![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() من هم بنو زيان أو بنو عبد الواد ؟ كان بنو زيان ولاة للجزائر من قبل الموحدين وعندما ضعف أمر الموحدين، انفصلوا بالمغرب الأوسط وجعلوا مدينة تلمسان عاصمة لهم وترجع أصولهم إلى قبائل زناتة الكبرى، وعرفوا في كتب التاريخ ببني عبد الواد [1]. وكان بنو عبد الواد من أمراء القبائل الرحل التي تنتقل في الصحراء الكبرى خلف الماء والكلاء والمراعي ثم ساعدتهما الظروف والأحوال التي مرت بها المغرب على الاستقرار وتكوين دولة استمرت ما يقرب من ثلاثمائة سنة تقريباً. وكان استقرار قبائل عبد الواد في سواحل المغرب الأوسط واستطاعوا أن يفرضوا أنفسهم بالقوة على أهالي هذه البلاد وأصبحوا فيما بعد سادة المغرب الأوسط. قيام دولة بني عبد الواد يغمراسن بن زيان انفصل زعيم بني عبد الواد يَغُمرْاسن بن زيان عن دولة الموحدين، وأبقى الطاعة الشكلية لها إلى أن سقطت فعلياً وحكم زعيم بني عبد الواد ما يقارب الخمسين سنة (633هـ/1235م-681هـ/1282م) كان يغمراسن يدرك صعوبة الموقف الذي أصبح فيه، لكون دولته أصغر دويلات الشمال الإفريقي وأقلها قوة، وأيقن بالخطر القادم من المغرب الأقصى بعد صعود نجم قبائل بني مرين لذلك تحالف مع خلفاء الموحدين لكسر شوكة المرينيين إلا أن تلك الأحلاف لم تستمر، وانتهت بوصول بني مرين إلى الحكم بعد إسقاطهم للموحدين. وأرادت الدولة المرينية أن تؤمِّن حدودها الشرقية، ودخلت في صراع عنيف وقتال مرير مع بني عبد الواد، الذين هُزموا في عام 670هـ/1271م أمام الضربات المرينية قرب وجدة، ثم تحركت القوات المرينية نحو تلمسان، وضربت عليها حصاراً استمر لمدة عام كاملاً، ثم رفع حتى تتفرغ الدولة المرينية للاستيلاء على ما تبقى من أقطار المغرب الأقصى [2]. وكان من سعد بني عبد الواد أن انشغل المرينيون بالجهاد في بلاد الأندلس. وتحالف بني عبد الواد مع بني الأحمر لما ساءت العلاقة بين بني مرين وبني الأحمر بفعل العمل الاستخباراتي النصراني الإسباني. وقام بني عبد الواد بالهجوم على حدود الدولة المرينية، فاضطر المرينيون أن يعودوا لحرب بني عبد الواد والحقوا بهم هزائم في عام 679هـ/1280م. وكان بنو عبد الواد يجدون في الصحراء الواسعة ملاذاً لهم عندما يشتد خطبهم وتنكسر حشودهم، وتنهزم قواتهم أمام المرينيين، ثم ينتظرون الوقت المناسب والفرصة الملائمة ليعودوا إلى مدنهم في المغرب الأوسط. كان بنو عبد الواد ينتهزون الفرص التي تحدث بين أبناء البيت المريني، فيناصرون فريق على حساب آخر، كما كانوا يدخلون في أحلاف ضد المرينيين مع الحفصيين الذين رأوا في بقاء بني عبد الواد درع حصين بينهم وبين بني مرين، إلا أن تلك الحالة لم تستمر طويلاً، حيث دخلت الدولتان في صراع عنيف ضد بعضهم البعض، وإن كان أخف من الصراع مع المرينيين. واستطاعت الدولة المرينية أن تزيل الوجود الزياني والحفصي، وتوحد المغرب كله في زمن أبي الحسن المريني في عام 737هـ/1337م إلا أن تلك الوحدة لم تستمر بسبب عوامل مرت بنا. عوامل قوة بني عبد الواد لقد تعرضت دولة بني عبد الواد للانهيار أكثر من عشرين مرة ومع ذلك استطاعت أن تبقى في حكم المغرب الأوسط لمدة ثلاثة قرون، ويرجع ذلك إلى أسباب منها [3]: 1 - ظهور الزعيم يغمراسن بن زيان والذي استمر في الحكم لمدة نصف قرن يقول ابن خلدون عنه: (كان يغمراسن بن زيّان بن ثابت بن محمد من أشدّ هذا الحيّ بأسا، وأعظمهم في النفوس مهابة وإجلالا، وأعرفهم بمصالح قبيلته، وأقواهم كاهلاً على حمل الملك واضطلاعاً بالتدبير والرياسة، شهدت له بذلك أثارة قبل الملك وبعده، وكان مرموقاً بعين التجلة، مؤملاً للأمر عند المشيخة، تعظمه من أمره الخاصة وتضرع إليه في نوائبها العامة، فلما تولى الأمر بعد أخيه قام به أحسن قيام، واضطلع بأعبائه وظهر على الخارجين وأصارهم في جملته وتحت سلطانه، وأحسن السيرة في الرعية بحسن السياسة والاصطناع وكرم الجوار واتخذ الآلة ورتب الجند والمسالح وفرض العطاء) [4]. 2 - حصانة مدينتهم وموقعها الوعر، وخصوبة الإقليم المحيط بها، وصبرهم ومصابرتهم في القتال وتحملهم للحصار. 3 - حسن سياستهم مع القبائل العربية الهلالية، فمنحوهم إقطاعات واسعة وأكرموهم بالأموال والعطاء، فكانوا من الأسباب الظاهرة في حماية الدولة. 4 - إسناد مرافق الدولة إلى الأندلسيين، الذين هاجروا من ظلم النصارى الأسبان وجورهم وتعسفهم، فاستفادت الدولة من خبرتهم في الوزارة، وفي الحياة المعمارية، والحياة الثقافية. 5 - اهتمامها بالتجارة واستفادوا من موقع تلمسان الذي كان محطة بين افريقية المدارية وأوروبا، فكان يتم التبادل بين التجار ما يحملوه من أفريقيا من تبر ورقيق وجلود وعاج وبين ما يحمله التجار من أوروبا وأخصها السلاح. فهيأت الدولة الأمن للتجار وخفضت عنهم الضرائب، واكتفت ما تحصله من رسوم فكان للتجارة سبب في ازدهار الدولة وحصولها على الأموال اللازمة. 6 - اهتمام الدولة بالعلماء والأدباء والشعراء حتى أن يحيى بن خلدون (ت 780هـ) وهو أخ المفكر الكبير والمؤرخ المعروف بن خلدون، استطاع أن يصل إلى وظيفة الحجابة في زمن الأمير أبي حمو موسى الثاني (753هـ/1352م-791هـ/1389م)، وكان هذا الأمير محب للعلماء والأدباء وكان هو نفسه أديباً شاعراً وله كتاب اسمه: (نظم السلوك في سياسة الملوك) ووقف مع غرناطة في جهادها بالمال والرجال [5]. يتبع... |
#2
|
||||
|
||||
![]()
وفي عهد بني زيان على العموم نبغ جماعات من أشهر العلماء والأدباء والكتاب والمفكرين، ولعل في قمة هؤلاء عبد الرحمن الثعالبي مؤلف الجواهر الحسان، والمقري مؤلف نفح الطيب كما امتازت هذه الدولة ببناء المارس الفسيحة التي تعتبر من آيات الفن المعماري العربي، وأجريت على طلبتها وشيوخها الأرزاق [6].
image002.jpg ![]() التنظيم الإداري في عهد بني عبد الواد قسمت السلطات في الدولة إلى: 1 - السلطة العسكرية ويتولاها صاحب السيف. 2 - السلطة الإدارية ويتولاها صاحب القلم. 3 – السلطة القضائية ويتولاها قاضي القضاء. 4 - السلطة المالية ويتولاها صاحب المال. ويتابع مسئولين السلطات السابقة شخص يطلق علية (مزاول)، وله حق الإشراف على كل هؤلاء وهو ما يعرف في زماننا رئيس الوزراء، وفي كل مدينة أو قبيلة كان يوجد الحافظ (الوالي) وهو حافظ النظام الإسلامي، وإلى جانبه المحتسب وهو المشرف على الحسبة، والقاضي وغيرهم من موظفي الدولة وجباة الضرائب [7]. أسباب سقوط دولة بني عبد الواد 1 - النزاع الداخلي بين أبناء الأسرة الحاكمة من أجل الوصول إلى الحكم. 2 - قتال الحفصيين لهم في عهد أبي فارس عبد العزيز وعهد أبي عمرو عثمان أضعف الدولة وخلخل بنيتها القائمة عليها. 3 - ظهور دويلات على الساحل انفصلت عن قلب الدولة في تلمسان. 4 - مجيء الغزو الصليبي النصراني الإسباني، واحتلالهم بجاية سنة 910هـ/1504م، ثم استيلاءهم على وهران 914هـ، ثم سعيهم للاستيلاء على الجزائر وعاشت هذه المدينة تحت تهديد المدافع الاسبانية [8]، وعجز بنو عبد الواد في التصدي لهم. 5 - ظهر على الساحة المجاهدون المسلمون الذين ينتمون إلى الدولة العثمانية وكان على رأسهم خير الدين بربروسة، الذي استطاع أن يضع حداً لعدوان الأسبان وانتهى الأمر بزوال دولتي بني زيان في عام 962هـ/1554م، ودخول المغرب الأوسط تحت الحكم العثماني، الذي استطاع أن يهزم الإسبان [9]. وكان تفاعل أهالي المغرب الأوسط مع الدولة العثمانية عظيماً، لأن المسلمين العثمانيين دحروا الأسبان وهزموهم وخلصوا البلاد من التواكل والتخاذل الذي أخلد إليه بني عبد الواد، فكان ذلك التخاذل والتواكل سبب في تجرأ الأسبان على احتلال وهران، واعتدى الجيش الإسباني النصراني على حرمات الدين والأعراض والنفوس والأموال وارتكبوا الفواحش، وقتلوا نحو ثمانية آلاف من الأطفال والشيوخ والنساء، وانتهكت حرمات المساجد والبيوتات الشريفة، وفي أواخر رمضان سنة 915هـ/1511م اقتحم النصارى الأسبان أسوار بجاية وحطموا الجامع الأعظم فيها وكثير من معالم المدينة [10]. فكان من الطبيعي أن يفرح أهالي المغرب الأوسط لمجيء إخوانهم في العقيدة والدين، الذين جاءوا من أجل الدفاع عن الإسلام وأهله في الشمال الإفريقي. ............... [1] محمود شيت خطاب: قادة فتح بلاد المغرب، دار الفكر، الطبعة السابعة، 1404هـ/1984م. (2/ 234). [2] د. عبادة كحيلة: المغرب في تاريخ الأندلس والمغرب، ، الطبعة الأولى 1418هـ-1997م، ص134. [3] ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، ط دار الفكر 1988م، (6/ 105- 106). [4] المغرب في تاريخ الأندلس والمغرب ص136. [5] د. أحمد شبلي: موسوعة التاريخ الإسلامي، مكتبة النهضة المصرية القاهرة، الطبعة العاشرة سنة 1995م، (4/ 252). [6] انظر: موسوعة التاريخ الإسلامي، (252،253). [7] انظر: المغرب الكبير (2/ 875). [8] د. السيد عبد العزيز سالم: المغرب الكبير، دار النهضة العربية، بيروت، 1981م، (2/ 875). [9] قادة فتح المغرب العربي (2/ 235). ![]() المصدر: كتاب دولة الموحدين للدكتور علي محمد الصلابي. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|