جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
بَادِرُوا بِالْمَوْتِ سِتًّا.
عن عَبْس الْغِفَارِيَّ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( بَادِرُوا بِالْمَوْتِ سِتًّا : إِمْرَةَ السُّفَهَاءِ ، وَكَثْرَةَ الشَّرْطِ ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ ، وَاسْتِخْفَافًا بِالدَّمِ ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ ، وَنَشْئًا يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يُقَدِّمُونَهُ يُغَنِّيهِمْ وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْهُمْ فِقْهًا ))[1] فهذا هو الاستخفاف بالدماء الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى أن المرء يكون الأفضل في حقه أن يتمنى الموت ولا يدرك العيش مع هذا الصنف القبيح ، فوالله لا نجد كلامًا يصف قبحهم وبشاعتهم أقوى من كلام النبي صلى الله عليه وسلم : (إِمْرَةَ السُّفَهَاءِ)فهم لا يحسنون شيئًا ولا حتى الكلام فهم أقوام لا عقل لهم ، ولا لسان يحسنون النطق به ، ولا يفكرون إلا كيف ينهبون الأموال ويهتكون الأعراض ، ويمارسون الظلم والطغيان في أبشع صوره .. لإشباع الشهوات .. والحفاظ على المناصب والرياسات . وهم لا عقل لهم ولا دين ولا سياسة فكل بلاء وقع على هذه الأمة فهم السبب الأول فيه وما تحكمت اليهود والنصارى في هذه الأمة إلا بعمالتهم وموالاتهم . (وَكَثْرَةَ الشَّرْطِ) :وهذا أمر مشاهد ومعلوم ، فعقول هؤلاء الطغاة لم تهدهم لفعل شيء إلا لتكثير الشرطة من حولهم من كل صنف ولون لحمايتهم وحماية عروشهم والفتك بكل من يعارضهم . (وَبَيْعَ الْحُكْمِ ، وَاسْتِخْفَافًا بِالدَّمِ )وهذان الأمران نتيجة لأمرة السفهاء وكثرة الشرط فكان لا بد من حكم ظالم لا يتم الحكم فيه بشرع الله ، أو حكم تتحكم فيه الرشوة والمحسوبية وأصحاب المناصب ، وتصبح دماء المستضعفين مباحة بعد أن استبيحت أموالهم وأعراضهم . وكم نسمع من مدح للقضاء والقضاة وأنهم أعدل الناس وأنزه الناس ، وهم مجرمون خونة .. يقضون بما يوحي به إليهم حكام الزور واضلالة والبهتان . عَنْ أبي بُرَيْدَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ : قَاضِيَانِ فِي النَّارِ وَقَاضٍ فِي الْجَنَّةِ ، رَجُلٌ قَضَى بِغَيْرِ الْحَقِّ فَعَلِمَ ذَاكَ فَذَاكَ فِي النَّارِ ، وَقَاضٍ لا يَعْلَمُ فَأَهْلَكَ حُقُوقَ النَّاسِ فَهُوَ فِي النَّارِ ، وَقَاضٍ قَضَى بِالْحَقِّ فَذَلِكَ فِي الْجَنَّةِ ))[2] هذ فيمن يحكمون بشرع الله ، فكيف بغيرهم من الذين نبذوا شريعة أرحم الراحمين وراءهم ظهريًا .. وحكموا في الناس بغير شرع الله رب الأرض والسماء .. هذا فوق ما يرتكبونه من ظلم وتزوير وضلال .. فأي نزاهة .. وأي عدل .. وأي شرف يتحدثون عنه ويدعونه ؟؟!!! عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : صَحِبْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ : (( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنًا كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا ثُمَّ يُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا ثُمَّ يُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ أَقْوَامٌ خَلاقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا يَسِيرٍ أَوْ بِعَرَضِ الدُّنْيَا )) قَالَ الْحَسَنُ : وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْنَاهُمْ صُوَرًا وَلا عُقُولَ ، أَجْسَامًا وَلا أَحْلامَ ، فَرَاشَ نَارٍ ، وَذِبَّانَ طَمَعٍ يَغْدُونَ بِدِرْهَمَيْنِ وَيَرُوحُونَ بِدِرْهَمَيْنِ ، يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دَيْنَهُ بِثَمَنِ الْعَنْزِ .[3] فيا ترى ماذا كان سيقول الحسن لو رأى بلطجية اليوم الذين يبيعون دينهم ويستحلون دماء المسلمين لقاء علبة من السجائر أو قطعة من المخدرات أو بضعة جنيهات لا تسمن ولا تغني من جوع !! ............. [1] رواه أحمد (15462) وقال الزين في المسند : إسناده صحيح ، ورواه الطبراني بلفظ "بادروا بالأعمال" وصححه الألباني في صحيح الجامع (2812) ، وانظر الصحيحة (979) [2] رواه الترمذي في الأحكام (1244) ، وأبو داود في الأقضية (3102) ، وابن ماجه في الأحكام (2306) وصححه الألباني [3] رواه أحمد (17678) ، والحديث في مسلم (169) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )). |
أدوات الموضوع | |
|
|