جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
التعامل بين الزوجين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:- يسعدنا أن نقدم لكم حلقة قيّمة من البرنامج الإذاعي الدين المعاملة لفضيلة الشيخ د عبدالعزيز الفوزان (( بعنوان التعامل بين الزوجين -1-)) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين التعامل بين الزوجين حديثنا في هذه الحلقة وما يتلوها سيكون تطبيقات عملية لتعامل الخلق بعضهم مع بعض وأول ما نبدأ به هي أول معاملة يبتلى بها الإنسان وهي التعامل بين الزوجين حيث تكون الأسرة من أساسها وسأتحدث في هذا الباب عن أربعة أمور رئيسة الأول: الحقوق المشتركة بين الزوجين والثاني الحقوق الخاصة بالزوجة والثالث الحقوق الخاصة بالزوج والرابع أختمه بنصائح أبوية غالية أيها الأحبة إن الحياة الزوجية ليست لهو ولعب ولا لذة عابرة أو علاقة مؤقته أو مجرد شهوة وإستمتاع، بل هي والله مسئولية عظيمة وتبعة ثقيلة تحتاج إلى صبر ومجاهدة وحكمة وروية، وتوطين للنفس على القيام بحقوق النكاح وتبعاته ،والحرص على التوافق مع الطرف الأخر وإحتمال زلاته والتغاضي عن أخطائه وهفواته والقيام بمسئولية تربية الأولاد وحسن إعدادهم، ولكن الله تعالى برحمته جعل ذلك الميل الشديد بين الرجل والمرأة وخلق الشهوة الجنسية والرغبة في تحصيل الأهل والذرية ،وجعل هذه الدوافع بقوة الإلحاح بحيث يجد الإنسان عنت ومشقة في تجاهله ، ولا يملك إلا أن يستجيب لها بما شرعه الله تعالى من النكاح ،وبهذا يحصل التزاوج وتتحقق مقاصد النكاح من تحقيق العفاف والصيانة للزوجين، وحصول الرحمة والمودة والسكن بينهما وتعاونهما على القيام بمصالحهما الدينية والدنيوية وعلى تربية الأولاد ورعايتهم ،وبه يحصل التناسل والتكاثر ويستمر النوع الإنساني ويحفظ الأولاد من الهلاك والضياع ،مع مايحصل بذلك من زيادة أعداد المسلمين وتكثير سوادهم وتقوية شوكتهم وإستغنائهم بأبنائهم عن أعدائهم، وما يحصل به كذلك من تنمية الروابط الأسرية وتعزيزها وتوسيع دائرتها وتوثيق عرى الأخوة والمحبة بين المسلمين، لأن النكاح ينشئ علاقات جديدة بين الزوجين وأهلهما ويربط الأسر المتباعدة برباط النكاح والمصاهرة ،لهذا جعل الله الصهر قصيما للنسب فقال {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً }الفرقان54. وإنك لو تأملت حال كثير من حواضر المسلمين وقراهم لوجدت بين أهل تلك الحواضر والقرى من العلاقات الأسرية والروابط العائلية ما يجعل سكان ذلك البلد كأهل بيت واحد، وبخاصة إذا كان البلد صغيرا وما ذلك إلا بسبب المصاهرة والتزاوج وهذا أمر إذا تفطن له الإنسان إزداد يقينا بحكمة الشارع الحكيم وسعة رحمته وإحاطة علمه وعظيم قدرته، وأنه تعالى لا يشرع شيئا لعباده إلا لما فيه من الخير والمصلحة لهم في معاشهم ومعادهم وبعد هذا نصل إلى الحقوق المشتركة بين الزوجين وهي سبعة حقوق على سبيل الإجمال 1-المعاشرة بالمعروف 2-حل الإستمتاع 3-حفظ كل من الزوجين لسر صاحبه 4-حفظ كل منهما لفرجه 5-التعاون على البر والتقوى 6-التعاون على القيام بالمصالح الدنيوية 7-التوارث بين الزوجين أما أول هذه الحقوق وأهمهما وإليه ترجع سائر الحقوق العامة والمشتركة الخاصة بكل من الزوجين على الأخر فهو المعاشرة بالمعروف، وهو الذي جاء عليه النص وتكرر في عدة مواضع من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا حصلت المعاشرة بالمعروف تحققت مقاصد النكاح وتمت الألفة بين الزوجين وقام كل منهما بحق الأخر عليه إذا كانت العلاقة بين الزوجين بتلك الدرجة من القوة والمتانة وحق كل منهما على الأخر بتلك المثابة من الخطورة والأهمية،فإن من أعظم ما يجب على الزوجين المعاشرة بينهما بالمعروف وحسن الصحبة ،وأن يعرف كل منهما ماله وما عليه ،ويقوم بواجبه إتجاه صاحبه ويراقب الله تعالى فيه ،فلا يظلمه ولا يمطل بحقه ولا يحتقره ويهينه ولا يكلفه شططا أو يحمله مالا يطيق، كما قال ربنا عزوجل { َلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} وقد دلت الأية على أن للزوجة على زوجها مثل ما له عليها من المعاملة بالحسنى والمعاشرة بالمعروف، والدفع باللتي هي أحسن والحذر من إيذائها ومضارتها ،وأن يتقي الله تعالى فيها وأن يحب لها ما يحب لنفسه ويأتي إليها بمثل الذي يحب أن تأتي به إليه، حتى لقد قال ابن عباس رضي الله عنهما (إني لأحب أن أتزين لأمرأتي كما أحب أن تتزين لي لأن الله تعالى يقول {َلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} كما أن من حق زوجها عليها أن تعاشره بالمعروف وتعامله بالحسنى وتحسن صحبته ،وذلك بإخلاص الود له وقصر النظر عليه وعدم التطلع إلى غيره والتحبب إليه والتودد له وتأنيسه وملاطفته والتجمل له وحفظ سره وإظهار محبته وتقديره ومشاركته في ألامه وأماله وأفراحه وأتراحه ،وتلقيه إذا دخل بالبشر والسرور والبشاشة والهشاشة والدعاء له بالتوفيق والإعانة ما أجمل أن يسمع الرجل من زوجته حين يجلب حاجة لبيته أو يقدم هدية لزوجته ما أجمل أن يسمع منها كلمات الشكر والدعاء (جزاك الله خير، شكر الله لك،أخلف الله عليك،أسعدك الله كما أسعدتني) ونحو ذلك من الدعوات الجميلة التى لا تكلف المرأة شيئا، وهي تحقق لها الشئ الكثير حيث تشعر الزوج بالإهتمام والتقدير والشكر والإعتراف بالجميل، وتؤجج في نفسه عواطف المحبة والمودة وتدفعه للمزيد من البذل والإكرام ،ومما يشرع لها أن تخدمه الخدمة المعروفة من مثلها لمثله وأن تحرص على إدخال السرور عليه وكسب مودته ورضاه، وأن تقوم بذلك كله من غير تكره ولا تبرم ولا منة ولا أذى ،وإذا فعلت المرأة ذلك محتسبة الأجر عند الله تعالى فلتبشر بخير كثير وأجر كبير وتوفيق حسن في الدنيا والأخرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة ) والحديث رواه الترمذي وابن ماجه وقال عنه الترمذي حديث حسن ومما ينبغي التنبيه إليه أن من أعظم ما يعين على المعاشرة بالمعروف إلزام النفس بالقناعة، فالقناعة كنز لا يفنى وإن التطلع لإستكمال جميع الصفات في الزوج أو الزوجة ضرب من الخيال ،وأمر بعيد المنال ولله وحده الكمال، والإنسان مجبول على النقص والتقصير ،وما من لذة في هذه الدنيا إلا وهي مشوبة بشئ من التنغيص والتكدير، واللذة التامة إنما تكون للمؤمنين في جنات النعيم وإن من أكثر الناس توفيقا وأرجحهم عقلا من يرضى بما قسم الله له ويقنع بما أتاه الله وقديما قالت الحكماء القناعة كنز لا يفنى وأبلغ من هذا قول نبينا صلى الله عليه وسلم ( قد أفلح من أسلم )أي سعد في الدنيا والأخرة ( قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه ) رواه الإمام مسلم ،وإن من أكثر الناس جهلا وأقلهم توفيقا من تضل تقارن زوجها بالأخرين أو من أبتلي بمقارنة زوجته بالأخريات ،وبخاصة من يشاهدهن على القنوات الفضائية وعبر المواقع الإلكترونية ومن النساء المتبرجات المائلات المميلات ،فمثل هذا لن يعجبه شئ ولن يهناء بما بين يديه من الخير وصدق القائل وكنت متى أرسلت طرفك رائدا بقلبك يوم أتعبتك المناظر رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر وللحديث بقية بإذن الله أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ************** |
أدوات الموضوع | |
|
|