كأنك تحب الانصراف ؟ فقلت: إن ورائي حرماً وهم محتاجون إلى القيام عليهن وسترهن، وقلوبهن مشغولة بسببي. قال: وانتظرت رأسي أن يسقط بين يدي، فأمرني بالانصراف. فلما خرجت إذا برسوله من ورائي، وإذا معه مائتا دينار، فقال: يقول لك امير المؤمنين: استنفق هذه. قال: فتصدقت بها، وإنما أخذتها خوفاً. قال: وكان في تلك الأيام الثلاثة صائماً فيقال: إن الأمير لما بلغه ذلك عرض عليه الفطر عنده فأبى أن يفطر عنده.) فهل تردد هذا الامام الجليل عن قول كلمة الحق بوجه سلطان ظالم وهو على يقين ان ثمن ذلك سيكون حياته لكنه جعل امامه هدف مهم وهو رضى الله عزوجل ولذلك حفظه الله وهذا الامام احمد بن حنبل رحمه الله حين عاش فتنة خلق القران فهل تراجع عن ما امر الله بهي من اجل ان يرضي سلاطين زمانه ام وقف يقول كلمة الحق ولا يهمه ولان مات دونها فتلك الشهادة التي يتمناها المسلم الحق كما قال الرسول صلى الله عليه واله في الحديث الذي رواه الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُصْعَبٍ أَبُو يَزِيدَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ » والمتتبع لاحداث التاريخ يجد الكثير من من العلماء الذين جعلو من حياتهم فداء لكلمة الحق فهذا الحسن البصري رحمه الله لما ولى الحجاج بن يوسف الثقفي العراق وزاد طغيانه وتجبره، وقف الحسن البصرىوكذلك الكثير من علماء عصره في وجهه، وتصدوا لقبيح أفعاله .. نرى ذلك عندما بنى الحجاج لنفسه بيتاً وقصراً مشيداً في واسط بينه بين البصرة والكوفة. فلما انتهى من بنائه أراد للناس أن يخرجوا إليه ليشاهدوا بهرجته وروعته، فلما علم الحسن بذلك وجدها فرصة سانحة ليخرج إلى هذا الجمع الغفير من الناس فيعظهم ويذكرهم ويصرفهم عن تلك الزخارف المزيفة إلى روعة ما عند الله وكماله وبقائه، ويعظهم ألا يغتروا ببهجة الحياة الدنيا فلما خرج إليهم ورآهم يطوفون بذلك القصر المشيد مندهشين بروعة بنائه وقف فيهم خطيباً وقال: (لقد نظرنا فيما أبتنى أخبث الأخبثين، فوجدنا أن فرعون شيد أعظم مما شيد، وبنى أعلى مما بنى، ثم أهلك الله فرعون، وآتى على ما بنى وشيد .. ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه، وأن أهل الأرض قد غرّوه), مضى على هذه الطريقة يفضح الحجاج، حتى أشفق عليه الحاضرون فقال قائلهم: حسبك يا أبا سعيد، حسبك .. فقال له الحسن: لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه .. وفي اليوم التالي آتى الحجاج مجلسه وهو يشتاط غيظاً من الحسن وقال لجلسائه: (تبا لكم وسحقاً، يقوم عبدٌ من عبيد أهل البصرة ويقول فينا ما شاء أن يقول، ثم لا يجد فيكم من يرده أو ينكر عليه!! والله لأسقينكم من دمه يا معشر الجبناء), ثم أمر بالسيف والنطع فأحضرا، ودعا بالجلاد فمثل واقفا بين يديه، ثم أمر الشرط أن يأتوا به، فجاءوا بالحسن فارتجفت له القلوب خوفاً عليه, فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد تحركت شفتاه، ثم توجه إلى الحجاج في عزة المؤمن الواثق بربه والذي يخشاه ولا يخشى أحداً إلا الله، وما أن رآه الحجاج حتى هابه ووقره وقال: ها هنا يا أبا سعيد، ها هنا, ثم مازال يوسع له ويقول: ها هنا والناس يندهشون للموقف، حتى أجلسه على فراشه وأخذ يسأله عن بعض أمور الدين، ويجيبه الحسن بعلمه الفياض ومنطقه العذب وهو ثابت صلب فقال له الحجاج: أنت سيد العلماء يا أبا سعيد, ثم طيب له لحيته بأغلى أنواع الطيب وودعه ولما خرج تبعه حاجب الحجاج وقال له: يا أبا سعيد، لقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك، وأنى رأيتك عندما أقبلت، ورأيت السيف والنطع، حركت شفتيك فماذا قلت؟ قال الحسن: لقد قلت: يا ولى نعمتي، وملاذي عند كربتي، اجعل نقمته برداً وسلاماً علىَّ كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم) فهل جامل الحسن البصري رحمه الله الحجاج الطاغية ام وقفه امامه وبين له مدى ظلمه ولم يخشى الموت لانه على يقين انما يقوله هو من اجل رضى الله ولذلك لا يخشى في الله لومة لائم اما الجانب الاخر من سيرة العلماء فهي قيادة الامة من اجل الدفاع ضد الغزات والمعتدين والذين في هذا المجال كثيرون ولكني ساكتفي باثنين فقط وهما ابن تيمية والعز بن عبد السلام رحمهم . ففي سنة 702 هـ كان التتار قد توجهوا نحو دمشق بكل قواهم وجبروتهم وطغيانهم وعملائهم، ولما ثبت هلال شهر رمضان المبارك من ذلك العام أصبح الناس صائمين وأسرجت القناديل في المساجد وصليت التراويح واستبشر الناس بشهر النصر وببركاته وألحوا في الدعاء للمجاهدين الذين خرجوا لملاقاة الغزاة، وكانت الأوضاع هذه المرة قد تغيرت عما كانت عليه في السنوات السابقة، وجهود شيخ الإسلام قد أثرت في الناس فثبتوا أمام المعتدين وجواسيسهم ودافعوهم على كل شبر كانوا يطأون عليه، وحينما علم السلطان بذلك خرج على رأس جيشه ومعه الخليفة العباسي المستكفي بالله ووصل إلى الشام وعزم المسلمون على الجهاد فإما النصر وإما الشهادة. وخرج أهل دمشق يقودهم عالمهم وشيخهم أبو العباس ابن تيمية لابسا سلاحه مع جماعة من القضاة والعلماء العاملين، بعد أن انزوى علماء الرخاء والمنافع والفتاوى الجاهزة الذين يدينون بدين من يؤيهم ويتكلمون بلسان من يعطيهم،كما ه حالنا اليوم نرى من ارتدى زي العلماء وهو اخطر على الاسلام والمسلمين من الاعداء كما يحدث الان في سوريا والعراق نعود الى شيخ الاسلام ابن تيمية فالتقى جيش المسلمين القادم من مصر في شقحب إحدى نواحي دمشق فامتزجا معا في بوتقة واحدة، ووصل التتر المغول إلى ذلك المكان فاصطف الجيشان وسار السلطان والخليفة بين الصفوف يشجعون الناس ومعهم القراء يقرؤون نشيد الجهاد سورة الأنفال المباركة، وكان الخليفة يقول: «يا مجاهدون لا تنظروا إلى سلطانكم قاتلوا عن حريمكم وعن دين نبيكم صلى الله عليه وسلم» فبكى الجند وتواصوا على الثبات والتضحية من أجل العقيدة والأمة. وأما شيخ الإسلام فلا زال متفائلا واثقا بالنصر، يبشر الجند به ويأمرهم بالفطر من الصيام ليقووا به على القتال. وفي يوم السبت الثاني من رمضان سنة اثنتين وسبعمائة التحم الجيشان، المسلمون تحت رايات علمائهم ومخلصي سلاطينهم، والمغول ومعهم المنافقون تحت راياتهم ومعهم بعض أبناء الطوائف الذين باعوا الأمة التي آوتهم قرونا.ولما غلب على الظنون أن الوقعة بين المسلمين والغزاة ومطاياهم ستكون في ذلك اليوم ابتهل الناس بالدعاء إلى الله تعالى «في المساجد والبلد، وطلع النساء والصغار على الأسطح وكشفوا رؤوسهم، وضج البلد ضجة عظيمة، ووقع في ذلك اليوم مطر عظيم غزير، ثم سكن الناس» أما هناك في الميدان فإن السلطان سأل ابن تيمية «أن يقف معه في معركة القتال، فقال له الشيخ: السنة أن يقف الرجل تحت راية قومه ونحن من جيش الشام لا نقف إلا معهم وحرض السلطان على القتال وبشره بالنصر وجعل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو إنكم لمنصورون عليهم هذه المرة فيقول له الأمراء قل إن شاء الله فيقول إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا» وكان يدور بين الجند المجاهدين يبث فيهم الحمية الإسلامية ويذكرهم بقيم الأجداد وشجاعتهم، فقوي المسلمون بكلمات شيخهم وانتشرت فيهم روح الجهاد والجرأة على العدو «ولما التحم القتال ثبت السلطان ثباتا عظيما وأمر بجواده فقيد حتى لا يهرب وبايع الله تعالى في ذلك الموقف، وقتل جماعة من سادات الأمراء يومئذ» واستمر القتال من العصر يوم السبت إلى الساعة الثانية من يوم الأحد وأن السيف كان يعمل في رقاب التتر ليلا ونهارا وأنهم هربوا وفروا واعتصموا بالجبال والتلال وأنه لم يسلم منهم إلا القليل، فأمسى الناس وقد استقرت خواطرهم وتباشروا لهذا الفتح العظيم والنصر المبارك واستمرت الملاحقات لفلول الغزاة «فقتلوا منهم مالا يعلمه إلى الله عز وجل وجعلوا يجيئون بهم في الحبال وتضرب أعناقهم، ثم اقتحموا الهزيمة فنجا منهم جماعة قليلة، ثم كانوا يتساقطون في الأودية والمهالك، ثم بعد ذلك غرق منهم جماعة في الفرات بسبب الظلام، وكشف الله بذلك عن المسلمين غمة عظيمة ولله الحمد والمنة» فانهزم التتر المغول هزيمة شنيعة تتناسب مع ما اقترفته أيديهم بحق الأبرياء من أبناء الأمة، وتم النصر للمسلمين بعد أن أبلى المجاهدون بلاءً حسناً كسروا فيه شوكة التتار ونكسوا راياتهم وأبطلوا سحرهم بعد أن فتن فيه ضعفاء النفوس من المتاجرين بمصير الشعوب لأجل مصالحهم الأنانية الزائلة. «وفي يوم الإثنين رابع الشهر رجع الناس من منطقة الكسوة إلى دمشق فبشروا الناس بالنصر وفيه دخل الشيخ تقي الدين بن تيمية البلد ومعه أصحابه من الجهاد ففرح الناس به ودعوا له وهنأوه بما يسر الله على يديه من الخير» وهكذا كان النصر ثمرة الجهاد الذي أعدّ له المسلمون واستعدوا معنويا وماديا فحقق الله تعالى وعده لهم بعد أن صدقوا وتعاونوا واستجابوا لعلمائهم وقادتهم الصالحين. وتمكن ابن تيمية بعد ذلك الصبر وتلك المواظبة والسعي بين المسلمين لجمع كلمتهم أن يسطر موقفا خالدا، يذكر له كلما ذكرت المحن والمصائب التي يجلبها الغزاة على بلاد المسلمين فرحم الله شيخ الإسلام فقد كان بحق قائد المسلمين المخلص الأمين الغيور الذي كانت جهوده تمثل السبب الأول في تحقيق ذلك النصر المؤزر وأسبغ تلك النعمة العظيمة على الأمة فلم تخفه الأخطار ولا كثرة العدو فأحسن الصبر وأجاد التدبير وأظهر أعلى درجات الإخلاص فنشر الأمن والعدل وأدخل السرور على جميع المسلمين ) هكذا يكون العالم ولا يكونا متسولا في باب السلطان يطلب رضى السلطان بغضب الله تعالى فيصب الله غضبه عليه ويجعل السلطان يغضب عليه كما جاء ففي الحديث والذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها ان الرسول صلى الله عليه واله قال (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط سخط الله عليه واسخط عليه الناس)رواه ابن حبان في صحيحة) اما الشيخ العز بن عبد السلام فقد كان لا يخاف سطوةً ولا سلطانًا.. تهابه الملوك والسلاطين، وهو الذي لا يحمل في يدك سوطًا ولا سيفًا؟! عفوًا يا سلطان العلماء أنك كنت عبدًا طائعًا لله، تطيع أوامره، وتجتنب نواهيه، يعلو صوتك بالحق في وجه الطغاة فمنحك الله قوة وعزة تمكن التتار من إسقاط الخلافة الإسلامية في بغداد عام 656هـ، وواصلوا غزوهم إلى الشام ومصر حاملين معهم الخراب والدمار، فهاجر إلى مصر والشام أعداد غفيرة من العلماء، وأصبحت هذه البلاد مركزًا للعلم حيث انتشرت فيها المساجد والمدارس، ووفد إليها طلاب العلم، من كل مكان ليدرسوا علوم القرآن والتفسير والحديث والفقه والنحو والصرف والتاريخ، إلى جانب الفلسفة والفلك والهندسة والرياضيات.. وغيرها. وسط هذا الجو الذي يشجع على التعلُّم والدراسة، ولد بدمشق عام 577هـ (عز الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد السلام) ففتح عينيه على الحياة ليجد أسرته تعاني من الفقر وضيق العيش، ونشأ عز الدين على حب العلم، فسمع الحديث الشريف من العالم الجليل (فخر الدين ابن عساكر) الذي اشتهر بعلمه وزهده، وتعلم على يد قاضي قضاة (دمشق) الشيخ (جمال الدين بن الحرستاني) وغيرهما من الأساتذة الكبار، حتى أصبح عالمًا له مكانته المرموقة بين أساتذته. وكان منصب الخطابة في الجامع الأموي (بدمشق) منصبًا عظيمًا لا يتولاه إلا كبار العلماء، فتولاه (عز الدين بن عبد السلام) فأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وصدع بكلمة الحق، ولم يكن يخشى في الله لومة لائم، فحارب كل بدعة، وأمات كل ضلالة، وكان يقول: (طوبى لمن تولى شيئًا من أمور المسلمين، فأعان على إماتة البدع وإحياء السنن). وفي عام 635هـ ولاه السلطان الكامل الأيوبي قضاء دمشق، لكنه لم يستمر فيه طويلا، بل تركه في العام نفسه عندما تولى الحكم (الصالح إسماعيل) الذي كان على خلاف مع الشيخ عز الدين؛ لأن الملك الصالح تحالف مع الصليبيين، وأعطاهم بيت المقدس وطبرية وعسقلان، وسمح لهم بدخول دمشق، وترك لهم حرية الحركة فيها، وشراء السلاح منها، وفوق ذلك وعد الصليبيين بجزء من مصر إذا هم نصروه على أخيه نجم الدين أيوب سلطان مصر، فلم يرضَ الشيخ عز الدين بهذا الوضع المهين، فهاجم السلطان في خطبه من فوق منبر المسجد الأموي هجومًا عنيفًا، وقطع الدعاء له في خطب الجمعة، وأفتى بتحريم بيع السلاح للصليبيين أو التعاون معهم، ودعا المسلمين إلى الجهاد. غضب السلطان الصالح إسماعيل، وأمر بعزل (عز الدين) من إمامة المسجد الأموي، ومنعه من الفتوى والاتصال بالناس، ولم يكتف بذلك، بل منعه من الخروج من بيته، فقرر عز الدين الهجرة من (دمشق) إلى (مصر) فلما خرج منها عام 638هـ ثار المسلمون في (دمشق) لخروجه، فبعث إليه السلطان أحد وزرائه، فلحق به في نابلس، وطلب منه العودة إلى دمشق، فرفض، فقال له الوزير: بينك وبين أن تعود إلى مناصبك وإلى ما كنت عليه وزيادة أن تنكسر للسلطان، وتعتذر إليه وتقبل يده لا غير. فقال عز الدين: والله يا مسكين، ما أرضى أن يقبل السلطان يدي، فضلاً عن أن أقبل يده، يا قوم أنتم في وادٍ وأنا في وادٍ.. الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به، فقال له الوزير: قد أمرني السلطان بذلك، فإما أن تقبله، وإلا اعتقلتك، فقال: افعلوا ما بدا لكم واعتقله جنود السلطان في نابلس، وظل في محبسه، حتى جاءت جنود مصر وخلصته، وجاء الشيخ عز الدين إلى القاهرة عام 639هـ فرحب به (نجم الدين أيوب) سلطان مصر، وولاه منصب قاضي القضاة، وخطيب مسجد عمرو بن العاص، واشتهر الشيخ بالعدالة في القضاء، والجرأة في الحق، حتى أحبه الناس والتفوا حوله. وقد حدثت له حادثة أثناء توليه القضاء تدل على شجاعته وعدله: فقد أفتى العز بن عبد السلام أن أمراء المماليك حكام مصر في ذلك الوقت مازالوا عبيدًا رقيقًا، وأنه يجب بيع هؤلاء الأمراء لصالح بيت مال المسلمين وذلك لتحريرهم من عبوديتهم وعتقهم بالطريق الشرعي، حتى يجوز لهم أن يتصرفوا تصرف الأحرار، فكانت هذه الفتوى ضربة قاضية لهم، حطمت كبرياءهم، وعطلت مصالحهم بل إنهم أصبحوا مصدرًا لسخرية الناس بعد أن قوي نفوذهم، وزاد طغيانهم، وكثرت مظالمهم. غضب الأمراء المماليك غضبًا شديدًا، وقدموا شكوى إلى السلطان، وطالبوه بأن يقنع العز بن عبد السلام، بالعدول عن رأيه، فتحدث معه السلطان في ذلك، وطلب منه أن يتركهم وشأنهم، فغضب عز الدين واستقال من منصب قاضي القضاة، وعزم على مغادرة مصر، فحمل أمتعته على حمار، وحمل أهله على حمار آخر، وسار خلفهم على قدميه خارجًا من القاهرة؛ وعندما علم الناس خرجوا وراءه، فخاف السلطان من الثورة، وقال له أعوانه: متى خرج عز الدين من مصر ضاع ملكك فركب السلطان بنفسه ولحق بالشيخ وطيب خاطره، لكنه لم يقبل أن يعود معه إلى القاهرة إلا بعد أن وافق السلطان على بيع الأمراء المماليك في مزاد علني. رجع الشيخ وأمر بأن ينادي على الأمراء في المزاد، وكان من بين الذين سيباعون في المزاد نائب السلطنة، فغضب واشتد غيظه، ورفض أن يباع كما تباع الماشية، وصاح في كبرياء: كيف ينادي علينا هذا الشيخ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض؟! والله لأضربنه بسيفي. ركب نائب السلطان فرسه وأخذ معه جماعة من الأمراء، وذهبوا إلى بيت الشيخ يريدون قتله، وطرقوا الباب، فخرج ابن الشيخ فلما رآهم فزع ورجع إلى أبيه خائفًا يخبره بما رأى، ابتسم الشيخ في وجهه، وقال له: يا ولدي أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله، ثم خرج إلى أمراء المماليك، فنظر إليهم نظرة عزة وإباء، وأطال النظر إلى نائب السلطان الذي كان شاهرًا سيفه؛ فارتعدت مفاصل نائب السلطان وسقط السيف من يده، ثم بكى وسأل الشيخ أن يعفو عنه ويدعو له، وتمَّ للشيخ ما أراد وباع الأمراء في المزاد واحدًا واحدًا، وغالى في ثمنهم، ثم صرفه في وجوه الخير. وكانت لسلطان العلماء (العز بن عبد السلام) مواقف إيمانية في ميدان الجهاد ضد التتار أعداء الإسلام والمسلمين، وكان له دور فعال في هذا الأمر، ولم يَرْضَ أن تتحمل جماهير الشعب وحدها نفقات الجهاد، وهو يعلم أن السلطان ورجاله لديهم أموال كثيرة فقال: إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وأن يؤخذ كل ما لدى السلطان والأمراء من أموال وذهب وجواهر وحلي، ويبقى لكل الجند سلاحه، وما يركبه ليحارب عليه ويتساووا هم والعامة، وأما أخذ أموال الناس مع بقاء ما في أيدي الجند من الأموال، فلا. وقد اشترك الشيخ (عز الدين) بنفسه في الجهاد المسلح ضد العدو، وكان دائمًا يحرض السلطان (قطز) على حرب التتار حتى كتب الله له النصر في (عين جالوت) عام 658هـ(1260م) وكان (العز بن عبد السلام) شجاعًا مقدامًا، فقد ذهب ذات مرة إلى السلطان في يوم عيد إلى القلعة، فشاهد الأمراء والخدم والحشم يقبلون الأرض أمام السلطان، وشاهد الجند صفوفًا أمامه، ورأى الأبهة والعظمة تحيط به من كل جانب، فتقدم الشيخ إلى السلطان، وناداه باسمه مجردًا، وقال: يا أيوب، ما حجتك عند الله إذا قال لك: ألم أبوئ لك مصر، ثم تبيح الخمور؟ فقال السلطان نجم الدين أيوب: هل جرى هذا؟ قال الشيخ: نعم تباع الخمور في الحانات وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة، وأخذ الشيخ يناديه بأعلى صوته والعساكر واقفون. فقال السلطان: يا سيدي هذا أنا ما عملته، هذا من زمان أبي. فقال الشيخ: أنت من الذين يقولون: إنا وجدنا آباءنا على أمة.. فأصدر السلطان أوامره بإغلاق تلك الحانات، ومنع تلك المفاسد، وشاع الخبر بين جمهور المسلمين وأهل القاهرة، فسأل أحد تلاميذ الشيخ عن السبب الذي جعله ينصح السلطان أمام خدمه وعساكره في مثل هذا اليوم الكريم؟ فقال الشيخ: يا بني، رأيتُ السلطان في تلك العظمة، فأردتُ أن أذكره لئلا تكبر عليه نفسه فتؤذيه.. قال التلميذ: أما خفته؟ قال عز الدين: والله يا بني، استحضرتُ هيبة الله تعالى فلم أخف منه) هكذا كان علماء الاسلام اعزو دين الله فعزهم الله بعزتهم لدين الله لا كما هو حال ما نراه من بعض من يدعي انه عالم تراه يهرول خلف السلطان لكي يحاول ارضاء السلطان فتراه يعيش مذلول مهان الكرامة ومن هذه النماذج كثير واختصر كلامي على ما يحدث في العراق اما باقي الدول فان علماء السلاطين كثيرين اما في في العراق فانه عندما احتل من قبل التحالف الامريكي الايراني فقد برز هناك من يدعو الى عدم الجهاد ضد الاحتلال وهناك من باع اهل السنة من اجل المنصب كما انه باع دينه من اجل رضا الحاكم كما تجد ذلك انه صاحب علم ولا اعلم ما ذا طبق من هذا العلم الذ يعلمه وهؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ{2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ{3 الصف فهل يوجد من هؤلاء من يفكر في ما يفعله من اجل دنيا زائلة وغدا ينتظره عذابا اليم فما ذا سيقولون لرب العزة عندما يسئلهم عن العلم الذي تعلموه ماذا عملو به عندها سيكون جاوبهم لا يقبل الانحراف او الكذب فسيكون الذي يشهد عليهم هي اجسامهم كما قال تعالى {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }النور24) وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين |
#2
|
|||
|
|||
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... جزاك الله خيرا
|
أدوات الموضوع | |
|
|