جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الطبيعة الإنسانية من منظور تربوى إسلامى1
ان الإختلاف فى فهم الطبيعة الإنسانية له انعكاساته فى شتى مناحى الحياة وخصوصا فى العملية التربوية وإذا كانت الطبيعة الإنسانية الشغل الشاغل للفلاسفة والمفكرين من قديم الزمان فقد كانت هندسه هذا الإنسان من الداخل محور تفكيرهم من أقدم العصور حتى اليوم
وكان لهذا الموضوع أهميته التربوية لدى فلاسفة التربية ورجالها من قديم الزمان فهناك زوايا متعددة ينظر من خلالها إلى الطبيعة ومن الطبيعى أن نجد اختلافا فى الرؤى والتفسير ثم التطبيق (فقد نادى بعضهم إلى أن الطبيعة الإنسانية واحدة فى جميع العصور والأزمنة وأن الإنسان هو الإنسان حيثما وجد وعلى هذا كانت الخبرة الإنسانية والتربوية فى جميع الإنظمة التعليمية وهناك أيضا من نادى بأن الطبيعة الإنسانية تختلف بإختلاف الأفراد أنفسهم وبإختلاف استعدادهم وقدراتهم ولهذا كانت الخبرة التربوية متغيرة بتغير الجماعات وبتغير الأفراد على حد سواء (2/12) وهناك فلاسفة المسيحية التقليديه الذين يقولون بمبدأ الخطيئة التى أنقذته القدرة على الوصول إلى الحقيقة بإرتكاب آدم للزلة الكبرى هذه الزلة لم تقتصر عليه وحده وإنما تعدته إلى سائر أبنائه من البشر أجمعين وهناك من نظر نظرة شريرة إلى تلك الطبيعة واعتبر الإنسان ذئبا تجاه أخيه الإنسان يخافه على الدوام ويقيم الحروب حتى يستطيع أن يصل الى أمنه واستقراره وفى المقابل فإن هناك نظرة متفائلة إلى تلك الطبيعة فهى حيرة يحيلها المجتمع إلى شر اذا مستها يد البشر !! وأما عن الطبيعة الإنسانية فى الإسلام فلا شك أنه من الموضوعات المهمة التى لا يستغنى عنها اى دارس التربية الإسلامية لأن الإنسان موضوع التربية ومن المهم أن نعرف ما يقوله الإسلام عن هذه الطبيعة الإنسانية حتى يمكن توجيهها وتنشئتها على اساس سليم "(3/111) لكن ماذا عن الطبيعة الإنسانية ؟ يقصد بالطبيعة الإنسانية فطرة الإنسان التى فطره الله عليها . اذن هناك حاجة إلى التعرف على ماهية الإنسان . وتتضح تلك الماهية بالنظر فى آيات القرآن الكريم حيث نجد تصويرا للطبيعة الإنسانية من منظور يقوم على أساس التكامل بين كل جوانب تلك الطبعة من مادية وغير مادية فهى تتكون من عنصرين أحدهما مادى والآخر غير مادى (4/141) ويتضح الجانب المادى من خلال الآيات التى يتكلم فيها الحق تبارك وتعالى عن المادة التى خلق منها الإنسان كالأرض أو التراب أو الطين أو الصلصال . وأما الجانب اللا مادى فهو ما يطلق عليه اسم الروح وقد تطلق عليه اسم النفس المهم أن الإنسان فى نظر الإسلام مادة وروح معا قال تعالى : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) الحجر :29. والله سبحانه وتعالى هو الذى خلق هذا الإنسان فسواه فعدله فى أحسن صورة ركبه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) المؤمنون :12- 14 . وبعد هذا التناول الموجز لتعريف الطبيعة الإنسانية وأهمية دراستها فإن هناك عدة قضايا اختلفت الفلسفات فى فهمها وتفسيرها فيما يتعلق بتلك الطبيعة وفى نفس الوقت فإن الإسلام قد قدم تصورات وحلول فيما يتعلق بكل واحد منها |
أدوات الموضوع | |
|
|