![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الإنسان في اجمل صورة وكرمه وخلق له مافي الارض جميعا وفضله على مخلوقاته تفضيلا وهو القائل في كتابه: }وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا{ [الإسراء:70]، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة لعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم أما بعد: ان الله خلقنا علي الفطرة السلمية وحذرنا من عدو خفي وهو متربص بنا الي قيام الساعة ولا هدف له الا ان يضل ابن ادم وان يجعله يبدل في دين الله فقد قال {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }ص82 فلقد بدات اكتب في هذا الموضوع بعد ان رايت ما الا اليه المجتمع المسلم اليوم من ذل بعد ان كان في عز ومن ضعف بعد ان كان في قوة فان حال المسلمين اليوم لا تسر صديق وهو في عيشة ضنكا قال تعالي {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124 فان هذه المعشيه التي نحن فيها ما هي الا مؤشر لخلل اصاب المجتمع وهي كما تسمي قرصة اضان ومن المفترض ان نفتش عن هذا الخلل ونقوم بالمعالجه حتي لا نكون كالامم السابقه التي صارت تبدل وتغير في دين الله حتي صار حالهم في الدينا كما نراي في رفاهيه وقوه ولكن في يوم الحساب في نار جهنم وبئس القرار قال تعالي {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ }الأنعام44 وان المشكله التي نحن واقعون فيها هي البعد عن السنة النبويه التي هي ثاني التشريع بعد القران الكريم وهي نتعبد بها كما نتعبد بالقران بالاذكار التي وردت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وان البعد عن السنة النبويه ناتج عن جهل هذه الامه بمعرفتها والناظر الي من سبقونا نجد ان الفرد يقطع المسافات الطويله حتي يصل الي الرجل ليساله عن حديث وما صنعوا ذلك الا لمعرفتهم باهمية السنه ومكانتها وقد ورد ان المحديثن كانوا يشدون الرحال ليتعلموا الحديث وناخذ مثال احمد بن حنبل الذي نشاء يتمنا وفقير فبدأ يطلب الحديث في بغداد ثم بدأ برحلاته في طلب الحديث، فرحل من العراق الي الحجاز وتهامة واليمن ومازل في ترحال حتي بلغ من العمر اربعون عام وهذا مثال لصبي فقير ويتيم وصار عالم محدث فإن السنة لها مكانة عظيمة في هذا الدين، فإنها المفسرة للقرآن الكريم، والمبينة له. وهي وحي من الله عز وجل؛ كما قال الرسول: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) وان السنة مكانتها في الدين الاسلامي مكانت التشريع الثاني والمبيت لقران والسنة هي كل ما بدر عن رسول الله من قول او فعل او تقرير السنة في اللغة هي الطريقه سواء كانت حسنه او قبيحه {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }آل عمران137 عن أبي سعيدٍ رضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَتتَّبِعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم شِبراً بشِبرٍ وذِراعاً بذِراع، حتّى لو سَلَكوا جُحرَ ضَبٍّ لَسَلكتُموهُ. قلنا: يارسولَ الله، اليهودَ والنصارَى ؟ قال: فمن» ؟ البخاري واما السنة في التشريع فهي "كل ما أثر عن النبي من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة خَلْقية أو خُلُقية أو سيرة، سواء أكان ذلك قبل البعثة او بعدها، والسنة بهذا مرادفة للحديث النبوي ان افعال رسول الله واقواله في اغلب الاحيان هي وحي من الله لتعليم الناس وشرح لهذا الدين قال تعالي في سورة النحل وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَينَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ *. {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل64 اذن ان السنة هي شارحه لقران لو ما السنة لضاع هذا الدين لاننا ما كنا ان نفهم ما المراد منه لان هنالك ايات اجملت وايات فصلت والتي اجملت تحتاج لشرح ومثال لذلك نجد ان الله عز وجل في القران قد امرنا بالصلاة {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ }البقرة43 لم يحدد القران كيفة الصلاة ولكن ان رسول الله قد شرح لنا الصلاة وقال صلوا كما رأيتموني اصلي وكما لم يوضح رب العزة مواقيت الصلاة قال تعالي {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78 فعلمنا رسول الله مواقيت الصلاة وهنالك كثير من الشعائر جات مجمله الا ان السنة فصلتها فان السمع والطاعه هي التي نفلح بها قال تعالي ( َمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)الحشر7 هل اتنا القران فقط ؟ هل الدين كله موضح في القران ؟ نعم ان القران شمل كل العبادات من صلاة وزكاة وذبح ونذر وحج وصوم وكن جات السنه لتفصل كل عباده بالطريقة التي وجب ان نتعبد بها لله وصارت السنة هي صنوان القران عنِ المِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ عنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، أنَّهُ قالَ: «ألاَ إنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ألاَ يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهٰذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ. ألاَ لاَ يَحِلُّ لَكُم لحم الْحِمَارُ الأهْلِيُّ وَلاَ كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعٍ وَلاَ لُقَطَةُ مُعَاهِدٍ إلاَّ أنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أنْ يَقْرُوهُ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُ فَلَهُ أنْ يَعْقُبَهُمْ بِمِثْلَ قِرَاهُ» .ابي داؤد ان السنه تحرم مثل ما يحرم القران وتحلل مثل ما يحلل القران قال تعالي وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7 {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3 اذن ان اقواله وافعاله هى وحي من الله ان الامتثال لقوال الرسول الكريم فيه الفلاح والنجاة عن أبي هريرة أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّ أمتي يَدخلونَ الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسولَ اللَّه ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخلَ الجنة، ومن عصاني فقد أبى».البخاري كما ان الله قد ربط طاعة الرسول بطاعته قال تعالي {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }آل عمران32 {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }آل عمران132 {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }المائدة92 فقد ورد في الصحيحين من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ مَنْ أَطَاعَنِى فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ يَعْصِنِى فَقَدْ عَصَى اللَّهَ فنجد في الحديث الذي سبق الذكر ان رسول الله قد حرم الحمر الاهليه في قوله ألاَ لاَ يَحِلُّ لَكُم لحم الْحِمَارُ الأهْلِيُّ فما كان من الصحابة الا الامتثال والسمع والطاعة وبالرغم من انا القدر كانت تفور باللحم لم يسوفوا او يلكنوا وفي الحال انكفت تلك القدر بما فيها نجد ذلك في حديث زاهر الأسلميِّ عن أبيه ـ وكان ممن شَهِد الشجرة ـ قال: «إني لأوقِدُ تحتَ القِدْرِ بلحوم الحُمر، إِذ نادَى مُنادِي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَنهاكم عن لحومِ الحمر».البخاري عن أنس بن مالكٍ رضي اللهُ عنه «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمرَ مُنادياً فنادَى في الناس: إن الله ورسولَهُ يَنهَيانكم عن لحوم الحمر الأهلية. فإنها رِجْس. فأُكفِئَتِ القُدُورُ، وإِنها لتَفورُ باللحم». البخاري ونجد صور من صور الطاعة العمياء وهي النهي عن شرب الخمر فقد أخرج البخاري ومسلم في صححيهما من حديث أَنَسٍ - رضى الله عنه – قال : كُنْتُ سَاقِىَ الْقَوْمِ فِى مَنْزِلِ أَبِى طَلْحَةَ ، وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ (هو عصير التمر من غير ان تمسه نار ) فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُنَادِيًا يُنَادِى « أَلاَ إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ » . قَالَ فَقَالَ لِى أَبُو طَلْحَةَ اخْرُجْ فَأَهْرِقْهَا ، فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا ، فَجَرَتْ فِى سِكَكِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهْىَ فِى بُطُونِهِمْ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا وفي رواية احمد في المسند عن أنس قال: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبي بن كعب وسهيل بن بيضاء ونفراً من أصحابه عند أبي طلحة وأنا أسقيهم حتى كاد الشراب أن يأخذ فيهم فأتى آت من المسلمين فقال: أوما شعرتم أن الخمر قد حرمت، فما قالوا حتى ننظر ونسأل فقالوا: يا أنس اكف ما بقي في إنائك قال: فوالله ما عادوا فيها، وما هي إلا التمر والبسر، وهي خمرهم يومئذٍ. ونجد ايضا صورة من الامتثال لرسول الله و السمع والطاعة وان كان ذلك في أعظم شعيره وهي الصلاة و لما نزل الأمر بتحويل القبلة فلم ينتظروا حتى تنتهي الصلاة فقد أخرج البخاري في صحيحه عنِ البَراءِ رضيَ الله عنه «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى إلى بيتِ المقدِس ستَّةَ عشرَ شهراً أو سبعة عشرَ شهراً، وكان يُعجبُه أن تكون قبلتهُ قِبَلَ البيت، وأنه صلّى ـ أو صلاها ـ صلاةَ العصرِ، وصلَّى معه قومٌ فخرجَ رجلٌ ممن كان صلَّى معه فمرَّ على أهل المسجد وهم راكعونَ قال: أشهدُ بالله لقد صلَّيتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم قِبلَ مكة، فدارُوا كما هم قِبَلَ البيت.). واما الامتثال لامره فنجد ذلك الصحابي الذي جاء ليحضر صلاة الجمعه وعندما اوشك ان يصل باب المسجد سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول اجلس فجلس في الشمس حتي فرق رسول الله ولم يكل او يمل فقال تعالي ياابن مسعود فعَنْ جَابِرٍ قَالَ لَمَّا اسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ اجْلِسُوا فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ تَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ» ابي داود وايضا عبد الله بن واحه عندما سمع ذلك جلس في الشمس وعندما علم رسول الله بذلك ناده وقال زادك الله حرصاً على طواعيةِ الله ورسوله . من شدة امتثالهم لامر النبي وتقليده نجد هذا الحديث وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ فَخَلَعُوا نِعَالَهُمْ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَائِكُمْ نِعَالَكُمْ قَالُوا رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا قَالَ إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي أَوْ آتٍ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا أَذًى أَوْ قَذَرًا فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُقَلِّبْ نَعْلَيْهِ فَإِنْ رَأَى فِيهِمَا أَذًى فَلْيُمِطْ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا» نجد صور من الامتثال لامره حتي بعد ان انتقل الي الرفق الاعلي ومن تلك الصور ما ورد عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَاعًا مِنْ طَعَامٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ فَكَانَ فِيمَا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ أَنْ قَالَ لَا أُرَى مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ إِلَّا تَعْدِلُ صَاعًا مِنْ هَذَا فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ لَا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَدًا مَا عِشْتُ) و ايضا ما ورد عن عَلِيٍ بْنِ زَيْدٍ قَالَ بَلَغَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ عَنْ عَرِيفِ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ فَهَمَّ بِهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ لَهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اسْتَوْصُوا بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا أَوْ قَالَ مَعْرُوفًا اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ فَأَلْقَى مُصْعَبٌ نَفْسَهُ عَنْ سَرِيرِهِ وَأَلْزَقَ خَدَّهُ بِالْبِسَاطِ وَقَالَ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ فتركه ) و ايضا ما ورد عن أَبَي هُرَيْرَةَ قال: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَسْتُ بِتَارِكِهِنَّ أَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ وَأَنْ أَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَأَنْ لَا أَدَعَ رَكْعَتَيْ الضُّحَى . وما زال علي ذلك حتي توفي ) وكما ان مخالفت فيها تحذير من الله قال تعالي( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )النور63 والفتنه هي البلاء الشديد وهي في الدنيا ونجد مثال لذلك عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلاً أكل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشماله، فقال له: كل بيمينك ، قال: "لا أستطيع! "، ما منعه إلا الكبر ، فقال عليه الصلاة والسلام لا استطعت ؛ فما رفعها إلى فيه، رواه مسلم . عذاب في الدنيا والاخره و هي أعظم عقوبةً تصيب من خالف أمر الله وأمر رسوله، وأصر على المعاصي والمنكرات، أن يحال بينه وبين الإيمان الصحيح، وبينه وبين العقيدة السليمة، والطريق المستقيم، ويبتلى بزيغ القلب، وتلبيس الشيطان وأعوانه، فيرى سوء عمله حسناً وقبيحه صحيحاً، ولا يزال على ذلك مستمرئاً إياه، متعصباً له، مجادلاً فيه، مدافعاً عنه، حتى يموت عليه، ويبتلى بسوء الخاتمة قال تعالي (إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ *) واما الذي يتبع السنة فانه يراي القبيح ويبعد عنه ويري الصواب ويتبعه نجد في المسند من رواية جابر قال: كنا جلوساً عند النبيّ صلى الله عليه وسلم فخط خطاً هكذا أمامه فقال: «هذا سَبِيلُ الله عَزَّ وَجَلَّ» وخطين عن يمينه، وخطين عن شماله قال: «هٰذِهِ سَبِيلُ الشَّيْطَانِ» ثم وضع يده في الخط الأسود ثم تلا هذه الآية: {وأَنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فَتَفَرَّقَ بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} (الأنعام: 153) ان السنن التي وردت عن رسول الله هي ايضا تشريع وان خضنا فيها فانها لا يكفيها مجلد واحد لان قوله امر وامره واجب الطاعة بامر رب العزة فتعالي نحسب الذي نجنيه من إتباعه في سننه وان الذي نجنيه من اتباع سنه واني لقسم بالله أغلظ الإيمان بأننا لو اتبعنا سننه ما نحتاج لطبيب نفسي ولنعيش أحسن عيشه ولنكون أعظم امه ولكن لبعدنا عن السنة أصابنا ما أصابنا من الفتن وإمراض الهوان والضعف والذل وهو قول الله فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) إن الكثير منا بعكس ذلك، باقٍ على غيه، منساقٌ مع شهواته، مطاوعٌ لنفسه وهواه، تمر عليه الأوامر الإلهية، والسنن النبوية، فلا يرفع بها رأساً، ولا يحرك حولها ساكناً، وكأنها لا تعنيه، هذا هو واقع الكثير منا، رجالاً ونساءً، شباباً وشيباً -إلا من رحم الله- حتى جرَّ هذا الواقع المؤلم، تفشي الجهل بدين الله بين المسلمين أنفسهم، وفقدان الغيرة على دين الله، وانتشار العقائد والأعمال المخالفة لشرع الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى عمَّ التهاون بالصلاة، وألفه كثيرٌ من مرضى القلوب، وانتشر الكسب الحرام، كأنما هو من الطيبات، وأصبح الفساد والمنكر على اختلاف وسائله، وتعدد طرقه، أمراً مباحاً، مستساغاً عند كثيرٍ من الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله! واستغفر الله العظيم واتوب اليه اللهم يا خالق البرية يامن السماؤات بيده مطوية اغفر لنا ذلتنا وتاهوانا وامحوا عنا ذنوبنا لا اله غير ولا خالق سواك واشهد ان محمد عبدك ورسولك وصلي اللهم وبارك عليه والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته القران الكريم الصحيحين احوال ألصحابه المعجم في اللغة العربية تاريخ العرب صيد الفؤائد |
#2
|
|||
|
|||
![]() ![]()
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|