جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
نص لقاء الشيخ أبي عبد الملك الشرعي مع جامعة حفصة أوردو
بسم الله الرحمن الرحيم مجموعة نخبة الفكر تقدم نص لقاء الشيخ أبي عبد الملك الشرعي تقبله الله مع جامعة حفصة أوردو نص اللقاء: سؤال: أكملَ الجهادُ السوري عامَهُ الثالثَ تقريبًا، على أيِّ مستوىً منهُ أنتم اليوم؟ وما مدى النجاحاتِ التي حققها المجاهدون في هذا الجهاد؟ وما مدى ضعفِ وقوةِ الحكومة النصيرية الكافرةِ خلال هذه السنوات الثلاث؟ أبو عبد الملك الشرعي: نحنُ اليومَ نخوضُ ما يُمكِنُ اعتبارُهُ أشرسَ صراعٍ في القرنِ الجديدِ بين شعبٍ مسلمٍ تخلى عنهُ القريبُ قبلَ البعيدِ، وبينَ أشدِّ الأنظمةِ حقدًا واستبدادًا وطائفيةً؛ مدعومًا من روسيا وإيران، وبتواطؤٍ وصمتٍ دولي عن جرائمه. وأُحبُّ أن أُنوِّهَ إلى نقطةٍ مهمةٍ لعلَّها من حِكَم اللهِ -عزَّ وجَّل- في تميُّزِ المأساةِ الشاميةِ عن سابِقاتِها مِنْ مآسي المسلمين؛ أنَّ الأسبابَ الماديّةَ التي خَلَقَها اللهُ -عزَّ وجل- ونفعَ بِها الجهادَ الأفغانيَّ -على سبيلِ المثال- كالحربِ الباردةِ وتوافُقِ مصالحِ بعضِ الدولِ مع مصالحِ المسلمينَ هناكَ، لا يُمكِنُ مقارَنَتُها بالواقعِ الشاميّ؛ حيثُ التواطؤُ والمكرُ الدولي أعظمُ بكثير، ونرجو من ربِّنا أن يكونَ ذلكَ منَ الألطافِ الخفيَّةِ لربِّنا سبحانَه. واقعُ الجهادِ في سوريا اليوم؛ أنَّه رغمَ حجمِ المآسي والأحزانِ التي سبَّبها النظامُ النصيريُّ للشعبِ المسلمِ؛ إلا أنَّ الجهادَ المباركَ قد استنزَفَ كثيرًا مِن قوةِ النظامِ ومُقدّراتِه رُغمَ استماتَةِ الدولِ والمُنظماتِ الرافضيَّةِ في إعانَتِهِ لِمنعِ سُقوطِهِ، وبالرغمِ من تفاوتِ استنزافِهِ وهزائِمِهِ وسِجالِ الحربِ مَعَهُ في الجبهاتِ المتعددة؛ إلا أنَّ الحصيلةَ النهائيَّةَ هي -بفضل الله- تقدمُ المجاهدينَ على كافةِ الجبهاتِ أو المحافظةُ عليها في أماكنِ الضغطِ الشديدِ من قِبَلِ النظام، ولا يخفى على المتابِعينَ استخدامُ النظامِ النصيريِّ لسياسةِ الأرضِ المحروقةِ والمجازرِ الدمويةِ في أيَّةِ جبهةٍ يفقِدُ السيطرةَ عليها ويُحاولُ استعادتها، وهذا ما يجري الآن بحلبِ الشهباء. بالتأكيد؛ هناكَ نجاحاتٌ كبيرةٌ بفضلِ اللهِ وحدَهُ تحققتْ على أيدي المجاهدينَ مثلُ تحريرِ بعضِ المناطقِ والمُدنِ منَ النظامِ المُجرِمِ وتأمينُها وإحلالُ الأمنِ فيها وإدارتُها بإمكانات مُتواضِعَةٍ شحيحة. ولا بُدَّ مِنَ الإشارةِ إلى أنَّ مِنْ أبرَزِ هذِهِ النجاحاتِ والتي تُعدُّ مُقدِّماتٍ وأسبابًا لتحريرِ المناطقِ؛ هوَ توسعُ الجماعاتِ المُجاهدةِ سواءً على مستوى كُلِّ جماعةٍ على حدة بانضمامِ الأفرادِ والمجموعاتِ الصغيرةِ، أو على مستوى الاجتماعِ في تكتلاتٍ وجبهاتٍ مشتركةٍ كالجبهةِ الإسلامية، أو على مستوى غُرفِ العملياتِ المُشتركَةِ التي تَضمُّ فصائِلَ كثيرةً على مستوى المنطقةِ الجُغرافيَّةِ الواحدة، وكُلُّها كانت ذات فائدةٍ وجدوى وتأثيرِ إيجابيٍّ على واقعِ الجهادِ الشاميّ، رُغمَ وجودِ عقباتٍ وعوائِقَ وقصورٍ أحيانًا. أما واقعُ النظامِ النصيريِّ الباطني فحقيقَتُهُ أنَّهُ مُستنزَفٌ مُنهَكٌ يستميتُ في تضخيمِ إنجازاتِهِ إعلاميًّا لرفعِ معنوياتِ جُنودِهِ وأعوانِهِ وطائِفَتِهِ؛ للاستمرارِ في رفدِهِ بالعناصرِ والجنودِ وعدمِ التضجُّرِ واليأس، وكذلكَ للإيحاءِ إلى حُلفائِهِ في الخارجِ وإلى المُجتمعِ الدولي أنَّه لا زالَ قويًّا مُتماسِكًا مُسيطِرًا على الوضع. ونطمعُ من ربِّنا تعالى أن يُعاجِلَهُ بالسقوطِ من حيثُ لا نحتسب. سؤال: يُقالُ إنَّ أمريكا تُساعِدُ بعضَ الفصائِلِ المُجاهدةِ في سوريا من خلالِ تزويدِهِم بالأسلِحَةِ والذخيرَةِ وتقديمِ الدعمِ اللوجستي؛ فهل هذا صحيح أم أنَّها مُجرَّدُ إشاعاتٍ كاذِبَةٍ يُروَّجُ لها؟ وإذا كانَ هُناكَ دعمٌ أمريكي؛ فهل أنتُم مِنْ ضِمنِ المشمولينَ بذلِكَ الدعمِ؟ وما مدى مشروعيةِ مساعدةِ الكفارِ للمسلمينَ في الجهادِ؟ يرجى توضيحُ ذلك. أبو عبد الملك الشرعي: منذُ بدايةِ الثورةِ السورية؛ حَرَصَ الغربُ وأمريكا بخبرَتِها المُتراكِمَةِ وحِنكَتِها السياسيَّةِ على تحسينِ صورَتِها بفُقاعاتٍ إعلاميةٍ وتصريحاتٍ مجانيةٍ تضمنُ لها مصالِحَها معَ جميعِ المآلاتِ المُحتَمَلَةِ للثورة، وفي هذا السياق؛ حصلَ دعمٌ محدودٌ للمجلسِ العسكريِّ وهيئةِ الأركانِ وليسَ للجماعاتِ الجهادية! وبطبيعةِ الحال؛ لم تكنْ تِلكَ المُساعداتُ لِتحسِمَ المعركةَ معَ النظامِ؛ إذْ ذلِكَ ليسَ مرادًا للأمريكانِ في الوقتِ الحالي؛ على أقل تقدير، وباتَ واضحًا أنهم غيرُ مستعدينَ للسماحِ بإسقاطِ النظامِ ما لمْ يتوفرْ لهم بديلٌ يضمَنُ لهم مصالِحَهُم في الدرجةِ الأولى قبلَ المصالِحِ العُليا الدينيةِ والدنيوية للشعبِ السوريِّ المُسلِمِ. وهذا لا يُمكِنُ قَبولُهُ بأيَّة حال، فقادَهُم ذلِكَ إلى اختراعِ ما سموهُ "تسويةً سياسيةً للمأساةِ السوريةِ" عن طريقِ (جنيف 1) و(جنيف 2) ونحنُ لا نرى سبيلاً لإنهاءِ مأساةِ الشعبِ السوريِّ سوى بإسقاط النظام. أما بالنسبةِ للسؤالِ عن مشروعيَّةِ مُساعدةِ الغربِ للمسلمينَ في الجهادِ؛ فنحنُ نرى أنَّ التقاءَ المصالِحِ بينَ الجماعاتِ والدولِ هو مِن سُنَّةِ التدافِعِ والسُّنَنِ الكونيَّةِ التي خَلقَها اللهَ، وينبغي استعمالُها والاستفادَةُ منها، إلا أنَّ ذلكَ مشروطٌ قطعًا بعدمِ مخالفةِ الشريعة، وأيضًا بامتلاكِ زِمامِ المُبادَرَةِ وعدمِ بيعِ المصالحِ العُليا الشرعية والدنيوية للمسلمين، وكذلكَ بعدمِ الارتهانِ للقرار الخارجي. والحاصلُ أننا نرى جوازَ الاستفادَةِ من أيَّةِ مُساعدة من أية جِهَةٍ تتقاطعُ مصالِحُنا الشرعيةُ المُعتَبَرَةُ معها ضِمنَ الشروطِ المذكورةِ آنفًا. وهذا كلُّهُ حَصَلَ في تجارِبَ جهاديةٍ سابقةٍ قامَ عليها كِبارُ قادةِ المجاهدين ورموزِهم، ويعرِفُها كلُّ مُتابِعِ لتاريخِ الجهاد. ومما يجدُرُ الانتباهُ لهُ؛ أنَّهُ قد باتَ واضحًا تفاوتُ موقِفِ الدولِ مِنَ الثورةِ السوريةِ وتسليحِها؛ مِنْ مُعارِضٍ لِذلِكَ بالكليَّةِ، إلى مَنْ يسمَحُ بذلِكَ على مضضٍ ولجهاتٍ غير إسلامية، إلى مَنْ يدعمُ الجماعاتِ الجهاديَّةَ بصورةٍ أو بأخرى. والأيامُ الأخيرةُ أسفرتْ عن هذِهِ الحقيقيةِ بما لا يَدَعُ مجالاً للشكِّ بِحصولِ تنافُرٍ وصِراعٍ فيما بينها على طريقةِ التعاملِ مع المِلف المصري والمِلف السوري، ويجبُ على المجاهدينَ إدراكُ هذا الأمرِ جيدًا والتعامُلُ مَعَهُ بما ينبغي شرعًا. سؤال: في حالِ مكَّنَ اللهُ للمجاهدينَ في سوريا؛ بنظرِكِم.. كيفَ سيكونُ نظامُ الحكمُ القادمُ فيها؟ وفقَ الشريعةِ الإسلاميةِ أم الدولةِ المدنية أم الدولةِ العلمانية؟ وأيُّ نوعٍ مِنَ الحُكمِ تسعونَ لتطبيقِهِ؟ وفي حالِ كانت الحكومةُ القادِمَةُ لا توافِقُ توجهاتِكُم؛ هل ستُشاركونَ فيها أم ماذا ستفعلون؟ أبو عبد الملك الشرعي: دعني أكنْ صريحًا معكَ حولَ هذِهِ النقطَةِ الحساسة. نحنُ في الجبهةِ الإسلاميةِ نحمِلُ تصورًا عن نِظامِ الحُكمِ المنشودِ يقومُ على أصلينِ واضحينِ جليينِ مِنْ أُصولِ الشريعَةِ الإسلامية: أولُهُما: أنَّ القطعياتِ والمعلومَ مِنَ الدينِ بالضرورَةِ لا يجوزُ المُساوَمَةُ عليهِ بحالِ مِنَ الأحوالِ؛ لأنَّهُ لُبُّ الدينِ وحقيقَتُهُ التي إذا تجرَّدَ عنها صارَ دينًا آخرَ غيرَ دينِ اللهِ الذي ارتضاهُ لنا. والأمرُ الثاني: أنَّ التكليفَ هوَ بحسَبِ القدرة؛ فما قدَرَ المكلَّفُ عليهِ أقامَهُ، وما لمْ يقدِرْ عليهِ سقَطَ عنهُ، معَ بقاءِ تكليفِ القيامِ بمقدِّماتِهِ والأسبابِ الموصِلَةِ إليهِ. بناءً عليهِ نقول: إننا ننشُدُ إقامةَ دولةٍ إسلاميةٍ؛ تكونُ السيادةُ فيها للشريعةِ الغراء، بنظامِ الشورى العادلِ؛ بحيثُ نحفَظُ لكُلِّ ذي حقٍّ حقَّهُ، ويجِبُ أن يُشارِكَنا الشعبُ السوريُّ المسلِمُ في حمْلِ هذا التكليفِ ورعايَتِهِ، وهذا لا يكونُ إلا بالدعوةِ والإيمان والإقناع، فإذا فُرِضَ على الثورةِ السوريةِ أيُّ نظام حكمٍ لا يتوافَقُ معَ الشريعةِ بالكاملِ؛ فإنْ كانَ مُقيمًا للمعلومِ منَ الدينِ بالضرورةِ ويعمَلُ على مبدأ سيادة الشريعة؛ ساهمنا فيهِ وأعنَّا عليهِ على قدرِ ذلِكَ، واعتزلناه فيما سواه. وإن بلغَ حدُّ الضغطِ والفرضِ والإملاءِ والإجبارِ على نظامٍ علمانيِّ المضمونِ شرعيِّ المظهر؛ فنحنُ نبرأُ إلى اللهِ مِن مثلِ ذلك، ولا يجوزُ لنا شرعًا المشاركةُ فيه، ولكننا لنْ نخوضَ لوحدِنا معركةً ومواجهةً قدْ قرَّرَ الشرعُ الحكيمُ وجوبَ تحمُّلِ عامةِ المسلمينَ تكليفَها معنا بالحجَّة والإقناع، فعلى قدرِ درجةِ الوعيِ والإيمانِ الذي يتحلى بِهِ المسلمونَ في لحظةٍ ما؛ سيكونُ الإجراءُ الشرعيُّ الملائِمُ لمواجهةِ أيِّ نظامٍ مُخالِفٍ يُنحي شريعةَ اللهِ لحسابِ أهواءِ البشر. والمُلاحَظُ؛ أنَّ هناكَ جماعاتٍ إسلاميةً لا تُفرِّقُ في مناقشتِها لأنظمَةِ الحُكمِ المُقتَرَحةِ بينَ تفاصيلِ المضمونِ، فعلى سبيلِ المثالِ تَجِدُ جماعةً تَصِفُ نِظامًا ب"غير الشرعي" لمُجرَّدِ عدَمِ تسميَتِهِ بـ(الخلافةِ الإسلامية) وعدمِ تبني ترجيحاتِ هذه الجماعَةِ أو تِلكَ لبعضِ المضامينِ الاجتهادية، وهذا كلُّهُ على حِسابِ دِراسَةِ تحقُّقِ المعلومِ مِنَ الدينِ بالضرورةِ ومحاولةِ تثبيتِهِ والسعيِ لإقامَتِهِ، وهذا مِنَ الخللِ بتقديمِ الظنيِّ على القطعيِّ أو تقديمِ الواجِبِ على الأوجَبِ أو المفضولِ على الفاضلِ، وهذا يعلَمُهُ كُلُّ مُتابِعٍ لتاريخِ الجماعات، مع الاتفاقِ على أنَّ جميعَ الأنظمَةِ المُقامَةِ ليستْ أنظمَةً شرعيَّةً بأيِّ وجهٍ مِنَ الوجوه. سؤال: هل جهادُكم قطريّ؟ بمعنى أنَّهُ يقتصِرُ القتالُ فيه على سوريا، أم أنَّهُ قتالٌ عالميٌّ لا يؤمِنُ بالحدودِ ويسعى لكسرِ حُدودِ سايكس بيكو والتمددِ إلى أماكِنَ أخرى؟ أبو عبد الملك الشرعي: على مستوى أمانينا ومشروعِنا طويلِ الأمد؛ نحنُ نرى أنَّ المجاهدين في الشام هُم مِنَ التهيئةِ الربانيَّةِ لعودةِ الخلافةِ الراشدةِ التي أخبرتْ بِها النصوصُ متى شاءَ اللهُ ذلك. وعلى مستوى الواقعِ الحالي قصيرِ الأمدِ ومتوسِّطِهِ؛ أهدافُنا تقتَصِرُ على القتالِ في سوريا وتخليصِ أهلِنا في الشامِ مِنْ أسوأِ نظامٍ مُعاصرٍ وإحلالِ الأمنِ وتحقيقِ الضروراتِ الشرعيةِ والحياتيةِ لأهلِ الشام، ونرى أنَّ تناولَ الأمورِ بغيرِ هذهِ الطريقةِ هو بُعدٌ عن الواقعيةِ وتحميلٌ للشعبِ المسلمِ المنكوبِ في الشامِ ما لا يطيقُ تحمُّلَهُ. سؤال: هل وجودكم ضِمنَ منطقَةٍ أو مدينةٍ محددةٍ ومعيّنة أو في كلِّ مناطقِ سوريا؟ أبو عبد الملك الشرعي: وجودُ الجبهةِ الإسلاميةِ -بفضلِ الله- هو على ربوعُ شامِنا الحبيبة كافةً، وعلى جميعِ المناطِقِ الإستراتيجيَّةِ الحساسةِ في معركةِ إسقاطِ النظام. سؤال: ما مدى تواصلِكم وتعاونِكم مع باقي الفصائلِ والكتائبِ والمجموعاتِ المُقاتِلَةِ على الأرضِ السورية؟ أبو عبد الملك الشرعي: انطلاقًا من بركةِ الجماعةِ وحَضِّ الشرعِ عليها؛ قامتِ الجبهةُ الإسلامية. وقد تحققتْ بِها كثيرٌ مِنَ المنافِعِ وحصَلَ بِها دفعُ كثيرٍ مِنَ الفِتَنِ وللهِ الحمدُ والمِنة. واستمرارًا على الطريقِ نفسِهِ؛ يوجَدُ تواصلٌ وتعاونٌ بينَ الجبهةِ الإسلاميةِ وجميعِ مَنْ يُريدُ إسقاطَ النظامِ المجرِمِ والدفاعَ عنِ المستضعفين في الشام؛ يبدأُ مِنَ التنسيقِ والتخطيطِ للعملياتِ مرورًا بِغُرَفِ عملياتٍ مشتركةٍ في عِدَّةِ جبهات. سؤال: ما موقِفُكم تجاه تدخلٍ عسكريٍّ أجنبيٍّ في سوريا من أهدافِه إسقاطُ النظامِ على غرارِ ما حَصَلَ في العراقِ؟ أبو عبد الملك الشرعي: لا شكَّ أننا سنقومُ بمواجهةِ كُلِّ غزوٍ أجنبيٍ يستبيحُ الأرضَ الشاميةَ، ويُحاوِلُ فرضَ نُفوذِهِ وأجندَتِهِ عليها، وننطَلِقُ في موقِفِنا هذا من أصلين: أولهما: شرعي، فنحنُ متعبَّدونَ بدفعِ الصائلِ الذي يصولُ على الدينِ والنفسِ والعِرضِ والمال. وثانيهما: تاريخي، فقدْ ثبتَ تاريخيًّا أنَّ الدول القويَّةَ لا تغزو أرضًا إلا لتحقيقِ مصالِحِها وليسَ لنجدَةِ المستضعَفينَ ومنعِ الظلمِ، ثمَّ تفرِضُ نِظامًا سياسيًّا رُغمَ أنفِ الشعوب. ومع أننا نتبنى بشكلٍ جازم دفعَ الصائل؛ بيدَ أننا لا نغفلُ في بابِ السياسةِ الشرعيةِ عن بابِ تقديمِ دفعِ الصائلِ الأشدِّ ضررًا وفتكًا على مَن دونَهُ مِن غزاة، خصوصًا إذا كانَ ذلِكَ الصائِلُ الأشد هدفًا للغازي، فلا يوجدُ ممن فهمَ الشريعةَ ومقاصِدَها مَن يقولُ بتقديمِ دفعِ الصائلِ الأخفِّ ضررًا على الأشدِّ ضررًا في الأحوالِ الطبيعيةِ فضلاً عن حالةِ استهدافه للصائل الأشد. سؤال: هل بينَ صفوفكم مجاهدونَ مِن غيرِ السوريين؟ وهل تُرحِّبونَ بفكرَةِ انضمامِ غيرِ السوريين إليكم؟ أبو عبد الملك الشرعي: نعم، يوجدُ بين صفوفِ الجبهةِ الإسلامية -باركها الله- مجاهدونَ من عدَّةِ بلدان؛ جاؤوا إلى سوريا محتسبينَ الدفاعَ عنْ أهلِها وحمايةِ أعراضِهم -جزاهم الله خيًرا وأحسن جزاءهم- في زمنٍ تخاذلَ فيهِ الناسُ عن نصرةِ المستضعفين؛ جادَ هؤلاءِ بأنفسِهِم، ولن ننسى لهم معروفهم. ونحنُ نُرحِّبُ بانضمام أيِّ أخٍ مُسلمٍ مُجاهدٍ مؤهَّلٍ يحتاجُهُ المُجاهدونَ في صفوفِهم، بشرطِ انضباطِه شرعيًّا وسلوكيًّا وقيامِهِ على خدمةِ الجهادِ، وبُعدِهِ عنِ الغلوِّ والانحرافِ الفكري، ويوجدُ من هؤلاءِ كثيرٌ بحمدِ الله، لكن لا يخفى أنَّ مِن هؤلاءِ مَن انجرَفَ بسببِ جهلِهِ بالواقعِ السوري ووجودِ أرضيةِ خصبةِ للغلوِّ إلى تيار الغلاة؛ فصَدَّ عن سبيلِ اللهِ وضرَّ بالجهادِ الشامي، ولذلك؛ وُجِدَ مِنَ الفصائلِ والقادةِ مَنْ تحفَّظَ لهذا السبَبِ على قُدومِ مُهاجرينَ ما لم يتَّصِفوا بالمواصفات السابقة. سؤال: ما مصادرُ التمويلِ لديكم؟ أبو عبد الملك الشرعي: مصادرُ تمويلِنا هيَ بالدرجةِ الأولى ما يُيَسِرُهُ اللهُ مِن سِلاحٍ ومَتاعٍ مُغتَنَمٍ مِنَ النظامِ السوري، وصدقَ نبيُّنا عليهِ الصلاةُ والسلام: (وجُعِلَ رزقي تحتَ ظلِّ رُمحي). سؤال: ما نصيحَتُكُم للإعلامِ الجهاديِّ عامةً وجامعةِ حفصةَ أردو فورم خصوصًا؟ أبو عبد الملك الشرعي: الإعلامُ الجهاديُّ عُمومًا ضعيفُ التأثيرِ للأسفِ بسبَبِ عِدَّةِ عواملٍ، أبرَزُها: الحرُبُ العالميةُ عليهِ، وضعفُ التمويلِ، ورتابةُ الخطابِ، وتقوقُعُهُ ضِمنَ مناهجَ مُحددةٍ، بل أدى تراكمُ ذلِكَ إلى حصولِ اختراقاتٍ فكريةٍ لهُ من قِبَل الغُلاةِ وانتشارٍ لفتاوى وأخبار مجاهيل وأحيانًا استخبارات؛ مما يدعو إلى وجوبِ إعادةِ تنظيمِ العملِ الإعلاميِّ وجعلِهِ أكثرَ انفتاحًا وشفافيةً، مع عَدَمِ إهمالِ الاحتياطاتِ الأمنيَّةِ المفروضَةِ بسبَبِ الظروف، كما يجِبُ أن يتولاه ثقاةٌ عدولٌ منضبطونَ بمنهجِ أهلِ السُنةِ مِن غيرِ إفراطٍ ولا تفريط، مع اعتمادِ منهجِ التثبِّتِ والعدلِ في نقلِ الأخبارِ، والفصلِ بينها وبين التحليلات، فالخلطُ بينهُما سبَّبَ كثيرًا مِنَ المشاكلِ والفتن. وكذلِكَ؛ ينبغي استخدامُ لُغةٍ بعيدةٍ عن التشنجِ والتخوينِ للجماعاتِ الإسلاميَّةِ العامِلة، وتغليبُ حُسنِ الظنِّ ما أمكنَ على إساءة الظنِّ والتُّهَمِ الجُزافية. نعم، إعلامُنا في الجبهةِ الإسلامية ضعيفٌ عُمومًا، والسببُ هو الانشغالُ بالمعاركِ مع النظام، وحديثًا؛ الجبهاتُ التي شغَلَنا بها الغلاةُ والمنحرِفون، ونعترِفُ بوجوبِ استدراكِ هذا التقصير، ولعلَّ أمثالَكُم يجبُرونَ تقصيرنا في هذا الباب. سؤال: بِنَظَرِكُم كمْ ستطولُ المعركَةُ معَ النظامِ النصيريِّ؟ أبو عبد الملك الشرعي: وفقَ المعطياتِ الراهنة؛ يُرادُ للساحةِ الشاميةِ أن تكونَ مكانَ استنزافٍ للمجاهدينَ بالدرجةِ الأولى، والشعبِ السوريِّ المسلمِ بالدرجةِ الثانية، وللنظامِ النصيريِّ وإيرانَ وميليشياتها الرافضية بدرجاتٍ لاحقة، وقد ساهمَ دخولُ الغلاةِ المُجرمينَ على خطِّ المواجهةِ مع المجاهدينَ بمزيدٍ من استنزافِ القُدراتِ والإساءةِ إلى سُمعةِ المجاهدين. غيرَ أننا نرجو من ربِّنا -مع استمرارِ الجهادِ والثباتِ عليه- أن يخلقَ اللهُ أحداثًا وأسبابًا مِن عندِهِ، تُعجِّلُ في إنهاءِ مِحنةِ المسلمينَ في الشام، وتكون بدايةَ النهايةِ لمحورِ الرافضةِ الذي ظَهَرَ جليًّا أنَّهُ خِنجَرٌ في خاصرِةِ العالمِ الإسلاميِّ لا بُدَّ مِن نزعِهِ والإطاحَةِ بِهِ، والشام ُهيَ خطُّ المواجَهَةِ في ذلك، ونحنُ نَجِدُ تقاعسًا وتخاذلاً بلغَ حدَّ التآمرِ مِن دولٍ يُفترَضُ أنَّها معنيةٌ بمعركةِ المواجَهةِ مع الرافضة، وهيَ الهدفُ التالي لهم. لكننا إنْ يئسنا ممن سوى اللهِ وأيقنَّا أنَّ النصرَ مِنْ عندِهِ، وأخلصنا نيّاتِنا وصَدَقنا مع ربِّنا؛ فسيخلُقُ فينا أسبابَ النصرِ وإنهاءَ المعاناة. سؤال: هل صحيحٌ ما يُنقَلُ في وسائلِ الإعلامِ مِن أنَّ الساحةَ السوريةَ تشهدُ فتنةً وتقاتلاً بين الجماعاتِ المقاتلةِ للنظام؟ فإنْ كانَ ما يُنقَلُ صحيحًا؛ فيُرجى توضيحُ السببِ الحقيقيِّ والرئيسِ وراءَ تِلكَ الفِتنةِ ليكونَ المسلِمونَ في شتى بِقاعِ الأرضِ على بيِّنةٍ مما يجري على الأرض السورية. أبو عبد الملك الشرعي: نعم، يوجدُ حاليًّا صراعٌ واقتتالٌ تسببَّ بِهِ بالدرجةِ الأولى الغلاةُ مِن تنظيمِ دولةِ العراقِ والشام؛ حيثُ قاموا على عملياتِ قتلٍ لقادةٍ وعناصرَ من كافةِ الفصائلِ مِن جبهةِ النصرةِ والجبهةِ الإسلامية وفصائل تابعةٍ للجيشِ الحر. وسببُ ذلِكَ هو الغلوُّ وإطلاقُ فصيلِ دولةِ العراقِ والشامِ للتكفيرِ والتخوين. وإعلانُهُ دولةً من طرفٍ واحدٍ دونَ استكمالِ شروطِها الشرعيَّةِ والكونية، وإكراهُ الشعبِ السوريِّ المسلمِ على بيعتِهِ، عِلمًا أنَّ جميعَ العلماءِ والدعاةِ والغيورينَ على أهلِ الشامِ قدْ نصحوهم وطلبوا مِنهم التحاكمَ إلى الشريعةِ في جميعِ خصوماتِهِم، غيرَ أنَّهم رفضوا ذلِكَ وأصرّوا على العدوان، وأرسلوا الانتحاريين والمفخخات إلى مقراتِ المجاهدين، وقاموا بإخلاءِ الثغورِ مع النظامِ، والتي كانوا يلونَ حراسَتها؛ مما سبَّبَ للمجاهدين حَرَجًا ومشقةً شديدة. والإجماعُ منعَقِدٌ حاليًّا في الساحةِ الشاميةِ على أنَّ تنظيمَ دولةِ العراقِ والشامِ هوَ عقبةٌ كؤودٌ في وجهِ انتصارِ الثورةِ السورية وإسقاطِ النظامِ الباطنيِّ المجرم. سؤال: هل يوجدُ في حسبانِكِم أنَّ بعضَ الدولِ العربية التي تُظهر دعمها للثورة السورية لن تقف مكتوفة الأيدي دونَ العملِ على تحقيقِ مصالِحِها في سوريا والتي تتماهى معَ مصالحِ الغربِ التي تتمحور أساسًا على السهرِ على حمايةِ الكيان الصهيوني؟ أبو عبد الملك الشرعي: نعم، هذا موضوعٌ في الحسبان، بل إنَّ افتراضَ غيرِ ذلكَ يُعتبَرُ قُصورًا في النظرةِ وسذاجةً سياسيةً، وقد ظَهَرَ ذلِكَ بكلِّ وضوحٍ عندَ الاستحقاقاتِ التي فَرَضَها النظامُ الدوليُّ في كُلِّ مرحلةٍ مَرّتْ بِها الثورة، لكننا ننطَلِقُ في التعامِلِ معَ ذلِكَ وفق الآتي: أولاً: نحنُ متمسِّكونَ وملتزمونَ حتى نهايةِ الطريقِ بتحقيقِ مصالحِ الثورةِ السوريَّةِ العُليا وإعادةِ الحقوقِ الشرعيَّةِ لأهلِ الشامِ مهما كانت العقباتُ والمعوِّقاتُ والمضايقاتُ، ولن نقبَلَ مُجرَّدَ المساومَةِ على ذلِكَ من أيِّ طرف. ثانيًا: نحنُ نتبنى مِن خلالِ فهمِ النصوصِ الشرعيَّةِ عدمَ استعداءِ مزيدٍ مِنَ الأعداءِ على الشعبِ المستضعَفِ في الشامِ، حتى لو حَصَلَ الخِذلانُ والتآمر، ونَكِلُ أمرَ مَنْ خَذَلَنا مِنَ الحُكوماتِ والأنظمَةِ العربيَّةِ إلى اللهِ -عزَّ وجّل- ونعلمُ أنَّهُ أحكمُ الحاكمين، وأنَّه لن يُضيِّعَنا ولن يَغفُلَ عمّن خَذَلنا وتآمرَ علينا. ثالثًا: لن نرفضَ أيَّ دعمٍ أو إغاثَةٍ أو مُساعدَةٍ تُساهِمُ في إسقاطِ النظامِ بغضِّ النظرِ عن نوايا صاحبِهِ، وتقاطُعِ مصالِحِهِ معَ المجاهدينَ في الشامِ من بعضِ الوجوهِ دونَ الارتهانِ لمشروعِهِ وتنفيذِ أجندَتِهِ، وكُلُّ من يشترِطُ علينا ذلِكَ فمعونتُهُ ردٌّ عليه، وكفى بالله وليًّا وكفى بالله نصيرًا. سؤال: هل لمستُم ارتهانَ بعضِ الكتائبِ لبعضِ الأنظمَةِ العربية الوظيفية؟ أبو عبد الملك الشرعي: الساحةُ الشاميّةُ كغيرِها مِنَ الساحات؛ تشتَمِلُ على الصادقينَ المُخلصين، وعلى الانتفاعيين الوصوليين، وعلى الأدواتِ والمُستأجَرين، والعِبرَةُ بالغالبِ على الساحةِ والمؤثِّرِ فيها، وهُم -بحمد الله- صادِقونَ مُخلِصونَ مِن جميعِ الفصائلِ الإسلامية؛ نحسَبُهم ولا نُزكِّيهم على الله، وكذلِكَ؛ فإنَّنا نعتَقِدُ أنَّ كثيرًا مِن كتائبِ الجيشِ الحُر صادِقونَ في إسقاطِ النظام المجرِم، ونحنُ على تواصلٍ معَهُم، لتحديدِ الاتجاهِ الصحيحِ للبوصَلَةِ بعدَ حُصولِ ذلِكَ؛ بما يتوافَقُ معَ الشريعَةِ الغرّاء. سؤال: هل قتالكم للدولةِ الإسلامية في العراق والشام قتالٌ بِعلَّةِ البغيِ أمْ بِعلَّةِ العَمالةِ للنظام السوري؟ أبو عبد الملك الشرعي: الأزمةُ معَ تنظيمِ دولةِ العراقِ والشامِ مرَّتْ بمراحِلَ متعددة وصولاً إلى صورتِها النهائيةِ الحالية، فإنَّها قد ابتدأت ببغيِ واعتداءِ وسفكِ دماءٍ على مستوى حالاتٍ فردية، ثمَّ عِندما حَصَلَ التمنُّعُ عنِ التحاكِمِ إلى الشريعَةِ والاسترسالِ في العدوانِ والبغيِ والاستيلاءِ على مقراتِ المجاهدين ومواقِعِهم؛ حَصَلَ دفاعٌ عنِ النفسِ مِن بعضِ كتائبِ المجاهدين، ثمَّ تطوَّرُ موقِفُ تنظيمِ الدولةِ إلى تكفيرِ الفصائِلِ الجهاديَّةِ قاطبةً واستحلالِ دِمائِهِم وإرسالِ المُفخخاتِ والانتحاريينَ على مقارِّهِم واستخدامِ الأسلحةِ الثقيلةِ على المناطِقِ المدنيَّةِ الخاضِعَةِ لسيطَرَةِ المجاهدينَ، واغتيالِ القادةِ المؤثرينَ كأبي خالد السوريِّ؛ تقبله الله، وهذِهِ كُلُّها أفاعيلُ الخوارِجِ الغُلاة والتي صبَّتْ كُلُّها بشكلٍ مُباشِرٍ في صالِحِ النظام، وأكدَّ ذلِكَ انسحابُهُم مِنَ الثغورِ معَ النظامِ واستهدافُهُم معَ ذلِكَ للمُجاهدينَ المُرابطينَ والمباشرينَ لقتالِ النظام، وهذا كُلُّهُ لا يُمكِنُ أن يصدُرَ عن صادقينَ مُخلصينَ يُريدونَ الخيرَ بالمسلمينَ في الشامِ. سؤال: ما مدى استشراء منهجِ الغلوِّ في الساحةِ الجهاديّةِ السورية؟ أبو عبد الملك الشرعي: الغلو ليسَ مِن صِفاتِ أهلِ الشام، بل هُم أهلُ خُلُقٍ ودينٍ وسماحةٍ في الغالب، وكذلِكَ هذا حالُ الجماعاتِ المجاهدة الموجودةِ على الساحةِ الشامية، والغلو كاستفاضةٍ محصورٌ في فصيلِ دولةِ العراقِ والشامِ، ويجري التعاملُ مع ذلِكَ بما ينبغي شرعًا، لكن هذِهِ الأحداثُ المؤسِفَةُ التي جرتْ تدعونا لمُراجَعَةِ المناهجِ الفكريَّةِ والتربوية للشبابِ المُجاهِدِ خُصوصًا حديثي السِّن والخبرة وقريبي العهدِ بالالتزامِ؛ لضمانِ عدمِ سريانِ أيِّ غُلوٍّ بينَهُم، والتأكيدِ على الرجوعِ إلى العلماءِ الثقاتِ المعتبرينَ وعدمِ الأخذِ عنِ المجاهيلِ وغيرِ المؤهلينَ. سؤال: هل الساحةُ السورية تحتاجُ إلى متطوعينَ أم أنَّ الكِفايةَ حاصِلَةٌ؟ أبو عبد الملك الشرعي: الساحةُ السوريةُ بحاجةٍ إلى المالِ والسلاحِ بالدرجةِ الأولى، ثُمَّ هيَ بحاجةٍ إلى نفيرِ الشبابِ المسلِمِ مِن أهلِ الشامِ للدفاعِ عن دينِهِم وأعراضِهِم، وكذلِكَ هيَ بحاجةٍ إلى تحملِ جميعِ الكتائبِ مسؤوليةَ الدفاعِ عن المناطِقِ الساخِنَةِ المُستهدَفَةِ مِن قِبَلِ النظامِ المجرِمِ، وعدمِ تركِهِ يستفرِدُ بِها واحدةً تِلوَ الأخرى، وحلبُ الشهباء الآن هيَ الجبهةُ الساخِنَةُ الأولى التي تحتاجُ إلى النفير، ولم تتحقق الكفايةُ لها بعد. سؤال: أينَ وصلَ مشروعُ الاندماجِ بينَ مُكوِّناتِ الجبهةِ الإسلامية؟ أبو عبد الملك الشرعي: مشروعُ الاندماجِ الكامِلِ يجري العمَلُ عليهِ منذُ مدَّةٍ، وهو يحتاجُ إلى تهيئةِ أسبابِهِ ومُقدِّماتِهِ، وهُناكَ بحمدِ اللهِ رغبةُ صادِقَةٌ مِن جميعِ مُكوِّناتِ الجبهةِ لإنجازِهِ. نسألُ اللهَ التيسيرَ والتوفيق. سؤال: هل كانَ الشيخُ أبو خالد السوري -رحمهُ الله- عضوًا في حركة أحرار الشام؟ وما علاقتُه بتنظيمِ القاعدةِ في خراسان؟ أبو عبد الملك الشرعي: الشيخُ -تقبَّلَهُ الله- بقيَ مستقلاًّ مدةً مِن الزمن، ثُمَّ انتسبَ إلى حركِةِ أحرارِ الشامِ وصارَ قياديًّا في الجبهةِ الإسلامية، ولم ينتسبْ بعدَها إلى تنظيمٍ آخر. سؤال: هناكَ عددٌ مِنَ الدُّعاةِ يدعمونَ الثورةَ السورية، لكن في المقابِلِ هُم يدينونَ بالولاءِ لأنظِمَةٍ وظيفيةٍ لها تاريخٌ أسود في حربِ أيِّ مشروعٍ إسلاميٍ وليد، ألا تخشونَ أنَّ دعمَهُم ذلِكَ رُبَّما كانَ لَهُ أثرٌ سلبيٌ على الساحةِ الجهادية؟ أبو عبد الملك الشرعي: نحنُ ننطلِقُ في تقويمِ أيِّ دعمٍ أو جُهدٍ يُقدِّمُهُ الدُعاةُ والمشايخُ للثورةِ السورية مِن حُسنِ الظنِّ والتعاونِ على البرِّ والتقوى، ولا نرفُضُ أيَّ دعمٍ أو مُسانَدَةٍ للثورةِ السوريةِ بشرطِ عَدَمِ الارتهانِ لأجنداتِ المانحين، وننصَحُ أولئكَ الدُّعاةَ والمشايخَ بالحذرِ من التأولاتِ الفاسدةِ التي تبدأُ محدودةً في بابٍ، لتنتهي مُوسَّعَةً في جميعِ الأبواب. سؤال: هل استطعتُم احتواءَ الخِلافاتِ المَنهجيَّة بينَ شرعيي فصائلِ الجبهةِ الإسلامية؛ خُصوصًا شرعيي جيشِ الإسلام؟ أبو عبد الملك الشرعي: جيشُ الإسلام جماعةٌ مُجاهدة ذاتُ مرجعيَّةٍ سلفيَّةٍ؛ فأصولُ الفكرِ السلفيِّ تجمَعُ بينَها وبينَ حركَةِ أحرارِ الشامِ وجبهةِ النُّصرةِ وغيرِها مِنَ الكتائِبِ الإسلامية، وقدْ تيسَّرَ -بحمدِ الله- احتواءُ كثيرٍ مِنَ الخِلافاتِ على الصعيدِ الفكريِّ وغيرِهِ من الأصعدة، معَ التنبيهِ إلى أنَّ جميعَ الأطرافِ تحتاجُ إلى تنقيحِ مناهِجِها مِنَ الشُّذوذاتِ والتفرداتِ والمجازفاتِ، وطالما أنَّ الحوارَ والتناصُحَ الشرعيَّ قائِمٌ؛ فإنَّ تفاقُمَ أيَّ خِلافٍ منهجيٍّ ليسَ واردًا إن شاء الله، ونُحسِنُ الظنَّ بإخواننا في جيشِ الإسلام. ونحنُ مَدَدٌ لبعضِنا ورِفاقُ السِلاحِ على دربِ الجهادِ. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
#2
|
|||
|
|||
رحمك الله يا شيخ
|
أدوات الموضوع | |
|
|