جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مقال تحليلى //كيف سقط مرسى // بقلم ابو الفضل ماضى //
كيف سقط مرسي؟ بغض النضر عن اختلافنا مع الإخوان إلا أن الأمر لم يعد خاصا بهم، ولم تكن الثورة المضادة يوماً ضد جماعة الإخوان خاصة، وهذا ما سنبرهنه في هذه الكلمات على عجالة: متى بدأت الثورة المضادة؟ سؤال يُخطئ الكثير جوابه! لقد بدأت الثورة المضادة منذ اليوم الأول الذي خرج فيه المتضاهرون ضد حسني مبارك، ثم اشتدت في زمن الحكم العسكري برئاسة الطنطاوي، ثم عظمت أيام الإنتخابات الرئاسية التي حاول الفلول بما أوتوا من مكر وخبث تزويرها وقد نجحوا فعلاً في التزوير وحصل أحمد شفيق على أصوات لم يكن أحد على وجه الأرض يعتقد أنه يحصل على عُشرها بدليل أن الرجل دخل غرفة التصويت من الباب الخلفي وتحت حراسة أمنية مشددة وهذا ليس حال من يحصل على 12 مليون صوت! ورغم هذا التزوير إلا أن الشعب المصري بكامل أطيافه خرج لميدان التحرير ليُعلن لقادة الجيش ولقضاة مبارك بأن شفيق لن يكون حاكماً.. وحسب مصادر مطلعة: كان القضاء على وشك إعلان شفيق رئيساً لمصر إلا أن الجموع كانت أقوى من صوت التزوير. ما ان استلم مرسي الحكم حتى بدأت أجهزة الإعلام المملوكة لأذناب مبارك بالعمل على تشويه صورته وصورة الإخوان بنشر الإشاعات والأكاذيب، وقامت بعض الدول بسحب استثماراتها وأموالها من مصر وأخذت تحارب الإقتصاد المصري، وقام بعض التجار المصريين ببيع ما عندهم من الجنيهات في محاولة للإطاحة به، وقد نجحوا نجاحاً كبيراً، وقام هؤلاء باحتكار السولار والبنزين وتعطيل المصانع، ولم تحدث لهم خسائر لأن دولارات النفط أخذت تتدفق عليهم لتعويضهم وتشجيعهم، وقامت أجهزة مخابرات مبارك بالعمل مع الإعلام والشرطة والتجار لنفس الهدف، واتخذ المعارضون الحقيقيون للإخوان مطبخاً للعمل التآمري في دولة عربية، وعملت أمريكا والدول الغربية واليهود مع الفلول لإسقاط أول رئيس منتخب في مصر: يحفظ القرآن ويُعلن شوقه للمسجد الأقصى ويعلن محاربة الفساد وكشف المفسدين. لم يكن الإخوان مستعدون لكل هذا المكر، وهذا خطئهم وليس خطأ من كاد بهم، حيث كان ينبغي عليهم تقدير الموقف وإيجاد السبل الكفيلة لحماية مصر من ألاعيب السياسة القذرة، ولكنهم – ورغم باعهم الطويل في السياسة – لم يكونوا بالمستوى المطلوب، وزاد الطين بله اقصائهم لبعض القيادات والجماعات التي دعمتهم في الإنتخابات، وأراد الإخوان كسب أعدائهم غير الإسلاميين فأخذوا يتنازلون لهم المرة تلو الأخرى والأعداء يطالبون بالمزيد حتى طفح كيل رفقائهم الإسلاميين فانفض كثير منهم عنهم واخذوا ينتقدونهم، وانضم بعضهم إلى صفوف المعارضة. نأتي إلى يوم (30 يوليو 2013): هذا اليوم كان يُحضّر له منذ أشهر طويلة، وصرف له من أموال النفط المليارات، فاشتروا ذمم أركان الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وبعض قادة الأحزاب، لكن هؤلاء لم يكونوا في الميدان، والسؤال هنا: من الذي كان في ميدان التحرير في هذا اليوم؟ لقد كان النصارى هم وقود هذه الثورة المضادة، فنسبتهم في الميدان لا تقل عن (75%)، وباقي ال (25%) هم من الفلول والأحزاب العلمانية وبعض الشباب المغرر بهم من قبل قياداتهم التي استلمت الملايين لجر الشباب إلى الميدان ولا ننسى البلطجية الذين أخرجتهم الشرطة من السجون وأعطتهم المال في مقابل قتل المتظاهرين وإحداث الفوضى في البلاد، ورجال الشرطة الذين نزلوا بالزي المدني، وكثير من العوام الذين أُعطوا بين المئة والثلاثمئة جنيه للمشاركة. تقول بعض التقارير أنه في ثلاثة أيام حصل أكثر من 100 حالة اغتصاب في ميدان التحرير وبعض الحالات كانت لساعات يتناوب الشباب على فتاة واحدة! الغريب أن هذا كان يحدث على مرأى المئات من الناس في الميدان ولم يفكر أحد منهم في تخليص أية فتاة من يد هؤلاء العابثين، وهذا فيه بيان عيّنة الناس الذين كانوا في التحرير، ولا يمكن لعاقل أن يقول بأن هؤلاء هم شعب مصر! أما حركة تمرّد، فمؤسسها شاب شيعي موالٍ لإيران، وقد ظهر على القنوات الفضائية الإيرانية وأظهر حقده على الإسلام والمسلمين، واتخذت هذه الحركة الكذب والتزوير وسيلة لها لتحقيق أهداف إيران في مصر، فأعلنت أرقاماً خيالية، وأعلنت عن حشود ليست لها، وقام الإعلام الفلولي بتضخيمها، وأظهروها على أنها حركة شبابية مصرية شعبية كبيرة، والحقيقة أنهم بضعة شبان بتمويل كبير وتركيز إعلامي. هذه الحركة الآن تعمل على تصدير هذا الأمر إلى تونس والبحرين. لقد كان تنظيم الحشد غاية في المكر، فقد رأينا مسيحيات لبسن الحجاب والزي الإسلامي واجتمعن في أماكن معينة من الميدان ليتم تصويرهن على أنهن مسلمات، ثم رأينا كيف جمعوا أصحاب الأصوات العالية وجعلوهم قرب المنصة ليسمع الناس هتافاتهم، ورأينا بعض العوام يلبس لباس مشايخ الأزهر ويقف مع الناس أو فوق المنصات دون أن يتكلموا بكلمة واحدة، والحشد كان في يوم الأحد – يوم عطلة المسيحيين – ليشارك فيه أكبر قدر منهم، ورأينا الأجهزة الحديثة والليزرات والأعلام والصور والمجسمات والفرق الموسيقية وأنواع الخمرة والحشيشة تدار بين الناس في الميدان، وبينما كنا نرى الصلاة تقام في أوقاتها في ميدان رابعة العدوية، كان الميدان يعج بالرقص والغناء، وقد انتبهوا لهذا الأمر فأرادوا استدراكه بأن يجعلوا مجموعة منهم يقيمون الصلاة في الميدان فكان الأمر المضحك أنهم لم يصلّوا للقبلة بل جعلوا المنصة هي القبلة فاستداروا عليها وصلّوا صلاةً الله أعلم بها! ومن الأمور الغريبة أيضاً أن المعارضة كانت تنقل على شاشات إعلامها مسيرات للمؤيدين على أنها للمعارضة وفي بعض الأحيان صور لثورة (25 يناير) على أنها حية، فكان الكذب والدجل الإعلامي سيد الموقف عندهم! لقد حاولت الشرطة وأجهزة الأمن وبمساعدة البلطجية جر المؤيدين لمرسي إلى حرب شوارع فذهبوا إلى أماكنهم واعتدوا عليهم وقتلوا منهم ولكن المؤيدين لم ينجروا للإقتتال بل صبروا وصمدوا، فاشتد غضب الأمن وزاد في القتل وزاد إصرار المؤيدين على الصبر حتى يئس الأمن وأخذ يرمي المؤيدين بالإرهاب والبلطجة والقتل في الإعلام فقلب الحقائق ورمى المؤيدين بداءه وانسلّ، ولم تحاول أي سلطة أمنية – بما فيها الجيش – إيقاف هذا القتل المتعمّد! أما رؤوس المعارضة فهم: أحمد شفيق رجل مبارك الذي لا تغيب الخمرة عن شفتيه، والدكتور البرادعي صاحب التقرير الذي قال بأن في العراق أسلحة دمار شامل والذي تسبب في قتل أكثر من مليون ونصف مليون عراقي وهو من المتدربين في السي آي إيه ومن الماسونية. أما عمرو موسى فهو الرجل الذليل الذي أمره بيريز بالجلوس بعد أن غادر أردوغان منصة الحوار في اللقاء المشهور، وهذا الرجل ليس له شخصية ولا اعتبار عند أحد. أما عدلي منصور فقيل أنه من اليهود السبتية وقيل أنه نصراني والغريب أن الرجل عنده ليسانس حقوق فقط وصار رئيساً للمحكمة الدستورية المصرية في وجود قضاة مصريين يحمل الواحد منهم بضعة شهادات دكتوراة، وهو محسوب على مبارك. أما عبد الفتاح السيسي فكان مديراً للمخابرات الحربية قبل استلامه منصب وزير الدفاع عن طريق مرسي لينقلب عليه. وأما حمدين صباحي فناصري سياسي معارض له سجل في المعارضة السياسية ويكاد يكون أفضل هؤلاء السيئين. أما غريمهم فهو المهندس الدكتور محمد مرسي الذي له سجل حافل في العمل السياسي، وهو من حفاظ القرآن وله الكثير من النشاطات السياسية في ظل حركة الإخوان المسلمين وفي مجلس الشعب وشارك مع البرادعي في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر، وقد عيب عليه طيبته وتراخيه في اتخاذ القرارات الحاسمة والقوية. المنظر الذي أغاض الكثير من المسلمين في مصر وخارجها هو منظر القس المسيحي المتلفح بالصليب الذي جلس بجوار شيخ الأزهر وخلفه رجل ملتحي كأنه خادمه في الوقت الذي يتلوا فيه السيسي قرار عزل مرسي! والكل يعلم أن الثورة المضادة كانت مسيحية بنسبة 75%، فكيف يقبل شعب مصر الإنقلاب على حاكم مسلم حافظ لكتاب الله من قبل الكنيسة والأنبا! لعل الملتحي من حزب النور السلفي الذي بات اسمه عند الكثير: حزب الظلام التلفي! هكذا سقط مرسي، وهؤلاء من أسقطوه، ولا ننسى السفيرة الأمريكية التي دخلت مكتب الرئاسة المصري لتأمر حاكم مصر والقائد الأعلى للقوات المسلحة فيها بالتنحي عن الحكم وكأنه صبي من صبيانها في ظل وجود وزير الدفاع المصري وبعض رؤوس المعارضة! إن لم تكن هذه إهانة لمصر ولشعبها، فماذا تكون! وعزاء المصريين أن محمد مرسي ظل رجلاً شامخاً قوياً مستعصياً محافظاً على كرامة مصر وأهلها ولم يقبل إهانة هذه المتعجرفة لمصر ولرمزها. يراهن أعداء مرسي والإخوان على تعب الإخوان ومللهم ورجوعهم إلى بيوتهم في غضون أيام بعد اعتقال قادتهم وغلق مقراتهم وفضائياتهم وصحفهم، لكن تاريخ الإخوان المسلمين ربما لا يتفق مع هذا التوقع، والإخوان ليسوا بمفردهم الآن، فقد أحس المسلمون في مصر بأن العدوان كان على دينهم وهويتهم وليس على جماعة الإخوان، ولعل سبب تراخي النبرة الإستفزازية للجيش والمعارضة بعد يومين من الإنقلاب هو بسبب أن كثير من الشباب أضحى يفكّر جديّاً بالعمل المسلح، وبعضهم بدأ ذلك، وكثير من هؤلاء يفكرون بالإنضمام إلى القاعدة لما رأوه من تلاعب أعدائهم بما اقتنعوا به من اللعبة الديمقراطية، فالقاعدة أفضل ملاذ لهؤلاء وأكثر المستفيدين من هذا الإنقلاب، وهذا ربما أقلق الإدارة الأمريكية والصهيونية فأمروا المعارضة أن يخفوا من الضغط على الشباب ويسمحوا ببعض المتنفس في الميادين، خاصة وأن البعض بدأ بإطلاق الصواريخ من سيناء إلى داخل فلسطين المحتلة، وهذا ما لا يقبله قادة الجيش المصري المعنيين بحماية حدود الصهاينة، والذين بدؤوا من أول يوم بغلق معبر رفح وهدم الأنفاق الفلسطينية! خطأ الإخوان ليس فقط في إقصاء المؤيدين، ولكن الخطأ الأكبر كان في اللعبة السياسية التي لم يُحسنوا مجاراتها، فلا يستقيم ولا يمكن أن تلعب أية لعبة بقوانين خصمك، فالقضاء هو الذي يضع القوانين، وهو تابع لمبارك، فكيف تلعب مع خصم له الحق في تغيير قواعد اللعبة كلما أراد ذلك! كان لا بد من تطهير القضاء من أول يوم، وكان لا بد من تطهير الأزهر من رجالات مبارك: بدءاً بشيخها المعيّن من قبل مبارك. أما جهاز المخابرات ففساده عصي على الترقيع وكان ينبغي اجتثاثه من الأصل. أما الإعلام فقد تركه مرسي يرتع في البلاد وينشر الأكاذيب ويستخف بالرئاسة، وهذا من أكبر الأخطاء. ما يمكن فعله لرجوع مرسي! لقد أتقن المعارضون فن نشر الإشاعات والأكاذيب، ولا بد لأتباع مرسي أن يجعلوا غرفة عمليات تعنى بنشر الإشاعات لتقوية العزائم وللتفريق بين المعارضين الذين ليس لهم هدف مشترك سوى الإطاحة بالإسلاميين، فالحرب خدعة. لا بد من كسب أفراد وضباط الجيش في صفوف المؤيدين، وهؤلاء كثير منهم مخلصون محبون لوطنهم، ويمكن نشر شائعات في صفوف الجيش مفادها الإنشقاق والغضب والتمرد وغيرها لتشجيع الأفراد المخلصين على ذلك، والتحريش بين المعارضين ليس بالأمر الصعب. التجمهر والعصيان المدني أمران مهمان، وكذلك الإهتمام بالنقل الحي والتصوير ونقل التقارير والبيانات وغيرها من الفعاليات، ولا بد من العمل على توفير بعض القنوات الفضائية ولو من خارج مصر، ولا بد من غرفة عمليات في مكان بعيد عن متناول الجيش والأمن للعمل بحرية، وأهم من هذا كله: الصبر على كل هذا. إن نسبة الخارجين على مرسي والمؤيدين له هي (1 إلى 14) كما قال بعض المتخصصين، فهذه نسبة كبيرة لا يمكن أن توجد في أية دولة ديمقراطية. لقد أصبح مرسي – بفضل غباء أعداءه – رمزاً للحق وللصمود في وجه الباطل، وقد رفع الناس صوره في كثير من البلدان حتى رأيناها في أيدي الأفغان بكابول عاصمة أفغانستان! لقد تكلم رؤساء دول وأحزاب ومنظمات كثيرة عن الرجل وعن ثباته وعن ظلم معارضيه له ولبلاده، ولعل الأيام تزيد من شعبية هذا الرجل ليخرج مانديلا آخر من شمال أفريقيا بعد أن هرم الجنوبي وقارب على الزوال. الكاتب واحد ماشي في الشارع مقال مهم للنقاش والاعتبار |
أدوات الموضوع | |
|
|