جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
والسماء والطارق* وما ادراك ما الطارق* النجم الثاقب*
والسماء والطارق* وما ادراك ما الطارق* النجم الثاقب*
بقلم: د. زغلول النجار يستهل ربنا( تبارك وتعالي) سوره الطارق بقسم عظيم يقسم به( سبحانه) وهو الغني عن القسم بكل من السماء والطارق, ثم يثني باستفهام تفخيمي عن ماهيه الطارق ويحدده بالنجم الثاقب, فيقول( عز من قائل) مخاطبا خاتم انبيائه ورسله( صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم اجمعين): والسماء والطارق* وما ادراك ما الطارق* النجم الثاقب* (الطارق:1 3) وقد اختلف المفسرون في تحديد المقصود من الطارق, فمنهم من قال ان الوصف ينطبق علي كل نجم, ولا سبيل الي تحديد نجم بذاته, ولا ضروره لهذا التحديد, بل ان الاطلاق اولي ليكون المعني: والسماء ونجومها الثاقبه للظلام, النافذه من هذا الحجاب الذي يستر الاشياء..., كما قال صاحب الظلال( يرحمه الله رحمه واسعه).. ومنهم من قال انه الثريا او النجم الذي يقال له كوكب الصباح, او نجم اخر محدد بذاته, ومنهم من قال ان الوصف ينطبق علي الشهب التي وصفها القران الكريم بانها ثاقبه, كما في قول الحق( تبارك وتعالي): الا من خطف الخطفه فاتبعه شهاب ثاقب* ( الصافات:10) وذلك علي الرغم من الفروق الضخمه بين كل من النجم والكوكب والشهاب. ولكن, الواضح من الايات ان القسم جاء هنا بنجم خاص بذاته سماه ربنا تبارك وتعالي ب الطارق, ووصفه بالنجم الثاقب, فما هو هذا النجم المحدد الذي استوجب هذا القسم القراني التفخيمي, وجاء مقرونا بالسماء علي عظم شانها؟ خاصه ان القسم في القران الكريم ياتي من اجل تنبيهنا الي اهميه الامر المقسوم به, والي ضرورته لاستقامه الكون ومكوناته, او لاستقامه الحياه فيه, او لكليهما معا, وذلك لان الله( تعالي) غني عن القسم لعباده, كما سبق وان اشرنا وكررنا لمرات عديده, وعندي ان معني الطارق النجم الثاقب لا ينجلي الا بمعرفه دقيقه لطبيعه النجوم وانواعها ومراحل تكونها, لان هذه قضيه علميه صرفه, وكطبيعه كل الاشارات الكونيه في القران الكريم, لابد من توظيف المعارف العلميه لفهم دلالاتها, حيث لا يمكن لتلك الدلالات ان تتضح في الاطار اللغوي وحده. المدلول اللغوي للفظه الطارق لفظه الطارق اسم فاعل من الطرق بمعني الضرب بشده, واصل الطرق الدق, ومنه سميت المطرقه التي يطرق بها, وهذا هو الاصل, ولكن استخدمت اللفظه مجازا لتدل علي الطريق اي السبيل, لان السابله تطرقها باقدامها, ثم صارت اسما لسالك الطريق, باعتبار انه يطرقها بقدميه, ولفظه الطريق تذكر وتونث, وجمعها اطرقه, وطرق. كذلك استخدم لفظ الطريقه بمعني الوسيله او الحاله. واستخدم الطرق والمطروق للاشاره الي ماء السماء الذي تطرقه الابل بعد سقوطه علي الارض, واستخدم لفظ الطارق علي سبيل المجاز للتعبير عن كل ما جاء بليل, فسمي قاصد الليل طارقا لاحتياجه الي طرق الابواب المغلقه, ثم اتسع هذا الاستعمال المجازي ليشمل كل ما ظهر بليل, ثم زيد في توسيعه حتي اطلق علي الصور الخياليه الباديه لبعض الناس بالليل. وطريقه القوم وطرائقهم اماثلهم وخيارهم, والطرائق الفرق والطرق. والطرق ايضا الضرب بالحصي, وهو من الكهانه والتكهن, والطراق هم المتكهنون, والطوارق هن المتكهنات. اراء المفسرين في الطارق النجم الثاقب ذكر ابن كثير قول قتاده وغيره من متقدمي المفسرين( يرحمهم الله جميعا) مانصه: انما سمي النجم طارقا, لانه انما يري بالليل, ويختفي بالنهار, ويويده ما جاء بالحديث:( الا طارقا يطرق بخير يارحمن), واضاف قول ابن عباس( رضي الله تبارك وتعالي عنهما( في شرح الثاقب بالمضيء, واشار الي قول عكرمه( رضي الله عنه): هو مضيء ومحرق للشيطان. وذكر صاحب الظلال( يرحمه الله): ان هذا الوصف ينطبق علي جنس النجم, ولا سبيل الي تحديد نجم بذاته من هذا النص, ولا ضروره لهذا التحديد, بل ان الاطلاق اولي ليكون المعني: والسماء ونجومها الثاقبه للظلام, النافذه من هذا الحجاب الذي يستر الاشياء... وذكر مخلوف( يرحمه الله): ان... المراد هنا النجم البادي بالليل, واضاف:( النجم الثاقب) اي المضيء, كانه يثقب الظلام بنوره فينفذ فيه, والمراد به الجنس, فان لكل كوكب ضوءا ثاقبا, او هو معهود وهو الثريا, او النجم الذي يقال له( كوكب الصباح)... ووافق كل من الصابوني( امد الله في عمره), واصحاب المنتخب في تفسير القران الكريم( جزاهم الله خيرا), ما قال به ابن كثير( يرحمه الله), علي الرغم من ان القسم واضح الدلاله علي نجم محدد بذاته, وفيه من التحديد والتخصيص ما لا يمكن تجاهله, فلو كان الوصف بالطارق ينطبق علي كل نجم, ما خصص في هذه الايه الكريمه بهذا التحديد الدقيق, ولما اعطي اسما محددا الطارق, ولا صفه محدده النجم الثاقب, ولما ورد به القسم مع السماء بهذه الصوره المفخمه, ولما وجه السوال الي خاتم الانبياء والمرسلين( صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم اجمعين) عقب القسم مباشره: والسماء والطارق* وما ادراك ما الطارق* ولما اتي الجواب قاطعا, حاسما من الله( تعالي) بقوله( عز من قائل): النجم الثاقب* والنجوم قد ورد ذكرها في القران الكريم ثلاث عشره مره, اربع منها بالافراد( النجم), وتسع بالجمع( النجوم), ولم يوصف اي منها بالطارق النجم الثاقب, الا في هذه السوره المباركه التي نحن بصددها, والتي حملت اسم الطارق تاكيدا ان الطارق نجم محدد بذاته, ولكي نفهم حقيقه هذا النجم الطارق الثاقب, لابد لنا من التعرف علي انواع النجوم, لنجد ما يمكن ان ينطبق عليه هذا الوصف القراني المحدد. ماهيه النجوم؟: النجوم هي مصابيح السماء الدنيا, وهذه المصابيح السماويه عباره عن اجرام غازيه في غالبيتها, ضخمه الحجم, ولكنها تبدو لنا ضئيله لتعاظم ابعادها عنا, فاقرب النجوم الينا وهي الشمس تبعد عنا بنحو مائه وخمسين مليون كيلومتر(149,6 مليون كيلومتر) واقرب نجوم مجرتنا الينا بعد الشمس واسمه الاقرب القنطوري (Proxima Centauri) يقدر بعده عنا باكثر من اربعه الاف مليون مليون كيلومتر(4,3 من السنين الضوئيه), ومن النجوم ما يبعد عنا باكثر من عشره بلايين من السنين الضوئيه. والنجوم اجرام سماويه شديده الحراره, ملتهبه, مشتعله, ومضيئه بذاتها, يغلب علي تركيبها غاز الايدروجين, ويليه في الكثره غاز الهيليوم, والقليل من العناصر الاخري الاثقل وزنا, وتحتوي ماده النجم الغازيه( في اغلبها) بعمليه التجاذب الداخلي الي مركز النجم الناتجه عن دورانه حول محوره, وتودي هذه العمليه الي اتحاد نوي ذرات الايدروجين مع بعضها البعض بالاندماج او الانصهار النووي (Nuclear Fusion) وينطلق عن ذلك كميات هائله من الطاقه علي هيئه عدد من الاشعاعات الكهرومغناطيسيه التي من اهمها الضوء والحراره. ويودي تسلسل عمليه الاندماج النووي من عنصر الي اخر, الي تكوين عناصر اعلي في وزنها الذري باستمرار, مما يودي بدوره الي تعقيد كل من التركيب الكيميائي والبناء الداخلي للنجم, الذي يتقلص حجمه بالتدريج وتزداد كثافته بطريقه مطرده, وترتفع درجه حرارته باستمرار, فيمر بذلك في عدد من الاطوار المتتاليه حتي نهايه حياته, وتسمي هذه المراحل المتتاليه بدوره حياه النجم. دوره حياه النجوم: خلقت النجوم ابتداء من الدخان الكوني, الذي نشا عن انفجار الجرم الاولي للكون( فتق الرتق), ولاتزال النجوم تتخلق امام انظار الفلكيين من دخان كل من السدم والمسافات بين النجميه وبين المجريه, عبر مراحل متتاليه, وذلك بواسطه عدد من الدوامات العاتيه التي تعرف باسم دوامات تركيز الماده (Material Accretion Whorlsor Vertigos) التي تعمل علي تكثيف الماده في داخل سحابات الدخان بفعل عمليه التجاذب التثاقلي (Gravitational Attraction) فتودي الي احداث تصادمات متكرره بين جسيمات الماده ينتج عنها الارتفاع التدريجي في درجه حرارتها حتي تصبح قادره علي بث الاشعه تحت الحمراء فيولد ما يسمي بالنجم الابتدائي Pro-(or) Proto-Star وتستمر جزيئات الماده في هذا النجم الاولي في التجمع والانجذاب اكثر نحو المركز حتي تتجمع الكتله اللازمه لبدء عمليه الاندماج النووي, فتزداد الاصطدامات بينها, ويزداد الضغط الي الدرجه التي تسمح ببدء التفاعلات النوويه الاندماجيه بين نوي ذرات الايدروجين, فيتوهج النجم الاولي وتنطلق منه الطاقه, وينبثق الضوء المرئي, وعند ذلك يكون النجم الابتدائي قد وصل الي طور النضج المسمي باسم نجوم النسق الرئيسي (Main Sequence Stars) ويستمر النجم في هذا الطور غالبيه عمره(90% من عمره), حيث يتوقف انكماش مادته نحو المركز بسبب الحراره والضغط البالغين المتولدين في مركز النجم. وينتج عن استمرار التفاعلات النوويه في داخل نجم النسق الرئيسي استهلاك كميات كبيره من غاز الايدروجين الذي تحوله الي الهيليوم, وبالتدريج تتخلق العناصر الاثقل من مثل الكربون, والنيتروجين, والاوكسجين, وفي مراحل لاحقه يتحول لب النجم الي الحديد, فتتوقف عمليه الاندماج النووي, ويدخل النجم في مرحله الاحتضار علي هيئه النموذج الاول لانفجار المستعر الاعظم (TypeI Supernova Explosion) ينتهي به الي دخان السماء عبر مراحل من العمالقه الحمر (Red Giants) ثم مرحله النجوم الزرقاء شديده الحراره والمحاطه بهاله من الايدروجين المتاين والمعروفه باسم السدم الكوكبيه (Planetary Nebulae) ثم مرحله الاقزام البيض (White Dwarfs) صوره بالاشعه السينيه لسديم السرطان وبداخله نجم نيوتروني اذا كانت الكتله الابتدائيه للنجم قليله نسبيا( في حدود كتله الشمس تقريبا), اما اذا كانت الكتله الابتدائيه للنجم عده مرات قدر كتله الشمس, فانه يمر بمراحل من العمالقه العظام (Supergiants) ثم النموذج الثاني لانفجار المستعر الاعظم (TypeII Supernova Explosion) الذي تتبقي عنه النجوم النيوترونيه (Neutron Stars) او الثقوب السود (Black Holes) والتي اسميها باسم النجوم الخانسه الكانسه (The Concealedor Hidden Sweeping Stars) كما يصفها القران الكريم, والتي تبتلع كل ما تمر به او يصل الي افق حدثها (Event Horizon) من مختلف صور الماده والطاقه, ثم ينتهي بها المطاف الي دخان السماء عن طريق تفككها وتبخر مادتها عاليه الكثافه, كما يعتقد غالبيه الدارسين لموضوعات الفيزياء الفلكيه, وان كانوا لم يتمكنوا بعد من تحديد كيفيه حدوث ذلك, ويري بعض الفلكيين ان اشباه النجوم (Quasars) مرشحه لتكون المرحله الانتقاليه من الثقوب السود الي دخان السماء, وهي اجرام شاسعه البعد عنا, ضعيفه الاضاءه( ربما لبعدها الشاسع عنا), منها ما يطلق اقوي الموجات الراديويه المعروفه في السماء الدنيا ويعرف باسم اشباه النجوم الراديويه (Quasi-Stellar Radio Sourcesor Quasars) ومنها ما لا يصدر مثل تلك الموجات الراديويه ويعرف باسم اشباه النجوم غير الراديويه (Radio-Quiet Quasi-Stellar Objectsor QSOs) وغالبيه نجوم السماء من النوع العادي, او ما يعرف باسم نجوم النسق الرئيسي (Main Sequence Stars) التي تمثل مرحله نضج النجم واوج شبابه, وهي اطول مرحله في حياه النجوم, حيث يمضي النجم90% من عمره في هذه المرحله, التي تتميز بتعادل دقيق بين قوي التجاذب الي مركز النجم( والناتجه عن دوران النجم حول محوره), وقوي دفع ماده النجم الي الخارج( نتيجه لتمدده بالحراره الشديده الناتجه عن عمليه الاندماج النووي في لبه), ويبقي النجم في هذا الطور حتي ينفذ وقوده من غاز الايدروجين, او يكاد ينفد, فيبدا بالتوهج الشديد حتي تصل شده اضاءته الي مليون مره قدر شده اضاءه الشمس, ثم يبدا في الانكدار التدريجي حتي يطمس ضووه بالكامل, ويختفي كليه عن الانظار علي هيئه النجم الخانس الكانس( او الثقب الاسود), عبر عدد من مراحل الانكدار. ومن النجوم المنكدره ما يعرف باسم السدم الكوكبيه (Planetary Nebulae) والاقزام البيض (White Dwarfs) والنجوم النيوترونيه (Neutron Stars) ومنها النابض وغير النابض Pulsating Neutron Stars (or Pulsars)and Non-pulsating Neutron Stars وغيرها من صور انكدار النجوم, وسبحان الذي انزل من فوق سبع سماوات, ومن قبل الف واربعمائه سنه قوله الحق: اذا الشمس كورت* واذا النجوم انكدرت* ( التكوير:2). وقوله( عز من قائل): فاذا النجوم طمست* (المرسلات:8) والايات الثلاث من مظاهر الاخره, الا ان من رحمه الله( تعالي) بنا, ان يبقي لنا في سماء الدنيا من ظواهر انكدار النجوم وطمسها, ما يوكد امكانيه حدوث ذلك في الاخره بكيفيات ومعدلات مغايره لكيفيات ومعدلات الدنيا, لان الاخره لها من السنن ما يغاير سنن الدنيا. احجام النجوم تتفاوت النجوم في احجامها تفاوتا كبيرا, فمنها العماليق العظام (Supergiants) التي تزيد اقطارها عن اربعمائه ضعف قطر الشمس( اي نحو خمسمائه وستين مليون كيلومتر), ومنها الاقزام البيض (White Dwarfs) التي لا تتعدي اطوال اقطارها واحدا من مائه من طول قطر الشمس في المتوسط( اي لا تتعدي14000 كيلومتر), ومنها النجوم النيوترونيه (Neutron Stars) التي لا يتعدي طول قطر الواحد منها سته عشر كيلومترا, ومنها النجوم الخانسه الكانسه( او ما يعرف باسم الثقوب السود) (Concealedor Hidden Sweeping Stars (or Black Holes) التي يتضاءل فيها قطر النجم الي ما لا يستطيع العقل البشري ان يتصوره, وهي صوره واقعيه راهنه تعيد الي الاذهان نقطه البدايه الاولي التي انفجرت فخلق الله تعالي منها كل السماوات والارض( الرتق) مع الفارق الشاسع بين النقطتين في تناهي الحجم والكتله, وكم الطاقه ودرجه الحراره وغير ذلك من الصفات, ولكنها رحمه الله( تعالي) بنا, ان يبقي لنا في صفحه السماء ما يمكن ان يعين اصحاب البصائر علي تدبر الخلق الاول, وعلي تصور امكانيه افنائه, واعاده خلقه من جديد, وهي من القضايا التي طالما جادل فيها الكافرون والمتشككون والمنكرون بغير علم ولا هدي ولا سلطان منير. كثافه وكتل النجوم كما تتفاوت النجوم في احجامها, فانها تتفاوت في كل من كثافه مادتها وكتلتها, وبصوره عامه تقل كثافه النجم كلما زاد حجمه وبالعكس, تزداد كثافته كلما قل حجمه, وقد لوحظ ان كثافه ماده النجوم تتفاوت بين واحد من مائه من متوسط كثافه الشمس( المقدره بنحو1,41 جرام للسنتيمتر المكعب) في العماليق العظام (Supergiants) الي طن واحد للسنتيمتر المكعب(610 جرام/سم3) في الاقزام البيض (White Dwarfs) الي بليون طن للسنتيمتر المكعب(1510 جرام/سم3) في النجوم النيوترونيه الي اضعاف مضاعفه لتلك الكثافه في النجوم الخانسه الكانسه( الثقوب السود). ويمكن تعيين كتل النجوم خاصه الثنائيه والثلاثيه منها, اما بصريا او طيفيا بتطبيق قانون الجاذبيه, او بتطبيق قوانين الازاحه الطيفيه (Red Shift) ( انزياح اضواء النجوم الي الطيف الاحمر), وهناك علاقه بين كتله النجم ودرجه اضاءته( في مرحله نجوم النسق الرئيسي), اي بين كتله الماده التي يحتويها النجم, وبين كميه الطاقه المتولده في جوفه, فاذا كان النجم في حاله اتزان بين قوي الجذب الي مركزه وقوي الدفع الي الخارج( اي لا يتمدد ولا ينكمش) فان جميع خواصه الفيزيائيه تعتمد علي كل من كتلته وتوزيع العناصر الكيميائيه في مادته. وتعتبر كثافه النجم داله قويه علي مرحله تطوره, فكلما زادت كثافه النجم, كان اكبر عمرا واقرب الي نهايته من النجوم الاقل كثافه. درجات حراره النجوم تتفاوت النجوم في درجه حراره سطحها بين2300 درجه مطلقه في النجوم الحمراء,و واكثر من خمسين الف درجه مطلقه في النجوم الزرقاء, ويتم قياس درجه حراره سطح النجم بعدد من التقنيات التي منها قياسات لون النجم, لان اشعاعه يخضع لقوانين اشعاع الجسم الاسود (Black Body Radiation) فاذا كانت درجه حراره النجم منخفضه نسبيا, مالت معظم الاشعاعات التي يصدرها الي اللون الاحمر, واذا كانت درجه حرارته عاليه مالت اشعاعاته الي الزرقه, وتسمي درجه الحراره المقاسه باسم درجه حراره اللون (ColourTemperature) ومنها قياس شده خطوط الامتصاص الطيفيه لاشعه النجم في مراحل مختلفه من التاين والاثاره وتسمي درجه الحراره المقاسه باسم درجه الحراره الطيفيه (Spectral Temperature). وتتفاوت النجوم ايضا في درجه حراره جوفها بين عشرات الملايين في نجوم النسق الرئيسي, ومئات البلايين من الدرجات المطلقه في المستعرات وما فوقها. اقدار النجوم هي مقاييس عدديه تعبر عن درجه لمعان النجم, وتقاس شده الاضاءه الظاهريه للنجم بكميه الضوء الواصل منه الي نقطه معينه في وحده من وحدات الزمن, والقدر الظاهري للنجم قيمه عدديه لوغاريتميه تعبر عن شده اضاءته الظاهريه بالنسبه لغيره من النجوم, بمعني ان الارقام الاقل تعبر عن درجه لمعان اعلي, ويعتمد القدر الظاهري للنجم علي كميه الطاقه المنطلقه منه في الثانيه( القدر المطلق), وعلي بعد النجم عنا, ويمكن معرفه القدر المطلق للنجم بمعرفه بعده عن الارض, ويبلغ مدي القدر النجمي المطلق نحو27 درجه( تتراوح بين-9 في اشدها لمعانا, و+18 في اخفتها). وتبلغ درجه لمعان الشمس( قدرها المطلق)+5, بينما يقترب ذلك من اقصي قدر(-9) في كل من العماليق الحمر, والعماليق العظام والمستعرات وما فوقها, حيث تبلغ شده اضاءه النجم اكثر من مليون ضعف اضاءه الشمس, وتتدني شده الاضاءه الي واحد من الف من شده اضاءه الشمس في النجوم المنكدره من مثل الاقزام البيض, والنجوم النيوترونيه, الي الطمس الكامل والاظلام التام في النجوم الخانسه الكانسه( الثقوب السود) واشباهها من الاجرام المستتره في ظلمه الكون. التغير في اقدار النجوم او( النجوم المتغيره) بالاضافه الي التباين الشديد في درجه لمعان النجوم, فان بعض النجوم العاديه (Main Sequence Stars) تتفاوت شده اضاءه النجم الواحد منها من وقت الي اخر, عبر فترات زمنيه تطول او تقصر, وبشكل مفاجيء او بصوره هادئه متدرجه, لا تكاد ان تدرك, ولذلك عرفت باسم النجوم المتغيره او المتغيرات. احتضار النجوم: يبدا النجم العادي( مرحله النسق الرئيسي) في الاحتضار, بالتوهج الشديد علي هيئه عملاق احمر (Red Giant) اذا كانت كتلته الابتدائيه في حدود كتله الشمس( او قريبه من ذلك), او علي هيئه عملاق اعظم (Supergiant) اذا فاقت كتلته الابتدائيه كتله الشمس بعده مرات, وينشا في الحاله الاولي نجم ازرق شديد الحراره محاط بهاله من الايدروجين المتاين( اي الحامل لشحنه كهربيه), ويعرف باسم السديم الكوكبي (The Planetary Nebula) الذي سرعان ما يتبرد وينكمش علي هيئه ما يعرف باسم القزم الابيض, وقد تدب الروح في القزم الابيض فيعاود الانفجار علي هيئه عملاق احمر, ثم نخبو جذوته الي قزم ابيض عده مرات حتي ينتهي به العمر الي الانفجار علي هيئه مستعر اعظم من النمط الاول (TypeI Supernova) فتنتهي مادته وطاقته الي دخان السماء لتدخل في دوره ميلاد نجم جديد. وفي حاله النجوم فائقه الكتله, ينفجر نجم النسق الرئيسي علي هيئه عملاق اعظم, الذي يعاود الانفجار علي هيئه مستعر اعظم من النمط الثاني, عائدا الي دخان السماء عوده جزئيه, ومكدسا جزءا كبيرا من كتلته علي هيئه نجم نيوتروني او ثقب اسود( نجم خانس كانس), اما مباشره او عبر مرحله النجم النيوتروني حسب الكتله الابتدائيه للنجم. والمراحل المتاخره من حياه النجوم مثل النجوم الزرقاء الحاره, والنجوم النيوترونيه, والنجوم الخانسه الكانسه( الثقوب السود), واشباه النجوم ترسل بوابل من الاشعه والجسيمات الكونيه, او باحزمه متصله من الاشعه السينيه او الاشعه الراديويه عبر السماء الدنيا, فتفقد من كتلتها باستمرار الي دخان السماء. ومن اهم هذه المراحل المتاخره في حياه النجوم ما يعرف باسم النجوم النيوترونيه النابضه او النوابض, وهي نجوم نيوترونيه شديده التضاغط ترسل بنبضات منتظمه من الاشعه الراديويه المتسارعه في كل جزء من الثانيه, او في كل عدد قليل من الثواني, وقد يصل عدد النبضات الي ثلاثين نبضه في الثانيه, ويعتمد عدد النبضات علي سرعه دوران النجم حول محوره, حيث انه من المعتقد ان كل دوره كامله للنجم حول محوره تصاحبها نبضه من نبضات الموجات الراديويه التي تسجلها المقربات( التليسكوبات) الراديويه بوضوح تام. كيفيه تكون النجوم النيوترونيه يعتبر انفجار العماليق العظام علي هيئه مستعر اعظم من النمط الثاني, واحدا من اعظم الانفجارات الكونيه المروعه, التي تودي الي تدمير النجم والي تدمير كل ما يدور في فلكه او يقع في طريق انفجاره من اجرام سماويه في زمن قياسي, وذلك بتكون تيارات حمل عنيفه في داخل النجم تدفع بواسطه وابل غزير من النيوترينوات Neutrino-Driven Convection Currents فتقوم بتكوين دوامات متفاوته في احجامها, وفي شده دورانها, يودي تصادمها الي مزيد من تفجير النجم, وتندفع السنه اللهب بعنف شديد من داخل النجم الي خارجه علي هيئه اصابع عملاقه ملتويه ومتكسره, وتظل طاقه النيوترينو تضخ في داخل النجم المتفجر لمسافه الاف الكيلومترات في العمق, مما يودي الي تكرار عمليات الانفجار مرات عديده حتي تخبو فتنطلق رياح عاتيه مندفعه بتيار النيوترينو من نجم ذي كثافه فائقه قد تكون داخل حطام النجم المنفجر, ويعرف هذا النجم الوليد باسم النجم النيوتروني الابتدائي, والذي سرعان ما يتحول الي نجم نيوتروني عادي الحجم بجاذبيه قليله نسبيا, ثم الي نجم نيوتروني شديد التضاغط بجاذبيه عاليه جدا, وهو نجم ضئيل الحجم جدا, سريع الدوران حول محوره مطلقا كميه هائله من الاشعه الراديويه, ولذا يعرف باسم النابض الراديوي(RadioPulsar) وباقي نواتج الانفجار تقذف الي صفحه السماء علي هيئه موجات لافحه من الكتل الغازيه الملتهبه, تعرف باسم فضلات انفجار المستعرات العظمي, وهذه الفضلات الدخانيه قد تدور في مدارات حول نجوم اخري لتتخلق منها اجرام تتبع تلك النجوم, او قد تنتهي الي الماده بين النجوم لتشارك في ميلاد نجوم جديده. ومن رحمه الله بنا ان مثل هذه الانفجارات النجميه المروعه والمدمره والمعروفه باسم انفجار المستعر الاعظم Supernova Explosion قد اصبحت قليله جدا بعد ان كانت نشطه في بدء الخلق كما تدل اثارها الباقيه في صفحه السماء, فلا يتعدي وقوعها اليوم مره واحده كل عده قرون, فحتي سنه1987 م لم يعرف الفلكيون سوي ثلاث حالات فقط مسجله في التاريخ المدون, وقعت احداها في سنه1054 م, وخلفت من ورائها نجما نيوترونيا نابضا في سديم السرطان (Crab Nebula) الذي يبعد عنا بنحو الف فرسخ فلكي(3,300 سنه ضوئيه) ويدور هذا النابض حول محوره ثلاثين مره في كل ثانيه مطلقا اشعاعا دوارا من الاشعه السينيه. وسجلت الثانيه في سنه1604 م في مجرتنا( درب اللبانه), ولاتزال اثار هذا الانفجار باقيه علي هيئه دوامات شديده من الموجات الصدميه (Shock Waves) التي يمكن رصدها, ووقعت الثالثه في1987/2/24 م في سحب ماجيلان الكبيره (The Large Magellanic Clouds) وهي احدي المجرات المجاوره لمجرتنا. والانفجار الواحد من هذه الانفجارات العظمي, تفوق شدته الطاقه المنطلقه من جميع النجوم في مجره كامله, ويكون الضوء المصاحب له اشد لمعانا من ضوء المجره بالكامل, ويتبقي عنه نفثات كونيه من اشعه جاما (Cosmological Gamma Ray Bursts) يطلق عليها اسم المرددات الدقيقه لاشعه جاما .(Soft Gamma Ray Repeatersor SGRs) التي تصدر انبثاقات هائله من الاشعه السينيه لتختفي ثم تظهر من جديد بعد عده شهور, او عده سنوات حسب بعدها عنا, والنفثه الواحده التي ينفثها واحد من تلك المرددات في ثانيه واحده تساوي كل ما تنفثه الشمس من الاشعه السينيه في سنه كامله من سنينا. وفي سنه1992 م تمكن الفلكيون من اثبات ان مرددات الاشعه السينيه تلك, ما هي الا نجوم نيوترونيه شديده المغنطه (Super Magnetized Neutron Stars) اطلقوا عليها اسم الممغنطات (Magnetars) واثبتوا لها حقلا مغناطيسيا فائق الشده, تفوق شدته شده جاذبيه الحقل المغناطيسي للارض باكثر من الف وخمسمائه مليون مليون مره(1667 مليون مليون مره), وللشمس بنحو الالف مليون مليون مره, وهذه الممغنطات هي نجوم نيوترونيه نابضه (Pulsating Neutron Starsor Pulsars) تدور حول محورها بسرعات فائقه مطلقه الاشعه السينيه بكميات غزيره. ماهو الطارق النجم الثاقب؟ ينطبق الوصف القراني' بالطارق النجم الثاقب' علي مصادر الاشعاع الراديوي المميز بالسماء الدنيا ومن اهمها النجوم النيوترونيه شديده التضاغط (Theultra-compact Neutronstars) والمعروفه باسم النجوم النابضه (Pulsating Stars) او النابضات او النوابض (Pulsars) وهي نجوم ذات كثافه وجاذبيه فائقه وحجم صغير, ولذا فانها تدور حول محورها بسرعات فائقه مطلقه كميات هائله من الموجات الراديويه ولذا تعرف باسم النوابض الراديويه (Radio Pulsars) لانها ترسل نبضات منتظمه من الاشعه الراديويه في كل جزء من الثانيه او في كل عدد قليل من الثواني حسب حجمها, وسرعه دورانها حول محورها, وقد يصل عدد نبضات تلك النجوم الي ثلاثين نبضه في الثانيه الواحده, ويعتقد ان النابض الراديوي يطلق نبضه واحده من الموجات الراديويه في كل دوره كامله حول محوره, وتسجل المقربات( التليسكوبات) الراديويه تلك النبضات بدقه فائقه. ومن رحمه الله بنا ان اقرب النوابض الراديويه الينا يبعد عنا بمسافه خمسه الاف من السنين الضوئيه, والا لكان لنبضاتها المتسارعه اثر مدمر للحياه علي الارض. ومن مصادر الاشعاع الراديوي المتميز ايضا اشباه النحوم (Quasars) وهي اجرام سماويه شديده البعد عنا, ضعيفه الاضاءه( ربما لبعدها البالغ عنا), ومنها مايطلق اقوي الموجات الراديويه المعروفه في السماء الدنيا, ولذا تعرف باسم اشباه النجوم المصدره للموجات الراديويه (Radio Sources Quasars) تمييزا لها عن غيرها من اشباه النجوم التي لاتصدر موجات راديويه (Radio-Quiet Quasi-Stellarobjects (QSOs) وعلي الرغم من بعدها الشاسع عنا فان اشباه النجوم تتباعد عنا بسرعات فائقه, وتعتبر ابعد ما قد تم رصده من اجرام السماء بالنسبه لنا, وتبدو وكانها علي اطراف السماء الدنيا تطرق ابوابها لتوصل اشاراتها الراديويه الينا. واشباه النجوم في حاله من حالات الماده الخاصه غير المعروفه لنا, وتقدر كتله شبيه النجم بنحو مائه مليون ضعف كتله الشمس, وهو قليل الكثافه جدا اذ تقدر كثافته بحدود واحد من الف مليون مليون من الجرام للسنتيمتر المكعب(1510/1 جم/سم3), وتقدر الطاقه الناتجه عنه بمائه مليون مليون مره قدر طاقه الشمس, وقد تم الكشف عن حوالي الف وخمسمائه من اشباه النجوم علي اطراف الجزء المدرك من الكون, ويتوقع الفلكيون وجود الاف اخري منها لم تكتشف بعد. وكلتا المرحلتين من مراحل حياه النجوم: النوابض الراديويه (Radio Pulsars) واشباه النجوم الراديويه (Radio Quasars) يعتبر من اهم المصادر الراديويه (Radio Sources) في السماء الدنيا, وكلتاهما من مراحل احتضار النجوم وانكدارها التي تسبق الطمس والخنوس, كما في حاله النوابض, او من مراحل التحول الي دخان السماء اللاحقه علي مرحله الخنوس كما في حاله اشباه النجوم. ولعل هذه المراحل الراديويه المتميزه في ختام حياه النجوم هي المقصوده بالوصف القراني الطارق النجم الثاقب لانها تطرق صفحه السماء وتثقب صمتها بنبضاتها السريعه التردد, وموجاتها الراديويه الخاطفه, والله تعالي اعلم. وان في سبق القران الكريم بالاشاره الي تلك المراحل من حياه النجوم والتي لم يعرفها الانسان الا في العقود المتاخره من القرن العشرين لهو من الشهادات الناطقه بربانيه القران الكريم, وبنبوه خاتم الانبياء والمرسلين( صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه اجمعين), الذي تلقي هذا الوحي الخاتم من قبل الف واربعمائه من السنين بهذه الدقه العلميه المبهره في مجتمع لم يكن له من العلم اي نصيب. وبعد هذا القسم بالسماء والطارق ياتي جواب القسم: ان كل نفس لما عليها حافظ ( الطارق:4) اي ان كل نفس عليها من الله( تعالي) حافظ موكل بها من الملائكه, يحفظها بامر الله, ويحفظ عنها بامر الله كذلك, في مراقبه دائمه, فكما يصلنا طرق النوابض واشباه النجوم عبر بلايين السنين الضوئيه تعرج اعمالنا لحظه بلحظه الي الله( تعالي) علام الغيوب الذي لا تخفي عليه خافيه في الارض ولا في السماء!! ثم اتبع تعالي ذلك بدعوه الانسان( في نفس السوره) الي النظر في نشاته الاولي كي يعلم ان خالقه قادر علي اعاده بعثه, وعلي محاسبته وجزائه, فيجتهد في عمل الخير حتي يجد ما ينجيه في الاخره, حيث ان الامر ليس بالهزل, ولذلك يختتم السوره الكريمه بعدد من الايات الكونيه الاخري وبقوله تعالي: انه لقول فصل* وما هو بالهزل* ثم بانذار ووعيد للكافرين بالله والمشركين به والمتمردين علي اوامره( تعالي) بهذا الجزم الالهي القاطع: ( انهم يكيدون كيدا* واكيد كيدا* فمهل الكافرين امهلهم رويدا*) ( الطارق:17 19) |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: والسماء والطارق* وما ادراك ما الطارق* النجم الثاقب* | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الوجيز فى الميراث | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-14 03:50 PM |