جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الإسلام ورعاية الشباب
الحمد لله رب العالمين ، نحمده حمد الشاكرين والصلاة والسلام على خير النبيين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الغر الميامين.وبعد
مرحلة الشباب من أدق المراحل فى حياة الإنسان ، ولأن الشباب يحملون نفوسا خصبة صالحة للخير والإصلاح ، وقلوبا صافية لم تقتحمها بعد عادات سيئة ،وتقاليد ضارة ولا ضروب من الأخلاق التى تتراكم فى العادة لدى الكبار، ومن أجل هذا كانوا أسرع فئات المجتمع إلى قبول النصيحة واستجابة الدعوة ، وكان توجيههم وإرادتهم أكبر الأثر فى مستقبل حياتهم ، خاصة منذ الصغر قبل أن يشوبوا ويكبروا على بعض العادات أو الرزائل التى قد تغشاهم فترة من الزمن ، أوتهب عليهم عواصف الشك والقلق ، فيصبح علاجهم حينئذ صعبا ،لأن من شب على شئ شاب عليه . *وفى هذه المرحلة أيضا ، كثيرا ما تتحرك العواطف ، وتهب من ركودها فى نشاط وحيوية ، تتسم بحسن الخلق ، والإعجاب بمظاهر البطولة فى سبيل الدين والوطن ، كماتتسم بحدة العقل. ومن نصائح السلف قول بن شهاب الزهرى :"لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم ، فإن عمر بن الخطاب رضى الله عنه .كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان ، واستشارهم يبتغى حدة عقولهم ". وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعنى بتشجيع الشباب ، ويكشف عن أهمية دورهم فى الحياة ، فيمنحهم الثقة بأنفسهم إذا يثق بهم فى معضلات الأمور وأصعب المهام وأخطرها فيسند عليهم أعمالهم العظيمة ، ويوليهم القيادة ، فقد أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم :عليا الراية يوم بدء سنة يومها نحو عشرين سنة ، وأعطى زيد بن ثابت راية بنى النجار يوم تبوك وأعطى زيد بن ثابت لواء السرية التى جهزها وسنه نحو عشرين سنة وقيل تسعة عشرة سنة. *ولقد ضرب لنا القرآن الكريم أروع الأمثلة فى أنبل نموذج للعفة مع نبى الله يوسف وهو شاب فلقد تعرض لفتنة الجمال مع آمراة العزيز قال تعالى (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) سورة يوسف آية:23. كما ضرب المثل الرفيع بنبى الله موسى عليه السلام فى مروءته مع بنات شعيب ويشيد القرآن بقوته وأمانته إذا يقول ) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) سورة القصص:23-26 *ولما كان لتربية الشباب أثرها البالغ فى الشباب أنفسهم ، وفيمن يؤثرون فيهم بعد ذلك جيلا فجيلا ، كانت نظرة الإسلام إلى تربية الشباب وتوجيه القوى الكامنة فيهم بعيدة المدى ، وبحيث تقدم تربيتهم على أى عمل آخر ، حتى ولة كان صدقة . عن جابر بن سمرة رضى اللله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (لأن يؤدب الرجل ولده خيرمن أن يتصدق بصاع ) رواه الترمذى. ويجعل هداية الوالد لولده ، وتوجيهه التوجيه السليم أفضل هدية يقدمها الآباء للآباء . قال صلى الله عليه وسلم :(ما نحل والدا ولدا من نحل أفضل من أدب حسن ) رواه الترمذى . *ومن أهم ما ينبغى أن يغرس فى نفوس الأبناء ، من فضائل الإسلام وآدابه: خلق الصدق ، فإذا نشأوا عليه وألفوه منذ الصغركبروا عليه فكانوا صادقين صالحين فى سائر أقوالهم وأعمالهم . عن عبد الله بن عامر قال: دعتنى أمى يوما ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد فى بيتنا فقالت :تعال أعطك ، قال صلى الله عليه وسلم لها :ما أردت أن تعطيه ؟ قالت أردت أن أعطيه تمرا . فقال لها : أما أنك لولم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة) رواه أبو داود. ومن أجل أن يرب الأبناء على سائر معانى الإسلام وفضائله كانت الرعاية بغرس خلال البر والخير والرجولة فيهم منذ صغرهم لها أهميتها ومن ذلك :تحية الإسلام وهى "السلام" عن أنس رضى الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله". *ولم تدع السنة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام جانبا من جوانب التربية والرعاية إلا واشتملت على وصايا وتعاليم فيه ترقى بالشباب وتهذب من سلوكهم ، ومن ذلك ، جانب قد يغفل عنه بعض الآباء فى تربية أبنائهم بدافع العاطفة والرحمة والإشفاق ، وهو أدب المائدة ، وعندما يتناول الأبناء الطعام ، هنا يوجه الرسول صلى الله عليه وسلم النظر إلى ضرورة مراعاة البدء فى الطعام بإسم الله ، وأن يأكل الإنسان مما يليه. عن أبى حفص عمر بن أبى سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كنت غلاما فى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت يدى تطيش فى الصحفة ، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ، فما زالت تلك طعمتى بعد ". رواه البخارى ومسلم الشباب والمسؤلية: عن عمر بن ميمون قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك ) رواه أحمد . *والإنسان مسئول عن هذه المرحلة من حياته ، مرحلة الشباب ، فيم أبلاها وكيف قطعها إنها فترة القوة والنشاط والحيوية ويمكن للإنسان أن يستغل شبابه الفتى فى كثير من أوجه الحياه النافعة فى الخير والإصلاح ، فى التقوى والعمل الصالح ، فى الإنتاج فى كل ما يدفع بموكب الحياة الإنسانية قدما إلى الأمام ، وفى كل ما يجعل الحياة تسعد وتزدهر إنه مسئول عن كل ذلك فقد منحه الله تعالى هذه القوى الدافقة ليستغلها فى خيره وخير الإنسانية ، أما إن سخرها فى غير ما ينفع نفسه ولا ينفع المجتمع ، وتباهى بقوته ، ووجهها للفحشاء والمنكر أو الظلم والعدوان أو لمصلحة نفسه الخاصة فغلفها بالانانية والاثرة فإنه مسئول أيضا عن كل ذلك . *عن أبى بريدة رصى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ):لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع :عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه ). رواه البراز والطبرانى والترمذى. *وقد أعد الله تعالى منزلة عالية للشباب الذى ينشأ فى طاعة الله وإنه من السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله : عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل ، وشاب نشأ فى طاعة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرآة ذات منصب وجمال فقال إنى أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ). رواه مالك والبخارى والترمذى والنسائى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
#2
|
|||
|
|||
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#3
|
||||
|
||||
جزاكي الله خيراً
وبارك الله فيكي ونفع بكِ ودي لكَ أُخيتي |
#4
|
||||
|
||||
جزاكي الله خيراً
وبارك الله فيكي ونفع بكِ ودي لكَ أُخيتي |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: الإسلام ورعاية الشباب | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
كيف عالج الإسلام انتشار الأوبئة | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2020-02-14 09:07 PM |