جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مقتطف من قصتي القصيرة _عذرا_
معلمي احاسيس وهواجس تكدست وتراكمت في عقلي الصغير بمرور الايام كم تمنيت لو التقطتها مرة و قبضتها قبضة
لكن سرعان ما تنفلت مني . فتشت بدقة كبيرة بين رفوف عقلي و بحثت بعناية تامة داخل احشاء فؤادي ولم اجد الكلمات والعبارات الثاقبة الهادفة والفعالة التي سوف تصبو الى تجسيد احاسيسي الدفينة التي تجري مجرى الدم في كياني. لقد علمك الزمان قبل القلم. وما احوجنا وفي هذه الظرفية الحساسة بالذات الى ذلك الزمان الذي يمنحنا الميزان لعيش حياة متوازنة ودروس حقيقية ملموسة تخول لنا ان نستفيق من تخديرنا و غيبوبتنا . ويا اسفاه وكل الاسى الى ذلك القلم الذي لا يكتب الا بما تمليه هواه. ويخط بما تهوى مشاعره واما الزمان فهو يرغمك بقوة علي النضر في وجهك ولو كان قبيحا .وتقبله في المراة ولو كان بشعا معلمي عصبيتك علمتني ان انحرف قليلا عما كنت غليه لأصير انسانا عصبيا و جديا لخوض غمار تحديات الحياة. ولن انسى ابدا ما حييت ما فعلته بابنك التلميذ . انها صورة كالطنين في ادني تتغلغل في ضميري وتقتحم أحشائي وتشعرني بالقشعريرة كلما حاولت فقط ان أتذكرها لن انسى ما فعلته بابنك حين ضربت بوجهه بكل ما اتيت من قوة عرض السبورة السوداء الملطخة بالدماء الاحمر . كم اتلهف لو انك فعلت بي ذلك لقد ضحيت بفلذة كبدك وولدك العزيز لتمنحنا القوة من طابق من ذهب ولكي تعطينا صورة عن تقلبات مزاج الحياة يقينا منك ان الانسان لن يدوق طعم العسل الا بتعصيره من الشموع وصبره عن لدغات النحل. وسأتذكر دائما وقد فات عقدين من الزمن انك وفي يوم من الايام طلبت منا حفظ درس( كريم كم لك من كتاب) و هيأت لنا مكافاة ووعدتنا بالبقرة الضاحكة لكل من يقوم بذلك الجهد. وانا و كعادتي والله ثم والله لم ينم لي جفن ليال ثم ليال الى حدود الساعة وانا ادمع مع امي التي قطعت كبدها اربا اربا واصبحت دموعها دماء . بكيت دموع ودموع التي لن تطفئ الشموع ولو اجتمعت الجموع في ايام الجمع. ابكي مع شمعتي التي تضع فيها امي القليل من الملح ايمانا منها ان ذلك سوف يمدد من نور الحياة. ويقينا منها ان ذلك سوف يلطف من هول الحريق الدي اجتاح فوادي . وثقة منها كذلك ان مصيري رهين بتلك الشمعة. بعبارة اخرى امي شمعة مقدسة تضيئ ليالي الاحزان بتفان والم ... " وما مصير الشمعة الا دقائق وثوان. انا شخصيا لا تحز في نفسيتي كل هذه المعاناة بمرور الوقت . ولكن لن ادع كبريائي يسقط كالجبان. فالحياة علمتني الصبر والتقدم رغم الألآم. وحين اعاني اعاني في صمت. فيا امي الغالية يا من احببت. لا تسمحي للحزن ان يكسر فؤادكي بل اكملي حياتكي بدوني رغم زوال الشمعة . وحين تدمع هذه الاخيرة اخر دمعتها فعذرا لكي . لأني اريد ان اشق طريقا مختلفا غير الذي سلكه غيري.وان اسير في غيابات الظلام وعوالم الالام وخفايا الآثام رغم كل العراقيل والمشاكل لان الذي يتعود على هذا سوف يلمس مداق النور ويحس بمرارة الفقير ويفقه معاني البر صحيح انا مومن كل الايمان انه مسلك ضيق صعب ومملوء بالأشواك والثعابين والتماسيح. لكن لا مفر منها. سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري لآنه يزرع في جسدي شوكا احد من تلك الاشواك. ويجعلني اصير ثعبانا يتلقف ما في يميني وعن شمالي. اما التمساح فلن اصارعه فيستدرجني الى بحيرته ثم يغلبني هناك بمراوغاته ونقاشاته السفيهة وسط مياهه العادمة. ولكني سوف اروضه واجعله يعيش رغما عنه مع الفران. نعم مع الفئران وبما ان الكلب لا يمكنه ان يعيش دون قرينه. الا ان الاسد يستطيع.ورغم انعزالي ورغم الم الوحدانية والفراق الا اني عانيت ولازلت اعاني من ازمة الصديق. وعلى راي المثل (صادق صديقا في صدقه فصدق الصداقة في صديق صادق) . الا ان المفارقة ان لي صديقا واحد فقط في هذا الكون. هو الذي يفهمني جيدا و يتابعني اينما حللت وارتحلت ويترصدني في كل صغيرة وكبيرة ويعينني في السراء والضراء وحين الباس. الا وهو ذلك المعين الذي اراه دوما خلف المرآة. ولو انه يخونني في بعض المواقف بزلات لسانه وسوء تقديراته لبعض الامور. عذرا لك وان سال دم ابنك. فان ذلك بشارة وامارة على تدفق مجرى الحياة في جثة هامدة. و بإرجاعك للدماء الى عروقها و سير المياه الى مجاريها هذه المياه الملونة باللون الاحمر ما هي الى عربون تحلييك بالهمة والجبروت. من اجل بناء اجيال تجدد فينا روح التحدي والتضحية والمسؤولية. اما الان فقد فهمت جيدا الدرس يا معلمي وسوف اجيبك هذه المرة نيابة عن كريم بعدما خانتني الشجاعة في ذلك الوقت عندي كتاب واحد الا وهو القران فبالدم افديك يا معلمي وروحي اهديك ايها الرسول معلمتي معلمتي شرادي ما اروعك. انت رمز التضحية. و منبع التحدي. و مصدر الاصرار. كم انت شريرة نعم كم انت شريرة وقد شردت ضميري. وشردت حياتي بعد ان شردت مساري. لقد شردت ضميري لان نظراتك لا تفارقني لدرجة اني اجد مشقة و صعوبة في النظر الى وجهك العزيز. و في كل مرة تتقابل عيني بعينيك البراقتين والتي ترسل لي اسهما ملغمة اخترقت عقلي قبل قلبي و تخفي اسرار كم تودين لو كشفتها لي اما انا فبالمقابل رد فعلي هو اني في كل مرة اترقب واحتاط واترقب واحتاط لاختلس ثانية او ثانيتين من وقتك الميت لأنظر اليك في الوقت الذي لا تنظرين الى. كم اكون سعيدا في ذلك المشهد كنت احس اني اسرع مراوغ استطاع ان يسجل هدفا رائعا وقويا امام افضل حارس عرفته البشرية على وجه الكرة المعمورة اعجز عن النظر اليك لأنكي تذكرينني بأمي الحنون التي تضربني حبا منها لا غير. لقد شردت حياتي لأنكي على يقين تام اني سأواجه التشرد و المعاناة. لهذا اقول شكرا والف شكر لقد علمتني كيف اواجه هذه المعاناة منذ الطفولة لاكتسب بذلك اولا مناعة ثانيا قوة وثالثا وصبرا وتحدي. لأني اقر ان التحدي سر وجودي. وان الوجودية لا تكون ولن تكون الا ان نكون مكونا يتكون في كون الكائن الذي يكون كونا كائنا بكلمة كن فيكون. بينما الكائن بغيرته وغربته يغرغر غالبا وغبا غير التغيير قبل الغروب والبزوغ لقد شردت مساري. لأنك لا تؤمنين بعملية الشرود في العوبة واضحوكة الحياة فالإنسان يجب ان يقتنص الفرص ويتقدم الى الامام في وقت كان الكثير في غفلة باقون وفي سهوة غافلون اما انا وفي هذه اللعبة سأختلس الشرود رغم القوانين واخترق الحدود رغم العراقيل وسأركض نحو الغايات رغم الحيوانات المفترسة وساجري نحو الهدف وعيني مغمض ولو لم تكن لدي الكرة لأني على يقين تام ان الكرة سوف تسبقني الى الامام عذرا لكي يا معلمتي. لأني كنت دائما تلميذا متسخا. واتحمل ضربكي بصبر وثقة لا لشيء الا لأنني على يقين كل اليقين ان هذه اللحظة سوف تأتي ولو كان الصابون والماء كاف لإزالة الاوساخ لفعلت ذلك منذ البداية لكن هيهات هيهات فالضرير والكفيف لا حرج عنه عذرا يا معلمتي لقد اجتاحتني المهانة لأني لم أبلغكي ان تلك الاوساخ التي في يدي ما هي الا اثر البرودة القاسية اثر الصباح الحارق انه افورسان ولا الومك ولا الومكي طبعا بهذا الجهل لأنكي تستيقظين في تمام الساعة الثامنة الا قليلا او النصف او زد عليه قليلا وبسيارتك السريعة وفي رمشة عين كالبرق تدخلين الى الصف باطمئنان وحيوية اما انا فحدث ولا حرج ادا كان التلميذ يتشوق ويتلهف فرحا الى المدرسة وهمه هو استوعاب الدرس اما انا فهمي هموم واملي الم وعوني معاناة .. اما الحياة فلقد لقنتني دروس ولا زالت فعادتي ان استيقظ في تمام الساعة الخامسة ساعة الشتاء حيت البرد لا اقول القارس بل المميت وبدراجتي المهترئة التي اكل منها الدهر وشرب لا اقول اركبها بل ازحف بها لأنها هي من تركبني منذ ذلك الوقت عرفت ان الحياة ترسل لي اشارات سريعة وخاطفة من بعيد مفادها الحدر والتبصر ازاء عالم المفارقات و فعلا ما الاحداث الا عجائب وغرائب وما المسار الا اسرار وحدر اما الحياة فهي فنون وجنون اما انت يا امي عذرا لكي ايضا لأنني اسرق دوما جواربك المتقطعة والبسها في يداي ايدانا اني سأواجه تقلبات الحياة واسير الى عالم العجائب و ليس العيب في كوني فقيرا ولكن كل الاسى ان اموت هكدا وطبعا ليس العيب ان البس تلك الجوارب على يدي عوض اقدامي لكن قمة العيب و الحماقة هو ان اتجرد من تلك الجوارب الساخنتين لا لشيء الا لأنه يرضي الناس ويجعلني في منائ عن سخريتهم اقول بكل فخرو افتخار وعز واعتزاز نعم لبست جوارب امي املا مني ويقينا ان رائحة قدميها الزكية بإمكانها ان تضيف شيئا من الدفيء وفعلا فعلت وكيف لا وقد صدق من قال ان الجنة تحت اقدام الامهات هكذا كانت مسيرتي في طلب العلم والتزود بالمعرفة لقد تعوذ الناس على لعن ظروف حياتهم اما انا فلا كنت ازحف مع دراجتي المتواضعة ويداي جامدتان كالثلج الصلب اما عن اطراف اصابع قدمي فلا اقول احترقت ولكن ماتت من شدة هول حريق الصباح والمصيبة الكبرى حين اجر دراجتي وهمي كل الهم هو البحت عن ذريعة و سبب مقنع لإقناع الحارس العام في المدرسة عن ظروف تأخري او ظروف غيابي في اغلب الاحيان اما سببي هذا فهو تافه وسخيف لكن هذه الايام وحينما كنت متيقنا ان العسل لا ينتجه سوى النحل ولا غير سواه ارتاح بالي واطمان بالي حينما علمت ان الذباب لا ينتج سوى الفضلات وهمه ليس الا الفضلات دلك الوقت كم تمنيت لو عاش الحارس العام ولو لحضة من يومي المحفل بالمغامرات الا انني كنت متيقنا ان لحضة سوف تاتي لارد له جميله وابرهن له بالحجج الدامغة الملموسة والبراهين الدقيقة المثالية واعطيه معادلات الحياة الحقيقية واكشف له دلك المجهول الدي ضل مجهولا له مند دلك الوقت العصيب الى اخر جزء من المائة من زمن الوقت البدل الضائع اما عن ضياع قرون الجامعة فحدث ولا حرج فقد علمتني انها ليست الا حياة صغيرة تلخص باختصار مسار الانسان في حياته لان الناجح فيها فلا يمشي مرحا وان الراسب فيها هو الناجح الحقيقي بامتياز هكذا فهمت الامور فالنجاح يعطينا فقط فخرا بأنفسنا وبالتالي الكسل طول العمر لان القمة ليست مكانا فسيحا ومريحا لكون الكثيرين ممن بلغوا القمم يستسلمون للنوم وبالتالي يهوون إلى القاع بعد ان ذاقوا لذتها اما الذي يسقط مرارا وتكرارا وينتقل في كل مرة من بؤرة الى اخرى ومن مستوى الى مستوى اخر ويكافح ويقاوم ويقف ثم يسقط ويبدل جهدا اخر للوقوف ثم ويصبر ثم فحياته كلها مناعة تمنحه قوة واصرار وتحدي على تجاوز العوائق حتى بلوغ المراد ربما تتأخر الاشياء الجميلة لكنها حتما وحتما سوف تاتي فاثبت ايها الطالب فمن سار في درب العلم سهل الله له ذلك وكيف لا وان حبيبنا محمد امرنا ببلوغه ولو في الصين فلا تيأس ابدا حينما تسقط اوراق الاشجار فان دلك فقط دليل على بزوغ ربيع جميل واعلم ان الرزاق يعلم اكثر منك ويدري ما هو افضل لك وربما يكون لديك مستقبلا راقيا ومرموقا احسن بكثير مما تصبو اليه فاحمد الله واشكره على نعمه عليك فالقدر حكمة لن يستوعبها الا ما رحم ربي لذا اغمض عينيك وتوكل على الله انداك سر حتى بين الحفر لعلك لا تدري ان تلك الحفرة يتواجد فيها عسل الحر الخالص فاعقل وتوكل فانه ليس للحياة مذاق إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله اشكر الله بما قدره لك وواصل مشوارك ولا تستسلم لأنك تعرف جيدا ان مصير الدراجة السقوط ان وقفت ومصير التذمر اللوم والهزيمة |
#2
|
|||
|
|||
جدا رائع وراقي ما قرأت هنا
سلمت يداك واعانك ألله في تحقيق مرادك شكرا لك |
#3
|
|||
|
|||
يخط قلمك كلام جميل يا مجهول !
ما أجمل أن يعبر الانسان عما في داخله من نظرات متصبرة ومتوكلة ! وبما تعج من الحكمة ! أن ينظر الانسان للحياة بمنظار الحقيقة فهذا جيد جدا ! وزيادة عليه يروى ما جرعته الحياة وجرعه الظلم المستشري على جنبات المساكين والقاصرين ! وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم . فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تنظر إلى مثابط الماضي وكن على تقى وتوكل على الله عز وجل فإن الله لا يضيع أجر المحسنين . |
#4
|
|||
|
|||
يخط قلمك كلام جميل يا مجهول !
ما أجمل أن يعبر الانسان عما في داخله من نظرات متصبرة ومتوكلة ! وبما تعج من الحكمة ! أن ينظر الانسان للحياة بمنظار الحقيقة فهذا جيد جدا ! وزيادة عليه يروى ما جرعته الحياة وجرعه الظلم المستشري على جنبات المساكين والقاصرين ! وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم . فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تنظر إلى مثابط الماضي وكن على تقى وتوكل على الله عز وجل فإن الله لا يضيع أجر المحسنين . |
#5
|
|||
|
|||
يخط قلمك كلام جميل يا مجهول !
ما أجمل أن يعبر الانسان عما في داخله من نظرات متصبرة ومتوكلة ! وبما تعج من الحكمة ! أن ينظر الانسان للحياة بمنظار الحقيقة فهذا جيد جدا ! وزيادة عليه يروى ما جرعته الحياة وجرعه الظلم المستشري على جنبات المساكين والقاصرين ! وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم . فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تنظر إلى مثابط الماضي وكن على تقى وتوكل على الله عز وجل فإن الله لا يضيع أجر المحسنين . |
أدوات الموضوع | |
|
|