الهيئة تدعو تنظيم الدولة الإسلامية الى رفع الظلم عن النصارى والسمح لهم بالعودة الى ديارهم في الموصل
دعت هيئة علماء المسلمين، تنظيم (الدولة الإسلامية) إلى إصلاح الخطأ الكبير الذي ارتكبته ضد النصارى في مدينة الموصل، والعمل على رفع الظلم عن هذا المكون والسماح لأبنائه بالرجوع إلى ديارهم لأن الظلم عواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة.
واوضحت الهيئة في بيان لها اليوم ان تنظيم (الدولة الإسلامية) حدد مهلة للنصارى بالخروج من مدينة الموصل انتهت يوم امس، الحادي والعشرين من شهر رمضان، وبناءً على ذلك خرج هؤلاء لتصبح المدينة خالية من هذا المكون ولأول مرة في التاريخ الإسلامي الطويل الذي بدأ بعهد الرسالة، مرورا بالخلافة الأموية فالعباسية فالعثمانية، وغيرها من الأنظمة الإسلامية وغير الإسلامية التي تخللت هذه المدد.
ورأت الهيئة ان هذا العمل يُعد تجنيا على الأبرياء وخروجا عن السبيل التي أوصى بها نبي الإسلام، وشرحها فقهاء المسلمين من بعده في التعامل مع هذا المكون، وغيره من أهل الكتاب .. مؤكدة انه لا يحق شرعا لأي جهة أن تتخذ مثل هذه الإجراءات التي تفتقر ـ إن سلمت صحتها ـ إلى دولة وسلطان يمثلان الأمة، وقضاء شرعي معروف بنزاهته وكفاءته، وعلماء في الفتوى مشهود لهم بالعلم والتقوى.
وشددت على إن ما جرى من استلاب البيوت والأموال والمقتنيات، تجري عليه أحكام الغصب في الشريعة الإسلامية، والعلماء متفقون على أن من غصب مالا لأحد لزمه رده أو تعويضه، لان الواجب في هذه الظروف الصعبة هو حماية المستضعفين من أبناء المناطق المحررة وتوفير العيش الكريم لهم ولا سيما الأقليات؛ لقطع الطريق على أعداء الثورة والمتصيدين في الماء العكر.. لافتة الانتباه الى انها كانت قد حذرت في بياناتها السابقة، جهات معروفة سعت الى تهجير هذا المكون من مدينة الموصل ومدن أخرى في العراق، وكانت ترتكب جرائم الاغتيال أو التهديد بالقتل بهدف تحقيق مصالحها الخاصة التي تنسجم مع أهداف معروفة لأعداء الإسلام.
وخلصت هيئة علماء المسلمين في بيانها الى القول: " ان الإنسان يعتريه الخطأ والنسيان، والضعف والقوة، ويقع منه الزلل، وليس ذلك عيبا، ولكن العيب هو التمادي فيه، أما إذا عرف الحق ورجع إليه فهذه منقبة له، استرشاد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) .. موضحة ان الله سبحانه وتعالى عندما اقسم في الحديث القدسي بقوله للمظلوم (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) جاء اللفظ بصيغة العموم، ولم يفرق في دعوة المظلوم بين المسلم وغيره.
الهيئة نت