![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
:هذه شبه الخوارج على العلماء :
قد جعلتها موضوعا منفردا بذاته حتى نعلم ان لهم شبها يوقعوها فى نفوس الناس لينفروا الناس عن اهل العلم : وهى : للخوارج على العلماء شبهة يزردونها لاتهام العلماء بابشع الاوصاف والالقاب ويكثرون من ذمهم وتجريحهم تحت مسمى الجرح والتعديل ولو التزموا اصول هذا العلم ما وقعوا فى اهل العلم ولكن لما كان لحظ النفس منهم مكانا القوا بالتهم جزافا على اهل العلم مستحقرين اياهم بازدراءهم فى اعين العامة وتنطعهم فى عدم الاعتراف باهل العلم ولا كونهم من العلماء وكأنهم بذلك قد استباحوا عرضه ليأكلوا فيه كما يحلو لهم . - فحسبنا الله ونعم الوكيل - اما اصل الشبهة عندهم : ان فلانا - العالم - لو كان عالما ما جلس الى اهل البدع والاهواء والفساق واصحاب المعاصى " ويدللون على شبهتهم بقوله صلى الله عليه وسلم " المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل ""؟؟ والجواب عنها من وجوه : 1- ان ذلك من سوء فهمهم للنصوص وفرط جهلهم باقوال النبى صلى الله عليه وسلم وهم يدعون انهم اعلم اهل الارض وانهم اعلم من كل عالم وجد فى عصرهم او قبل عصرهم وسيأتى بيانه . 2- لو انهم اعملوا المفهوم من الحديث ومن اقوال النبى صلى الله عليه وسلم والمستفاد من نص الحديث وما تدلنا عليه الايات ما قالوا ذلك ولكنهم اوقفوا عقولهم عند ما يملى عليهم .فرموا العلماء بابشع الالقاب والاوصاف وكل بذىء من القول .- والعلماء ابعد الناس عنه - ولكن لما ملا الحقد قلوبهم والحسد اصبح المهيمن على عقولهم والبغض اصبح للتشفى والعجب بالنفس اصبح الحاكم على اهل العلم اصابهم ما اصابهم . 3- فلو امعنا النظر الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لظهر للعيان ان ما يرمون به الناس من ابعد ما يكون عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هكذا الخوارج يستدلون من حيث يقعون ويحتكمون الى ما به يتساقطون مدعين العلم بما يقولون مثل استدلالهم على ابن عباس رضى الله عنه بشبه قادهم عقلهم السفيه الى الانكار على على بن ابى طالب رضى الله عنه وقادهم البغض الى الحقد عليه ثم التجرؤ عليه بالتكفير- كما سيأتى - ثم استخدموا الطريق الاخير وهو القتل والتصفية لمن يعارض معتقدهم الفاسد . 4- ففى الحديث كلمة " الخليل : ومعناها كما هو مقرر عند اهل الاصول واللغة هو " الذى تخللت محبة خليله قلبه فلم يكن فيه مسلك لغيره " كما قيل : قد تخللت مسلك الروح منى *** وبذا سمى الخليل خليلا وعليه فان مقام الخلة مقام رفيع لم يعط الا لمن تمكن الدين والعقيدة قولا وفعلا من الخليل لخليلهاعتقادا راسخا قلبيا وبظهر على جوارحه بحيث لا يعصيه قط .ولذلك يصرف الاوامر لها بما يتماشى مع الخليل فان كانم على نفس الاعتقاد وعقد عليه الولاء والبراء والحب والبغض لاجل خليله صار على دينه .- يا ليت الخوارج تفهم !!- 5- وفى الحديث كلمة " على دين " والدين هو العقيدة والطريق . وعلى تفيد الاستعلاء والاستعلاء يقتضى بدلالة اللزوم ان دين الخليل صار عاليا فى نفس المخالل وفى قلبه فتمكن تمكن القلب نفسه حتى علا على ما فى القلب كله .ومثلها قوله تعالى :" ) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) ويقول الشيخ السعدى رحمه الله تعالى : أُولَئِكَ } أي: الموصوفون بتلك الصفات الحميدة { عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ } أي: على هدى عظيم، لأن التنكير للتعظيم، وأي هداية أعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمنة للعقيدة الصحيحة والأعمال المستقيمة، وهل الهداية [الحقيقية] إلا هدايتهم، وما سواها [مما خالفها]، فهو (5) ضلالة. وأتى بـ "على "في هذا الموضع، الدالة على الاستعلاء، وفي الضلالة يأتي بـ "في "كما في قوله: { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } لأن صاحب الهدى مستعل بالهدى، مرتفع به، وصاحب الضلال منغمس فيه محتَقر. ثم قال: { وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } والفلاح [هو] الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب، حصر الفلاح فيهم؛ لأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم، وما عدا تلك السبيل، فهي سبل الشقاء والهلاك والخسار التي تفضي بسالكها إلى الهلاك. 1\40 فاذا طبقنا اصل القاعدة علمنا ما ذهبنا اليه .فما ل هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا !!! 6-وفى الحديث كلمة " فلينظر احدكم " والنظر يقتضى بدلالة المفهوم والتضمين التأمل والتدقيق والبحث بعيد المنال حتى يدركه ان لم يكن مستحيلا ولذلك استخدم اسلوب الامر بالواسطة وكأن نفس البحث صعب فيحتاج الى ما يقربه الى الامكان فاختار الواسطة مع كون الامر فى حد ذاته مستحيل القوع فقربه للامكان فاصبح بعيد المنال الا انه من الامكان بمكان .- فتنبه - وايضا يحتاج الامر ذاته الى تمييز بين الجيد والردىء والخبيث والطيب : " قال تعالى "" مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ( 171 ال عمران ويقول الشيخ السعدى : أي: ما كان في حكمة الله أن يترك المؤمنين على ما أنتم عليه من الاختلاط وعدم التميز (1) حتى يميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب. ولم يكن في حكمته أيضا أن يطلع عباده على الغيب الذي يعلمه من عباده، فاقتضت حكمته الباهرة أن يبتلي عباده، ويفتنهم بما به يتميز الخبيث من الطيب، من أنواع الابتلاء والامتحان، فأرسل [الله] رسله، وأمر بطاعتهم، والانقياد لهم، والإيمان بهم، ووعدهم على الإيمان والتقوى الأجر العظيم. فانقسم الناس بحسب اتباعهم للرسل قسمين: مطيعين وعاصين، ومؤمنين ومنافقين، ومسلمين وكافرين، ليرتب على ذلك الثواب والعقاب، وليظهر عدله وفضله، وحكمته لخلقه. 1\158 وهو بدوره يقودنا الى : 7- ان احدكم دلالة القلة فى الباحث والقلة فى المعنى بالبحث حتى ليصبح واحدا ان وجد : ولذلك احتاط النبى صلى الله عليه وسلم فقال : " سمعت النبى صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول : انى ابرأ اللى الله ان يكون لى خليل منكم فان الله تعالى قد اتخذنى خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا ولو كنت متخذا من امتى خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا .............."" مسلم 532 فاذا علم مما سبق مقام الخلة ايقنا تماما انها مقام ارفع من مقام المحبة . فاذا كان الله تعالى علق على مقام المحبة احكاما فان مقام الخلة ستكون اعلى مقاما فالله تعالى قال : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) يقول الشيخ السعدى رحمه الله تعالى : " ما أحسن اتصال هذه الآية بما قبلها، فإنه تعالى، لما بين وحدانيته وأدلتها القاطعة، وبراهينها الساطعة الموصلة إلى علم اليقين، المزيلة لكل شك، ذكر هنا أن { مِنَ النَّاسِ } مع هذا البيان التام من يتخذ من المخلوقين أندادا لله أي: نظراء ومثلاء، يساويهم في الله بالعبادة والمحبة، والتعظيم والطاعة. ومن كان بهذه الحالة - بعد إقامة الحجة، وبيان التوحيد - علم أنه معاند لله، مشاق له، أو معرض عن تدبر آياته والتفكر في مخلوقاته، فليس له أدنى عذر في ذلك، بل قد حقت عليه كلمة العذاب. وهؤلاء الذين يتخذون الأنداد [ ص 80 ] مع الله، لا يسوونهم بالله في الخلق والرزق والتدبير، وإنما يسوونهم به في العبادة، فيعبدونهم، ليقربوهم إليه، وفي قوله: { اتخذوا } دليل على أنه ليس لله ند وإنما المشركون جعلوا بعض المخلوقات أندادا له، تسمية مجردة، ولفظا فارغا من المعنى، كما قال تعالى: { وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ } . { إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ } فالمخلوق ليس ندا لله لأن الله هو الخالق، وغيره مخلوق، والرب الرازق ومن عداه مرزوق، والله هو الغني وأنتم الفقراء، وهو الكامل من كل الوجوه، والعبيد ناقصون من جميع الوجوه، والله هو النافع الضار، والمخلوق ليس له من النفع والضر والأمر شيء، فعلم علما يقينا، بطلان قول من اتخذ من دون الله آلهة وأندادا، سواء كان ملكا أو نبيا، أو صالحا، صنما، أو غير ذلك، وأن الله هو المستحق للمحبة الكاملة، والذل التام، فلهذا مدح الله المؤمنين بقوله: { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } أي: من أهل الأنداد لأندادهم، لأنهم أخلصوا محبتهم له، وهؤلاء أشركوا بها، ولأنهم أحبوا من يستحق المحبة على الحقيقة، الذي محبته هي عين صلاح العبد وسعادته وفوزه، والمشركون أحبوا من لا يستحق من الحب شيئا، ومحبته عين شقاء العبد وفساده، وتشتت أمره. 1\79 فاذا كانت هذه العقوبات حدثت لمن وقع فى مقام المحبة لغير الله تعالى فما بالك لمن يقع فى مقام الخلة !!!! وانظر الى المفارقة فيما ورد فى الصحيحين " ان الله اذا احب عبدا نادى جبريل انى احب فلانا فاحبه .........)) الحديث . علم ان مقام المحبة يأخذها عباد كثير من الله تعالى اما مقام الخلة فلن تكون الا لمن اصطفاهم الله تعالى وهم قليل . والعكس صحيح . واذا كانت العقوبات حدثت لمن احب فما بالك بمن اتخذ خليلا من دون الله تعالى !!! وعلى مفهوم المخالفة مع اية المحبة : فان التوحيد الذى يترتب على المحبة ما عليه صفاء القلب وترك الملزات والشهوات والشبهات من القلب ولذلك جعلها النبى علامة على تذوق الايمان فقال ":" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ................." الحديث . 8- وهو امر مترتب على ما سبق وهو انه اذا وصلت حال المحب الى القلب وتغلغل فى القلب كان اشد الناس دفاعا عنه ويموت من اجله ويحارب عليه ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله .............." الحديث . ولذلك كان الاصل اثبات التوحيد فى القلب ونفى الوهية ما سواه . والجامع لذلك كله معرفة شكر الله تعالى وحمده على تقريره لنفسه بامر التوحيد فقال تعالى : " وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) يقول الشيخ السعدى وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ } أي: لا يتولى أحدًا من خلقه ليتعزز به ويعاونه، فإنه الغني الحميد، الذي لا يحتاج إلى أحد من المخلوقات، في الأرض ولا في السماوات، ولكنه يتخذ أولياء إحسانًا منه إليهم ورحمة بهم { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } { وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا } أي: عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة، وبالثناء عليه، بأسمائه الحسنى، وبتمجيده بأفعاله المقدسة، وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين كله له. 1\468 9-واعلم ان مقام الخلة لم يؤت لابراهيم عليه السلام الا بعد ابتلاءات منه تعالى لنبيه ابراهيم عليه السلام ومثله وقع لمحمد صلى الله عليه وسلم والمقصود كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية : المقصود ان الخليلين هما اكمل خاصة الخاصة توحيدا فلا يجوز ان يكون فى امة محمد صلى الله عليه وسلم من هو اكمل توحيدا من نبى من الانبياء فضلا عن الرسل فضلا عن اولى العزم فضلا عن الخليلين "" المنهاج 5\183 وقال ايضا 5\183-184 " وكمال توحيدهما بتحقيق افراد الالوهية وهو الا يبقى فى القلب شىء لغير الله تعالى اصلا , بل يبقى العبد مواليا لله تعالى فى كل شىء يحب ما يحب ويبغض ما يبغض ويرضى بما يرضى ويسخط بما يسخط ويأمر بما امر وينهى عما نهى "" انتهى ان سلافى ما سبق يسكب فى اوان ذهبية يدحض شبهة الخوارج على العلماء فى رميهم الباطل لاهل العلم بمجرد الجلوس مع المخالفين واتخاذهم اخلاء من دون الله تعالى . والله هو الهادى الى السبيل . فهو نعم المولى ونعم النصير . |
#2
|
|||
|
|||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|