جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
دورة الشيخ عبدالله رسلان في تعلم العلوم الشرعية. . تيليجرام. ../
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. /
هذه الدورة خاصة بالنساء فقط و هي ميسره لما يناسب ظروف الأخوات .. اختبار في جزئية محددة وعند الانتهاء تختبر في الكتاب كاملا ثم ينتقل للكتاب الآخر مجموع الكتب قرابة 18 كتابا مقسمة ما بين عقيدة و تفسير وحديث من تريد الإضافة مراسلتي عبر الخاص. . وسيتم وضع المادة هنا للفائدة وتعريف المخالفين بعقيدتنا بعيدا عن أقوال الافاكين. وحياكم الله جميعا.
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا آخر تعديل بواسطة أم معاوية ، 2016-12-14 الساعة 11:08 PM |
#2
|
||||
|
||||
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب : "تيسير الوهاب في تقريب 200 سؤال وجواب لأطفال الكُتَّاب " للشيخ " عبد الله رسلان " - حفظه الله - ▪️الْعِبَادَةُ ▪️ ● س 1 : مَا أَوَّلُ مَا يَجِبُ عَلَى الْعِبَادِ؟ ج : أَوَّلُ مَا يَجِبُ عَلَى الْعِبَادِ: مَعْرِفَةُ الْأَمْرِ الَّذِي خَلَقَهُمُ اللهُ لَهُ، وَيُحَاسِبُهُمْ عَلَيْهِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 2 : مَا هُوَ ذَلِكَ الْأَمْرُ الَّذِي خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ لِأَجْلِهِ؟ جـ: الْأَمْرُ الَّذِي خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ لِأَجْلِهِ هُوَ : عِبَادَةُ اللهِ عزّ وجلّ وَحْدَهُ. وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56] ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 3 : مَا مَعْنَى الْعَبْدِ؟ جـ: الْعَبْدُ لَهُ مَعْنَيَانِ : الْأَوَّلُ: الْمُسَخَّرُ الْمُذَلَّلُ: وَهَذَا يَشْمَلُ جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ، كُلُّهَا مَخْلُوقَةٌ مُسَخَّرَةٌ. الثَّانِي: الْعَابِدُ الْمُحِبُّ الْمُتَذَلِّلُ: وَهَؤُلَاءِ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ فَقَطْ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 4: مَا هِيَ الْعِبَادَةُ؟ جـ: الْعِبَادَةُ هِيَ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ وَالْبَرَاءَةُ مِمَّا يُنَافِي ذَلِكَ وَيُضَادُّهُ (1). ــــــــــــــــــــ (1) هذا تعريف العبادة عند شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 5: مَتَى يَكُونُ الْعَمَلُ عِبَادَةً؟ جـ: إِذَا كَمُلَ فِيهِ شَيْئَانِ وَهُمَا: 1- كَمَالُ الْحُبِّ. 2- كَمَالُ الذُّلِّ. وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 6 : مَا عَلَامَةُ مَحَبَّةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ عَزَوجَل ؟ [ مَا عَلَامَةُ أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ مُحِبًّا لِلَّهِ تَعَالَى ] ؟ جـ: عَلَامَةُ ذَلِكَ: أَنْ يُحِبَّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ تَعَالَى فَيَفْعَلَهُ، وَيُبْغِضَ مَا يُسْخِطُهُ تَعَالَى فَيَجْتَنِبَهُ، وَيُوَالِيَ أَوْلِيَاءَهُ وَيُعَادِيَ أَعْدَاءَهُ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 7 : بِمَاذَا عَرَفَ الْعِبَادُ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ؟ [ كَيْفَ نَعْرِفُ مَا يُحِبُّهُ اللهُ تَعَالَى ] ؟ جـ: نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنَ الرُّسُلِ. قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31 ]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 8 : كَمْ شُرُوطُ الْعِبَادَةِ؟ جـ: ثَلَاثَةٌ: شَرْطٌ لِوُجُودِهَا: صِدْقُ الْعَزِيمَةِ. شَرْطَانِ لِقَبُولِهَا: 1- إِخْلَاصُ النِّيَّةِ. 2- مُوَافَقَةُ الشَّرْعِ الَّذِي أَمَرَ اللهُ تَعَالَى أَنْ لَا يُدَانَ إِلَّا بِهِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 9 : مَا هُوَ صِدْقُ الْعَزِيمَةِ؟ جـ: هُوَ تَرْكُ التَّكَاسُلِ، مَعَ بَذْلِ الْجُهْدِ فِي أَنْ يُصَدِّقَ قَوْلَهُ بِفِعْلِهِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾[ الصف: 2-3 ] . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س10 : مَا مَعْنَى إِخْلَاصِ النِّيَّةِ؟ جـ: هُوَ أَنْ يَكُونَ مُرَادُ الْعَبْدِ بِجَمِيعِ عِبَادَاتِهِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ تَعَالَى. قَالَ اللهُ عزّ وجلّ : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5 ]. ▪️الْإِسْلَامُ ▪️ ● س 11 : مَا هُوَ الشَّرْعُ الَّذِي أَمَرَ اللهُ تَعَالَى أَنْ لَا يُدَانَ إِلَّا بِهِ؟ [ مَا هُوَ الشَّرْعُ الَّذِي اتِّبَاعُهُ شَرْطٌ لِقَبُولِ الْعِبَادَةِ ]؟ جـ: هُوَ الْإِسْلَامُ، الْحَنِيفِيَّةُ (1) السَّمْحَةُ، دِينُ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ، مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام . قَالَ تَعَالَى:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]. ــــــــــــــــــــ (1) الْحَنِيفُ هُوَ: الْمُسْلِمُ، وَيُقَالُ: تَحَنَّفَ الرَّجُلُ؛ أَيْ: عَمِلَ عَمَلَ الْحَنَفِيَّةِ، وَيُقَالُ: اعْتَزَلَ الْأَصْنَامَ. وَالْحَنِيفُ: هُوَ الْمُسْتَقِيمُ عَلَى الْحَقِّ الْمُتَّبِعُ لَهُ. وَالْحَنِيفُ الْمُسْلِمُ: الَّذِي يَتَحَنَّفُ عَنِ الْأَدْيَانِ؛ أَيْ: يَمِيلُ إِلَى الْحَقِّ. رَاجِعْ «لِسَانَ الْعَرَبِ» ( 57/9) ، وَ«مُخْتَارَ الصِّحَاحِ» (ص159)، تَفْسِيرُ ابْنِ كَثِيرٍ (187،186/1) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 12: كَمْ مَرَاتِبُ دِينِ الْإِسْلَامِ؟ جـ: ثَلَاثُ مَرَاتِبَ : الْإِسْلَامُ وَالْإِيمَانُ وَالْإِحْسَانُ. وَكُلُّ مَرْتَبَةٍ إِذَا أُطْلِقَتْ تَشْمَلُ الدِّينَ كُلَّهُ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 13 : مَا مَعْنَى الْإِسْلَامِ؟ جـ: لَهُ مَعْنَيَانِ: 1- إِذَا أُطْلِقَ وَحْدَهُ فَمَعْنَاهُ: الِاسْتِسْلَامُ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ، وَالِانْقِيَادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالْخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ ﴾ [النساء: 125]، وَهَذَا يَشْمَلُ الدِّينَ كُلَّهُ. 2- لَهُ مَعْنَى خَاصٌّ بِهِ عِنْدَ التَّفْصِيلِ وَهُوَ الْأَرْكَانُ الْخَمْسُ الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 14 : مَا الدَّلِيلُ عَلَى شُمُولِهِ الدِّينَ كُلَّهُ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ؟ [مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْإِسْلَامَ إِذَا أُطْلِقَ شَمِلَ الدِّينَ كُلَّهُ]؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ﴾ [آل عمران: 19]. وَقَالَ ﷺ : «أَفْضَلُ الْإِسْلَامِ: إِيمَانٌ بِاللهِ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 26) ، وَمُسْلِمٌ ( 83) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 15: مَا الدَّلِيلُ عَلَى تَعْرِيفِهِ بِالْأَرْكَانِ الْخَمْسَةِ عِنْدَ التَّفْصِيلِ؟ جـ: قَوْلُهُ ﷺ لَمَّا سَأَلَهُ جِبْرِيلُ عَنِ الدِّينِ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ( 8) من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - . ▪️ أَرْكَانُ الْإِسْلَامِ ▪️ ● س 16 : مَا مَحَلُّ الشَّهَادَتَيْنِ مِنَ الدِّينِ؟ [ مَا مَكَانَةُ الشَّهَادَتَيْنِ -الرُّكْنَ الْأَوَّلَ- فِي الدِّينِ ]؟ جـ: لَا يَدْخُلُ الْعَبْدُ فِي الدِّينِ إِلَّا بِهِمَا. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [النور: 62]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 17 : مَا دَلِيلُ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ [الْجُزْءُ الْأَوَّلُ مِنْ رُكْنِ الشَّهَادَتَيْنِ]؟ جـ: قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 18 : مَا مَعْنَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ جـ: مَعْنَاهَا إِثْبَاتُ الْعِبَادَةِ الْحَقَّةِ لِلَّهِ بَعْدَ نَفْيِهَا عَمَّا سِوَاهُ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: 62]. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 19 : مَا هِيَ شُرُوطُ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الَّتِي لَا تَنْفَعُ قَائِلَهَا -إِلَّا بِاجْتِمَاعِهَا فِيهِ؟ [ مَا هِيَ الشُّرُوطُ الَّتِي لَا تَصِحُّ الشَّهَادَةُ إِلَّا بِاجْتِمَاعِهَا ] ؟ جـ: شُرُوطُهَا سَبْعَةٌ: الْأَوَّلُ: الْعِلْمُ بِمَعْنَاهَا السَّابِقِ. الثَّانِي: الْيَقِينُ. الثَّالِثُ: الِانْقِيَادُ لَهَا. الرَّابِعُ: الْقَبُولُ لَهَا. الْخَامِسُ: الْإِخْلَاصُ فِيهَا. السَّادِسُ: الصِّدْقُ. السَّابِعُ: الْمَحَبَّةُ لَهَا وَلِأَهْلِهَا، وَالْمُوَالَاةُ وَالْمُعَادَاةُ لِأَجْلِهَا (1). ــــــــــــــــــــ (1) جمعها الشيخ العلامة حافظ الحكميُّ في قوله : وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ *** وَفي نُصُوصِ الوَحْيِ حَقاً وَرَدَتْ فَإنَّهُ لَمْ يَنتَفِعْ قَائِلُهَا *** بِالنُّطْقِ إلاَّ حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا الْعِلمُ وَالْيَقِينُ وَالقَبُولُ *** وَالانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أقُولُ وَالصِّدْقُ وَالإِخْلاَصُ وَالْمَحَبَّة *** وَفَّقَكَ الله لِمَا أحَبَّه ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 20 : مَا دَلِيلُ اشْتِرَاطِ الْعِلْمِ [الشَّرْطُ الْأَوَّلُ] مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ جـ: مِنَ الْكِتَابِ: قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [الزخرف: 86]. مِنَ السُّنَّةِ: قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ : «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ( 26) من حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 21 : مَا دَلِيلُ اشْتِرَاطِ الْيَقِينِ [الشَّرْطِ الثَّانِي] مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ جـ: مِنَ الْكِتَابِ: قَوْلُ اللهِ عزّ وجلّ : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات: 15 ]. مِنَ السُّنَّةِ: قَالَ ﷺ لِأَبِي هُرَيْرَةَ : «مَنْ لَقِيتَ وَرَاءَ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (31) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 22 : مَا دَلِيلُ اشْتِرَاطِ الِانْقِيَادِ [الشَّرْطِ الثَّالِثِ] مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ جـ: مِنَ الْكِتَابِ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿۞ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ [لقمان: 22 ]. مِنَ السُّنَّةِ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ»(1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ ابن أبي عاصم في " السنة "( 12/1) من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - . ● س 23 : مَا دَلِيلُ اشْتِرَاطِ الْقَبُولِ [الشَّرْطِ الرَّابِعِ] مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ جـ: مِنَ الْكِتَابِ: قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي شَأْنِ مَنْ لَمْ يَقْبَلْهَا: ﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴾، إِلَى قَوْلِهِ: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ﴾ [الصافات : 22- 36 ] الْآيَاتِ. مِنَ السُّنَّةِ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللهُ بِهِ النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (79) ، وَمُسْلِمٌ ( 2282) من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 24 : مَا دَلِيلُ اشْتِرَاطِ الْإِخْلَاصِ [الشَّرْطِ الْخَامِسِ] مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ جـ: مِنَ الْكِتَابِ: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ﴾ [الزمر: 2 ]. مِنَ السُّنَّةِ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «إِنَّ اللهَ تَعَالَى حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (5401) من حديث عتبان بن مالك - رضي الله عنهما - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 25 : مَا دَلِيلُ الصِّدْقِ [الشَّرْطِ السَّادِسِ] مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ جـ: مِنَ الْكِتَابِ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينََ﴾ [العنكبوت: 3 ]. مِنَ السُّنَّةِ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (128) ، وَمُسْلِمٌ (32) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 26 : مَا دَلِيلُ اشْتِرَاطِ الْمَحَبَّةِ [الشَّرْطِ السَّابِعِ] مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ جـ: مِنَ الْكِتَابِ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]. مِنَ السُّنَّةِ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (46) ، وَمُسْلِمٌ (11) من حديث طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - . أورد الحكمي - رحمه الله - هذه الشروط وأدلتها في كتابه الفريد " معارج القبول شرح سلم الوصول "( 279،273/1) ، وانظر : " فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد " للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ( ص 70) ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 27 : مَا دَلِيلُ الْمُوَالَاةِ لِلَّهِ وَالْمُعَادَاةِ لِأَجْلِهِ؟ جـ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ﴾ [التوبة: 23 ]، وَقَالَ عَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى : ﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [ المائدة: 51] .
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا آخر تعديل بواسطة أم معاوية ، 2016-12-18 الساعة 09:05 PM |
#3
|
||||
|
||||
● س 28 : مَا دَلِيلُ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ﷺ [الْجُزْءَ الثَّانِيَ مِنْ رُكْنِ الشَّهَادَتَيْنِ]؟
جـ: قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ﴾ [المنافقون: 1]، وَغَيْرُهَا مِنَ الْآيَاتِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 29: مَا مَعْنَى شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ﷺ ؟ جـ: الْإِيمَانُ بِأَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ إِلَى كَافَّةِ النَّاسِ إِنْسِهِمْ وَجِنِّهِمْ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَالِامْتِثَالُ وَالِانْقِيَادُ لِمَا أَمَرَ، وَالْكَفُّ وَالِانْتِهَاءُ عَمَّا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 30: مَا شُرُوطُ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ﷺ ، وَهَلْ تُقْبَلُ الشَّهَادَةُ الْأُولَى بِدُونِهَا؟ جـ: لَا يَدْخُلُ الْعَبْدُ فِي الدِّينِ إِلَّا بِهَاتَيْنِ الشَّهَادَتَيْنِ وَأَنَّهُمَا مُتَلَازِمَتَانِ، فَشُرُوطُ الشَّهَادَةِ الْأُولَى هِيَ شُرُوطٌ فِي الثَّانِيَةِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 31: مَا دَلِيلُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البينة : 5]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 32: مَا دَلِيلُ الصَّوْمِ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ [البقرة : 183]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185] الْآيَاتِ، وَحَديِثُ جِبْرِيلَ السَّابِقُ، وَحَدِيثُ «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ»(1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (8) ، وَمُسْلِمٌ ( 16) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 33 : مَا دَلِيلُ الْحَجِّ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ﴾ [البقرة: 196]. وَحَدِيثُ جِبْرِيلَ السَّابِقُ، وَحَديِثُ «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ». ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 34: مَا حُكْمُ مَنْ جَحَدَ وَاحِدًا مِنْهَا أَوْ أَقَرَّ بِهِ وَاسْتَكْبَرَ عَنْهُ؟ [مَا حُكْمُ مَنْ جَحَدَ وَأَنْكَرَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ وَاسْتَكْبَرَ عَنْهُ]؟ جـ: يُقْتَلُ كُفْرًا كَغَيْرِهِ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ وَالْمُسْتَكْبِرِينَ مِثْلَ إِبْلِيسَ وَفِرْعون . ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 35: مَا حُكْمُ مَنْ أَقَرَّ بِقَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ الْخَمْسِ ثُمَّ تَرَكَهَا لِنَوْعِ تَكَاسُلٍ أَوْ تَأْوِيلٍ؟ [مَا حُكْمُ مَنْ أَقَرَّ بِهَا وَتَرَكَهَا كَسَلًا أَوْ تَأْوِيلًا]؟ جـ: أَمَّا الصَّلَاةُ: فَمَنْ أَخَّرَهَا عَنْ وَقْتِهَا وَهُوَ مُقِرٌّ بِهَا فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ؛ فَإِنْ تَابَ وَصَلَّى فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ، وَإِذَا لَمْ يُصَلِّ قُتِلَ حَدًّا وَلَا يَكُونُ كَافِرًا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ﴾ [التوبة: 5 ]. وَأَمَّا الزَّكَاةُ: فَإِنْ كَانَ مَانِعُهَا لَا يَقْدِرُ عَلَى مُحَارَبَةِ الْإِمَامِ أَخَذَهَا الْإِمَامُ مِنْهُ قَهْرًا وَعَاقَبَهُ بِأَخْذِ شَيْءٍ مِنْ مَالِهِ؛ لِقَوْلِهِ ﷺ : «وَمَنْ مَنَعَهَا فَإِنَّا آخِذُوهَا وَشَطْرَ مَالِهِ مَعَهَا» (1)، وَإِنْ كَانُوا جَمَاعَةً أَقْوِيَاءَ وَجَبَ عَلَى الْإِمَامِ قِتَالُهُمْ حَتَّى يُؤَدُّوهَا لِلْآيَةِ السَّابِقَةِ وَغَيْرِهَا، وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ وَالصَّحَابَةُ رضي الله عليهم أَجْمَعِينَ. وَأَمَّا الصَّوْمُ: فَلَمْ يَرِدْ فِيهِ شَيْءٌ، وَلَكِنْ يُؤَدِّبُهُ الْإِمَامُ أَوْ نَائِبُهُ بِمَا يَكُونُ زَجْرًا لَهُ وَلِأَمْثَالِهِ. وَأَمَّا الْحَجُّ: فَكُلُّ عُمُرِ الْعَبْدِ وَقْتٌ لَهُ، لَا يَفُوتُ إِلَّا بِالْمَوْتِ، وَالْوَاجِبُ فِيهِ الْمُبَادَرَةُ. ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ أبو داوود (1575) ، والنَّسائيُّ (2444) من حديث معاوية بن قرة رضي الله عنه، وحسنه العلامة الألباني في " صحيح الجامع " ( 4265) ▪️الْإِيمَانُ ▪️ ● س 36 : مَا هُوَ الْإِيمَانُ [الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ مَرَاتِبِ الدِّينِ]؟ جـ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ: قَوْلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، وَعَمَلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ، وَيَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ، وَيَتَفَاضَلُ أَهْلُهُ فِيهِ [فَهُنَاكَ قَوِيُّ الْإِيمَانِ، وَهُنَاكَ ضَعِيفُ الْإِيمَانِ]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 37 : مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ؟ جـ: 1- النُّطْقُ بِالشَّهَادَتَيْنِ مِنْ عَمَلِ اللِّسَانِ، وَاعْتِقَادُهَا مِنْ عَمَلِ الْقَلْبِ لَا تَنْفَعُ الشَّهَادَتَانِ إِلَّا بِوُجُودِهِمَا مَعًا. 2- وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ [البقرة: 143]؛ يَعْنِي: صَلَاتَكُمْ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَبْلَ تَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ، فَسَمَّى الصَّلَاةَ كُلَّهَا إِيمَانًا، وَهِيَ جَامِعَةٌ لِعَمَلِ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ. 3- وَسُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) تقدم تخريجه . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 38 مَا الدَّلِيلُ عَلَى زِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَنُقْصَانِهِ؟ جـ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح: 4 ]. وَ﴿وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ [الكهف: 13 ] . وَ﴿وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى﴾ [مريم: 76 ]. وَقَالَ ﷺ : «لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ فِي كُلِّ حَالَةٍ كَحَالَتِكُمْ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ( 2750) من حديث حَنْظلةَ الأُسَيِّدِيِّ - - رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 39 : مَا الدَّلِيلُ عَلَى تَفَاضُلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ فِيهِ؟ [مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ النَّاسَ مُتَفَاوِتُونَ فِي قَدْرِ الْإِيمَانِ]؟ جـ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ* وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة: 88-91 ]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [فاطر: 32 ] الْآيَاتِ. وَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (7439) ، وَمُسْلِمٌ ( 183) من حديث أبي سعيد الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 40 : مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ يَشْمَلُ الدِّينَ كُلَّهُ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ؟ [مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ إِذَا أُطْلِقَ شَمِلَ الدِّينَ كُلَّهُ]؟ جـ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ فِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: «آمُرُكُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللهِ وَحْدَهُ، قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللهِ وَحْدَهُ؟». قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ» (1). وَهَذِهِ هِيَ أَرْكَانُ الْإِسْلَامِ وَلَكِنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ الْإِيمَانَ وَحْدَهُ دَخَلَتْ أَرْكَانُ الْإِسْلَامِ. ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (523) ، وَمُسْلِمٌ ( 17) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 41 : مَا الدَّلِيلُ عَلَى تَعْرِيفِ الْإِيمَانِ بِالْأَرْكَانِ السِّتَّةِ عِنْدَ التَّفْصِيلِ [عِنْدَمَا يُذْكَرُ الْإِيمَانُ مَعَ الْإِسْلَامِ]؟ جـ: قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ لَمَّا قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام : أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» (1)، وَقَدْ سَأَلَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ قَبْلَ هَذَا السُّؤَالِ. ــــــــــــــــــــ (1) تقدم تخريجه . ● س 42 : مَا دَلِيلُهَا مِنَ الْكِتَابِ جُمْلَةً؟ [مَا دَلِيلُ أَرْكَانِ الْإِيمَانِ السِّتَّةِ مِنَ الْقُرْآنِ]؟ جـ: قَالُ اللهُ تَعَالَى: ﴿۞ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177]. وَدَلِيلُ الْقَدَرِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49 ]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 43 : مَا مَعْنَى الْإِيمَانِ بِاللهِ عزّ وجلّ ؟ جـ: هُوَ التَّصْدِيقُ الْجَازِمُ مِنْ صَمِيمِ الْقَلْبِ بِوُجُودِ ذَاتِهِ تَعَالَى، وَتَوْحِيدُهُ بِإِلَهِيَّتِهِ، وَرُبُوبِيَّتِهِ، وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ. ▪️ تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ ▪️ ● س 44: مَا هُوَ تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ؟ جـ: هُوَ إِفْرَادُ اللهِ عزّ وجلّ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ قَوْلًا وَعَمَلًا، وَنَفْيُ الْعِبَادَةِ عَنْ كُلِّ مَا سِوَى اللهِ تَعَالَى كَائِنًا مَنْ كَانَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 23]، وَهُوَ مَعْنَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا آخر تعديل بواسطة أم معاوية ، 2016-12-18 الساعة 09:10 PM |
#4
|
||||
|
||||
▪️الشِّرْكُ وَأَنْوَاعُهُ ▪️
● س 45 : مَا هُوَ ضِدُّ تَوْحِيدِ الْإِلَهِيَّةِ؟ جـ: ضِدُّهُ الشِّرْكُ، وَهُوَ نَوْعَانِ: 1- شِرْكٌ أَكْبَرُ. 2- وَشِرْكٌ أَصْغَرُ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 46 : مَا هُوَ الشِّرْكُ الْأَكْبَرُ؟ جـ: هُوَ اتِّخَاذُ الْعَبْدِ مِنْ دُونِ اللهِ نِدًّا يُسَوِّيهِ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ يَصْرِفُ لَهُ شَيْئًا مِنَ الْعِبَادَةِ، فَيُحِبُّهُ كَحُبِّ اللهِ، وَيَخْشَاهُ كَخَشْيَةِ اللهِ، وَيَلْتَجِئُ إِلَيْهِ وَيَدْعُوهُ أَوْ يُطِيعُهُ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ (1). قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ﴾ [المائدة: 72 ]. وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» (2). وَيَسْتَوِي فِي الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ الْمُجَاهِرُونَ بِهِ كَكُفَّارِ قُرَيْشٍ، وَالْمُبْطِنُونَ لَهُ كَالْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ وَيُبْطِنُونَ الْكُفْرَ. ــــــــــــــــــــ (1) " مدارج السالكين "( 368/1) (2) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (5967) ، وَمُسْلِمٌ (30) من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 47 : مَا هُوَ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ؟ جـ: مِنْهُ: يَسِيرُ الرِّيَاءِ وَهُوَ تَحْسِينُ الْعَمَلِ الْمُرَادُ بِهِ اللهُ تَعَالَى، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ»، فَسُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: «الرِّيَاءُ»، ثُمَّ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ ﷺ : «يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إِلَيْهِ» (1). وَمِنْهُ: الْحَلِفُ بِغَيْرِ اللهِ كَالْحَلِفِ بِالْآبَاءِ وَالْأَنْدَادِ وَالْكَعْبَةِ وَالْأَمَانَةِ وَغَيْرِهَا، قَالَ ﷺ : «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» (2). وَمِنْهُ قَوْلُهُ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِلَّذِي قَالَ ذَلِكَ: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؟! بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ» (3). وَمِنْهُ قَوْلُ: لَوْلَا اللهُ وَأَنْتَ، وَمَا لِي إِلَّا اللهُ وَأَنْتَ. قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: وَيَجُوزُ لَوْلَا اللهُ ثُمَّ فُلَانٌ، وَلَا يَجُوزُ لَوْلَا اللهُ وَفُلَانٌ. ــــــــــــــــــــ (1) أخرجه ابن ماجه (42.4) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، وحسنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 2607) (2) أخرجه أبو داوُد ( 3248) ، والنسائي (3769) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (7249) (3) أخرجه أحمد ( 1842) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (157) ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 48 : مَا الْفَرْقُ بَيْنَ (الْوَاوِ) وَ (ثُمَّ) فِي هَذِهِ الْأَلْفَاظِ؟ جـ: لِأَنَّ الْعَطْفَ بِالْوَاوِ يَقْتَضِي الْمُقَارَنَةَ وَالتَّسْوِيَةَ، فَمَعْنَى: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ: تَسْوِيَةُ مَشِيئَةِ اللهِ بِمَشِيئَةِ الْعَبْدِ. أَمَّا مَعْنَى مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شِئْتَ: أُقِرُّ بِأَنَّ مَشِيئَةَ الْعَبْدِ تَابِعَةٌ لِمَشِيئَةِ اللهِ تَعَالَى كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّه ﴾ [الإنسان:30 ]، وَكَذَلِكَ بَقِيَّةُ الْأَلْفَاظِ. ▪️ تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ ▪️ ● س 49 : مَا هُوَ تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ؟ جـ: هُوَ الْإِقْرَارُ الْجَازِمُ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ وَخَالِقُهُ وَمُدَبِّرُهُ وَالْمُتَصَرِّفُ فِيهِ. فَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 10]. وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ مَالِكُ كُلِّ شَيْءٍ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء: 111]. وَدَلِيلُ الرِّزْقِ وَالْمُلْكِ وَالْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ وَالتَّدْبِيرِ: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾[يونس: 31 ]. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س50 : مَا ضِدُّ تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ؟ جـ: هُوَ اعْتِقَادُ مُتَصَرِّفٍ مَعَ اللهِ -عزَّ وجلَّ- فِي أَيِّ شَيْءٍ مِنْ تَدْبِيرِ الْكَوْنِ مِنْ إِيجَادٍ أَوْ إِعْدَامٍ أَوْ إِحْيَاءٍ أَوْ إِمَاتَةٍ أَوْ جَلْبِ خَيْرٍ أَوْ دَفْعِ شَرٍّ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَعَانِي الرُّبُوبِيَّةِ، أَوِ اعْتِقَادِ مُنَازِعٍ أَوْ مُشَارِكٍ لَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ كَعِلْمِ الْغَيْبِ وَالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ. قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [فاطر: 3]. الْآيَاتِ. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ﴾ [يونس: 107 ]. الْآيَةَ. وَقَالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ ﴾ [النمل: 65]. وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: الْعَظَمَةُ إِزَارِي، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَسْكَنْتُهُ نَارِي» (1) ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (2620) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - . ▪تَوْحِيدُ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ▪ ● س 51: مَا هُوَ تَوْحِيدُ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ؟ جـ: هُوَ الْإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ اللهُ تَعَالَى بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ وَوَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ ﷺ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتِ الْعُلَى، وَإِمْرَارُهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفٍ. قَالَ تَعَالَى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى:11]. وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه-: «أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ ﷺ: انْسِبْ لَنَا رَبَّكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص:1-2]. وَالصَّمَدُ الَّذِي ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ [الإخلاص: 3]؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلَّا سَيَمُوتُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يَمُوتُ إِلَّا سَيُورَثُ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَمُوتُ وَلَا يُورَثُ؛ ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4] قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيهٌ وَلَا عِدْلٌ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ (3364)، وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي «ظِلَالِ الْجَنَّةِ» (663). ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 52: مَا دَلِيلُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ جـ: قَالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ﴾ [الأعراف: 180]. وَقَالَ عزَّ وجلَّ: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8]. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» (1). وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ رَبِيعَ قَلْبِي» (2). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (2736)، وَمُسْلِمٌ (2677) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -. (2) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ( 452،391/1 ) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي «السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ» (199). ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 53: مَا مِثَالُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى مِنَ الْقُرْآنِ؟ جـ: مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الحشر: 22-24]، وَغَيْرُهَا مِنَ الْآيَاتِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 54: مَا مِثَالُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: مِثْلُ قَوْلِهِ ﷺ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» (1). وَقَوْلُهُ ﷺ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ» (2). وَغَيْرُهَا مِنَ الْأَحَادِيثِ. ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (6345)، وَمُسْلِمٌ (2730) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاس رضي الله عنهما. (2) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (1495)، وَالتِّرْمِذِيُّ (3544)، وَالنَّسَائِيُّ (1300)، وَابْنُ مَاجَهْ ( 3858) مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي «صَحِيحِ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ». ● س 55 : عَلَى كَمْ نَوْعٍ دَلَالَةُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى؟ جـ: هِيَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ: النَّوْعُ الْأَوَّلُ: تَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ مُطَابَقَةً (1). النَّوْعُ الثَّانِي: عَلَى الصِّفَاتِ الْمُشْتَقَّةِ مِنْهَا تَضَمُّنًا. النَّوْعُ الثَّالِثُ: تَدُلُّ عَلَى الصِّفَاتِ الَّتِي مَا اشْتُقَّتْ مِنْهَا الْتِزَامًا. وَالْمِثَالُ الْآتِي يُوَضِّحُ ذَلِكَ. ــــــــــــــــــــ (1) دَلَالَةُ الْمُطَابَقَةِ: هِيَ أَنْ يَدُلَّ اللَّفْظُ عَلَى الْمُسَمَّى بِذَاتِهِ، كَدَلَالَةِ اسْمِهِ تَعَالَى السَّمِيعِ عَلَى ذَاتِ اللهِ. دَلَالَةُ التَّضَمُّنِ: هِيَ أَنْ يَدُلَّ اللَّفْظُ عَلَى مَعْنَاهُ تَضَمُّنًا؛ كَدَلَالَةِ اسْمِهِ تَعَالَى السَّمِيعِ عَلَى صِفَةِ السَّمْعِ. دَلَالَةُ الِالْتِزَامِ: هِيَ أَنْ يَسْتَلْزِمَ اللَّفْظُ شَيْئًا آخَرَ، كَدَلَالَةِ اسْمِهِ تَعَالَى السَّمِيعِ عَلَى سَائِرِ صِفَاتِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ قُدَامَةَ - رحمه الله - لَفْظَ [الْبَيْتِ] مِثَالًا لِأَنْوَاعِ الدَّلَالَةِ فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى: الْبَيْتِ، مُطَابَقَةً. وَيَدُلُّ عَلَى السَّقْفِ، تَضَمُّنًا. وَيَدُلُّ عَلَى جِدَارِهِ، الْتِزَامًا. وَيَرَى الشَّيْخُ الْعَلَّامَةُ ابْنُ الْقَيِّمِ - رحمه الله - أَنَّ الِاسْمَ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ لَهُ دَلَالَةٌ عَلَى الذَّاتِ وَالصِّفَةِ بِالْمُطَابَقَةِ، وَدَلَالَةٌ عَلَى أَحَدِهِمَا بِالتَّضَمُّنِ، وَدَلَالَةٌ عَلَى الصِّفَةِ الْأُخْرَى بِاللُّزُومِ. رَاجِعْ: «بَدَائِعَ الْفَوَائِدِ» (62/1)، بِتَصَرُّفٍ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 56: مَا مِثَالُ ذَلِكَ؟ جـ: مِثَالُ ذَلِكَ اسْمُهُ تَعَالَى الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ: 1- يَدُلُّ عَلَى ذَاتِ اللهِ مُطَابَقَةً؛ لِأَنَّ اللهَ هُوَ الرَّحْمَنُ؛ ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ ﴾ [الإسراء: 110]. 2- يَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ الْمُشْتَقَّةِ مِنْهُ وَهِيَ الرَّحْمَةُ تَضَمُّنًا لِأَنَّ اسْمَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَتَضَمَّنُ أَنَّهُ يَتَّصِفُ بِالرَّحْمَةِ. 3 - يَدُلُّ عَلَى بَاقِي صِفَاتِ اللهِ الَّتِي لَمْ تُشْتَقَّ مِنَ اسْمِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كَالْحَيَاةِ وَالْقُدْرَةِ الْتِزَامًا، فَإِنَّ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ حَيًّا وَقَادِرًا.. وَغَيْرُهَا مِنَ الصِّفَاتِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 57: عَلَى كَمْ قِسْمٍ دَلَالَةُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى مِنْ جِهَةِ التَّضَمُّنِ؟ الْأَسْمَاءُ الَّتِي تَتَضَمَّنُ صِفَاتٍ عَلَى كَمْ قِسْمٍ؟ جـ: هِيَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ: الْأَوَّلُ: الِاسْمُ الْعَلَمُ الْمُتَضَمِّنُ لِجَمِيعِ مَعَانِي الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَهُوَ (اللهُ) تَتْبَعُهُ جَمِيعُ الْأَسْمَاءِ وَلَمْ يَأْتِ هُوَ تَابِعًا لِغَيْرِهِ مِنَ الْأَسْمَاءِ. الثَّانِي: مَا يَتَضَمَّنُ صِفَةَ ذَاتٍ لِلَّهِ -عزَّ وجلَّ- وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحَالٍ كَاسْمِهِ تَعَالَى السَّمِيعِ الْمُتَضَمِّنِ سَمْعَهُ الْوَاسِعَ جَمِيعَ الْأَصْوَاتِ يَسْتَوِي عِنْدَهُ سِرُّهَا وَعَلَانِيَتُهَا. الثَّالِثُ: مَا يَتَضَمَّنُ صِفَةَ فِعْلٍ لِلَّهِ كَالْخَالِقِ الرَّازِقِ. فَالرِّزْقُ وَالْخَلْقُ أَفْعَالٌ لِلَّهِ تَعَالَى يَفْعَلُهَا وَقْتَمَا شَاءَ كَيْفَمَا يَشَاءُ. الرَّابِعُ: مَا يَتَضَمَّنُ تَنَزُّهَهُ تَعَالَى وَتَقَدُّسَهُ عَنْ جَمِيعِ النَّقَائِصِ كَالْقُدُّوسِ السَّلَامِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 58 : كَمْ أَقْسَامُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى مِنْ جِهَةِ إِطْلَاقِهَا عَلَى اللهِ -عزَّ وجلَّ-؟ جـ: 1- أَسْمَاءٌ تُطْلَقُ عَلَى اللهِ مُفْرَدَةً أَوْ مَعَ غَيْرِهَا مِنَ الْأَسْمَاءِ، وَهِيَ مَا تَضَمَّنَتْ صِفَةَ الْكَمَالِ مُطْلَقًا مِثْلَ الْحَيِّ الْقَيُّومِ. 2- وَمِنْهَا مَا لَا يُطْلَقُ عَلَى اللهِ إِلَّا مَعَ ضِدِّهِ لِأَنَّهُ لَوْ ذُكِرَ وَحْدَهُ أَوْهَمَ نَقْصًا مِثْلَ الْقَابِضِ الْبَاسِطِ، فَلَوْ قُلْتَ إِنَّ اللهَ هُوَ الْقَابِضُ وَلَمْ تَذْكُرِ الْبَاسِطَ أَوْهَمَ نَقْصًا وَلَكِنْ تَقُولُ هُوَ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ. 3 - مِنْ ذَلِكَ اسْمُهُ تَعَالَى الْمُنْتَقِمُ، لَمْ يُطْلَقْ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا مَعَ الْمُنْتَقَمِ مِنْهُمْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴾ [السجدة: 22 ].
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا آخر تعديل بواسطة أم معاوية ، 2016-12-18 الساعة 09:15 PM |
#5
|
||||
|
||||
● س 59 : تَقَدَّمَ أَنَّ صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى مِنْهَا ذَاتِيَّةٌ وَفِعْلِيَّةٌ، فَمَا مِثَالُ صِفَاتِ الذَّاتِ مِنَ الْكِتَابِ؟
جـ: مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ [المائدة: 64]. ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88]. ﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 46]. ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110]. ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164]، وَغَيْرُ ذَلِكَ. فَهَذِهِ صِفَاتٌ مُلَازِمَةٌ لِلذَّاتِ لَا يَتَّصِفُ بِهَا فِي وَقْتٍ دُونَ وَقْتٍ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ مُتَّصِفًا بِهَا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 60 : مَا مِثَالُ صِفَاتِ الذَّاتِ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: كَقَوْلِه ﷺ فِي حَدِيثِ الِاسْتِخَارَةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ» (1) . قَوْلُهُ ﷺ : «إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا» (2). وَأَحَادِيثُ كَلَامِ اللهِ لِعِبَادِهِ فِي الْمَوْقِفِ، وَكَلَامِهِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَا لَا يُحْصَى. فَهَذِهِ صِفَاتٌ مُلَازِمَةٌ لِلذَّاتِ لَا يَتَّصِفُ بِهَا فِي وَقْتٍ دُونَ وَقْتٍ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ مُتَّصِفًا بِهَا. ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (1166) مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنه- (2) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (2992)، وَمُسْلِمٌ (2704) مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه- ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 61: مَا مِثَالُ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 29]، وَقَوْلِهِ: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 210]. الْآيَةَ. وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75]. وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج: 18]، وَغَيْرِهَا مِنَ الْآيَاتِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 62 : مَا مِثَالُ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: مِثْلُ قَوْلِهِ ﷺ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ» (1) . وَقَوْلِهِ فِي حَدِيثِ احْتِجَاجِ آدَمَ وَمُوسَى: «فَقَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكَ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ» (2). فَكَلَامُهُ تَعَالَى وَيَدُهُ صِفَتَا ذَاتٍ، وَتَكَلُّمُهُ صِفَةُ ذَاتٍ وَفِعْلٍ مَعًا، وَخَطُّهُ التَّوْرَاةَ صِفَةُ فِعْلٍ. فَصِفَاتُ الْفِعْلِ يَفْعَلُهَا اللهُ وَقْتَمَا يَشَاءُ كَيْفَمَا يَشَاءُ. ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (1145) ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-. (2) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (6614)، وَمُسْلِمٌ (2652) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 63 : هَلْ يُشْتَقُّ مِنْ كُلِّ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ أَسْمَاءٌ أَمْ أَسْمَاءُ اللهِ كُلُّهَا تَوْقِيفِيَّةٌ؟ جـ: لَا؛ بَلْ أَسْمَاءُ اللهِ تَعَالَى كُلُّهَا تَوْقِيفِيَّةٌ، لَا نَأْخُذُ الْأَسْمَاءَ مِنَ الصِّفَاتِ لِأَنَّ مِنْ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ صِفَاتٍ لَا تُذْكَرُ إِلَّا عَلَى سَبِيلِ الْجَزَاءِ وَالْمُقَابَلَةِ وَهِيَ فِيمَا سِيقَتْ لَهُ مَدْحٌ وَكَمَالٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67] فَلَا يَجُوزُ أَنْ تُسَمِّيَ اللهَ بِالنَّاسِي حَاشَا لِلَّهِ، وَأَمَّا الْجَائِزُ هُوَ اشْتِقَاقُ الصِّفَاتِ مِنَ الْأَسْمَاءِ كَالرَّحْمَةِ مِنَ الرَّحِيمِ. ● س 64 : مَاذَا يَتَضَمَّنُ اسْمُهُ (الْعَلِيُّ الْأَعْلَى) وَمَا فِي مَعْنَاهُ كَالظَّاهِرِ وَالْقَاهِرِ وَالْمُتَعَالِ؟ جـ: يَتَضَمَّنُ اسْمُهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى الصِّفَةَ الْمُشْتَقَّ مِنْهَا، وَهِيَ ثُبُوتُ الْعُلُوِّ لَهُ -عزَّ وجلَّ- بِجَمِيعِ مَعَانِيهِ الْآتِيَةِ: 1- عُلُوُّ فَوْقِيَّتِهِ تَعَالَى عَلَى عَرْشِهِ فَاللهُ -عزَّ وجلَّ- عَالٍ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ، بَائِنٌ مِنْهُمْ، رَقِيبٌ عَلَيْهِمْ، قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا. 2- عُلُوُّ قَهْرِهِ: فَلَا مُغَالِبَ لَهُ وَلَا مُنَازِعَ وَلَا مُضَادَّ وَلَا مُمَانِعَ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ خَاضِعٌ لِعَظَمَتِهِ. 3- عُلُوُّ شَأْنِهِ: فَجَمِيعُ صِفَاتِ الْكَمَالِ لَهُ ثَابِتَةٌ، وَجَمِيعُ النَّقَائِصِ عَنْهُ مُنْتَفِيَةٌ، عزَّوجلَّ وَتَبَارَكَ وَتَعَالَى. وَجَمِيعُ هَذِهِ الْمَعَانِي لِلْعُلُوِّ مُتَلَازِمَةٌ لَا يَنْفَكُّ مَعْنًى مِنْهَا عَنِ الْآخَرِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 65: مَا دَلِيلُ عُلُوِّ الْفَوْقِيَّةِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: الْأَدِلَّةُ الصَّرِيحَةُ عَلَيْهِ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى مِنْهَا قَوْلُهُ: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5] فِي سَبْعَةِ مَوَاضِعَ مِنَ الْقُرْآنِ. وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ [النحل: 50]. وَقَوْلُهُ: ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ﴾ [السجدة: 5]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ﴾ [آل عمران: 55] وَغَيْرُ ذَلِكَ كَثِيرٌ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 66 : مَا دَلِيلُ ذَلِكَ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: أَدِلَّتُهُ مِنَ السُّنَّةِ كَثِيرَةٌ لَا تُحْصَى، مِنْهَا قَوْلُهُ لِسَعْدٍ فِي قِصَّةِ قُرَيْظَةَ: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ» (1). وَقَوْلُهُ ﷺ لِلْجَارِيَةِ: «أَيْنَ اللهُ»؟ قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ: «أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» (2). وَقَوْلُهُ ﷺ: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعِدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللهِ إِلَّا الطَّيِّبُ» (3) وَقَدْ أَقَرَّ بِذَلِكَ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ إِلَّا الْجَهْمِيَّةَ (4). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي «تَفْسِيرِهِ» ( 426/20) . وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (3804)، وَمُسْلِمٌ (1768)، وَلَفْظُهُ: «حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللهِ»، أَوْ «بِحُكْمِ الْمَلِكِ». (2) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (537 ) مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ -رضي الله عنه-. (3) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (1410)، وَمُسْلِمٌ (1014) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-. (4) الْجَهْمِيَّةُ: أَتْبَاعُ الْجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ الَّذِي أَظْهَرَ بِدْعَتَهُ وَقَتَلَهُ سَلَمُ بْنُ أَحْوَزَ بِمَرْوَ سَنَةَ (128هـ)، وَقَدِ اشْتُهِرَ عَنْهُ تَعْطِيلُ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ بِنَفْيِهَا، وَاشْتُهِرَ عَنْهُ الْقَوْلُ بِالْجَبْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 67: مَاذَا قَالَ أَئِمَّةُ الدِّينِ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي مَسْأَلَةِ الِاسْتِوَاءِ؟ جـ: قَوْلُهُمْ بِأَجْمَعِهِمْ -رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى-: الِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ، وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ، وَمِنَ اللهِ الرِّسَالَةُ، وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلَاغُ، وَعَلَيْنَا التَّصْدِيقُ وَالتَّسْلِيمُ (1)، وَهَكَذَا قَوْلُهُمْ فِي جَمِيعِ آيَاتِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَأَحَادِيثِهَا: ﴿ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾ [آل عمران: 7]، ﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 52]. ــــــــــــــــــــ (1) وَرَدَ هَذَا الْقَوْلُ فِي مَعْنَى الِاسْتِوَاءِ مَرْوِيًّا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ مِنْهُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أُمُّ سَلَمَةَ -رضي الله عنها-، وَرُوِيَ عَنْ رَبِيعَةَ الرَّأْيِ شَيْخِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَعَنْ مَالِكٍ -رضي الله عنه-. رَاجِعْ «فَتْح الْبَارِي» ( 406/13-407 ) ● س 68 : مَا دَلِيلُ عُلُوِّ الْقَهْرِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: أَدِلَّتُهُ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [الأنعام: 18]، وَهُوَ مُتَضَمِّنٌ لِعُلُوِّ الْقَهْرِ وَالْفَوْقِيَّةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ [الرحمن: 33]، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 69: مَا دَلِيلُ ذَلِكَ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: أَدِلَّتُهُ مِنَ السُّنَّةِ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا قَوْلُهُ ﷺ: «اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ» (1) . الْحَدِيث. وَقَوْلُهُ ﷺ : «إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ» (2) وَغَيْرُ ذَلِكَ كَثِيرٌ. ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (1493)، وَالتِّرْمِذِيُّ (3475)، وَابْنُ مَاجَهْ (3857) مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ -رضي الله عنه-، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي «صَحِيحِ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ». (2) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (1425)، وَالتِّرْمِذِيُّ (464)، وَالنَّسَائِيُّ (1745) مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ -رضي الله عنه-، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي «صَحِيحِ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ». ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 70 : مَا دَلِيلُ عُلُوِّ الشَّأْنِ؟ وَمَا الَّذِي يَجِبُ نَفْيُهُ عَنِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-؟ جـ: عُلُوُّ الشَّأْنِ هُوَ مَا تَضَمَّنَهُ اسْمُهُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ وَمَا فِي مَعْنَاهَا، وَاسْتَلْزَمَتْهُ جَمِيعُ صِفَاتِ كَمَالِهِ، فَجَمِيعُ صِفَاتِ الْكَمَالِ لَهُ ثَابِتَةٌ، وَجَمِيعُ النَّقَائِصِ عَنْهُ مُنْتَفِيَةٌ: ﴿ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الروم: 27] . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 71 : مَا مَعْنَى قَوْلِهِ ﷺ فِي الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى: «مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ»؟ جـ: قَدْ فُسِّرَ ذَلِكَ بِمَعَانٍ مِنْهَا: 1- حِفْظُهَا وَدُعَاءُ اللهِ بِهَا وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ بِجَمِيعِهَا. 2- أَنَّ مَا كَانَ يَسُوغُ الِاقْتِدَاءُ بِهِ كَالرَّحِيمِ وَالْكَرِيمِ فَيُمَرِّنُ الْعَبْدُ نَفْسَهُ عَلَى أَنْ يَصِحَّ لَهُ الِاتِّصَافُ بِهَا فِيمَا يَلِيقُ بِهِ وَمَا كَانَ يَخْتَصُّ بِهِ نَفْسُهُ تَعَالَى كَالْجَبَّارِ وَالْعَظِيمِ وَالْمُتَكَبِّرِ، فَعَلَى الْعَبْدِ الْإِقْرَارُ بِهَا وَالْخُضُوعُ لَهَا وَعَدَمُ التَّحَلِّي بِصِفَةٍ مِنْهَا. 3 - شُهُودُ الْعَبْدِ إِيَّاهَا وَإِعْطَاؤُهَا حَقَّهَا مَعْرِفَةً وَعُبُودِيَّةً، مِثَالُهُ مَنْ شَهِدَ عُلُوَّ اللهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ وَفَوْقِيَّتَهُ عَلَيْهِمْ وَاسْتِوَاءَهُ عَلَى عَرْشِهِ يَسْتَحِي أَنْ يَصْعَدَ إِلَيْهِ مَنْ كَلِمِهِ وَعَمَلِهِ مَا يُخْزِيهِ وَيَفْضَحُهُ هُنَالِكَ. ● س72: مَا ضِدُّ تَوْحِيدِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ؟ جـ: ضِدُّهُ الْإِلْحَادُ (1) فِي أَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ وَآيَاتِهِ، وَهُوَ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ (2) : الْأَوَّلُ: إِلْحَادُ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ حَرَّفُوهَا وَسَمَّوْا بِهَا أَوْثَانَهُمْ، فَاشْتَقُّوا اللَّاتَ مِنَ الْإِلَهِ وَالْعُزَّى مِنَ الْعَزِيزِ وَمَنَاةَ مِنَ الْمَنَّانِ. الثَّانِي: إِلْحَادُ الْمُشَبِّهَةِ الَّذِينَ يُكَيِّفُونَ صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى، وَيُشَبِّهُونَهَا بِصِفَاتِ خَلْقِهِ فَقَالُوا سَمِيعٌ كَسَمْعِنَا تَعَالَى اللهُ عَنْ مُشَابَهَةِ الْمَخْلُوقِينَ. الثَّالِثُ: إِلْحَادُ نُفَاةِ الصِّفَاتِ، وَهُمْ قِسْمَانِ: 1- قِسْمٌ أَثْبَتُوا أَلْفَاظَ أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَنفوا الصِّفَاتِ الْمُشْتَقَّةِ مِنْهَا فَقَالُوا: رَحْمَنٌ رَحِيمٌ بِلَا رَحْمَةٍ، عَلِيمٌ بِلَا عِلْمٍ، سَمِيعٌ بِلَا سَمْعٍ، بَصِيرٌ بِلَا بَصَرٍ، قَدِيرٌ بِلَا قُدْرَةٍ. 2- قِسْمٌ صَرَّحُوا بِنَفْيِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ الْمُشْتَقَّةِ بِالْكُلِّيَّةِ فَقَالُوا لَا اسْمَ لَهُ وَلَا صِفَةَ، سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ الْجَاحِدُونَ الْمُلْحِدُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا؛ ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]. ــــــــــــــــــــ (1) الْإِلْحَادُ لُغَةً: الْمَيْلُ عَنِ الْقَصْدِ، وَمِنْهُ: اللَّحْدُ فِي وَسَطِ الْقَبْرِ؛ لِمَيْلِهِ عَنِ النِّصْفِ. وَالْمُلْحِدُ: الْعَادِلُ عَنِ الْحَقِّ الْمُدْخِلُ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ، يُقَالُ: قَدْ أَلْحَدَ فِي الدِّينِ وَلَحَدَ عَنْهُ، أَيْ: حَادَ عَنْهُ وَعَدَلَ، وَأَلْحَدَ: مَارَى وَجَادَلَ. رَاجِعْ «مُخْتَارَ الصِّحَاحِ» (593). (2) ) عَدَّ ابْنُ الْقَيِّمِ -رحمه الله- أَنْوَاعَ الْإِلْحَادِ خَمْسَةً: هَذِهِ الثَّلَاثَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا الشَّيْخُ -رحمه الله-. وَالرَّابِعُ: تَسْمِيَتُهُ تَعَالَى لِمَا لَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَجَمَالِهِ وَكَمَالِهِ؛ كَتَسْمِيَةِ النَّصَارَى لَهُ أَبًا، وَتَسْمِيَةِ الْفَلَاسِفَةِ لَهُ مُوجِبًا بِذَاتِهِ، أَوْ عِلَّةً فَاعِلَةً بِالطَّبْعِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ. وَمِنْهُ تَعْلَمُ خَطَأَ سَيِّد قُطْب فِي تَسْمِيَةِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِالْمُهَنْدِسِ الْأَعْظَمِ. وَالْخَامِسُ: وَصْفُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِمَا لَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ النَّقَائِصِ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا، كَقَوْلِ الْيَهُودِ: إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ، وَقَوْلِهِمْ: يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ إِلْحَادٌ فِي أَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ. رَاجِعْ فِي ذَلِكَ: «بَدَائِعِ الْفَوَائِدِ» لِابْنِ الْقَيِّمِ (169/1-170) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 73: هَلْ جَمِيعُ أَنْوَاعِ التَّوْحِيدِ مُتَلَازِمَةٌ فَيُنَافِيهَا كُلَّهَا مَا يُنَافِي نَوْعًا مِنْهَا؟ جـ: نَعَمْ هِيَ مُتَلَازِمَةٌ، فَمَنْ أَشْرَكَ فِي نَوْعٍ مِنْهَا فَهُوَ مُشْرِكٌ فِي الْبَقِيَّةِ، مِثَالُ ذَلِكَ: دُعَاءُ غَيْرِ اللهِ فَهُوَ شِرْكٌ فِي الْإِلَهِيَّةِ لِأَنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ، وَهُوَ شِرْكٌ فِي الرُّبُوبِيَّةِ حَيْثُ اعْتَقَدَ أَنَّ مَنْ دَعَاهُ مُتَصَرِّفٌ مَعَ اللهِ فِي مَلَكُوتِهِ، وَهُوَ شِرْكٌ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ حَيْثُ ظَنَّ أَنَّ مَنْ دَعَاهُ مِنْ دُونِ اللهِ يَسْمَعُهُ وَيُجِيبُهُ؛ فَمَنْ أَشْرَكَ فِي الْإِلَهِيَّةِ أَشْرَكَ فِي الرُّبُوبِيَّةِ وَالْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ.
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا |
#6
|
||||
|
||||
▪️الْإِيمَانُ بِالْمَلَائِكَةِ ▪️
● س 74 : مَا الدَّلِيلُ عَلَى الْإِيمَانِ بِالْمَلَائِكَةِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ جـ: أَدِلَّةُ ذَلِكَ مِنَ الْكِتَابِ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ﴾ [الشورى: 5] . وَفِي السُّنَّةِ «أَنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَهُمْ مِنْ نُورٍ»(1)، وَالْأَحَادِيثُ فِي شَأْنِهِمْ كَثِيرَةٌ. ــــــــــــــــــــ 1) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ( 2996) من حديث عائشة - رضي الله عنها - ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س75 : مَا مَعْنَى الْإِيمَانِ بِالْمَلَائِكَةِ؟ جـ: هُوَ الْإِقْرَارُ الْجَازِمُ بِوُجُودِهِمْ، وَأَنَّهُمْ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ مُسَخَّرُونَ؛ وَ﴿ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 26-27 ]، ﴿ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6 ]، ﴿ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19-20 ] ، وَلَا يَسْأَمُونَ وَلَا يَمَلُّونَ مِنَ الْعِبَادَةِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 76 : اذْكُرْ بَعْضَ أَنْوَاعِهِمْ بِاعْتِبَارِ مَا هَيَّأَهُمُ اللهُ لَهُ وَوَكَّلَهُمْ بِهِ؟ جـ: هُمْ بِاعْتِبَارِ ذَلِكَ أَقْسَامٌ كَثِيرَةٌ: 1- مِنْهُمُ الْمُوَكَّلُ بِأَدَاءِ الْوَحْيِ إِلَى الرُّسُلِ وَهُوَ الرُّوحُ الْأَمِينُ جِبْرِيلُ عليه السلام . 2- وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُ بِالْقَطْرِ وَهُوَ مِيكَائِيلُ عليه السلام . 3- وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُ بِالصُّورِ وَهُوَ إِسْرَافِيلُ عليه السلام . 4- وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُ بِقَبْضِ الْأَرْوَاحِ وَهُوَ مَلَكُ الْمَوْتِ وَأَعْوَانُهُ وَلَا يُسَمَّى بِعَزْرَائِيلَ. 5- وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُ بِأَعْمَالِ الْعِبَادِ وَهُمُ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ. 6- وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُ بِحِفْظِ الْعَبْدِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَهُمُ الْمُعَقِّبَاتُ. 7- وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُ بِالْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا وَهُمْ رِضْوَانٌ وَمَنْ مَعَهُ. 8- وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُ بِالنَّارِ وَعَذَابِهَا وَهُمْ مَالِكٌ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الزَّبَانِيَةِ، وَرُؤَسَاؤُهُمْ تِسْعَةَ عَشَرَ. 9- وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُ بِفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَهُمْ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ. 10- وَمِنْهُمْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ. 11- وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُ بِالنُّطَفِ فِي الْأَرْحَامِ مِنْ تَخْلِيقِهَا وَكِتَابَةِ مَا يُرَادُ بِهَا. 12- وَمِنْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ يَد ْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ. وَغَيْرُ هَؤُلَاءِ. ▪️الْإِيمَانُ بِالْكُتُبِ ▪️ ● س 77 : مَا دَلِيلُ الْإِيمَانِ بِالْكُتُبِ؟ جـ: أَدِلَّتُهُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ﴾ [النساء: 136]. وَيَكْفِي فِي ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ﴾ [الشورى: 15 ] . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 78 : هَلْ سُمِّيَتْ جَمِيعُ الْكُتُبِ فِي الْقُرْآنِ؟ جـ: سَمَّى اللهُ مِنْهَا فِي الْقُرْآنِ: الْقُرْآنَ، وَالتَّوْرَاةَ، وَالْإِنْجِيلَ، وَالزَّبُورَ، وَصُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى، وَذَكَرَ الْبَاقِي جُمْلَةً دُونَ ذِكْرِ أَسْمَائِهَا، فَمَا ذَكَرَ اللهُ مِنْهَا تَفْصِيلًا وَجَبَ عَلَيْنَا الْإِيمَانُ بِهِ تَفْصِيلًا، وَمَا ذَكَرَ مِنْهَا إِجْمَالًا وَجَبَ عَلَيْنَا الْإِيمَانُ بِهِ إِجْمَالًا، فَنَقُولُ فِيهِ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ: ﴿ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ﴾ [الشورى: 15 ]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 79 : مَا مَعْنَى الْإِيمَانِ بِكُتُبِ اللهِ عزوجل ؟ جـ: مَعْنَاهُ التَّصْدِيقُ الْجَازِمُ بِأَنَّ: 1- جَمِيعَهَا مُنَزَّلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ عزوجل . 2 - وَأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهَا حَقِيقَةً، فَمِنْهَا الْمَسْمُوعُ مِنْهُ تَعَالَى مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ بِدُونِ وَاسِطَةِ جِبْرِيلَ، وَمِنْهَا مَا بَلَّغَهُ جِبْرِيلُ إِلَى الرَّسُولِ الْبَشَرِيِّ، وَمِنْهَا مَا كَتَبَهُ اللهُ تَعَالَى بِيَدِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: فَدَلِيلُ الْمَسْمُوعِ مِنْهُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164 ] . 3 - وَدَلِيلُ الْمَكْتُوبِ بِيَدِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 145]. 4 - وَدَلِيلُ وَسَاطَةِ جِبْرِيلَ عليه السلام : قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴾ [الشعراء: 192-193]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 80 : مَا مَنْزِلَةُ الْقُرْآنِ مِنَ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى فِيهِ: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48] ، «مُهَيْمِنًا»؛ يَعْنِي: مُؤْتَمَنًا وَشَاهِدًا عَلَى مَا قَبْلَهُ مِنَ الْكُتُبِ. وَمُصَدِّقًا لَهَا؛ يَعْنِي: يُصَدِّقُ مَا فِيهَا مِنَ الصَّحِيحِ، وَيَنْفِي مَا وَقَعَ فِيهَا مِنْ تَحْرِيفٍ وَتَبْدِيلٍ وَتَغْيِيرٍ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 81 : مَا الَّذِي يَجِبُ الْتِزَامُهُ فِي حَقِّ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَّةِ؟ جـ: هُوَ اتِّبَاعُهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَالتَّمَسُّكُ بِهِ وَالْقِيَامُ بِحَقِّهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا ﴾ [الأنعام: 155 ] . وَأَوْصَى النَّبِيُّ ﷺ بِكِتَابِ اللهِ فَقَالَ: «فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ وَتَمَسَّكُوا بِهِ»(1). ــــــــــــــــــــ 1) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ( 2408) من حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 82 : مَا مَعْنَى التَّمَسُّكِ بِالْكِتَابِ وَالْقِيَامِ بِحَقِّهِ؟ جـ: حِفْظُهُ وَتِلَاوَتُهُ وَالْقِيَامُ بِهِ آنَاءَ الَّليْلِ وَالنَّهَارِ وَتَدَبُّرُ آيَاتِهِ وَإِحْلَالُ حَلَالِهِ وَتَحْرِيمُ حَرَامِهِ وَالِانْقِيَادُ لِأَوَامِرِهِ، وَالِانْزِجَارُ بِزَوَاجِرِهِ وَالِاعْتِبَارُ بِأَمْثَالِهِ وَالِاتِّعَاظُ بِقَصَصِهِ وَالْعَمَلُ بِمُحْكَمِهِ وَالتَّسْلِيمُ لِمُتَشَابِهِهِ وَالْوُقُوفُ عِنْدَ حُدُودِهِ، وَيَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَالنَّصِيحَةُ لَهُ بِكُلِّ مَعَانِيهَا وَالدَّعْوَةُ إِلَى ذَلِكَ عَلَى بَصِيرَةٍ. ● س 83 : مَا حُكْمُ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ؟ جـ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ عزّ وجلّ حَقِيقَةً حُرُوفُهُ وَمَعَانِيهِ، تَكَلَّمَ اللهُ بِهِ قَوْلًا، وَأَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَحْيًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾ [التوبة:6 ]. وَمَنْ قَالَ الْقُرْآنُ أَوْ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ كُفْرًا أَكْبَرَ يُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْكُلِّيَّةِ؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى، وَكَلَامُهُ صِفَتُهُ، وَمَنْ قَالَ شَيْءٌ مِنْ صِفَاتِ اللهِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 84 : هَلْ صِفَةُ الْكَلَامِ ذَاتِيَّةٌ أَوْ فِعْلِيَّةٌ؟ جـ: قَالَ السَّلَفُ الصَّالِحُ رَحِمَهُمُ اللهُ فِي صِفَةِ الْكَلَامِ: إِنَّهَا صِفَةُ ذَاتٍ وَفِعْلٍ مَعًا، فَاللهُ ـ سبحانه وتعالى - لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ مُتَّصِفًا بِالْكَلَامِ أَزَلًا وَأَبَدًا وَتَكَلُّمُهُ وَتَكْلِيمُهُ بِمَشِيئَتِهِ وَإِرَادَتِهِ، فَيَتَكَلَّمُ إِذَا شَاءَ مَتَى شَاءَ وَكَيْفَ شَاءَ بِكَلَامٍ يَسْمَعُهُ مَنْ يَشَاءُ وَكَلَامُهُ صِفَتُهُ لَا غَايَةَ لَهُ وَلَا انْتِهَاءَ؛ ﴿ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف: 109 ]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 85 : مَنْ هُمُ الْوَاقِفَةُ (1)، وَمَا حُكْمُهُمْ؟ جـ: الْوَاقِفَةُ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ فِي الْقُرْآنِ: لَا نَقُولُ هُوَ كَلَامُ اللهِ وَلَا نَقُولُ مَخْلُوقٌ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله - : «مَنْ كَانَ مِنْهُمْ يُحْسِنُ الْكَلَامَ فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ كَانَ لَا يُحْسِنُهُ بَلْ كَانَ جَاهِلًا جَهْلًا بَسِيطًا فَهُوَ تُقَامُ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ بِالْبَيَانِ وَالْبُرْهَانِ، فَإِنْ تَابَ وَآمَنَ بِأَنَّهُ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَإِلَّا فَهُوَ شَرٌّ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ» (2). ــــــــــــــــــــ (1) الْوَاقِفَةُ: جَمَاعَةٌ تَوَقَّفُوا فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأُمُورِ؛ كَالْقُرْآنِ، وَكَدُخُولِ الْفُسَّاقِ النَّارَ أَوْ عَدَمِ دُخُولِهِمْ، وَنُقِلَ هَذَا عَنِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ مِنَ الْأَشَاعِرَةِ. رَاجِعْ «مِنْهَاجَ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ» ( 294،284/5) (2) راجع كتاب "السُّنَة " لعبد الله بن أحمد (165/1) ، و" تذكرة الحُفَّاظ " (748/2) ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 86 : مَا حُكْمُ مَنْ قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ؟ جـ: هَذِهِ الْعِبَارَةُ لَا يَجُوزُ إِطْلَاقُهَا نَفْيًا وَلَا إِثْبَاتًا؛ لِأَنَّ اللَّفْظَ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى التَّلَفُّظِ [النُّطْقِ] الَّذِي هُوَ فِعْلُ الْعَبْدِ، أَوْ بِمَعْنَى الْمَلْفُوظِ بِهِ [الْمَنْطُوقِ] الَّذِي هُوَ الْقُرْآنُ. فَإِذَا قَالَ: [لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ] كَانَ الْمَقْصُودُ الْقُرْآنَ وَهَذَا كُفْرٌ. وَإِذاَ قَالَ: [لَفْظِي بِالْقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ] كَانَ الْمَقْصُودُ النُّطْقَ الَّذِي هُوَ فِعْلُ الْعَبْدِ، وَهَذَا مِنْ بِدَعِ الِاتِّحَادِيَّةِ. فَلَا نُطْلِقُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ. ▪️الْإِيمَانُ بِالرُّسُلِ ▪️ ● س 87 : مَا دَلِيلُ الْإِيمَانِ بِالرُّسُلِ؟ جـ: أَدِلَّتُهُ كَثِيرَةٌ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ﴾ [النساء: 152 ]. وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ»(1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 1354) ، وَمُسْلِمٌ ( 2930) من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 88 : مَا مَعْنَى الْإِيمَانِ بِالرُّسُلِ؟ جـ: هُوَ: 1- التَّصْدِيقُ الْجَازِمُ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثَ فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا مِنْهُمْ، يَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ وَالْكُفْرِ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ. 2- أَنَّ جَمِيعَهُمْ صَادِقُونَ مُصَدَّقُونَ هُدَاةٌ مُهْتَدُونَ، مِنْ رَبِّهِمْ مُؤَيَّدُونَ، وَأَنَّهُمْ بَلَّغُوا جَمِيعَ مَا أَرْسَلَهُمُ اللهُ بِهِ: ﴿ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النحل: 35 ]. 3- أَنَّ اللهَ تَعَالَى اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَاتَّخَذَ مُحَمَّدًا ﷺ خَلِيلًا وَكَلَّمَ مُوسَى تَكْلِيمًا، وَرَفَعَ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ. 4- أَنَّ اللهَ فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 89 : هَلِ اتَّفَقَتْ دَعْوَةُ الرُّسُلِ فِيمَا يَأْمُرُونَ بِهِ وَيَنْهَوْنَ عَنْهُ؟ جـ: اتَّفَقَتْ دَعْوَتُهُمْ مِنْ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَأَمَّا الْفُرُوضُ بِهَا فَقَدْ يُفْرَضُ عَلَى هَؤُلَاءِ مِنَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَنَحْوِهَا مَا لَا يُفْرَضُ عَلَى الْآخَرِينَ، وَيَحْرُمُ عَلَى هَؤُلَاءِ مَا يَحِلُّ لِلْآخَرِينَ، امْتِحَانًا مِنَ اللهِ تَعَالَى؛ ﴿ لِيَبْلُ وَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 90 : مَا الدَّلِيلُ عَلَى اتِّفَاقِهِمْ فِي أَصْلِ الْعِبَادَةِ الْمَذْكُورَةِ؟ جـ: الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْكِتَابِ عَلَى نَوْعَيْنِ مُجْمَلٌ وَمُفَصَّلٌ: 1- أَمَّا الْمُجْمَلُ: فَمِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]. 2- وَأَمَّا الْمُفَصَّلُ: فَمِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59]. ﴿وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 73 ]. ﴿ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 65 ]. ﴿ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 85 ]، وَغَيْرُهَا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 91 : َما دَلِيلُ اخْتِلَافِ شَرَائِعِهِمْ فِي فُرُوعِهَا مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ؟ جـ: قَوْلُ اللهِ عزّ وجلّ : ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [المائدة: 48 ]. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - : «﴿ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾: سَبِيلًا وَسُنَّةً» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (185/5) ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 92 : هَلْ قَصَّ اللهُ جَمِيعَ الرُّسُلِ فِي الْقُرْآنِ؟ جـ: قَدْ قَصَّ اللهُ عَلَيْنَا مِنْ أَنْبَائِهِمْ مَا فِيهِ كِفَايَةٌ وَمَوْعِظَةٌ وَعِبْرَةٌ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ﴾ [النساء: 164 ]. فَنُؤْمِنُ بِجَمِيعِهِمْ تَفْصِيلًا فِيمَا فَصَّلَ، وَإِجْمَالًا فِيمَا أَجْمَلَ. ● س 93 : كَمْ سَمَّى مِنْهُمْ فِي الْقُرْآنِ؟ جـ: سُمِّيَ مِنْهُمْ فِيهِ آدَمُ، وَنُوحٌ، وَإِدْرِيسُ، وَهُودٌ، وَصَالِحٌ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَإِسْحَاقُ، وَيَعْقُوبُ، وَيُوسُفُ، وَلُوطٌ، وَشُعَيْبٌ، وَيُونُسُ، وَمُوسَى، وَهَارُونُ، وَإِلْيَاسُ، وَزَكَرِيَّا، وَيَحْيَى، وَالْيَسَعُ، وَذُو الْكِفْلِ، وَدَاوُدُ، وَسُلَيْمَانُ، وَأَيُّوبُ، وَذَكَرَ الْأَسْبَاطَ جُمْلَةً، وَعِيسَى، وَمُحَمَّدًا ﷺ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 94 : مَنْ هُمْ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ؟ جـ: هُمْ خَمْسَةٌ ذَكَرَهُمُ اللهُ عزوجل عَلَى انْفِرَادِهِمْ فِي مَوْضِعَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ: الْمَوْضِعُ الْأَوَّلُ: فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ [الأحزاب: 7 ]. الْآيَةَ. الْمَوْضِعُ الثَّانِي: فِي سُورَةِ الشُّورَى، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ ۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13 ] الْآيَةُ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 95 : مِنْ أَوَّلِ الرُّسُلِ؟ جـ: أَوَّلُهُمْ بَعْدَ الِاخْتِلَافِ نُوحٌ عليه السلام ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ﴾ [النساء: 163 ]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ ﴾ [غافر: 5 ]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 96 : مَتَى كَانَ الِاخْتِلَافُ؟ جـ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - «كَانَ بَيْنَ نُوحٍ وَآدَمَ عَشْرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْحَقِّ فَاخْتَلَفُوا، فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أخرجه الحاكم في "المستدرك " (596/2) ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 97 : مَنْ هُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ؟ جـ: خَاتَمُ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٌ ﷺ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 98 : مَا الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزا
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا |
#7
|
||||
|
||||
ب: 40 ].
وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَدَّعِي أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (4252)، وَالتِّرْمِذِيُّ (2219)، وَابْنُ مَاجَهْ (3959) مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي «صَحِيحِ الْجَامِعِ» (1773). ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 99 : بِمَاذَا اخْتُصَّ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ؟ جـ: لَهُ ﷺ خَصَائِصُ كَثِيرَةٌ: 1- مِنْهَا: كَوْنُهُ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ كَمَا ذَكَرْنَا. 2- وَمِنْهَا: كَوْنُهُ ﷺ سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ» (1). 3 - وَمِنْهَا: بَعْثَتُهُ ﷺ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً جِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158 ]. وَقَالَ ﷺ : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» (2). وَلَهُ غَيْرُ هَذِهِ الْخَصَائِصِ كَثِيرٌ. ــــــــــــــــــــ (1) أخرجه الترمذي (3148) ، وابن ماجه (4308) من حديث أبي سعيد الخدري ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي «صَحِيحِ الْجَامِعِ» (1468) (2) أخرجه مسلم (153) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ● س100 : مَا هِيَ مُعْجِزَاتُ الْأَنْبِيَاءِ؟ جـ: الْمُعْجِزَاتُ هِيَ أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ مَقْرُونٌ بِالتَّحَدِّي سَالِمٌ عَنِ الْمُعَارَضَةِ، وَهِيَ نَوْعَانِ: 1- إِمَّا حِسِّيَّةٌ تُشَاهَدُ بِالْبَصَرِ أَوْ تُسْمَعُ كَانْقِلَابِ الْعَصَا حَيَّةً. 2- وَإِمَّا مَعْنَوِيَّةٌ تُشَاهَدُ بِالْبَصِيرَةِ كَمُعْجِزَةِ الْقُرْآنِ الْمُعْجِزَةِ الْباَقِيَةِ الْخَالِدَةِ هِيَ هَذَا الْقُرْآنُ الَّذِي لَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ؛ ﴿ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42 ]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 101 : مَا دَلِيلُ إِعْجَازِ الْقُرْآنِ؟ جـ: الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ نُزُولُهُ فِي أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً مُتَحَدِّيًا بِهِ أَفْصَحَ الْخَلْقِ قَائِلًا: ﴿ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ﴾ [الطور: 34]. ﴿ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ ﴾ [هود: 13 ]. ﴿قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ ﴾ [يونس: 38 ]. فَلَمْ يَفْعَلُوا وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ فَنَادَاهُمْ لِيُظْهِرَ عَجْزَهُمْ: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88 ]. وَقَدْ صَنَّفَ الْعُلَمَاءُ فِي وُجُوهِ إِعْجَازِ الْقُرْآنِ وَمَا بَلَغُوا مِنْ ذَلِكَ إِلَّا كَمَا يَأْخُذُ الْعُصْفُورُ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ. ▪️الْإِيمَانُ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ▪️ ● س 102 : مَا دَلِيلُ الْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴾ [الذاريات: 5-6 ]. وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا ﴾ [الحج: 7 ] ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 103 : مَا مَعْنَى الْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ وَمَا الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ؟ جـ: مَعْنَاهُ التَّصْدِيقُ الْجَازِمُ بِإِتْيَانِهِ، وَالْعَمَلُ بِمُوجَبِ ذَلِكَ. وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ: الْإِيمَانُ بِعَلَامَاتِ السَّاعَةِ الَّتِي تَكُونُ قَبْلَهَا، وَبِالْمَوْتِ وَمَا بَعْدَهُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِهِ وَنَعِيمِهِ وَبِالنَّفْخِ فِي الصُّورِ وَخُرُوجِ الْخَلَائِقِ مِنَ الْقُبُورِ وَمَا فِي مَوْقِفِ الْقِيَامَةِ مِنَ الْأَهْوَالِ وَالْأَفْزَاعِ بِمَا فِيهِ مِنْ نَشْرِ الصُّحُفِ، وَوَضْعِ الْمَوَازِينِ، وَبِالصِّرَاطِ وَالْحَوْضِ، وَالشَّفَاعَةِ وَغَيْرِهَا، وَبِالْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا، وَبِالنَّارِ وَعَذَابِهَا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 104 : هَلْ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَتَى تَكُونُ السَّاعَةُ؟ جـ: مَجِيءُ السَّاعَةِ مِنَ مَفَاتِيحِ الْغَيْبِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ تَعَالَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ﴾ [لقمان: 34]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُ هَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ﴾ [الأعراف: 187 ]. وَلَمَّا قَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ ﷺ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) تقدم تخريجه ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 105 : : مَا مِثَالُ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ﴾ [الأنعام: 158]. الْآيَةَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: 82]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 96]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴾ [الدخان:10]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1]. الْآيَاتِ وَغَيْرَهَا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 106 : مَا مِثَالُ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: مِثْلُ أَحَادِيثِ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَحَادِيثِ الدَّابَّةِ، وَأَحَادِيثِ الْفِتَنِ كَالدَّجَّالِ وَالْمَلَاحِمِ، وَأَحَادِيثِ نُزُولِ عِيسَى، وَخُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَأَحَادِيثِ الدُّخَانِ، وَأَحَادِيثِ الرِّيحِ الَّتِي تَقْبِضُ كُلَّ نَفْسٍ مُؤْمِنَةٍ، وَأَحَادِيثِ النَّارِ الَّتِي تَظْهَرُ، وَأَحَادِيثِ الْخُسُوفِ وَغَيْرِهَا. ● س 107 : مَا دَلِيلُ الْإِيمَانِ بِالْمَوْتِ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ ۞ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ [ السجدة: 11] . وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [ آل عمران: 185 ]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [ الأنبياء: 34 ]. وَالْأَمْرُ مُشَاهَدٌ لَا يَجْهَلُهُ أَحَدٌ وَلَيْسَ فِيهِ شَكٌّ وَلَا تَرَدُّدٌ؛ ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [ النحل: 61]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 108 : مَا دَلِيلُ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَنَعِيمِهِ أَوْ عَذَابِهِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 45 ]، ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46 ]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [ إبراهيم: 27]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾ [ التوبة: 101 ]، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 109 : مَا دَلِيلُ ذَلِكَ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ بَلَغَتْ مَبْلَغَ التَّوَاتُرِ، فَمِنْهَا: حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (1). وَقَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعْدُ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» (2). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 1379) ، وَمُسْلِمٌ ( 2866) . (2) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 6366،1372) ، وَمُسْلِمٌ ( 586) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 110 : مَا دَلِيلُ الْبَعْثِ مِنَ الْقُبُورِ؟ جـ: قَوْلُ اللهِ تَعَالَى:﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ﴾ [ الحج: 6-7 ]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ [الروم: 27 ]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ﴾ [ الأنبياء: 104 ]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا * أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا﴾ [ مريم: 66 - 67 ] . وَغَيْرُهَا كَثِيرٌ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 111 : مَا حُكْمُ مَنْ كَذَّبَ بِالْبَعْثِ؟ جـ: هُوَ كَافِرٌ بِاللهِ عزّ وجلّ وَبِكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ ۞ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الرعد:5 ]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [التغابن: 7 ] ، وَغَيْرُهَا مِنَ الْآيَاتِ. وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا، وَأَنَا الْأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (4974) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ● س 112 : مَا دَلِيلُ النَّفْخِ فِي الصُّورِ؟ وَكَمْ نَفَخَاتٌ يُنْفَخُ فِيهِ؟ جـ : قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴾ [الزمر: 68 ]، فَفِي هَذِهِ الْآيَةِ ذَكَرَ نَفْخَتَيْنِ: الْأُولَى: لِلصَّعْقِ. وَالثَّانِيَةُ: لِلْبَعْثِ. وَقِيلَ: إِنَّ النَّفَخَاتِ ثَلَاثُ نَفَخَاتٍ: نَفْخَةُ الْفَزَعِ، وَنَفْخَةُ الصَّعْقِ، وَنَفْخَةُ الْقِيَامِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س113: كَيْفَ صِفَةُ الْحَشْرِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: فِي صِفَتِهِ آيَاتٌ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [الأنعام: 94 ]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴾ [مريم: 85-86 ]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴾ [طه: 108 ]، وَهُوَ نَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَحْشَرِ كَأَخْفَافِ الْإِبِلِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ﴾ [الإسراء: 97 ]، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ كَثِيرٌ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 114 : كَيْفَ صِفَتُهُ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ كَيْفَ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (1). وَقَالَ ﷺ : «إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا». ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ﴾ [الأنبياء: 104]، «وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ» (2) الْحَدِيثَ. وَقَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - فِي ذَلِكَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ؟ فَقَالَ: «الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَلِكَ» (3). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 4760) ، وَمُسْلِمٌ ( 2806) . (2) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 6524) ، وَمُسْلِمٌ ( 2860) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - . (3) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 6527) ، وَمُسْلِمٌ ( 2859) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 115 : كَيْفَ صِفَةُ الْمَوْقِفِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ* مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾ [إبراهيم: 42-43]. الْآيَاتِ. وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴾ [النبأ: 38 ]. الْآيَاتِ وَغَيْرُ ذَلِكَ كَثِيرٌ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 116 : كَيْفَ صِفَةُ الْمَوْقِفِ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: فِيهَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا وَيُلْجِمَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ» (1). وَغَيْرُهَا كَثِيرٌ. ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 6532) ، وَمُسْلِمٌ ( 2863) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 117 : كَيْفَ صِفَةُ الْعَرْضِ وَالْحِسَابِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: قَالَ تَعَالَى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18 ]. الْآيَاتِ. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 6-8 ]. وَقَالَ تَعَالَى ﴿ وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ﴾ [الصافات: 24 ]. الْآيَاتِ، وَغَيْرُهَا كَثِيرٌ. ● س 118 : كَيْفَ صِفَةُ ذَلِكَ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا قَوْلُهُ ﷺ : «مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ». قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : أَلَيْسَ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ﴿ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ [الانشقاق: 8 ]؟ قَالَ: «ذَلِكَ الْعَرْضُ» (1). وَقَالَ ﷺ : «وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» (2). وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيثِ. ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 103) ، وَمُسْلِمٌ ( 2876) من حديث عائشة - رضي الله عنها -. (2) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 1413) ، وَمُسْلِمٌ ( 1016) من حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه -. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 119 : كَيْفَ صِفَةُ نَشْرِ الصُّحُفِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13-14 ]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾ [التكوير: 10 ]. وَالنَّاسُ قِسْمَانِ آخِذٌ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ مِنْ أَمَامَ وَآخِذٌ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س120: مَا دَلِيلُ ذَلِكَ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ؛ مِنْهَا: قَوْلُهُ ﷺ : «يُدْنِي الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ: تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ يَقُولُ: أَعْرِفُ، يَقُولُ: رَبِّ أَعْرِفُ -مَرَّتَيْنِ- فَيَقُولُ: سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ. وَأَمَّا الْآخَرُونَ أَوِ الْكُفَّارُ، فَيُنَادَى عَلَيْهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ: ﴿ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ﴾ [هود:18]» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 4685) ، وَمُسْلِمٌ ( 2768) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 121 : مَا دَلِيلُ الْمِيزَانِ مِنَ الْكِتَابِ؟ وَكَيْفَ صِفَةُ الْوَزْنِ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47 ]. وَقَالَ تَعَالَى فِي الْكَافِرِينَ: ﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْ قِيَامَةِ وَزْنًا﴾ [الكهف: 105 ]، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ. ● س 122: مَا دَلِيلُ ذَلِكَ وَصِفَتُهُ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا حَدِيثُ الْبِطَاقَةِ الَّتِي فِيهَا الشَّهَادَتَانِ، وَأَنَّهَا تَرْجُحُ بِتِسْعِينَ سِجِلًّا مِنَ السَّيِّئَاتِ، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَى الْبَصَرِ» (1). وَمِنْهَا قَوْلُهُ ﷺ فِي ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - : «أَتَعْجَبُونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ» (2). وَقَالَ ﷺ : «إِنَّهُ لَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْعَظِيمِ السَّمِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ اقْرَءُوا: ﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾ [الكهف: 105]» (3)، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيثِ. ــــــــــــــــــــ (1) أخرجه الترمذي (2639) ، وابن ماجه (4300) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (8095،1776) ولفظه : " "إِنَّ الله سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاً، كُلُ سِجِلٍ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئَاً ؟! أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحافِظُونَ ؟! فيَقُولُ: لا يَا رَب. فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ ؟! فَيَقُولُ: لا يَا رَب. فَيَقُولُ: بَلَى، إنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا ( أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ. فَيَقُولُ: يَا رَب مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَع هَذِهِ السِجِلاتُ ؟! فَقَالَ: فَإِنَكَ لا تُظْلَمُ . قالَ: فَتُوْضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالِبطَاقَةُ في كِفَّةٍ، فَطَاشَتْ السِّجِلاتُ وَثَقُلَت البِطَاقَةُ، ولا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ الله شَيْءٌ." (2) أخرجه أحمد (421،420/1) من حديث ابن مسعود ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (2750) (3) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 4729) ، وَمُسْلِمٌ ( 2785) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 123 : مَا دَلِيلُ الصِّرَاطِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: قَالَ اللهُ عزّ وجلّ : ﴿ وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: 71-72 ]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ﴾ [الحديد: 12 ]. الْآيَاتِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 124 : مَا دَلِيلُ ذَلِكَ وَصِفَتُهُ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا: قَوْلُ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه -: «بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (473) ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 125 : مَا دَلِيلُ الْقِصَاصِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40 ]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 69 ] . الْآيَاتِ. ● س 126 : مَا دَلِيلُ الْقِصَاصِ وَصِفَتُهُ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ؛ مِنْهَا: قَوْلُهُ ﷺ : «يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أَذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ» (1). ــــــــــــــــــــ (1) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( 6535) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 127 : مَا دَلِيلُ الْحَوْضِ مِنَ الْكِتَابِ؟ جـ: قَالَ اللهُ عزّ وجل ّ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ : ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1-3 ]. السُّورَةَ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ● س 128 : مَا دَلِيلُهُ وَصِفَتُهُ مِنَ السُّنَّةِ؟ جـ: فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ بَلَغَتْ مَبْلَغَ التَّوَاتُرِ؛ مِنْهَا: قَوْلُهُ ﷺ : «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا» (1). ـــــــــــــــــــ
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا |
أدوات الموضوع | |
|
|