جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
وحدة الأمة والمنهج السلفي بقلم // الدكتور فيصل الحمد
بسم الله الرحمن الرحيم د. فيصل الحمد اكتشفت الأمم بالفطرة أن الوحدة بين الدول القطرية قوة وعزة ومنعة ورخاء لها ولشعوبها فاتجهت نحو هذا الطريق اما اجبارا أو اختيارا وهذا ما حدث على مر التاريخ ولعل احدى مآسي المسلمين قد حلت بسبب وحدة مملكتي آرغون وقشتالة تلك الوحدة التي اجتثت التواجد الاسلامي من الأندلس بعدما تجذر لثمانية قرون فالاتحاد قوة والتفرق ضعف ولعل في توجه القوى العالمية نحو تأسيس وتجذير المشروعات الاتحادية أكبر دليل على أهمية الوحدة في عصرنا الحاضر أكثر من الماضي فقد شهد التاريخ المعاصر أشكالاً متعددة من الاتحادات لعل أبرزها الدولة الصهيونية التي جمعت شتات اليهود من كل بقاع الأرض بهدف تأسيس نواة دولة يهودية من الفرات الى النيل وصولا لمملكة داوود وهناك اتحادات أخرى برزت منذ ثلاثة قرون مضت وحتى عصرنا الحالي كالاتحاد الأمريكي (الولايات المتحدة الأمريكية) والاتحاد السوفييتي ثم الاتحاد الروسي والاتحاد اليوغسلافي والاتحاد الأوروبي وهناك توجه لاتحاد دول أمريكا الجنوبية واتحاد الآسيان في جنوب شرق آسيا وغيرها من الكيانات. وان المتبحر في المشاريع الاتحادية السابقة يجد أن باطنها متنافر لاختلاف عقائدها وطوائفها ولغاتها وأجناسها وتاريخها بل أن المذابح الدموية كانت سمة العلاقة بين مكونات هذه الاتحادات ولعل الحرب العالمية الأولى والثانية أكبر دليل على ذلك. أما وطننا العربي ذو الدين الواحد واللغة الواحدة والتاريخ الواحد والجنس الواحد وحتى أحزانه وأفراحه واحدة تجده متشضيا متفتتا تتلاعب به الأهواء والمصالح الأجنبية والطوائف الدينية والاثنية وهو وبكل أسف لا يملك من أمره شيئا حتى نسي انسانه قول الله تعالى "وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون" وقوله عز من قائل "وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" ليعيش هذا الوطن الضعف والفرقة منذ الاعلان عن إلغاء الخلافة العثمانية رسميًا عام 1924م لتقسم القوى الصليبية أرض المسلمين وتنتهبها انتهابا لا رحمة فيه فتمكنت كل من فرنسا وبريطانيا وأمريكا منذ ذلك التاريخ وحتى وقتنا الحالي من ادارتها ادارة السيد لعبده فزرعت الأضغان والمشاحنات والعداوات والعصبيات بين أشلاء هذا الجسد حتى تجذرت القطرية في عقل انسانه وشُجعت اللهجات بين أقطاره وحوربت اللغة العربية وأحيوا الموات من الحضارات فأصبح العراقي آشوريا وبابليا والشامي فينيقيا والمصري فرعونيا والتونسي قرطاجيا والمغربي بربريا والسوداني افريقيا ليتحول الوطن الى فتات وفييفساء متناحرة لا حول اها ولا قوة يقاتل بعضه بعضا وينكر اسلامه وعروبته وأصله وتاريخه ورفعت شعارات بغيضة لعل أبشعها شعارا هو "الرسول سعوديٌ " ليصبح هذا الدين يخص قطرا بذاته فناقضوا قول الله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ" وقوله عز من قائلٍ "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ" وقوله سبحانه وتعالى"قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا" وفي سورة الفرقان تم ربط الفرقان بوحدة العالمين فقال"تَبَارَكَ الَّذِي نزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا". وللخاطرة تكملة وحدة الأمة والمنهج السلفي 2 لقد دأب أعداء الإسلام من الصليبيين والمنافقين على اختلاف أصنافهم وأشكالهم وألوانهم على مقاتلة كل مشروع وحدوي مهما صغر فقد أُجهِض مشروع الشريف حسين برغم أنهم هم من صنعوه وأيدوه واستخدموه لتنفيذ مآربهم وقد أجهضوا كذلك المشروع القومي الوحدوي بعد محاربته تحت شعار معاداته للاسلام والغرب الصليبي واعٍ لكل حركة تنشأ بوطننا الاسلامي عامة والعربي خاصة ولعل أعينهم تتركز هذه الأيام على التوجهات السلفية الواعية لعلمهم أنهم أقرب لقلوب وعقول الأمة ولاعتقادهم باخلاصهم وثباتهم وتتبعهم لخطى نبيهم فعمدوا على تشويه صورتهم بكيانات سلفية مصطنعة تتخذ من الغلو منهجا فهذا الكيان يتخذ من النظام اله من دون الله والآخر يكفر الأمة كلها وربما يستبيح دمها وبين هذا وذاك تكتلات تتسم بالدروشة وأخرى مسيرةٌ لخدمة امامها الذي يلهث وراء السمعة والأمجاد الكرتونية. اكتشف أعداء الأمة أن قوة الأمة ومنعتها تتحق من خلال تماسكها وترابط لحمتها وعلمت أن وسيلتها لمحاربة أصحاب المشاريع السياسية الوحدوية الاصلاحية البناءة لا تتأتى الا من خلال السياسات التالية : 1. سياسة العزل الجماهيري 2. فصل أصحاب المشاريع السياسية الوحدوية الاصلاحية البناءة عن حاضنتهم الشعبية 3. افتعال الأزمات وتشويه صورتهم وتكثير الأعداء وصولا للتهييج الشعبي 4. تفعيل الاعلام الطائفي البغيض المعادي والعميل لكل مشروع وحدوي اصلاحي وصولاً لاضعاف الأتباع ثم فضِّ الأنصار مع جهود حثيثة لتوحيد الأعداء. ان المستهدف في الأيام القادمة هو المشروع السلفي الوحدوي المستنير المؤمن بوحدة أمته عى منهج نبيه وخلفائه الراشدين وهو الأكثر قبولا لدى الشارع الاسلامي والأقدر على توحيد أمته . ان النهج السلفي يجب أن يخرج من الحلقة المفرغة التي يدور حولها وأن ينفتح على أفق الأمة الرحب وأن يؤمن بأن الاختلاف بالآراء سنة انسانية عليه أن يتقبلها ويتعامل معها على أساس أنها طبيعة بشرية سوية لا مناص عنها وأنها عنصر قوة ومنعه لا ضعف وتفرقة
وعليه كذلك الاستفادة من الأحداث التاريخية والمعاصرة والتي تؤكد يوما بعد يوم أن أعدائه متوحدون للقضاء عليه وعلى أي مشروع اسلامي وفي خضم هذا كله عليه بناء مشروع سياسي واضح الرؤية ذو رسالة جامعة هادفة بناءة جلية تجعل أطروحاته منصهرة في فكر الأمة معبرة عن آمالها وتطلعاتها يتقدمها ليضحي بنفسه لأجل أمته فيكون أبو بكر في صدقه واخلاصه وعمر بن الخطاب في عبقريته وحزمه وعثمان بن عفان في طهوريته وعطائه وعلي بن أبي طالب في شجاعته واقدامه. |
أدوات الموضوع | |
|
|