جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
علامات الغباء في الإنسان
علامات الغباء في الإنسان
إن علامات الغباء إذا ظهرت في الإنسان نزلت به إلى درك الحيوان، وهي علامات فارقة بين الإنسان والحيوان لأن علاقتها بالعقل والتعقُّل، وليس بالأكل والشرب والنوم والزواج.. والغباء يكون طبيعيا ويكون غير طبيعي، فالطفل الصغير غبي لأنه لا يفطن لكثير من الأشياء التي يفطن لها الكبير السليم في عقله، ولا يملك رصيدا معرفيا صحيحا يمكّنه من السلوك الصحيح فيسلك بعلم، لا يملك غير فطرته السليمة وهي مُتَصرَّفٌ فيها من طرف الأبوين والمربين والمجتمعات حتى حين نضجه، والمنغوليان يعاني من انقسام جين "مورِّث" ولذلك يظهر عليه الغباء وهو غباء ممدوح لأنه مثير للشفقة ومحفِّز على إبراز النواحي الإنسانية في التعامل معه، وكذلك الصبي والطفل الصغير، بل حتى العجماوات لها صفة الغباء تستحق بها العناية والرعاية، ولا يستثنى من ذلك النبات الذي لم يشتد عوده بعد أو كان في أصيص لا يستطيع من خلاله الغوص بجذوره إلى الأعماق بحثا عن الماء والغذاء.. وأما الغباء غير الطبيعي فمنشأه الثقافة والمعرفة والقيم والمثل.. ولكي يقف الإنسان على أيّ منها يجب أن يتبنّى يجب عليه أن ينظر إلى طبيعته، فهو يحس بنقصه وعجزه واحتياجه ومحدوديته وعدم استغنائه بنفسه.. وللتخلص من هذه الصفات وجب سلوك مسالك توصل إلى إزالتها، فإذا عمل الإنسان على إزالتها أعيته دون نتيجة لأن من طبيعته كما قلت النقص والعجز والاحتياج والمحدودية وعدم الاستغناء بنفسه، وعليه لا يسلك سلوك العمل على إزالتها لأن ذلك مستحيل، والعاقل لا يعمل على المستحيل، ولا يقال أن الإنسان مستقبلا سوف يصل إلى ذلك، لا يقال ذلك لأنه لن يستغني بنفسه، ولن يستغني عن محيطه، ولن يكون إلها يستطيع الإيجاد من عدم، فإذا أقر بهذه النقائص وقف على السكة الصحيحة فبدأ يبحث عن عقيدة توافق فطرته وتقنع عقله وتملأ قلبه بالطمأنينة ولن تكون هذه العقيدة إلا عقيدة الإسلام لأنها قامت على الدليل العقلي، ولأن غيرها لا يملك صفاتها، ولا يمكن أن يصل إلى مستواها في تحقيق ما ذكر فيكون صاحبها إنسانا حقّاً قد حقّق في وجوده حقيقة ما وُجِد من أجله وهو تقديس من أوجده وهو الله تبارك وتعالى، ولا يقال أن تقديس الخالق قد يكون بغير ما ذكر، لا يقال ذلك لأن إرادة الله لا تُعرف إلا عند وجودها، فالموجود من المخلوقات قد وُجِد بإرادته فعلمناها، وكيفية تقديسه لخالقه لا تُعْرف إلا عن طريقه وليس عن طريق عقولنا فنختار من خلالها ما نشاء من أساليب للتقديس، كلا، وبما أن الله تعالى لا يخاطبنا جميعا ولا يوحي إلينا جميعا وكان لا بد من معرفة إرادته في كيفية تقديسه؛ وَجَبَ عَقْلا ًأن يصلنا عِلْمٌ عن كيفية تقديسه، فكان لا بد من واسطة من خلالها نعرف إرادته في تقديسه فكان ذلك دليلا عقليا على وجوب وجود أنبياء ورسل يبلغون دين الله تعالى، فكان الأنبياء والرسل خاتمهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وكان ما جاء به من كيفية تقديس الخالق هي إرادة الله الحقيقية لأنها جاءتنا توقيفية عنه جلّ وعلا، فوجب على العقلاء ألاّ يذهبوا إلى غيرها لأن غيرها ليس إرادة الله وهي موجودة عند ملايين البشر من يهود ونصارى وبوذيين ووثنيين وشيعة وغيرهم. هذا الكلام أخاطب به عقل الإنسان ولا أخاطب به بطنه وفرجه، لا أخاطب به مكانته في المجتمع ولا رصيده في البنك، لا أخاطب به غروره وطغيانه، لا أخاطب به نفاقه وجبنه، لا أخاطبه به بصفته ملكا أو أميرا أو رئيسا أو حاكما أو محكوما، أخاطب به عقله، أحسسه أنه من طينة العجز والنقص والاحتياج والمحدودية وعدم الاستغناء بالنفس، أخاطبه بصفته التي تجعل منه دونيا عند كل مأكل. ومن علامات الغباء في الإنسان كما ورد في العنوان أن يكون يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا أو بوذيا أو وثنيا أو ديمقراطيا أو شيوعيا أو اشتراكيا أو حداثيا أو علمانيا أو وطنيا أو قوميا.. من علامات الغباء في الإنسان أن يكون غير مسلم، فالغباء صفة وعلامة تثير الشفقة يحتاج صاحبها إلى الأخذ بيده حتى يتحرر من الغباء، فإذا تحرر منه ثقافيا ولم يعتنق عقيدة الإسلام صار ذكيا ولكن مطبوعا بالنفاق. فالشيعي المعمم مثلا ذكي لأنه منافق، والبابا ذكي لأنه منافق وكلاهما غارق في تضليل الأتباع حرصا على مصالح وإرضاء للنفس الجاحدة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد محمد البقاش أديب مغربي طنجة في: 21 ديسمبر 2016م |
أدوات الموضوع | |
|
|