قال سليمان عليه السلام لملأه: " من يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين " فقال عفريت من الجن (أي واحد شديد القوة من الجن): "أنا آيتيك به قبل أن تقوم من مقامك"، قال آخر: " أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" وصاحب هذه القول تضافرت التفاسير على أنه رجل إنسي عالم بكتاب الله وشريعته كان يعرف اسم الله الأعظم فدعا به فحملت الملائكة العرش فأتت به على هذه الوصف.
إذا فالذي أتى بالعرش هم الملائكة، وليس الإنس ولا الجن، ولكن كان ذلك استجابة للدعاء بالاسم الأعظم لله عز وجل .
ولكن نستفيد من هذه القصة أن القوة ليست بالخلقة ولكن بمدى التوكل والاعتماد على الله عز وجل، وأن الإنسي قد يغلب الجني مهما كان قويا إذا كان لديه دعاء وذكر واعتماد على الله عز وجل، والعكس أيضا صحيح، فالقصة لا تدل على فضل الإنس على الجن ولكن على فضل من عنده علم الشريعة والكتاب، فأيهما كان أتقى وأعلم كان أقوى بالله وإليه أقرب، وفي النهاية المؤمنون إخوة سواء كانوا من الجن أو الإنس ولكن المقصود أن تعرف أين القوة الحقيقية والفضل الحقيقي. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
د. محمد إمام.
جامعة المدينة العالمية
http://www.mediu.edu.my/ar/