جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
الإسلام في اليابان (11) ثالثاً: الطَّلبة المسلمون القادمون إنَّ أوائل الطَّلبة المسلمين هم من المسلمين الصينين الذين درسوا في جامعة واسيدا عام 1909، وعددهم حوالي الأربعين، وأصدروا مجلة باللغة الصينيَّة "الاستيقاظ الإسلامي"، كما جاء ثلاثة طلاَّبٍ عثمانيِّين إلى جامعة "واسيدا" عام 1911، منهم ابن الرَّحَّالة الدَّاعية "عبدالرشيد إبراهيم"، وأثناء الحرب العالمية الثانية جاءت أعداد من الطَّلبة الإندونيسيين والماليزيين، استشهد منهم عدد في قنبلة هيروشيما، ومنهم من شفي من أثر القنبلة وبقي على قيد الحياة، وقد اجتمعنا بأحدهم قبل سنتين في إندونيسيا، كما درس أبناءُ التتار المهاجرين في الجامعات والمدارس اليابانيَّة، منهم الدكتور "التنباي"، والأستاذ "تميم دار محيط" وحرمه الدكتورة "ثالثة"، و"رمضان صفا"، و"أسعد قربان علي" - متَّعهم الله جميعًا بالصحَّة - وكانوا قد أسَّسوا جمعيَّة خاصَّة بهم في الأربعينيات من القرن العشرين. أمَّا الأعداد الكبيرة من الطَّلبة المسلمين فقد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، وفي أواخر الخمسينيات، وهي تتزايد حتى يومنا هذا، إن أكثرهم من الإندونيسيين، ثم الماليزيين، ثم من باكستان وبنغلادش، ثم العرب والترك والإيرانيين والأفارقة، إنَّ هؤلاء مع المسلمين اليابانيين والمسلمين المقيمين شكَّلوا تجمعات مشتركة في كل مدينة يقيمون مصلى مؤجرًا (وبدؤوا بإقامة مساجد ثابتة مملوكة)، يضم مكتبة وثلاجة لبيع اللحم الحلال، إضافة لمكان الصلاة والاجتماعات، وعلى ذكر المصليات كنْتُ دائمًا أتأسف وأقول: كل الأقوام المسلمة من المقيمين في اليابان أقاموا مصليات ومساجدَ إلاَّ قوم الرسول - صلى الله عليه وسلم - من العرب، وأخيرًا أقام الطلبة العرب - وأكثرهم مصريون - أقاموا مصلَّى في منطقة إقامتهم في ضواحي طوكيو "شن ميساتو Shin Misato"، وأدَّى خمسة وعشرون شخصًا منهم ومن الطلبة الآخرين فريضة الحج لعام 1421، إضافة لأعداد كبيرة من الطلبة من الجنسيَّات الأخرى حجَّت هذا العام. رابعًا: المتدربون من البلدان الإسلاميَّة: تأتي اليابان أعدادٌ كبيرة من المتدربين من البلدان الإسلاميَّة لفترة من أسابيع إلى سنة، وهؤلاء لهم احتياجاتهم من التَّعرف على الأطعمة الحلال، ومواقيت الصلاة، كما أنَّ الكثير منهم يتعرَّضون لأسئلة عن الإسلام، وبذلك تأتينا في المركز الإسلامي أسئلة وطلبات بالبريد الإلكتروني والفاكس ننفِّذها في الحال، إنَّ لهؤلاء المتدربين دورًا كبيرًا في التَّعريف بالدين الإسلامي، وإن محض وجودهم كمسلمين يعلم اليابانيين شيئًا عن الإسلام، خصوصًا حينما يتحرَّى هؤلاء المسلمون العيش ضمن تعاليم الإسلام. خامسًا: التجار والسيَّاح المسلمون: العلاقات التجاريَّة بين العالم الإسلامي واليابان قديمة ومستمرة، ويؤم اليابان سنويًّا عددٌ من التجار وكذلك السيَّاح، ولهؤلاء دور في التَّعريف بالإسلام, وعلى هذا فإنَّ مركزنا الإسلامي متخصص في الكتاب الإسلامي باللغة اليابانية، ويزود كافة الجمعيَّات الإسلاميَّة في اليابان، والطلاَّب والمتدربين والتجار والسياح وغيرهم بالمادَّة الإسلاميَّة المقروءة، ويزود المتدربين وحديثي القدوم إلى اليابان بالمعلومات اللاَّزمة عن المساجد، وأوقات الصلاة، والأطعمة الحلال، ومراكز تجمع المسلمين. .................... قال عبد الله بن المعتز : « المتواضع في طلاب العلم أكثرهم علما ، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء ». |
#12
|
||||
|
||||
الإسلام في اليابان (12) مداخلة على ما سبق من مواد: هنا نؤكد مرة أخرى أن الشعب الياباني تتمثَّل به الأخلاق العالية والصفات الكريمة، بل أقول إن الياباني إذا تعرف على الإسلام يجده مطابقًا للمُثل التي يعتنقها مجتمعُه، فينال استحسانه، وإذا أراد الله له الهداية فإنَّه يعتنق هذا الدين الذي أعجب به، وإنَّنا نُرفق وثيقةً تُظهِر الصفات الأصيلة للشَّعب الياباني التي ورثها عن زعمائه الفرسان (السامورائي). يكتب لنا شخص على البريد الإلكتروني أنَّه درس الإسلام ويريد اعتناقه: هل عليه أن يتعلم الصلاة قبل النطق بالشهادتين، أم يقول الشهادتين ثم يتعلَّم الصلاة؟ وهل الختان لازم؟ وإن كان كذلك: فهل يجب أن يقوم به طبيب مسلم؛ وإلا فهو على استعداد لعمله بأي مستشفى مجاور لمكان تواجده؟ والأخرى تكتب لنا رسالة أنها درست الإسلام استعدادًا لتقديم بحث في جامعتها، فأعجبها الإسلام وتريد أن تدعو طلبة جامعتها إلى الإسلام بطريقة علميَّة، وتقول: إني أعرف أن تحريم الخنزير أمر له علاقة بالصحة، أليس هناك أشياء في الإسلام أثبتها العلم حتى أستطيع بها أن أدعو طلبة جامعتي للإسلام؟ أما محمد داود فقد زار القدس وغزة قبل سنتين: فأحبَّ الإسلام فرجع إلى "كيوتو"، واتصل بالأخت الداعية "زيبا"، وتعلَّم منها الإسلام فأسلم (أقول عن الأخت زيبا كومي: إنَّها تعادل مائة رجل، إن لم يكن ألف)، أمَّا عثمان فهو طالب في السنة الثانية من الجامعة في مدينة "كيوتو" زار تركيا لأسبوع فأحبَّ الإسلام، ورجع وقرأ كتب المركز حيث طلبها من الأخت "زيبا" وأسلم، و"فاطمة ناكسوني" شابة تدرس في "برد فورد" في بريطانيا، كانت مسيحية وصادفت فتاة من أصل باكستاني فأسلمت، وهي تضع النقاب مع أنها في بريطانيا، هكذا كتبت لنا في بريد إلكتروني. وأخرى كتبت من أمريكا تريد معاني القرآن الكريم في اليابانية، فأرسلنا لها ما تريد، وحينما سألناها عن الجالية الإسلامية في منطقتها قالت: نحن مائة شخص، وأنا المسلمة اليابانية الوحيدة، ونريد بناء مسجد، وذكرَتْ لنا أن لها صفحة إلكترونية خاصة بها، فإذا هي أستاذة للموسيقى في إحدى الجامعات الأمريكية وتعالج بالموسيقى، و"فكتوريا" الروسيَّة كتبت لنا من داخل اليابان تريد بنكًا إسلاميًّا لإيداع نقودها؛ تحاشيًا للربا، فأعطيناها عنوان البنك الوطني الباكستاني، وتحدثت معنا بالتليفون من مدينة لا تبعد كثيرًا عن "طوكيو"، وهي متزوجة من ياباني مسلم، وقلنا لها بعد سبعين سنة من الحكم الشيوعي نرى مسلمة روسية تحرص أن تضع ما تملك في بنك غير ربوي، هذه معجزة الإسلام. وأرسلنا لها ترجمة معاني القرآن الكريم باليابانية ومنشورات المركز؛ ليقرأها زوجها الياباني، فشكرتنا على ذلك، أما الرسالة التي كتبتها جارة مسجد طوكيو بعد أن دعاها للإسلام الشيخ نعمة الله في صباح ذات يوم قرب مسجد طوكيو، وحينها كان تحت الإنشاء، وأعطاها نشرة ما هو الإسلام، وعليها البريد الإلكتروني للمركز، هذه الرسالة فحواها كالآتي: نشأتُ وأنا طفلة في بيت مجاور لمسجد طوكيو. وقد كان منظر قبته الزاهية قبيل غروب الشمس يأخذ بالألباب. وعندما هدم المسجد انتابَنِي حزن شديد. وها هو المسجد قد بَدَأَتْ إعادَةُ بنائه، فإنني أشعر بغاية الفرح والسرور. وقد كتبت السيدة رسالتها على الإنترنت بورق أخضر وهو رمز الجنة عند اليابانيين: ومِثل هذا يحدث يوميًّا لنا في المركز، وفي المعهد العربي الإسلامي، وفي مسجد طوكيو المركزي، ومسجد كوبى، ومع الجمعيات الإسلامية كلها. إن وجود التَّجمعات الإسلاميَّة العديدة في اليابان، يهيئ فرصة للمسلمين الجدد أن يلتفوا حولها، ويتعلَّموا الحياة الإسلامية منها. إنَّ المركز الإسلامي في اليابان منارة شامخة للإسلام، يهتدي بها من يريد أن يعرف شيئًا عن الإسلام، ويهتدي بها المسلمون القادمون لليابان، وموقعنا الإلكتروني سهل الوصول إليه، فأي إنسانٍ يضغط زرًّا بسيطًا "إسلام - اليابان" يصل إليه في الحال، وهنا تأتي الأسئلة والطلبات، وهنا تأتي الإجابة السَّريعة، ونحن نحتفظ بكل البريد الإلكتروني الذي وصلنا، وإجماع المرسلين يشكروننا على الاستجابة السريعة. كتب لنا طالب عربي من سياتل غرب الولايات المتحدة يقول: معنا أعداد من الطلبة اليابانيين يريدون التعرف على الإسلام، ويرجو أن نرسل له كتبًا باللغة اليابانية، وإن طالبة رجعت إلى اليابان وعنوانها كذا، ويرجو أن نرسل لها كتبًا، فما كان منا إلا أن أسرعنا بإرسال مجموعة من الكتب وترجمة معاني القرآن الكريم له، وكذلك للطالبة، فكان تعليقه على ذلك: إنه من بين مليون مسلم يوجد واحد من أمثالكم، ويشكر تجاوبنا السريع معه. زد على ذلك أن مركزنا يعتبر من أقدم المؤسسات الإسلامية في اليابان، ومعروف لدى الحكومة ووسائل الإعلام، والجامعات والمدارس والجماعات الدينية في اليابان؛ مما جعله مرجعية دينية في اليابان، ونحمد الله العلي القدير أن جعلنا في موضع نتمكن به أن ندعو لدينه القويم، والقيام بفرض الكفاية نيابة عن الأمة الإسلامية، ونشكر كل الذين يقدمون الدعم لنا لتسهيل مهمتنا، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لسيدنا علي: ((لأنْ يهدي الله بك رجلاً خير لك من الدنيا وما فيها، أو خير لك من حمر النعم)). ...................... قال عبد الله بن المعتز : « المتواضع في طلاب العلم أكثرهم علما ، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء », |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: الإسلام في اليابان . | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
( مشكلة البطالة وعلاجها | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2020-02-19 10:53 AM |
كيف عالج الإسلام انتشار الأوبئة | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2020-02-14 09:07 PM |