جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مسيرة التخاذل الشيعي من الحسين إلى النجفي / علي الكاش
مسيرة التخاذل الشيعي من الحسين إلى النجفي علي الكاش إن الديمقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل، لأن أغلبية من الحمير ستقرر مصيرك / برنارد شو منذ الأيام الأولى لدخول قوات الغزو الأمريكي للعراق صدحت أفواه الشيعة بنشيد مثير " كلنا وياك سيد علي" ولم يكن المقصود علي بن أبي طالب بل حفيده الإيراني علي السيستاني، ولا نعرف هل كان النشيد يعني التفاعل مع فتوى السيستاني بالتعاون مع قوات الاحتلال؟ أم أن السيد كان منظرا في الحرب الغادرة على العراق شأنه شأن القادة العسكريين الأجانب؟ المهم في بداية الاحتلال وباعتراف الرئيس العراقي آنذاك (المندوب السامي) بول بريمر لم يُتخذ أي قرار سياسي دون الرجوع إلى السيد علي. حتى إن سكرتيرة بريمر تصورت بأن بريمر أعتنق مذهب السيد علي بسبب تبعيته له.
كان تشكيل مجلس الحكم، وتعيين أعضائه، والتصويت على الدستور، والانتخابات المبكرة، وتشكيل أول حكومة احتلالية، كلها تمت بتوجيهات مباشرة من السيد علي، وبتنسيق وتفاهم خماسي بين واشنطن ـ قم ـ نجف ـ تل أبيب ـ كردستان العراق. وعندما وضع الألماني اليهودي نوح فيلدمان الدستور العراقي، كان أهم نص دستوري عند الزعماء الشيعة هو تثبيت هيبة المرجعية، والحفاظ على كيانها، واستشارتها في كل واردة وشاردة تخص العراق الجديد. وأصبحت المرجعية غرفة عمليات سياسية ـ دينية ملحقة بإدارة البيت الأبيض. وكان الزعماء الشيعة خلال السنوات الأولى من الغزو في حج أسبوعي إلى النجف، للحصول على مباركة المرجع، وحذا زعماء السنة حذوهم، حذو النعل بالنعل. من البديهي إن المرجعية تتحمل المسؤولية كاملة عن تشكيل الحكومات السابقة والألغام الدستورية، وبالنتيجة فهي تتحمل إضافة إلى حكومات الاحتلال، مسؤولية الفساد المالي والسياسي والأخلاقي الذي شهده العراق منذ الغزو ولحد الآن. وان ما يصدح به مراجع الشيعة ووعاظ السلاطين من خطباء المنابر وممثلي السيستاني من انتقادات للحكومة لا يعفيها مطلقا من المسؤولية، فهي التي دقت مسامير كرسي المالكي لدورتين سابقتين. وحتى مسألة الوقوف على مسافة واحدة من القوائم الانتخابية التي طرحتها المرجعية، كسياسية للتنصل من المسؤولية، كانت مسألة فيها نظر، وتثير الكثير من علامات الاستفهام؟ لأن هذه السياسة تعني إن المرجعية تقف على نفس المسافة من الصالحين والفاسدين، من اللصوص والأمناء، من المزورين وغير المزورين، من المرتشين وغير المرتشين، من السماسرة والعاهرات من جهة والشرفاء والشريفات من جهة أخرى... ولا يعتبر الموقف حياديا عندما تعمل المرجعية بقاعدة الأواني المستطرقة مع جميع الأطراف في الساحة. مع هذه كانت محاولة المرجعية الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من ماء الوجه ـ هذا إن ما بقي لها ماء وجه بعد ظهور نتائج الانتخابات ـ من تحريم انتخاب المالكي لولاية ثالثة، هي أشبه ما تكون بنثر الرمال في العيون، ففي سابقة متأخرة عن أوانها أربع سنوات على أقل تقدير، حرم المرجع الهندي بشير ألنجفي ـ لاحظ ينتحل لقبا يوحي للسامع بأنه من النجف ـ انتخاب المالكي للحكومة القادمة. فقد ذكر "كنا نأمل في وقف نزيف الدم والحفاظ على الأرواح والأعراض والأملاك العامة والخاصة، ويعيش العراقيون بأمان، لكنّ شيئًا من هذا لم يتحقق بعد 11 عاماً من رحيل صدام". وقال إنه يسقط يوميًا في ظل وجود حكومة العراق الحالية المئات من القتلى، إضافة إلى أنّ 30% من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر وتنتشر بينهم البطالة والغلاء بالرغم من موازنة العراق العالية التي تعادل قيمتها موازنات أربع دول في المنطقة. يبدو إن ألنجفي مصاب بالزهايمر وهو يتحدث عن (11) سنة، متناسيا إن الدورة الانتخابية الثانية (2010) قد تمت بدعم ومباركة المراجع الأربعة للمالكي، كالدورة الأولى، والمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين! كما إن مشكلة الفقر والجوع والبطالة والغلاء وضياع المليارات، لم تكن وليدة المرحلة الانتخابية الثانية بل موروثة من الدورة الأولى. فإذا صح قول ألنجفي " إن ديننا ودينكم ووطننا ووطنكم وضميرنا وضميركم يجبرنا بدلاً من ذلك على انتخاب الكُفء الصادق الأمين". نسأله: إذن لماذا حرضتم أتباعكم على انتخاب المالكي لدورة ثانية، وقد كُشِفت جميع أوراقه منذ الدورة الأولى؟ ثم كيف نفسر قولك " انتخبوا عمار الحكيم فهو ابني وابن المرجعية". نسأله بدورنا: أليس عمار الحكيم جزء من حكومة المالكي الفاسدة؟ أليس للحكيم وزراء ومحافظين ورؤساء مجالس محافظات؟ أليس للحكيم نواب في البرلمان؟ هل كان أتباع الحكيم من الأتقياء في حكومة المالكي؟ أم كانوا كغيرهم من الفاسدين، وعادل عبد المهدي أقرب نموذج؟ أليس الحكيم يحمل الجنسية الإيرانية؟ أليس عمار الحكيم، ومقتدى الصدر هم من وقفوا ضد سحب الثقة من المالكي؟ أليس كلهم بضائع إيرانية فاسدة، فعلام الترويج للحكيم فقط؟ من جهة أخرى يذكر ألنجفي": سنقف ضد كل حاكم إذا مشى بشكل معوج، وإذا ظلم الشعب"ّّ... نسأله أيضا: هل وقفتم فعلا ضد المالكي؟ هل إن رفض المرجعية لاستقبال المالكي يعني الوقوف ضده...!؟ وهل هذا كافِ لوقف الفساد الحكومي، ومعالجة مشاكل الماء والكهرباء والفقر والأمية والبطالة والرشاوى والتزوير والعقود الفاسدة وانتفاء الخدمات وسرقة مواد البطاقة التموينية وغيرها؟ ألم يكن المالكي نفسه ابن المرجعية قبل أن ينقلب عليكم؟ أم كان لقيطا وتبنته المرجعية؟ ثم لماذا جاءت فتواك في الوقت الضائع؟ بعد انتخابات الجيش (مليون وثلاثة وعشرين ألف صوت كسب معظمها المالكي) وبعد انتهاء انتخابات الخارج، وفي وقت ضيق جدا من انتخابات الداخل...!؟ كما إن ألنجفي ذكر أمرا خطيرا وجب على المنظمات الدولية أن تأخذه بنظر الاعتبار "من خلال تساؤله عمن يقف وراء الإرهاب في العراق"، لكن من الذي خلق الإرهاب؟ إنه ـ أي المالكي ـ هو السبب! فقد أهمل حدود العراق، وجعل دخول البلاد سهلاً على الإرهابيين الذين يجتازونها بالعجلات المحملة بالأسلحة، ولم يتخذ أي إجراء ضدهم". إنها إدانة وافية وصريحة لصانع الإرهاب. بالطبع إن حصيلة الانتخابات كانت الخيط الذي يفصل بين شروق أو غروب دور المرجعية عند أغلبية الشيعة؟ ومدى إلزامهم بفتاواها. التصريحات الجوفاء بأن المرجعية راشدة ومقدسة، وهي خط أحمر، وغيرها من العبارات الطنانة، والشعارات الرنانة، ليست سوى هراء، أو كما يسميها العراقيون قيطان الكلام. النتائج فقط هي الفيصل الحاسم. وهي الدليل الحاسم على احترام الشيعة لمرجعيتهم أو عدم احترامها. وتجدر الإشارة بأن خذلان الشيعة لمراجعهم ليس بالأمر الجديد، فالذي يخذل حفيد الرسول الأعظم (ص) يهون عليه أن يخذل غيره من المراجع. يذكر محسن الأمين وهو من أعيان الشيعة، وصاحب موسوعة الغدير، بأنه "بايع الحسين عشرون ألفا من أهل العراق، غدروا به، وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم وقتلوه ". (أعيان الشيعة1/34). ويذكر مؤرخ الشيعة اليعقوبي "لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نسائها يبكين ويصرخن! فقال: هؤلاء يبكين علينا، فمن قتلنا!؟". (تأريخ اليعقوبي1/235). إن حصول المالكي على أكثرية المقاعد وبزيادة ثلاثة مقاعد نيابية عن الدورة السابقة، يرجع أولا: إلى النزاهة والاستقلالية المفرطة للمفوضية العليا للانتخابات. ثانيا: إلى إعجاب الشيعة بشخصية المالكي، وقناعتهم به كحاكم يناسبهم. ثالثا: تنفيذ الشيعة للأجندة الإيرانية على حساب المواطنة العراقية. وهذا يفسر أسباب سفر قاضي القضاة (رئيس مجلس القضاء الأعلى، رئيس المحكمة الاتحادية العليا) مدحت المذموم إلى طهران لتلقي آخر التوجيهات حول الحكومة القادمة! وإلا ما علاقة رئيس الجمهورية الإيرانية، ورئيس البرلمان، ورئيس مجمع تشخيص النظام بزيارة القاضي مدحت المذموم، ليلتقوا به...!؟ إن أكثرية المقاعد التي حصدتها ماكنة المالكي بالتزوير والرشوة وشراء الذم لاسيما مجلس المفوضية العليا للانتخابات، ووسائل الترغيب والترهيب للقطعان المسلحة، تفرز عدة أشياء. . إن الشيعة ما زالت مصرة على اختيار مختار العصر ليحكم العراق، فليس من المعقول أن ينتخب الأكراد أو أهل السنة وبقية الأقليات العراقية المالكي. الشيعة فقط هم الذين انتخبوا المالكي وأعطوه أصواتهم. . فضيحة أكذوبة الملايين من الصدريين التي صدعوا بها رؤوسنا خلال التظاهرات والزيارات المليونية! أين ذهبت هذه الملايين من الصدريين؟ وقد حصل مقتدى على عدد مخزِ من المقاعد، لا يتناسب مع مليون واحد وليس الملايين . . أفول نفوذ المرجعية، فالشيعة تقول للنجفي والسيستاني ـ الذي دافع عن ألنجفي عندما هاجمه النائب خالد العطية القيادي في ائتلاف دولة القانون ـ معذرة سادتنا ومراجعنا وافرة الظل! المال أولا! فسحر فتواكم غير قادر على حل عقدتنا مع إغراءات المالكي. . يبدو إن الشيعة في غمرتهم ساهون، وعن حقوقهم لاهون. فهم لا يرون إن لهم حقوق في ثروة البلد... فالفساد السياسي والمالي والأخلاقي لحكومة المالكي لا يمثل لهم أية مشكلة. لذا فهم مصرون كل الإصرار على انتخاب الفاسدين، ربما بسبب عقيدة المنتظر الذي يحتاج إلى مزيد من الظلم والفساد ليخرج من حفرته، ويملأ الأرض عدلا، وهذا لا يتم إلا عبر حزب الدعوة ودونكي شوت الفساد الحزب نوري المالكي. . مفوضية الانتخابات أنهت مهمتها في تزوير النتائج لصالح المالكي على أكمل وجه، وعليها منذ الآن تستعد للدورة الانتخابية الرابعة لصالح المالكي وحزبه العميل. . الشيعة لا تريد التغيير، وهي قانعة بالرفاهية والتنمية الكبيرة التي حققها المالكي على كافة الأصعدة. وربما شعار الشيعة الجديد: لا! لا للتغيير! المالكي، وغيره ميصير! . لا يحق للشيعة بعد فوز المالكي بأعلى نسبة من المقاعد البرلمانية أن يخرجوا بتظاهرة ضده، أو ضد حزبه، لأنه صنيعتهم، وهم يتحملون وزر الأخطاء القادمة، سواء تسلم رئاسة الوزارة من عدمها، فهو صاحب ثقل كبير في البرلمان القادم. . ساهم الشيعة في تحقيق المالكي لشعاره الديمقراطي (ما ننطيها ـ أي السلطة)، بغض النظر عن الوسائل اللامشروعة التي أتبعها. . فوز المالكي بأعلى المقاعد، يعني إن الشيعة خذلوا المرجعية، وخذلوا الشعب العراقي، وخذلوا المواطنة والحق والعدل والضمير والدين. في الختام هنيئا لشيعة العراق الفترة المظلمة الثالثة من تأريخهم العاثر في غياهب الباطل وأزقة الظلال. ونقول للمرجعية: يا لخيبتكم في أتباعكم! ولكن لا أسف على أفول دوركم عند الشيعة! فعلى نفسها جنت براقش. عن موقع المرابط العراقي |
أدوات الموضوع | |
|
|