جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
الوصفة العاشرة للثبات : الدعاء -الحل السحري عندما تضيق بك ولا توجد أسباب فلا تنسى"إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ " ولا تنسى "وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا " - عندما تسود بك الأفق تماما " حتَّىٰ إِذَااسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْكُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا....."[يوسف:110] -عندما تيئس من أي وسيلة بعقلك وحساباتك واستراتيجيات وخطط البشر وكل أحداث التاريخ فلا تنسى: " وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِمَا قَنَطُواوَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ"[الشورى:28]، -تأمل هذا المعنى فالناس يمرون عليه ولا يقرءوه على وجهه "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُواالْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْامِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُوَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَاللَّهِ قَرِيبٌ"[البقرة:214] لم يقل الله تعالى: أم حسبتم أن يمكن لكم في الأرض ولما يأتكم مثل الذين خلوا...... فالقصة ليست قصة تمكين وإنما قصة الجنة فالفتنة لماذا؟ للتمكين؟؟لا ولكن للجنة. والقلوب معلقة بالجنة أم تمكين ؟ فالقلوب معلقة بالجنة وليست معلقة بالتمكين فهناك من يعيش على بلاء وهناك من يموت على بلاء ولم يرى تمكين . أمثلة من دعاء الصالحين في القرآن يدل على الثبات 1-يواجه فرعون السحرة بالتهديد المروع البشع الطاغي بعد إيمانهم فيقولون " وَمَاتَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْآمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّاجَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَاصَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ " [الأعراف: 126] 2-وواجهة العصبة المؤمنة القلية في زمن طالوت وجالوت في كانوا ثلاثمائة وتسعة عشر فهذا أحسن عدد وكان أمام جيش جرار أقوى جيش في هذا الزمن وهو جيش جالوت فقالوا " لَا طَاقَةَ لَنَاالْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ...... "[البقرة:249]، فلا ينفع فثلاثمائة سيتم القضاء عليهم في أول خمس دقائق فقال أهل اليقين "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍغَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَمَّابَرَزُوالِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوارَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَاصَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَاعَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" [البقرة:250،249] رأيت ماذا يفعل الدعاء فهو الحل السحري لكل مشاكل الحياة 3-انظر إلى المؤمنين على مدار التاريخ كيف تحصنوا بالدعاء " وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِ*بِّيُّونَ كَثِيرٌ* فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِ*ينَ ﴿١٤٦﴾ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَ*بَّنَا اغْفِرْ* لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَ*افَنَا فِي أَمْرِ*نَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْ*نَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِ*ينَ ﴿١٤٧﴾"[آل عمران:146،147] الذنوب تسبب الذبذبة والتوبة هي التي تثبت فقدموا أمر الاعتراف والندم والتوبة فقالوا: ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، فهذه هي مشاكلنا، إسرافنا في أمرنا سواء كان إسرافك في الذنوب إسرافك في حب الدنيا لكى يكون للدعاء تأثير قوي إذن لا بد لنا أن نتأدب بأدب الدعاء المشكلة أننا لا نأخذ بالوسائل بالطريقة الصحيحة فالدعاء هو أفضل العبادة، الدعاء هو العبادة" وَإِذَاسَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَادَعَانِ" [البقرة:168] آداب الدعاء تريد أثر الدعاء فلابد أن تأخذ بأسباب الدعاء وآداب الدعاء (1)أن تدعوا بحرقة قلب وبحرارة قلب في الرخاء حتى يعرفك في الشدة قال رسول الله [] :مَن سرَّه أن يَستَجيبَ اللهُ له عندالشَّدائدِ والكُربِ فليُكثِرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ "[صحيح الترمذي(3382)] إذن الدعاء ليس فقط وقت ما تسود عليك الأمور تتذكر الله وإنما تدعي وتدعي بحرارة قلب في الرخاء حتى يعرفك في الشدة أن تدعوا بحرقة قلب وبحرارة قلب " إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ "[التوبة:110] (2) أن تدعو وأنت موقن بالإجابة فلا تقل من أين لها أن تأتي إن شاء الله تحقيقًا الله سبحانه وتعالى سوف يكرمنا ويجيب دعائنا ليس لأننا نستحق ولكن لأن الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة، فالله سمى نفسه الكريم والأكرم والجواد والمحسن والمعطي و المنان من درس " اليقين .. الذكر ... الدعاء " للشيخ / هاني حلمي
__________________
|
#12
|
|||
|
|||
الوصفة الثانية عشر للثبات :: المجاهدة المجاهدة ما المجاهدة؟ قل لنفسك لا (لا) .. تريد أن تعرف أفضل من فينا ؟ هو أكثر من يستطيع أن يقول لنفسه لا.. ربنا جعل عنوان دخول الجنة {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴿٤٠﴾فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ}[النازعات:40، 41] هم أمرين .. يخاف من ربنا ويقول لنفسه لا.. فنفسه تقول له شيء وهو يقول لها لا.. فهو هكذا .. يستطيع أن يقول لنفسه لا. . ينهاها عن الهوى .. هذه هي المجاهدة، قال الله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69] ** انبته لهذا الكلام الجميل من كلام السلف: قالوا (من حسن ظاهره بالمجاهدة زين الله باطنه بالمشاهدة) هل ينفع أن نرى ربنا في الدنيا ؟؟ {لَنتَرَانِي}[الأعراف:143] الله لا يُرى بالأبصار في الدنيا .. {لَّاتُدْرِكُهُالْأَبْصَارُوَهُوَ يُدْرِكُالْأَبْصَارَ}[الأنعام:103] لكن في الآخرة قال النبي صلى الله عليه وسلم " وأسألُكلذَّةَالنظرِإلىوجهِك، والشوقَ إلى لقائِك"[صحيح، الألباني، صحيح الجامع(1301)] أعلى النعيم {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ﴿٢٢﴾إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة:22، 23] {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} [يونس:26] الله لا يُرى بالأبصار في الدنيا لكن يُرى بالقلوب .. ما الدليل ؟ {مَاكَذَبَالْفُؤَادُمَارَأَىٰ}[النجم:11] أن يكون قلبك يرى .. كيف يرى قلبك ربنا ؟؟ كيف يشعر قلبك بربنا ؟؟ ** قال (من زين وحسن ظاهره بالمجاهدة ..) تجده طيلة الوقت يعمل في طاعة ربنا سبحانه وتعالى .. طيلة الوقت صلاة وصيام وعلم وصنائع معروف .. طيلة الوقت يجاهد نفسه في العمل الصالح .. (فمن حسن ظاهره بالمجاهدة زين الله باطنه بالمشاهدة) فيكون كأن قلبه به عين ترى ربنا.. ** قال بشر بن الحارث (لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات حائط من حديد) ســور .. الشهوة هي التي تضيعنا .. وحفت النار بالشهوات .. شهوة مال .. نساء .. سلطة .. شهوات .. وكله يجري في شهوة نفسه في حظ نفسه .. فبشر بن الحارث يقول لن تذق أبدًا حلاوة العبادة، لن تكون إنسان مؤمن حقيقي الإيمان، لن تكون ملتزم بحق وتعيش جنة في الدنيا قبل جنة الآخرة جنة الأنس بالله .. حتى تجعل بينك وبين الشهوات حائط من حديد .. نريد جدار عازل بينك وبين الشهوة من كثرة أن قال لها لا لالا .. أغلق بينها وبينه بسور.. ** وقال أبو سليمان الداراني (أفضل الأعمال خلاف هوى النفس) التي بها هذه المشقة؛ تريد شيء، تتمنى شيء، تريد أن تقوم تفعل شيء .. فقال (أحلى عبودية أن تجاهد نفسك لله) تعتاد أن تكون تمسك بزمامها ..! إنما الذي يترك لها الحبل !! .. ** قال عمر (أفكلما اشتهيت اشتريت !) ما أفسد شباب اليوم، ما أفسد أبناء المسلمين اليوم مثل هذا.. ** علماء التربية وعلماء النفس يتكلموا أن ألف باء تربية أن تربي ابنك على (العصا والجزرة).. أبي أريد أن تحضر لي لعبة كذا .. تفضل يا حبيبي .. أنا لا أريد أن أحرم ابني من شيء، أنا حرمت من أمور كثيرة فلا أريد أن يكون ابني هكذا، أريد ابني أفضل مني، فكل ما يريد أعطيه له،.. أنت هكذا تضيعه، تجعله عابد هواه، فكل ما يتمناه يفعله، حتى لو كان هذا الشيء ضدك سيقف ضدك.. ** في علم نفس يقولون هناك شيء اسمه (التربية بالحرمان) التي هي مجاهدة النفس.. يقولون عوده أدب الاستئذان؛ لو أنت في غرفتك يطرق الباب قبل أن يدخل، أدب الاستئذان آيات سورة النور، فيطرق الباب أولاً ثم يدخل، فكل مرة يطرق الباب تقول له ادخل يا حبيبي، وفي مرة يطرق الباب فتقول له انصرف ..!! لماذا؟ لتربيه على الحرمان.. كل مرة أنت ترجع بفاكهة وحلويات وكذا وهو ينتظرها وخاصة يوم كذا وكذا، .. وفي مرة لا، فيتربى بالحرمان .. إنما إذا أعطيته في كل مرة كل شيء سيكون عابد هواه .. لذلك شباب كثير عباد أهوائهم وفقط .. (فمجاهدة النفس تورث سياسة الإنسان لنفسه فيثبت) لأنه يستطيع أن يتحكم في أموره، يستطيع أن يقول لنفسه لا لن أفعل، .. إنما الدنيا لما تأخذ به شمال ويمين يتيه .. إنما المجاهدة تورثه هذا المعنى من الثبات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روى الترمذي وابن حبان والإمام أحمد وصححه الألباني "المجاهِدُمنجاهَدَنَفسَهفياللَّهِ"[صحيح، الألباني، صحيح الجامع(6679)] تريد أن تجاهد؟؟ أنت لابد أن تحدث نفسك بالجهاد، "مَن ماتَ ولم يغزُ ولميحدِّثنَفسَهُبالغَزوِ –أو الجهاد-ماتَ علَى شُعبةٍ من نفاقٍ"[صحيح، الألباني، صحيح أبي داود(2502)] جاهد نفسك في محراب الصلاة، وجاهد نفسك في الانفاق، وجاهد نفسك في استيقاظك مبكرًا وتصلي ركعتين قبل الفجر، وجاهد نفسك في الشتاء على وضوء الشتاء.. جاهد نفسك .. جاهد نفسك في ميادين العبادة، جاهد نفسك في كلمة الحق، ..جاهد نفسك. "المجاهِدُمنجاهَدَنَفسَهفياللَّهِ"[صحيح، الألباني، صحيح الجامع(6679)] "والمهاجرُمنهجرما نهى اللهُ عنه"[صحيح، الألباني، صحيح الجامع(6711)] إذن السبب الثاني عشر (المجاهدة) .. من درس " التفكر ... المجاهدة ... الهمة " للشيخ / هاني حلمي
__________________
|
#13
|
|||
|
|||
علو الهمة ما علو الهمة؟ ** قالوا (علو الهمة أن عينك لا تزيغ عن رؤية الجنة والفردوس الأعلى) عالي الهمة الذي يرفع شعار {وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى }[الليل:19، 20] ** علو الهمة أن يأخذ الإنسان الأمر بجدية (إن هذا الأمر جد ليس بهزل) {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}[المؤمنون:115] المسألة جادة .. ** (الجدية في الأمر، والترفع عن الصغائر) "إنَّاللهَيُحِبُّمَعاليَالأخلاقِ، و يَكرَهُ سَفْسافَها"[صحيح، الألباني، صحيح الجامع(1889)] شجرة في الجنة تقول فيها سبحان الله وبحمده !! ما الوقت الذي أخذته منك؟ ثانية؟؟ يغرس لك بها شجرة في الجنة.. هل تعرف أن الساق في الجنة "ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(5647)] "إنَّاللهَيُحِبُّمَعاليَالأخلاقِ، و يَكرَهُ سَفْسافَها"[صحيح، الألباني، صحيح الجامع(1889)] عالي الهمة ما حاله؟ كما وصفه الله تبارك وتعالى {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} [التوبة:38] هذا دني الهمة، عالي الهمة {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة:41] يجري.. تجده مبادر لفعل الطاعات.. هذا الذي يسمع الله أكبر تجده من السباقين للصفوف الأولى وتحصيل الثواب. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا}[النساء:71] هؤلاء أهل النفير، أهل الجري لله، أهل السباق .. {فَاسْتَبِقُواالْخَيْرَاتِ } [البقرة:148] { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }[آل عمران:133] هؤلاء هم أهل علو الهمة. ** يقول ابن القيم كلمة جميلة يقول (مثل القلب مثل الطائف كلما علا بعد عن الآفات وكلما نزل احتوشته الآفات) ** وقال يحيى بن معاذ (لا يزال العبد مقرونًا بالتواني ما دام مقيمًا على وعد الأماني) (لا يزال العبد مقرونًا بالتواني) لازال كسول وخائب .. يقول أنا أحاول وكذا وحالته بؤس!! لماذا؟ (مادام على وعد الأماني) {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ }[النساء:120] فلابد من التوازن بين {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ }[الحجر:49، 50] وبين {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّـهِ إِلَّاالْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }[الأعراف:99] { سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَï وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }[القلم:44، 45] هذا الشيطان لعب معه أحسن لعب وجعله تائه في {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ }[النساء:120] ماذا تفعل لتكون عالي الهمة فتثبت؟؟؟ 1. احرص على ما ينفعك الناس تفهم من هذا الحديث أن معناه كن مع نفسك وركز في حالك، لا بل احرص على ما ينفعك في أمر الآخرة، أي شيء في الدنيا ينفعك في آخرتك اسمك عليها بالنواجز. "منحُسنِإسلامِالمرءِتركُهمالايَعْنيه"[صحيح، الألباني، صحيح الجامع(5911)] الذي يعنيك اهتم به ولكن لماذا تهتم بما لا يعنيك؟؟ هذا دليل عدم حسن إسلامك التدخل فيما لا يعنيك ، إنما المسلم الحق مشغول بالله، وبما يرضي الله، وبمنزلته عند الله، يسأل يارب ما اسمي عندك يا علام الغيوب؟ وما أنت صانع بذنوبي يا غفار الذنوب؟ اللهم ثبتني يا مقلب القلوب.. لما تسأله في أي وقت تجده يفكر في وقت الصلاة وكيف يتقرب لربنا !! مشغول بالعمل الصالح، مشغول بأنه يضع في حصالة الأعمال أكبر ما يستطيع من رصيد الحسنات، .. ** قلت لكم أحد السلف وجدوه شارد جدًا فقالوا له هــاااا .. الدنيا لا تحتاج كل هذا؟؟ قال (الصراط الصراط) .. 2. أن تبتعد عن كل ما يضيع وقتك أو يسبب لك الكسل والخمول أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال "التثاؤب من الشيطان" [صحيح البخاري(3289)] وأمرنا أن نستدفع هذا؟ لا تترك الشيطان هكذا تتثائب هذا دليل أن الشيطان يتحكم فيك .. ** كان ابن عباس يقول (أكره أن يقول العبد إني كسلان) تعالى احضر الدرس؟ كسلان، تعالى صلي جماعة؟ كسلان .. قالوا إذا قلت هذا لا تكن مؤمن ولا تكن من أصحاب الهمم العالية .. الكسل قرين النفاق {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى } [النساء:142] {وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة:54] لذلك علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أننا في أذكار الصباح والمساء، كل 12 ساعة، ليل نهار، نقول "اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكمنَالعَجزِوالكَسَلِ"[صحيح البخاري(6367)] يكون حالك أنك تبعد عن كل أسباب الكسل وأسباب العجز والذي يضيع وقتك لتكن من أصحاب الهمم العالية.. من الأمور التي تعلي همتك جدًا.. 3. أن تنظر لأحوال من سبقك للجنة أحوال الصالحين، انظر هذه الناس التي تتمنى أن تكون وسطهم، نحن نقول يارب نسألك رفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فانظر إلى الناس الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم ماذا كانوا يفعلون؟؟ إذا كنت تريد أن تكون معهم وتدخل معهم الجنة في أول زمرة تدخل الجنة، وهم 70 ألف وفي لفظ 700 ألف، "ليدخُلنَّ الجنَّةَ من أمَّتي سبعون ألفًا، أوسبعُمائةِألفٍمتماسكون، آخِذٌ بعضُهم بعضًا..."[صحيح البخاري(6554)] يشبكون أيديهم وطابور واحد.. أنت تتكلم عن مصرعي الجنة أن تتكلم ما بين الفتحتين فقط تمشي بأفضل جواد أفضل حصان في الدنيا أربعين سنة لا تبلغ البابين، فأنت تتكلم عن شيء كبير، أيديهم في أيدي بعضهم، ".. لا يدخُلُ أوَّلُهم حتَّى يدخُلَ آخرُهم.." ولا يدخلون الجنة لا تتقدم قدم أحدهم على الآخر، كلهم يضعوا كلهم أول قدم وهم مشبكين أيديهم، تكون أول زمرة تدخل الجنة، ".. وجوهُهم على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ" منيرين ... يارب اجعلنا منهم.. فأنت مشغول بهذا وتتمنى أن تصل لهم .. ماذا كانوا يفعلون؟؟؟ فتعلوا همتك ** فلما ترى مثلاً علو همتهم في العلم والعبادة والدعوة .. مهم جدًا موضوع طلب العلم هذا، فنحن لا نؤتى إلا من قِبَل الجهل، رغم أن ديننا أوله {اقْرَأْ} [العلق:1] وثاني سورة تنزل {ن وَالْقَلَمِ}[القلم:1] أول سورة تقول اقرأ واكتب {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ لَّذِي عَلَّمَ بِـ..}[العلق/1: 4] علم بماذ؟ {..عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} وتأتي السورة التي تليها تقول {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}[القلم:1] ويكون مدار الدين كله على {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـ إِلَّا اللَّـهُ} [محمد:19] فماذا تعرف أنت عن ربنا ؟؟؟ نريد علو همة في العلم لكي نثبت!.. ** عن (ابن عباس) قال (لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار هلُم نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير، قال وعجبًا لك يا ابن عباس أتظن أن الناس يحتاجون إليك وفيهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم !) لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم فابن عباس نريد أن نتعلم الكلام الذي أخذه الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم الصحابة موجودين الناس ستترك هؤلاء الصحابة ويسألوك أنت؟؟ (..واعجبا لك أتظن أن الناس يحتاجون إليك وفيهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترى! قال فتركت ذلك وأقبلت على المسألة ..) تركتهم يقولون ما يقولون وذهبت للصحابة لآخذ من هذا العلم ومن هذا العلم (.. فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو نائم القيلولة،..) الرجل ينام بين الظهر والعصر وفي وقت شدة الحر هذا وفي مكة والمدينة أشد ما يكون، فيذهب وينام على عتبة باب الصحابي، .. ( .. فأتوسد ردائي على بابه فتسفو الرياح عليَّ التراب! فيخرج الصحابي فيراني فيقول يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أرسلت إليَّ فآتيك!! فأقول أنا أحق أن آتيك فأسألك، قال فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليَّ ...) الرجل الأول الذي قال له عجبًا أتسألك أنت الناس !! فلما صار حبر الأمة، إمام من أئمة صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ترجمان القرءان، (.. قال هذا الفتى أعقل مني ..) همة عالية ليكي يتعلم ! لكي يفهم ! لأن الجنة تحتاج لعرق وبذل وجهد .. وهكذا كانوا أئمة بمعنى الكلمة في هذا الباب .. ** (عطاء بن أبي رباح)(كان فراشه المسجد عشرين سنة)، وعطاء هذا كان اجتمعت عليه العاهات، كان أشل، وكان أفطس، وكان شديد السمرة، وكان مولى من الموالي.. فصار إمام الفقهاء في عصره!! بالعلم .. ** (الزهري)(كان يتذاكر الحديث من العشاء للفجر).. ** (الإمام مالك)(قّلَّ أن يصلي الصبح بوضوء جديد !) لا ينام يصلي العشاء ويجلس في مذاكرة العلم إلى الفجر، .. (..وإنما كان يصلي بوضوء العشاء تسعة وأربعين سنة!!) وإلا فكيف كان الإمام مالك هو الإمام مالك!! ..وكان إمام دار الهجرة وأحد الفقهاء المتبوعين كيف كان هكذا؟! ** (وكيع بن الجراح)– شكوت إلى وكيع سوء حفظي- (وكيع بن الجراح والإمام أحمد تذاكرا الحديث من العشاء إلى آخر الليل) ** (أبو ذرعة) يقول (ذاكرت أحمد الحديث فكان أحمد يحفظ ألف ألف حديث) مليون حديث مليون سند، فليس هناك مليون متن، وإنما حدثنا فلان عن فلان عن فلان... إلى أن عد مليون! فقال له من أين لك هذا؟ قال (والله ذاكرته فذكرها) وإلا فكيف كان الإمام أحمد هو الإمام أحمد!!! ** كان (الإمام أحمد) يذهب من قبل الفجر إلى مجلس شيخه ليتبوأ مكانه وكان يقول (من المحبرة إلى المقبرة) انظروا همتهم في العبادة وكونوا على أمثالهم في ذلك .. {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}[الزمر:9] **كان (الإمام أحمد) يصلي 300 ركعة في المحنة نوافل ..!!.. **كان (أبو هريرة) يستغفر ويسبح في اليوم 12 ألف تسبيحة .!! **صلى(عثمان) بالقرءان كله ثلاثين جزء في ركعة الوتر !! وصنعها تميم الداري من صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم **كان في خد (عمر)خطان أسودان من شدة البكاء من خشية الله ..! **خرج (أبو بكر) من ماله (كله) ..!! -سيدنا أبو بكر في قصة الهجرة لم يكن أحد قصة الهجرة إلا آل أبي بكر، سيدنا أبي بكر في هذا الوقت حمى النبي، النبي كان عاقد وقتها على عائشة، الشاهد هنا .. أسماء جائها أبو جهل فلطم وجهها .. سألها أين أباكِ ؟ قالت والله لا أدري أين هو الآن؟ فلطمها قال حتى خر قرطي (الحلق وقع) فجاء أبو قحافة جدها، فقال إنما فجعكم في نفسه وماله! ترككم لا هو موجود ولا مال .. قالت فقلت لا يا والداه ثم أعطيته وكان ضريرًا فوضع يده على شيء قلت انظر المال كثير .. قالت ووالله ما ترك لنا شيئًا! ترك لنا الله ورسوله. هذا هو أبو بكر اليقين العالي يخرج من ماله كله ويصادقه عمر فيخرج من نصف ماله ويتصدق سلمان بثلث ماله، يقسمها ثلاثة، ثلث لتجارته وثلث لعياله وثلث لله. هؤلاء هم الصحابة ..! من ستسابق من الصحابة ؟ في الصلاة ؟ أم في الصيام؟ **ما مات(عمر) حتى سرد الصيام..! تجدها في ترجمته، يعني سيدنا عمر لما كان عمره شيء وستين سنة أراد أن يلقى الله عز وجل وهو صام سنة عدا أيام الفطر والأضحى وأيام التشريق، صام السنة كلها، وصنعتها عائشة من بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم . ** وأهدي إلى(عائشة) بسبعين ألف درهم فأنفقتها جميعًا حتى ما أبقت لها درهم!! فقالت لها بريرة خادمة السيدة عائشة قالت لها هلا ادخرتي شيئا تطعمينه وأنتِ صائمة! قالت ياه لو ذكرتيني لتذكرت. هؤلاء هم الصحابة ..! وإلا فكيف وصلوا للفردوس الأعلى ! وزوج االنبي محمد صلى الله عليه وسلم !! وكيف هم صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم !! وكيف هم الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا !!.. هكذا فكن .. صاحب همة عالية في العبادة .. كن صاحب همة عالية في الجهاد .. ** كان (النبي صلى الله عليه وسلم )يقاتل فيحتمي به أصحابه، وكان يقول "من خيرِ معاشِ الناسِ لهم، رجلٌ ممسكٌ عنانَ فرسِه في سبيلِ اللهِ. يطيرُعلىمتنِه"[صحيح مسلم(1889)] جاهز .. يوم أن يحتاجه الإسلام يكون موجود .. هو كذلك يحدث نفسه بذلك .. **انظر إلى (أنس بن النضر)تقول أخته (ما عرفته إلا ببنانه) تعرفون قصة (أنس) لما قال (فاتتني غزوة بدر فقلت أول مشهد أشهده الله نبيه أتخلف عنه والله لئن أشهدني الله المشاهد ليرين الله ما أصنع ..!) لو يعطيني الله فرصة أخرى ويدخل النبي في غزوة سأظهر لله من أنا في التضحية والفداء والبذل لله، لأرين الله ما أصنع ..! فدخل أحد فأول وذكرناها في الصدق قلنا من علامات الصدق أنك قبل العمل تبشر بقبول العمل، فقال واها لريح الجنة إني لأجد ريح الجنة دون أحد!! فدخل فقاتل قتالاً شديدًا حتى أنه ما بقي شيء في جسده إلا وقد ضرب ضربة بسيف أو طعن طعنة برمح! لأرين الله ما أصنع !!.. ** (حمزة أسد الله) في أحد يوم قُتل واستشهد كانوا يقولون (كان مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه) (يقول يابن أم أنمار يا مقطعة البذور أتحااد الله ورسوله فيضربه الرجل فأكنه كأمس الذاهب) ينبغي أن تكون عال الهمة في الدعوة.. الدعوة ليست درس علم تقوله للناس، أو حديث تقوله أو آية توصلها فقط! (الدعوة كل دلالة على خير).. لو نصحت أحد بخبرة الحياة فهذه دلالة على الخير ودعوة إلى الله عز وجل، ولكن اجعلها لله.. اجعل كل شيء في حياتك لله.. أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر دعوة إلى الله عز وجل {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران:104] {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [آل عمران:110] قال الله في وصايا لقمان {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [لقمان:17] {وَتَوَاصَوْابِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْابِالصَّبْرِ}[العصر:3] {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ}[النحل:125] {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}[المدثر:7] أنا لم أقل لك أنك ستكون واحد من الدعاة تتحرك في كل مكان، لكن على الأقل عشيرتك الأقربين! أولادك ليكونوا أفضل منك! زوجتك قل لها إلى متى سنظل شاردين وبعيدين عن الله! إلى متى؟!! نريد أن نركز في طريق ربنا ! نريد أن نسلك الطريق لربنا! ادع .. الحل الدعوة .. اليوم هم يغيروا أي شيء بسلاح الإعلام أليس كذلك؟ قالوا كانوا في الزمان السابق يقولون الناس على دين ملوكهم، وصاروا الناس الآن على دين إعلامهم!! والإعلام هذا هو الدعوة هذه هي الدعوة.. فنحن نحتاج هذا؛ نحتاج أن ندعوة إلى الله ... إلى الخلق الحسن، إلى الطهر، إلى العقيدة الصافية، إلى حب ربنا سبحانه وتعالى، نحتاج هذا في ضد الموجة الشرسة، .. لأننا لو صمتنا وكل واحد جلس مكانه ستكون غربة شديدة أكثر ما هي الآن.. نحتاج الوصفة هذه وعلو الهمة!!.. ماذا تفعل؟؟ قلت لك علق قلبك بالعلي الأعلى سبحانه.. علو همة .. {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَ} [الأعلى:1] يكون عندك علو همة.. منشغل بمن؟؟ بالعلي الأعلى سبحانه وتعالى.. علو همة.. استفذ نفسك إلى متى سأظل هكذا؟؟ لابد أن الحق نفسي!! كلم نفسك، حدث نفسك بأنك لابد أن تفعل شيء مختلف لن تجلس هكذا طيلة عمرك، تحرك، غير من نفسك، غير من شيء بداخلك، غير من طبيعة مشاكلك وآفاتك وعيوبك، استبدل هذا الحال {إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىظ° يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:11] فإن صنعت ثبتت.. الناس كلها تتخبط حولك وأنت في طريق آخر تعرف أين مسارك وأين أنت!.. أسألك سؤال القرءان؟ {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}[التكوير:26] ؟؟؟ فتقول {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الصافات:99] من درس " التفكر ... المجاهدة ... الهمة " للشيخ / هاني حلمي
__________________
|
#14
|
|||
|
|||
التوكل وثبات الأقدام ما زلنا في وصفة الثبات على الدين وسنأخذ اليوم موضوع في غاية الأهمية يثبت ويريح القلب تشعر إذا كنت من أهل هذا المعنى أنك في طمأنينة وسكينة ليس عندك المشاكل التي يعاني الناس الأمرّين منها، بل عندك راحة البال هذا هو مِلاك وخلاصة أمر الدين إنه "التوكُّل" التوكل ببساطة شديدة اتركها على الله عز وجل، خذ السبب واتركها على الله لا تحسبها بذهنك لا تفكر في العواقب ولا تردي أيُّ شيءٍ سيقدره الله؟ {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [التغابن: 13]، {وعلى الله فليتوكل المتوكلون} [إبراهيم: 12]، {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [الفرقان: 58]، {وتوكل على العزيز الرحيم، الذي يراك حين تقوم} [الشعراء: 217، 128]، الله عز وجل سمَّى نفسه الوكيل {ربُّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلًا} [المزمِّل: 9]، لو عشنا مع معنى التوكل وأول شيء ارتباطه بالثبات انظر إلى قول الله تبارك وتعالى: {فتوكل على الله إنك على الحق المبين} [النمل: 79]، اتركها على الله واثبت، اتركها على الله واعلم أن لله في كونه سنن ولابد أن نصدع لهذه السنن له قوانين في الكون ليست بهوانا، والله تبارك وتعالى له حسن التدبير لهذا المؤمن المتوكل يقول: اللهم دبِّر لي فإني لا أحسن التدبير واختر لي فإني لا أحسن الاختيار، التوكل أصل من أصول العبادة بل ارتبط أمر الدين كله في أمر التوكل من اللحظة الأولى {إيَّاك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5]، {فاعبده وتوكل عليه} [هود: 123]، وهي صفة عباد الله المؤمنين المتقين الصادقين {إنما المؤمنون الذي إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءاياته زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون} [الأنفال: 2]، "أربعٌ لا يعطيهن الله إلا من أحب: الصمت وهو أول العبادة، التوكل على الله، التواضع، الزهد في الدنيا" ترمي الحمول على الوكيل سبحانه، من فضائل التوكل: أن الله أمر نبيه في القرءان في تسع مواضع بالتوكل ومن فضله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى من فراشه وكان إذا دعى قال: "اللهم لك أسلمت وبك ءامنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون" فكان -صلى الله عليه وسلم- يدعو به، فإذًا التوكل منة ما بعدها منة فهي من أعظم أسباب ثبات الإنسان وقوة الإيمان. ما معنى التوكل؟ بشكل أكثر فهمًا لنتدبره أكثر، قال ابن عباس: التوكل الثقة بالله، أنت واثق موقن بصدق وعد الله عز وجل؟ {وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم} [النور: 55]، عندك ثقة في وعد الله؟ عندك شك بنسبة ولا واحد من مليار أن هذا لن يحدث؟ لو عندك واحد من مليار تصبح عندك مصيبة في إيمانك، هذا هو الثقة في الله، وصدق التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله أن تكون بما في يدي الله أوثق مما في يدك،كل هذا معنى التوكُّل، قال الإمام أحمد: "هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق"، لا أرمي حملي على إنسان وهنا نأتي للأشياء التي تضيع التوكل: في جيبك كارت وستخرجه في وقت المشكلة معك رقم على الجوال يخلصك من أي مشكلة، تعرف المليونير فلان فعندما تتأزم الأمور تقترض منه بعض المبلغ وتُحل المشكلة، لو تظن أنك خبرة في المشاكل وتتوكل على نفسك فتسير في الموضوع فيقضي الله عز وجل عليك بالخذلان، أنت دومًا تكون مواظبًا على صلاة الفجر بدون منبه بدون شيء فتدخل للنوم قبلها بفترة طويلة أي ستنم كثيرًا وكل شيء على هذا الأساس وتجد نفسك تستيقظ بعد الشروق؛ لأنك توكلت على نفسك فخذلك الله، النبي -صلى الله عليه وسلم- علم السيدة فاطمة شيء قال لها: إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ فقولي: "يا حيًُُّ يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" التوكل أن تتبرأ من حولك وقوتك وحول مثلك وقوة مثلك لا حول ولا قوة إلا بالله أنا مستقوِ بالله ليس بمالك أو بعلمك أو بجاهك أو بسلطانك أو بقوة عضلاتك لا بل أنا متبرأ من حولي وقوتي وألوذ وأستعين وأعتصم بحول الله وقوته، يا رب مدني بالقوة بنفسي لا أستطع فعل شيء، قال ابن الجوزي: التوكل تفويض الأمر إلى الله ثقةً بحسن تدبير الله، التوكل هو مدار الدين كله بكلمة واحدة مستسلم لأمر الله ومفوض الأمر إلى الله موقن وواثق بحسن تدبير الله لي. ما العلاقة بين التوكل واليقين؟ قال بعض الحكماء: اليقين أن تصدق الله بجميع أسباب الآخرة، والتوكل أن تصدق الله بجميع أسباب الدنيا. اليقين متعلق بغيبيات، موقن أن هناك جنة وإذا سرت بطريقة صحيحة وأؤمن بالله وأعمل صالحًا {إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} موقن بصدق وعد الله في الآخرة، شيء لا أراه، أما التوكل فمتعلق بأمر ومن القصص الجميلة في موضوع التوكل سيدنا سعيد بن المسيب يقول: التقى عبد الله بن سلام وسيدنا سلمان الفارسي وكانا متئاخيين في الله، فقال أحدهما لصاحبه: إن متُّ قبلي فالقني (ندعوا الله أنه من يمت قبل الآخر أن يرزقه الله برؤيا يراه في المنام) فأخبرني ما لقيت من ربك (بمعنى أن تكون وصية) قال أحدهما: أولتقي الأموات الأحياء؟ قال: نعم أرواحهم تذهب في الجنة حيث شاءت قال: فمات فلان فليقه في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ قال: توكَّل وأبشر فلم أر مثل التوكل قط"، التوكل ارتبط في القرءان بمعاني: معنى الإيمان والعبادة والتقوى {واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [المائدة: 11]، {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله} [الطلاق: 2، 3]، إذًا الموضوع بأكمله تقوى وتوكُّل، توكلت على الله يكفيك كل شر أليس الله بكافٍ عبده؟ نقف هنا بقصة هاجر أم إسماعيل، هناك موضعين ننظر لتوكلها ويقينها حين قالت لإبراهيم: ءالله أمرك بهذا؟ قال: نعم قالت: إذًا لا يضيعنا، الثانية جبريل عليه السلام عندما رأى أم إسماعيل حينما كانت تجلس بين الصفا والمروة تسعى بينها فلقيها جبريل فقال: إلى أي؟ قالت: تركني زوجي قال: إلى من وكلكما؟ قالت: إلى الله قال: وكلكما إلى كافي فلا تخشي الضيعة إن الله لا يضيِّع أهله، فاتركها على الله فإذا جمع الإنسان ما بين التقوى وما بين التوكل تمَّت سعادته. • التوكُّل ارتبط واقتضى في القرءان بمعنى الإنابة {وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب} [هود: 88]، كلما تهت أرجعله لا أعتمد على نفسي، فلا يعتمد على غير الله ولا يرتبط إلا بالله ولا يسير إلا إلى الله {إني ذاهبٌ إلى ربِّي سيهدين} [الصَّافات: 99]. • التوكُّل مرتبط بالصبر {الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون} [النحل: 59]، قالوا الصبر بداية السلوك إلى الله عز وجل يجب أن تكون صابرًا، أول الطريق صبر والتوكل ءاخر الطريق، اصبر في الدنيا على الابتلاءات واصبر على نار شهوات اصبر في مجاهدتِها فإذا صبرت فأول الأمر صبر وءاخره توكل على الله {ولنصبرنَّ على ما ءاذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون} [إبراهيم: 12] ، إذا ابتليت فعليك بالصبر والتوكل فهما علاج هذا البلاء، قال ابن عباس: حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم حين ألقي في النار وقالها محمد -صلى الله عليه وسلم- لما قال الناس {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} [آل عمران: 173، 174]. لماذا لا نحقق معنى التوكل؟ لأن لدينا مشاكل من الداخل نحتاج أن نداويها لذلك أن لا تستطيع التوكل، بمعنى الذي لا يتوكل إما: • مغرور معجب بنفسه. أقول لك أخطب الجمعة في المسجد الفلاني فلا تبالي لأنك كل جمعة تخطب {كلا إن الإنسان ليطغى، أن رءاه استغنى} [العلق: 6، 7] ، أي: رءا نفسه فاستغنى فعندما تستغني عن الله يذلك. • الجاهل بمقام الله. الذي لا يعرف الله فلا يتوكل عليه، بل يتوكل على إمكانياته وقدراته ونفوذه، أخت ترى نفسها جميلة جدًا فهي لن تأخذ وقت في الزواج وتتوكل على ذلك يذلها الله بنقودك تغتر ستُذل. • المعتمد على الناس الراكن على الخلق في قضاء الحوائج. أول ما تبدأ تقول فلان سينهي لي الشيء الفلاني، الكل يقول أول ما يتزوج يقول أريد أخت تشدني، وهي تقول أريد أخ يشدني، حضرتك متوكل عليها؟ هل هي من ستدبر لك في دينك؟ وهي نفس الكلام معتقدة أنك شيخ الإسلام وفي النهاية كلاهما يقعا، ليست هي السبب في السعادة بل الله عز وجل يسبب السبب تصبح هي سبب سعادتك، لكن لو لم يأذن الله عز وجل؟ {لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألَّفت بين قلوبهم ولكنَّ الله ألَّف بينهم} [الأنفال: 63]، إذًا كل شيء صحيح على الورق لكن البيت بالداخل يحترق؛ لأنك تخطئ في مقام التوكُّل. • المحب الدنيا المنشغل بها. ناسي الله عز وجل فعندما تقول له اتركها على الله يقول لك الحياة ليست كذلك، يفهم الدنيا هكذا أنها عبث أنها استمتاع فمحب لها ومرتبط بها، هو مشكلته ببساطة أنه يفهم الدين خطأ، الإسلام إيمانٌ وعُمران {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذَّاريات: 56] ، {واستعمركم فيها} [هود: 61]. الأدلة على ارتباط التوكل بالأخذ بالأسباب: يقول الله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا خذوا حذركم} [النساء: 71] ، لماذا ونحن نترك الأمور عليك ربنا؟ لما يأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- في قصة الهجرة كل هذه التدابير؟ لماذا يجب أن يخرج ليلًا ويتكتم ولا أحد يعرف غير أبي بكر ويبدأ يأخذ اتجاه ءاخر غير المدينة ولماذا عامر بن فهيرة يأتي بالغنم الذي معه ويرعى حولهم الغنم حتى لا تظهر أماكن الأقدام ويفعل حيلة لماذا كل ذلك ونحن نتركها عليك يا رب؟ وهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- المعصوم الذي ستحفظه نحن هكذا مبدأ للبيت ربٌّ يحميه وهذا مبدأ التواكل وليس التوكل الله عز وجل يقول: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [الأنفال: 60] ، جميعًا نأثم كمسلمين طالما ليست في هذه الأمة أو لم تخرج الأمة علماء يفعلوا قنبلة نووية وذريَّة ويكون عندهم سلاح أفضل من المتواجد بأوربا وتقنيات وتكنولوجي أفضل من المتواجد وأولًا بأولًا هم قادة وسادة هذا فرض كفاية فالأمة كلها ءاثمة، إنما نحن أمم مستهلكة الجوال الذي معك أنت فقط مستهلك حينما تسمع أن شركة كذا أصدرت كذا لا تفهم شيئًا وليس لك به شيء، بعد ذلك تقول نريد الخلافة الإسلامية أيُّ خلافة ونحن بهذا الشكل؟ نريد أن نتغير من الداخل؟ طريقة التفكير طريقة الحياة لا نكون مستهلكين نكون معمِّرين فهمت؟ أم متواكل وتفهم أنك متوكِّل؟ الله عز وجل يقول اجمعوا بين الصلاة والعمران {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} [الجمعة: 10]، {ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلًا من ربكم} [البقرة: 198]، الله عز وجل يقول: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} [آل عمران: 159] لماذا يشاورهم وهو النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ينزل له جبريل بإفعل ولا تفعل فلماذا يشاورهم؟ لأن هناك شيء يسمى اتخاذ الأسباب ليس هناك في الدنيا شيء بدون تعب واتخاذ الأسباب، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بقول: "وجعل رزقي تحت ظل رمحي" [رواه أحمد]، جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- على ناقة فقال يا رسول الله: أدعها وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل"، لا تترك المحل مفتوح وتقول أنا متوكل على الله سأذهب للصلاة بل أنت لم تأخذ بالأسباب، أو تترك الحقيبة في المسجد وتظن أنها لن تسرق لأنك متوكل على الله أنت في مكان قد لا يكون ءامن، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصًا وتعود بطانًا" [رواه أحمد] ، تذهب بطنها خالية ترجع ممتلئة رزقها الملك ماذا يحدث لو توكلنا هذا التوكل؟ 1_تحقق الإيمان. {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [المائدة: 23]. 2_تطمئن وترتاح وتسكن. 3_يكفيك الله من كل شر. {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} [الطَّلاق: 3]، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "إذا خرج الرجل من باب بيته كان معه ملكان موكلان به فإذا قال: بسم الله قالا: هُديت، فإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله قالا: وقيت، فإذا قال: توكلت على الله قالا: وفيت، قالا فيلقيانِ هذان الملكان قريناه (من الجن) فيقولان ماذا تريدان من رجل قد هدي ووقي وكُفي؟ [ابن ماجه]. : {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره} 4_إذا توكلت أحبك الله. {إن الله يحب المتوكلين} [آل عمران: 159]. 5_تصير قويُّ القلب شجاع فتثبت. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله" [حسنه المناوي وضعفه العراقي]. 6_يورث العزّ. {وتوكل على العزيز} [الشعراء: 217]، فالذي يتوكل على العزيز يعزَّه، على غنيّ يغنى، كان الحسن البصري يقول: "العزّ والغنى يجولان في طلب التوكل". 7_لو توكلت يورثك هذا التحمل والتصدُّر. لأنك تركتها على الله ومحتسب، فكلما يحدث شيء ستقول إن شاء الله الله عز وجل سيدبرها فلنتحمل والظروف سيئة هذه الأيام إلى متى؟ متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب لكن ليس لي بذلك شيء، متى شاء كيف شاء أنا عليَّ ءاخذ بالأسباب فقط ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها. 8_يورث التمكين. {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} [آل عمران: 160]. 9_يقوِّي العزيمة. {فإذا عزمت فتوكل على الله} [آل عمران: 159]، فإذا وقعتم في أمر عظيم فقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. 10_التوكل يحفظك من الشيطان ومن تسلط الشيطان. 11_عليك بالتوكل إذا كنت تعاني من أي مشكلة في سحر أو حسد. {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون} [يوسف: 67] ، سيدنا يعقوب خاف الحسد إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها. 12 _إذا أردت الرزق مال زواج أولاد لا يعرفون العقوق فعليك بالتوكل. وهناك أكثر من موضع في القرءان ربط فيه ما بين التوكل وبين الرزق وحديث النبي الذي ذكرناه. 13_يعالجك من أمراض خطيرة. لو أنك سريع الإحباط، عندك كبر أو عجب أو أي ءافة من هذه الآفات يعالجك التوكل منها هذا هو دليل إيمانك فلا يأتيك إحباط أو تشاؤم أو كبر أو شيءٍ كهذا بل تصير من أهل الرضى، قال ابن القيم: ولو أنه يتوكل حق التوكل رضي بما يفعله الوكيل سبحانه وتعالى (كل الذي يأتي من حبيبي .. حبيبي). 14_ يورث الدخول في الجنة بغير حساب. السبعون ألفًا الذين يدخلون بغير حساب أحد صفاتهم الأساسية على ربهم يتوكلون فيدخلون الجنة في الزمرة الأولى وجوههم على صورة القمر، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر والذين على ءاثارهم كأحسن كوكب دريّ في السماء إضاءة" [رواه البخاري ومسلم]. إذًا نريد التوكل، نريد أن نأخذ مثالًا عمليًا، الهجرة وأيضًا مواقف النبي -صلى الله عليه وسلم- من أول تدابير أمور بيته -صلى الله عليه وسلم- مرورًا بتدابير أمور الدولة، نظام، استعانة بالخبرات، استشارة لمن حوله من الصحابة كل ذلك من معاني التوكل، النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد كان يقاتل بين درعين مع أنه محفوظ لكن كان يأخذ بالأسباب، لما رفع الأعرابي السيف على النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: من يمنعك مني؟ قال: الله فوقع السيف من يد الأعرابي فأمسكه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: من يمنعك أنت مني؟ الشاهد هنا قوة اليقين والثبات وهذا سيد المتوكلين على الله عز وجل الواثق في الله جل وعلا، دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة والبيضة على رأسه (الخوذة) أخذ أسباب الحرب، كان يحمل الزاد إذا سافر إلى الحج أو العمرة ولا يقول سيرزقني الله من حيث لا أحتسب، انظروف في قَصَص الأنبياء إبراهيم لما ألقي في النار وقال حسبنا الله ونعم الوكيل وانقلبت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم بفضل هذا التوكل، موسى عليه السلام لما لحقه فرعون وقومه عند البحر هنا ظهر توكله ويقينه {إنا لمدركون، قال كلا إن معي ربي سيهدين} [الشعراء: 61، 62]، في سير الصحابة والسلف هذه المعاني عبد الرحمن بن عوف حين قال: دلني على السوق، وذلك بدلًا من المنزل والزوجة والنقود وعروض لا يتخيلها أحد على الأقل سنة، لكن عبد الرحمن بن عوف تعلم معنى التوكل قال ءاسف دلني على السوق كيف أعمل؟ حتى لم يطلب منه رأس مال، سعد بن ربيع عرض عليه ولو ألفًا قال لا دلني أنا سأعمل سئاخذ رأس مال هكذا تاجر، رأيت الصحابة؟ وفي النهاية تقول نريد الثبات من الفتن وهكذا نحن تبع أسمع ضجيجًا ولا أرى طحنًا! تريد تمكين؟ افعل نفس المعادلة التي سار عليها سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- تغييرًا داخليًا أخلاقيات، دومًا أجد الشباب في أخلاقيات أدنى ما يكون سباب اتهامات أخلاق لم نجد لها مثيل أصبح عاديًا! وتقول تمكين؟ فهذه وصفة التوكل على الله عز وجل لا تلتفت إلى الأسباب بالكلية واعتمد بقلبك على ربِّ البريَّة سبحانه وتعالى لا تعرض عن الأسباب بالكلية فتكون كشأن هؤلاء المُدروَشين الذين لا يتخذون الأسباب ولا تعتمد على الأسباب فيكون شركٌ خفيٌ في قلبك إن حققت هذه المعادلة بهذا التوازن اتخاذ الأسباب وبعد ذلك اتركها على رب الأرباب ومسبب الأسباب تكون كحال خالد، هل تعرف انه عندما حاصر خالد بن الوليد أحد البلاد وفي النهاية قالوا لهم (بعدما أخذ كل الأسباب طلع بالجيش ووقفوا يحاصرون البلدة) قالوا لن نسلم إلا بآية: أن يشرب سُمًا، هنا (قمة التوكل) بقيَت هذه بعد أخذ كل الأسباب وليست من الأوامر الشرعية أن اخذ سمًّا لكنها ءاية منك لعل الله أن يهديهم، فتحاسَّ خالد السُّم ولم يؤثر فيه وفتحت البلاد يلين لك الحديد بالتوكل على الله وتصير أنت حديد في الثبات على الحق على المواقف على الدين على المنهج هكذا يكون التوكل سبب الثبات من درس " التوكل وثبات الأقدام " للشيخ هانى حلمى
__________________
|
#15
|
|||
|
|||
بارك الله فيك
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
أدوات الموضوع | |
|
|