جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
من يحكم تونس بعد الثورة// إيقاف نشاط جمعية العلوم العربية والشرعية بصفاقس
إيقاف نشاط جمعية العلوم العربية والشرعية بصفاقس الحمد لله والصلاة والسلام على سيِّدي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد؛ فقد تداولت صفحات يسارية وتجمعيَّة خبراً مفاده أن منتسبين لتنظيم أنصار الشريعة قاموا بافتتاح مدرسة شرعية للجهاديين في حي الأنس طريق تونس بصفاقس، على شاكلة ما هو موجود بباكستان وأفغانستان، وتضم هذه المدرسة عدداً من الأطفال والمراهقين من التونسيين والأجانب، وذكرت أنه يتم دعمهم من قبل بعض من سمتهم هذه الصفحات ونسبتهم لحركة النهضة، وأن الأمن لم يحرك ساكناً وأنَّ الأهالي ينبغي أن يتصرفوا بأنفسهم. ورداً على هذا الخبر الكاذب العاري عن الصحة تقول «جمعية العلوم العربيَّة والشرعيَّة» ممثَّلة في رئيسها عصام السبوعي: إن هذا الخبر زائف، اختلقه بعض المغرضين، حشاه بالكذب والأباطيل من أوله إلى آخره، لأنه نسبنا إلى تنظيم أنصار الشريعة ونحن كما هو معلوم عند القاصي والداني وتشهد به دروسنا وخطبنا لا ننتمي أصلاً إلى التيار السلفي فضلاً عن أن نكون من تنظيم أنصار الشريعة، وإنما ننتمي للمدرسة الزيتونية لذلك ندرس الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية، ولم أسمع إلى الساعة أشعرياً مالكياً ينطوي تحت تنظيم أنصار الشريعة. وما ذكر من كون المدرسة تضم أطفالاً ومراهقين فإن المدرسة لا تحوي طالباً واحداً دون الستة عشر عاماً وهذا من شروط التسجيل فيها كما هو معلوم عند كل من قصدها، وليس بينهم أجنبي واحد لا من الطلاب ولا من الشيوخ. وأما ما زعم من كون منتسبين لحركة النهضة يدعموننا فهو زعم باطل لا أساس له من الصحة لأننا لم ننتسب يوماً ما إلى حركة النهضة ولا غيرها من الأحزاب، كاختيار منَّا لذلك كي يعم نفعنا كافة الناس ولا نحكم بمبادئ وقيم حزبية تقيدنا وتحد من رسالتنا، وأهل صفاقس يعرفون هذا الأمر جيِّداً. ونحن نؤكد على أننا لم نتلق دعماً من واحد منهم أبداً، والتافه في الأمر أن هذا الخبر ذكر أسماءً زعم أنها تدعمنا لم يسبق أن قرع أسماعنا ذكرهم فضلاً عن أن نعرف شخصهم. وقد عجبنا غاية العجب من هذا الكذب السافر الذي حاكته مخيلة صاحبه بإيحاء من شياطينه، الذي يُظهر الحقد الذي يحمله هؤلاء على الإسلام والمسلمين، حتى صاروا ينسبون كل من ليس على شاكلتهم إلى تنظيم أنصار الشريعة زوراً وبهتاناً. ولم يزر واحد منهم الجمعية ولا حاول التثبت في صحة هذه التهم المفتراة علينا. ونقول في الختام لكل هؤلاء: حسبنا الله ونعم الوكيل، ونعلمهم أن الجمعية ستقاضي إن شاء الله تعالى كل الصفحات التي نشرت الخبر وروَّجته. بعد انتشار هذا الخبر الكاذب الزائف تفاعلت السلطات الأمنية مع الأحداث، فعاينت مقر الجمعية، واستدعت رئيسها كاتب هذه السطور عصام السبوعي. لما بلغني الخبر كنت في العاصمة، قافلاً إلى صفاقس، فاتجهت عند وصولي إلى السلطات الأمنيَّة عشية يوم الأربعاء. وقد دار الحديث حول نشاط الجمعية وتوجهها الفكري، فبينت لهم أن الجمعية تنتسب فكريا إلى المدرسة الزيتونية، وحملتهم شفقتهم لما رأوا على ملامحي من إرهاق أن طلبوا مني العودة من الغد واصطحاب الوثائق القانونية اللازمة. وكان الأمر كذلك، فالجمعية والحمد لله قد سعت منذ نشأتها إلى مراعاة القوانين وعدم خرقها وإعداد كل الوثائق المطلوبة، فاصطحبتها معي صباح الخميس وتوجهت إلى الجهات المعنية، وبعد طول حديث جرى مني مع محافظ الشرطة ورئيس مركز الشرطة ومكتب الإرشادات بالفرقة العدلية ناهز الساعتين، وجدت منهم تفهما واقتناعاً بأن ما راج من أخبار كان زائفاً ومغرضاً، وطلبوا مني مدهم بأسماء المدرسين ونسخة من بطاقاتهم الوطنية وكذا أسماء المنتسبين للجمعية. فقدمت لهم نسخاً من بطاقات تعريف المدرسين، ووعدتهم بمدهم بأسماء المنتسبين للجمعية، فاتفقنا أن يكون ذلك بالهاتف بعد رجوعي للجمعية، لأني كنت على موعد مع قناة حنبعل التي أرادت أن تتثبت من صحة ما راج حولنا من أكاذيب. جاءت قناة حنبعل وأجرت معي حواراً يقرب من ثلث الساعة دار كله حول مسألة انتمائنا إلى تنظيم أنصار الشريعة وما يرتبط بذلك من مواضيع تتعلق بفكر الجمعية ونشاطها وأهدافها ونحو ذلك، وتوجهوا إلى القاعات ليتأكدوا من كوننا لسنا جمعية إرهابية وأننا نقوم بتحفيظ القرآن الكريم والقراءات القرآنية وتعليم العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية على وفق منهج جامع الزيتونة المعمور. وبعد خروج مراسلي حنبل اتصلت بالسلطات الأمنية وقدمت لهم أسماء جميع الطلاب بالجمعية على حسب الاتفاق، وظننت أن المسألة انتهت هنا. لكن ظني لم يكن صائباً فقد اتصلت بي الجهات الأمنيَّة وطلبت مني الحضور مجدداً، وبعد أخذ وردٍّ طلب مني أن أوقع التزاماً بإيقاف نشاط الجمعية لحين الحصول على رخصة تدريس ورخصة للمبيت، مع العلم أننا نصصنا في القانون الأساسي الذي راسلنا به الكاتب العام للحكومة على أن هذه الجمعية تهدف إلى تحفيظ القرآن الكريم والقراءات العشر وما يتعلق بذلك من علوم، وتكوين طلبة علم في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية تكويناً متيناً وفق منهج جامع الزيتونة المعمور، والمحافظة على الموروث العربي والإسلامي العلمي والفكري ونشره، وتوفير المتطلبات اللازمة لذلك. قدمت لي الورقة لتوقيعها فانهالت الدموع من عيني وشعرت بنيران تضطرم في صدري من اللوعة والحسرة وخدرت أطرافي فلم أستطع التوقيع، وبقيت على تلك الحال أجهش بالبكاء ما يزيد على الساعة، ثم وقعت الالتزام. ولما أردت النهوض لم تستطع قدماي حملي وبقيت وقتاً طويلاً على تلك الحال حتى جاء من اصطحبني إلى البيت وأنا منهار وأمرت الطلبة بمرارة وحسرة أن يغادروا فوراً وهم لا يعلمون بأي ذنب حرموا من حفظ القرآن وتعلم دينهم. لم ينته الأمر هنا بل قامت قناة حنبعل في نفس الليلة في برنامج ملف الساعة بتمرير التقرير الصحفي الذي أعد حول الجمعية بعد أن أبقوا على نحو دقيقة أو أقل وحذفوا كامل الحوار الذي دار بيني وبين مراسلهم والذي دام أكثر من عشرين دقيقة حول تفنيد تهمة الانتماء إلى أنصار الشريعة، ولم يتعرض فيه لمسألة التعليم الموازي قط، بل فندتها دون سؤال منه دفعاً لما قد يتوهم، ولكنهم أبوا إلا أن يظهرونا على شكل تعليم مواز بعد أن تبين أن اتهامهم لنا بالانتماء لأنصار الشريعة لم يصح وظهر بطلانه. ليسهموا بذلك في تهييج وتأليب السلطات علينا، ولكنهم غفلوا عن كوننا نحتفظ بتسجيل للحوار. وسنفكر في مقاضاتهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل، وتعِس عبد عرَّض نفسه لدعوة ما يقرب عن ستين طالباً بينهم حملة قرآن، لأنه أسهم في إيقاف نشاط جمعية تعلِّم القرآن والقيم والفضائل. ولن أسامح شخصياً لا أنا ولا طلاب الجمعية كل مَن تسبب في إيقاف عملها، وسأوقفه بين يدي الله يوم القيامة وسأواظب على الدعاء عليه في كل صلاة حتى ترجع الجمعية إلى سالف نشاطها. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الشيوخ القائمين على هذه الجمعية: الشيخ عصام السبوعي، الشيخ سليم أبو زيدة، الشيخ حاتم الهمامي، الشيخ عبد الكريم عبد الكافي. منقول عن http://www.tunisia-sat.com/vb/showthread.php?t=2789190 |
أدوات الموضوع | |
|
|