متى نفسر الحزن بالفرح والفرح بالحزن
بسم الله الرحمن الرحيم#السلام عليكم ورحمة الله وبركاته#من ضمن المفاهيم التي شاعت بين المسلمين في تفسير الرؤى هو أن الحزن أو البكاء أو النحيب في المنام يدل على فرح في اليقظة، بينما الفرح أو الضحك أو الرقص في المنام يدل على حزن في اليقظة.#وقد تسبب هذا المفهوم في بلبلة للعديد من المسلمين، فأصبحوا يرون الحزن والبكاء والنحيب في المنام، فلا يعرفون إن كان ذلك يمكن أن يدل على فرح في اليقظة فعلا أم لا، وعلى أي أساس يكون هذا العكس للمعنى في الرؤيا عنه في اليقظة. وكذلك أصبحوا يرون الفرح والضحك والرقص في المنام، فيخشون على أنفسهم من أن يدل ذلك على معنى سيء.وفي الحقيقة، فإن لهذه المسألة - أو ما يعرف بتفسير الرؤى بالضد - ضوابط معينة، إذ ليس كل فرح في رؤيا يجب أن يدل على حزن، وليس كل حزن في رؤيا يجب أن يدل على فرح.ونتناول في هذا المقال القواعد العامة التي يلتزم بها مفسروا الرؤى عادة في عكس المعنى بهذا الشكل من عدمه:1. الأصل أن المسلم الصالح يجوز عكس معنى الحزن في رؤياه إلى فرح، ولا يجوز عكس معنى الفرح في رؤياه إلى حزن.2. الأصل أن الشخص الفاسد - ولو كان مسلما - يجوز عكس معنى الفرح في رؤياه إلى حزن، ولا يجوز عكس معنى الحزن في رؤياه إلى فرح.3. الشخص المشكوك في صلاحه أو فساده، أو الذي لا يمكن الحكم عليه حكما قاطعا في هذا الأمر، كالمسلم الجاهل المذبذب المبلبل، أو الكافر المسالم صاحب الأخلاق الحسنة الجاهل بالإسلام، أو الشاب المراهق المستهتر تحت تأثير سوء التربية، أو الطفل الفاسد عديم الأدب...لا يتم عكس أي معنى في رؤياه، فالفرح فرح، والحزن حزن.4. في كثير من الأحيان يصاحب الحزن أو الفرح في الرؤيا رمز آخر يكون مفتاحا مهما يعين على ترجيح جواز عكس المعنى من فرح إلى حزن أو من حزن إلى فرح، وذلك بالإضافة إلى المعايير السابقة. فتجد الفرح في الرؤيا مصحوبا برمز سيء، يقوي سوء معنى الفرح في الرؤيا، أو تجد الحزن في الرؤيا مصحوبا بمعنى طيب، يقوي خير معنى الحزن في الرؤيا.مثلا: رؤيا شخص لنفسه في المنام يشرب الخمر، ويضحك. فهنا شرب الخمر رمز يقوي جواز عكس معنى الفرح إلى حزن. وكذلك، رؤيا شخص لنفسه في المنام يذكر الله تعالى، ويبكي. فهنا ذكر الله تعالى رمز يقوي جواز عكس معنى الحزن إلى فرح. وأيضا، رؤيا شخص لنفسه في المنام يرقص مع أشخاص فاسدين، فهذا رمز يقوي جواز عكس#معنى#الرقص إلى الحزن، أو رؤيا شخص لنفسه في المنام يبكي وينتحب في صلاة في المسجد، فهذا رمز يقوي جواز عكس معنى البكاء أو النحيب إلى فرح. وكذلك، رؤيا امرأة أنها في مكان جميل، وأنها ترتدي ملابس عروس، وتبكي، فهذا رمز يقوي جواز عكس معنى البكاء إلى فرح، أو شخص رأى في المنام أنه ينظر إلى الحرام ويضحك، فهذا رمز يقوي جواز قلب معنى الضحك إلى حزن.5. إذا لم يجد المفسر هذا الرمز الداعم المذكور في النقطة السابقة، وكان الرائي صالحا، يتم تفسير الحزن في رؤياه على أمور ماضية أو حاضرة، وليس على المستقبل، وذلك بعد أن يستعلم المفسر جيدا عن أحوال الرائي وهمومه. وبالمثل، إذا لم يجد المفسر هذا الرمز الداعم، وكان الرائي فاسدا، يتم تفسير الفرح في رؤياه على أمور ماضية أو حاضرة، وليس على المستقبل.6. يجب على الرائي أن يحترس من أن يقص رؤياه على جاهل، فيعكس له معناها بما يؤذيه، إذ أن هذه القواعد المذكورة هنا هي خطوط عامة فقط، ولكن هناك تفاصيل أخرى كثيرة وخبرات معينة يكتسبها المفسر - بفضل الله تعالى وتوفيقه أولا - ثم بطول الممارسة لهذا الأمر، فليس كل راء يقال له ما يقال لغيره، وهناك صيغ معينة يستخدمها المفسر لكل حالة على حدة، فمثلا ربما كان هذا الرائي يستحق التبشير بالعقوبة، بينما يستحق هذا الرائي التحذير فقط، بينما من الأولى التفسير لثالث بدعاء بالهداية، وكذلك ربما كان راء يستحق التبشير بالنعمة، بينما يستحق آخر التحذير من فتنة النعمة...وهكذا. وبناء على ذلك، يجب أن يحترس الشخص غير المتخصص أو غير المتمرس أو الجاهل بتفسير الرؤى من الدخول في أمور لا يجيدها حتى لا يؤذي غيره، وأيضا يجب أن يحترس الرائي من أن يخبر برؤياه أشخاصا أو مفسرين لا يوثق بهم حتى لا يؤذي نفسه.#
|