جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ
{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }الحاقة12
بسم الله الرحمن الرحيم أن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ومن يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم وعلي اله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان الي يوم الدين فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أجارنا الله وإياكم من عذاب النار ومن غضب الجبار ثم أما بعد: ان الله قد بشر المؤمنين بالجنة و حذر من اتبع خطوات الشيطان و وعد من تبعه بسوء العذاب قال تعالي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور21 وان الشيطان يزين لإنسان العمل المخالف لكتاب الله وسنة رسوله حتي يظن انه عملا صالح وانه مقرب الي الله تعالي ولكن يصدق فيه قول الله تعالي {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً * تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ * لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ } لهم إعمال في الظاهر أنها إعمال صالح وهي مثل الجبال عامله ناصبه ورغم ذلك هم في النار قال تعالي (وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً ) وهذا ما كان عليه الأمم السابقة قال تعالي {تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النحل63 فانهم بدلوا ما كان عليه الاباء وابتدعوا في دين الله ما لم يكن فيه ونجد سيدنا عسي عليه السلام انه قال {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }المائدة117 ونستخلص من ذلك ان الله عز وجل قد شرع لنا هذا الدين منذ ان خلق الخلق وقد أمرنا ان نسير عليه قال تعالي {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }النساء125 {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161 وقد ورد ألينا هذا الدين بالتواتر وقد أمرنا رب العزة بإتباع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فقال الله عز وجل: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]. وقال تبارك وتعالى ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور:63 وان إتباع الرسول صلي الله عليه وسلم في كل أمور العبادة من غير أن نزيد أو نقص منها شي قال تعالي (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )آل عمران31 فان حب الله في إتباع نبيه صلي الله عليه وسلم قال تعالي (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )الشورى52 فإذا كانت الهداية في إتباع الرسول الكريم اذا فان الضلال في مخالفته وان مخالفة الرسول ما هي إلا بالبعد عن السنة الكريم التي سنها لنا قَالَ الْعِرْبَاضُ صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أقَبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ الله كَأَنَّ هٰذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إلَيْنَا فقَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْداً حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.أبي داؤد فقد أمرنا إن نتمسك بسنته وسنت الخلفاء الراشدين وان نبعد عن البدع التي هي تهدم الدين وتعمل فيه عمل السرطان في الجسم السليم حتى تهلكه فقد كان يحذر من ألبدعة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ثم يقول وأنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالًا فلأهله ومن ترك دينًا أو ضياعًا فإلي وعليّ (رواه مسلم فإننا سوف نتحدث اليوم عن شر لا يرحم وظلمة لا يجليها نورا ألا نور الحق وهي شر قد أهلكه الأمم التي سبقت حتى ان الله أمرنا أنستعيذ من حالهم وقد غضب من امة واسمي أخري بالضالين لأنهم عبدوا الله بالبدع التي لم ينزل الله بها من سلطان وان اتبعناهم سوف نهلك مثلهم وان تمسكنا بالسنة نجونا ولكن لسان الحال يقول إننا بدونا نبعد عن دين الله عز وجل وجعلنا كتاب الله وسنة رسوله خلف ظهورنا والسبب إننا ابتدينا نبتدع في الله ما لم ينزل به سلطان ونجد ان الرسول صلي الله عليه وسلم قد اخبرنا بأنه سوف يأتي أقوام من أمته وإنهم سوف ينتهجون منهج خلاف المنهج الذي كان يتبعه أصحاب رسول الله كما ورد في حديث حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرَ. فَجَاءَ اللّهِ بِخَيْرٍ. فَنَحْنُ فِيهِ. فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَـٰذَا الْخَيْر شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذٰلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذٰلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: كَيْفَ؟ قَالَ: يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إنْسٍ قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذٰلِكَ؟ قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ. وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ. وَأُخِذَ مَالُكَ. فَاسْمَعْ وَأَطعْ. مسلم قَالَ رسول الله صلي الله عليه وسلم : يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي أن هذا الحديث يخبرنا بأنه سوف يأتي أقوام يصلون ويصومون ويحجون ولكن يبتدعون في دين الله حتى يبعدون عن سنته ولا يتبعون الرسول صلي الله عليه وسلم و نجد في الحديث ابن عباسٍ رضيَ الله عنهما قال: خَطَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إنكم محشورونَ إلى الله حُفاةً عُراةً غُرلاً. ثم قال: {كما بدأنا أوّلَ خلقٍ نُعيدُهُ وَعداً علينا إنا كنّا فاعلين} إلى آخر الآية. ثم قال: ألا وإنَّ أولَ الخلائِق يُكسى يومَ القيامة إبراهيمُ. ألا وإنهُ يُجاءُ برجالٍ من أمتي فيُؤخَذُ بهم ذاتَ الشمالِ فأقولُ: يا ربِّ أُصَيحابي، فيقال: إنكَ لا تَدرِي ما أحدَثوا بعدَك. فأقولُ كما قال العبدُ الصالح {وكنتُ عليهم شهيداً ما دُمتُ فيهم، فلما تَوَفيتَني كنتَ أنتَ الرقيبَ عليهم وأَنْتَ على كُلِّ شيءٍ شَهِيدٌ} فيقال: إنَّ هؤلاء لم يَزالوا مرتدِّين على أعقابهم منذُ فارقتَهم البخاري وهم عند الحوض يسوقهم الي نار جهنم والعياذ بالله والسبب أنهم أحدثوا في الدين ما لم يكن فيه أي ابتدعوا امرأ لم يشرعها رسول الله أولا نحب ان نعرف ما هي البدعة ؟ البدعة في اللغة : مأخوذة من البدع وهو الاختراع على غير مثال سابق . ومنه قوله تعالى : بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مخترعها على غير مثال سابق . وفي ألشرع هي عبادة ليس لها أصل في ألشرع ونجد في القاعدة أصوليه هي ان الأصل في العادات الإباحة وهي البدعة في صناعة الآلات لمساعدة الإنسان من سيارات وطارات وغيرها وهذا مباح والأصل في العبادات التوقيف قال صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق عليه ونستخلص ذلك من القاعدة الأصولية وهي العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. لو أخذنا بدعه وقلنا أنها حسنه فنجد عموم اللفظ كل بدعه ضلاله فخص ظاهر هذا العموم بالأحاديث التي تذم البدعة حكم البدعه في الدين نستخلص حكم البدعة من الحديث الذي ورد فيه قول رسول الله صلي الله عليه وسلم وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقول النبي صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد فدل الحديث على أن كل محدث في الدين فهو بدعة وكل بدعة ضلالة مردودة اذن ان الحكم بالتحريم ومن قال ان هناك بدعة حسنة ولم يكن عليها دليل شرعي فهي مردودة او قال أحد من المسلمين إنها يتقرب بها إلى الله فإنها تزيده بعدا من الله ومن تقرب إلى الله بامر لم يرد في الكتاب او السنة فهو ضال متبع لخطوات الشيطان ونجد ان هنالك من يقول بان هنالك بدعة حسنة والدليل من سنة في الإسلام سنة حسنه أولا ان كل بدعة ضلاله وهي شملت العام والخاص ولم يخرج منها شي او لم يكن له أصل في الدين ويدخل في ذلك الاعتقاد و الإعمال الظاهرة والباطنه و الأقوال التي تخص الدين وإما قول رسول الله من سنة في الإسلام سنة حسنه نجد ان هذه السنة لها أصل في الدين وهي الصدقات والقصد من هذا القول المسارعة في الصدقة حتي يقتدي به القوم في الفعل أو إن يعمل الشخص عملا له أصل ولكن إن الناس تكاسلت في عمله ويعمله ويقتدي به الآخرون وهو سنة حسنه واما قول عمر رضي الله عنه وأرضاه نعم البدعة هي وهي لغويه لا شرعيه لان رسول الله صلي بالناس وامسكه خوفا ان تفرضه عليهم وهنا جمعهم عمر علي امام واحد فنظر وقال نعمة البدعة هي وليس الفعل وهي الجماعة لان الرسول سبق وقلنا انه صلي بهم وكان هو الامام و ليس هنا بدعه او ابتداع بل عمل علي امرا كان من قبل فعله رسول الله ونجد ان القران جمع في مصحف واحد وهذه ليس بدعه لان القران كتب في زمن الرسول صلي الله عليه وسلم وكان متفرق وما فعلوه انهم جمعوه في المصحف وهذه ليس بدعه بل عملا بينه علي ما سبق لأن البدعة شرعًا ما ليس له أصل في الشرع لماذا ظهرت البدعه ان البدعة ظهرت لعدة امور منها البعد عن دين الله فان البعد عن الدين يكون بالبعد عن حلقات العلم وترك المساجد والسعي خلف الدنيا ويؤدي ذلك لقلة العلم وتفشى الجهل كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْداً حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ابي داؤد . عن عروةَ قال: حَج علينا عبدُ اللهِ بن عمرو فسمعته يقول: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ اللهَ لايَنزعُ العلمَ بعدَ أن أعطاكموه انتزاعاً ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناسٌ جُهالٌ يستفتون فَيفتون برأيهم فَيُضِلُّون ويَضِلُّون. البخاري فإذا فقد العلم والعلماء ظهرت البدع وانتشرت نشطوا أهلها وان كان غرضهم الدين والتقرب إلي الله نجد في الأثر عن عمرو بن يحيى قال : سمعت أبي يحدث عن أبيه قال : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ،فجاء ابي مؤسي الاشعري . فقال : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا ، فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا . فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته ، ولم أر -والحمد لله- إلا خيرًا ، قال : فما هو ؟ قال : إن عشت فستراه . قال : رأيت في المسجد قومًا حلقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى . فيقول : كبروا مائة فيكبرون مائة . فيقول : هللوا مائة فيهللون مائة . فيقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة . قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئًا ، انتظار رأيك أو انتظار أمرك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدون سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم ، ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح . قال : فعدوا سيئاتكم . فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ، ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر . والذي نفسي بيده ، إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحو باب ضلالة قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير . قال وكم مريد للخير لن يصيبه . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا : أن قومًا يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم . جاء رجل إلى الإمام مالك بن انس رحمه الله فقال : من أين أحرم ؟ فقال : من الميقات الذي وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرم منه ؟ فقال الرجل : فإن أحرمت من أبعد منه ؟ فقال مالك : لا أري ذلك . فقال : ما تكره من ذلك ؟ قال : اني اكره عليك الفتنه قال : وأي فتنة في ازدياد الخير ؟ فقال مالك : فإن الله تعالى يقول : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ من الأسباب أيضا التعصب لرأي وعدم النزول منه وذلك يحول بينه وبين إتباع الدليل الشرعي ومعرفة الحق قال تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا . ونجد إن من هؤلا كثيرون إذا دعوا إلى إتباع الكتاب والسنة وتكبروا واستمسكوا بما هم عليه وكانت حجتهم واهيه. وايضا السعي في مجارات اهل الكفر والدول التي تدعي التقدم والحضاره والتقليد الاعمي لهم وهو الذي يوقع الانسان في البدع بلا شك وقد ورد عن الليثي انه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر ، إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لتركبن سنن من كان قبلكم ففي هذا الحديث أن التشبه بالكفار هو الذي جعل أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام أن يطلبوا هذا الطلب من نبيهم وهو أن يجعل لهم آلهة يعبدونها ويتبركون بها اثر ألبدعه أولا نتحدث عن اثر ألبدعه في الدين ان من اثر البدعة في الدين أنها تهدم ركن من أركان الدين وعند ذلك تتساقط الأركان حتي يتهدم الدين ونجد ذلك في قول احد السلف يقول : ما أحدثت أمة في دينها بدعة إلا رفع الله بها عنهم سنة ثم لم يعدها إليهم إلى يوم القيامة وعن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه قال ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن كما ورد أيضا من حديث علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا يبقى من القرآن إلا رسمه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى علماؤهم شر من تحت أديم السماء من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود نمسك مثال حي ونحن نعيشه اليوم ونتجرع مرارة كأسه وهو بدعة الحجاب نجد ان الحجاب فرض في دين الله ولكن لجهل ألامه بشعائر دينها تركت الحجاب وارتدت الثوب وكان عبارة عن ملحفة وهو شبيه بالحجاب ثم انخلع الثوب وكانت ألطرحه ثم انخلعت ألطرحه وكان الشعر مرسل ثم كاسيات عاريات اثر خلع الحجاب أدي إلي خروج المرأة من دارها و إلي اختلاطها بالرجال وقلة الحياة وادي ذلك إلي انتشار ألزني وادي ذلك إلي قلة البركة وذادت الأسعار وقله الإمطار وهذا ما نعيشه اليوم انظر الي بدعة الثوب وترك فرض الحجاب بدعة الازكار ان رسول الله ما ترك لنا باب الا اخبرنا بالذكر فيه وكتب السنن كلها تشهد علي ذلك قال تعالي {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 ان الله تعهد بالحفظ وهو حتي تقوم الساعة فان الأذكار محفوظة ولكن البعد عن الذكر الشرعي جعلنا نعيش في معيشة ضنكا والسبب إن الإنسان في أمس الحوجة للأذكار في الصباح والمساء ولكن الإنسان بداء في ترك بعض الأذكار ذكر وراء ذكر حتي ترك كل الأذكار وبدأت ظهور أذكار غير التي وردت عن رسول الله وهي ما نشاهدها الان من ضرب علي الطبول وجر السبحه ب الله الله الله ومعلوم بان رسول الله اخبرنا كيف نسبح واختصر التسبيح ب الله الله وهو ما لم ينزل الله به من سلطان والنتيجة قول الله عز وجل {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124 وكيف ونحن نذكر الله بالنوبات وحلقات الدراويش التي نراها في المسيد وان حلقات الذكر هي حلقات العلم عَن أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، قالَ: «خَرَجَ مُعَاوِيَةُ إِلى المَسْجِدِ فقالَ: ما يُجْلِسُكُمْ؟ قالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ الله، قالَ: الله مَا أجْلَسَكُمْ إِلاّ ذَاكَ؟ قالُوا والله ما أجْلَسَنَا إلاّ ذَاكَ، قالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَمَا كَانَ أَحَدٌ بَمَنْزِلَتِي مِنْ رسولِ الله أقَلَّ حَدِيثاً عَنْهُ مِنِّي. إِنَّ رَسولَ الله خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أصْحَابِهِ فقالَ: ما يُجْلِسُكُمْ؟ قالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ الله وَنَحْمَدُهُ لِمَا هَدَانا للإسْلاَمِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِهِ. فقالَ الله ما أجْلَسَكُمْ إلاَّ ذَاكَ؟ قَالُوا الله ما أجْلَسَنَا إِلاّ ذَاكَ. قالَ: أمَا أَنِّي لَمْ أسْتَحْلِفْكُمْ لِتُهْمَةٍ لَكُمْ إنَّهُ أتَانِي جِبْرِيلُ فَأخْبَرَنِي أنَّ الله يُبَاهِي بِكُم الملاَئِكَةَ» . حلقات تلاوة القران وهي ايضا حلقات ذكر وكل ما هو مشروع من الله هو ذكر قال تعالي { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63 وأي فتنه أعظم بان تفعل عملا لم يقوم به رسول الله كان الله أخصاك به لتخرجوه الي الناس فان هذا القليل من اثر البدعة في الدين والمجتمع أقوال الأئمة في ألبدعه قال الإمام مالك من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا قد خان الرسالة لان الله تعالى يقول:(اليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذ دين فلا يكون اليوم دين" قال أبو حنيفة : عليك بالأثر، وطريقة السلف، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة قال الإمام الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل ، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام وقال بعضهم لأحمد بن حنبل انه يثقل علي أن أقول فلان كذا وكذا، فقال رحمه الله: إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ونستخلص من هذا ان البدعة هي من الشيطان وانه يريد ان يضل ابن ادم ويهلكه لانه قال {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }ص82 وان الشيطان يفرح بالبدعة اكثر من المعصية لان المعصية يتوب صاحبها وانه تخصه وحده وان البدعة شر يعم الجميع كيف الخلاص من البدعة فَعَلَيْكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ». اول التمسك بالسنة واتباع الرسول صلي الله عليه وسلم َقال تعالي وما اتاكم الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ قال عبد الله بن مسعود خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال هذا سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153 تلاوة القران والتدبر {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ }آل عمران58 الجلوس في حلقات العلم وإتباع السنن والرواتب التي وردت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وبذلك تقل البدع وترجع السنن قال عمر بن عبد العزيز عندما سئل كيف عدلت قال كنت اقتل بدعة واحي سنه وهذا هو الخلاص اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان ينجنا من الفتن وان يجعلنا من الذي يستمعون القول ويتبعون أحسنه واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
#2
|
|||
|
|||
موضوع جيد ،ونقاط مهمة .
والحقيقة وكل أمر شط عن دائرة الدين فهو رد ! وكل أمر يدعي صاحبه نية الخير ، ويكون له ظاهر كأنه الخير ولكن فيه جنوح عن الملة الحق ! فحقيقة فصاحبه ليس ذو نية حسنة !!! والانسان على نفسه بصيرة !! قد يخادع الشيطان الانسان أن يعمل عملا في غير دائرة الاسلام ولكن يزين له ظاهر خير !! ولكن المسلم الحق يغلم وأن هذا العمل رد !!! فمن يتابع الشيطان على عمله فهو يبتدع بدعة ويلغي سنة ! والموضوع جيد ،ولكن ينقصه الترتيب وتسلسل أجود وعدم التكرار الا ضروري ! مشكور أخي !!! ولو كان الدين هوى فلان أو علان !!! لضاع رونق الدين وألقه . وكما قال الحبييب "فقال -صلى الله عليه وسلم-: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . وهذا الحديث رواه الترمذي أيضا، وأبو داود وابن ماجه وأحمد والدارمي والبغوي ونقل الألباني تصحيحه عن الضياء المقدسي في مختاراته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: إن الضياء المقدسي له كتاب سماه "المختارة" تصحيحه فيها أحسن من تصحيح الحاكم وحقيقة فسنة الخلفاء هي مستقاة وأمينة لسنة الرسول وأخطر ما تكون البدع في العبادات والمعتقدات ! ولكن وفي مستجدات الحياة ومتطلباتها الكريمة والطيبة ! فيكون الحكم وبناءا على مقاصد الشريعة الغراء وحدودها الطيبة ! |
أدوات الموضوع | |
|
|