#1
|
|||
|
|||
حـوار البؤســــاء
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( حـوار البؤســــاء ))!! *الكـاتب القـــدير* عمر عيسى محمد قـــــــال : سمعتني أبكي ولم تسأل !! فأجاب : لأن الذي أبكاك قد قطع لساني ولم يرحم !! قــــــــال : هل هو ذلك الذي سلبني عيني وقد أصبحت أعوراً ؟؟ فأجاب : نعم وغيرك من هو مسلوب العينين وقد أصبح أعمى !! قــــــــال : لقد صرت ذلك المنهك الذي يجعل من الجدار سندا !! فأجاب : وغيرك منهك وقد لا يجد ذلك الجدار سندا !! قــــــــال : أشـــكو إليك أحوالي لأني أراك تشاطر الأحزان في دمعي !! فأجاب : أشاطرك مجبرا ولو كنت املك الحيلة والقدمين لغادرت أرضك هرباً !! قــــــال : ما الذي خطف الشمس لتكون الأرض ظلاما وقتاماً ؟؟ فأجاب : أناس يفقدون الضمائر نخوةً ويشربون الدموع خمــراً !! قـــــــال : أهـــم من البشــــر أم هم من الحجر أم هم من الغجر ؟؟ فأجاب : بل هم من نطفة غير مخلقة نمت في أرحام الشياطين والبشر !! قـــــــال : أهم يمثلون علامة من علامات الساعة والقيامة ؟؟ فأجاب : بل هم يمثلون ســدنة من سدنة العذاب في سقــــر !! قــــــــال : فلما العذاب في الدنيا قبل موعد القيامة ؟؟ فأجاب : لأنهم يخشون تهرب الناس من الضريبة بحجة القيامة !! قــــــــال : ألا يملكون لحظة من لحظـات الرأفة والرحمـة والشفقة ؟؟ فأجاب : بل يملكون اللحظة بالقدر الذي يكفي لتناول الجباية والرشوة !! قـــــال : ماذا يفيدهم لو ناصرتهم نفاقاً وهتافا وتصفيقاً ؟؟ فأجاب : سوف يرقصون طرباً للحظات ثم يقطعون الرأس للاحتفاظ به !! قـــــــال : عجباً وما فائدة الرأس بغير جســــد ولا بـــــدن ؟؟ فأجاب : فوائد كثيرة منها ختام المسك بالثناء والمديح !! قــــــــال : كيف وقد فارق الدنيا مظلوما ومهضوماً ؟؟ فأجاب : يكفي أنه نقص فاها من الأفواه التي تطالب باللقمة !! قــــــــال : أهؤلاء يدركون أن للكون إله خالق قادر مقتدر ؟؟ فأجاب :لو كانوا يدركون ذلك حقاً لما أوصدوا الآذان بالوقر !! قــــال : صرخة الأطفال جوعاً قد تشطر الأحجار أسفاً فما بال هؤلاء القوم ؟؟ فأجاب : شتان بين حجر يسجد لله خاشعاً وبين إنسان يسجد للسلطة عبادةً !! قــــــــال : سماحة الدين والأخلاق تتجلى في أيدي تزيل الآلام عن الأنفس !! فأجاب : ذاك دين الحق واليقين وليس دين الزيف الذي يخدع بالطلاء !! قــــــــال : فما الحكم يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا ذلك القلب السليم ؟؟ فأجاب : سلامة القلب لدى هؤلاء مرهونة بمدى المنافع في الدنيا !! قــــــــال : ألا يخشون من عقاب وعذاب يوم القيامة ؟؟ فأجاب : بل هؤلاء يرون الظلم صوابا متى ما كان الظلم يناصر العرش !! قــــــــال : عجبا كيف يرون الظلم صوابا والخالق قد حرم الظلم على نفسه ؟؟ فأجاب : ألا ترى أنهم يتمتعون بالمباهج وغيرهم محروم من النعم !! قــــــــال : المقدرة قد تقي من بطش المخلوق ولا تقي من بطش الخالق !! فأجاب : هؤلاء يجهلون أن الله يمهل ولا يهمل فيظنون الإمهال هو رضا الله !! قــــــــال : كيف يكون الرضا من الله على الظلم وهو الحكم العدل ؟؟ فأجاب : لقد فسروا الدين على أهوائهم وقــد أغرهم بالله الغرور !! قـــــــال : لقد ترادفت أوجاع الهموم على الخلائق وهم في ضلال يعمهون !! فأجاب : ولو كانوا يحسون بما يحس به الخلائق لنفضوا الأيدي عن الظلم !! قـــــــال : هؤلاء يطمعون في نيل أركان الدنيا ولا يكفيهم القليل من المتاع !! فأجاب : ومهما يكون عطاء الدنيا من المباهج فإن المباهج زائلة لا محالة !! قــــال : والأمر من كل ذلك أنهم زائلون كذلك مهما تطول بهم السنون !! فأجاب : ولكنهم زائلون عن الدنيا وهم يحملون الأثقال فوق الأكتاف !!. ******************** |
#2
|
||||
|
||||
رد: حـوار البؤســــاء
اقتباس:
لحسن نقلك
__________________
قـلــت :
|
أدوات الموضوع | |
|
|